التفكر
تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة
عن عطاء بن رباح قال: دخلت مع ابن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي اللَّه تعالى عنها فسلمنا عليها
فقال ابن عمر : حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟
فقالت:كل أمره عجيب غير أنه أتاني في ليلتي فدخل معي في فراشي حتى ألصق جلده بجلدي فقال يا عائشة : أتأذنين لي أن أتعبد ربي؟
قلت والله إني لأحب قربك ولأحب هواك
فقام إلى قربة فتوضأ منها ثم قام فبكى وهو قائم حتى بلغت الدموع حجره، ثم اتكأ على شقه الأيمن ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن فبكى حتى رأيت الدموع بلغت الأرض
ثم أتاه بلال بعد ما أذن الفجر فلما رآه يبكي قال : لم تبكي يا رسول اللَّه وقد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال يا بلال : أفلا أكون عبداً شكورا ومالي لا أبكي وقد نزلت عليّ الليلة -{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} - إلى قوله -{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}-
ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها"
وروى عن عامر بن قيس أنه قال: أكثر الناس فرحاً في الآخرة أطولها حزناً في الدنيا، وأكثر الناس ضحكاً في الآخرة أكثرهم بكاء في الدنيا، وأخلص الناس إيماناً يوم القيامة أكثرهم تفكراً في الدنيا.
و روى هذا الخبر أيضاً مرفوعاً عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ولهم بذلك أجر، ومن الناس ناساً مفاتيحاً للشر مغاليق للخير وعليهم بذلك إصر - يعني إثم كبير- طوبى لمن جعل مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وتفكر ساعة لي خير من قيام ليلة"
وروى الأعمش عن عمرو بن مرة "أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرّ بقوم يتفكرون فقال لهم: تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق".
وروى هشام ابن عروة عن أبيه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "
إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السموات؟
فيقول اللَّه تعالى،
فيقول من خلق الأرض؟
فيقول اللَّه تعالى،
فيقول من خلق الله؟
فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله وبرسوله"
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة".
وقال مكحول الشامي رحمه الله: من أوى إلى فراشه ينبغي أن يتفكر فيما صنع في يومه ذلك فإن كان عمل فيه خيرا يحمد اللَّه تعالى على ذلك وإن عمل ذنبا استغفر اللَّه منه ورجع عن قريب، فإن لم يفعل كان كمثل التاجر الذي ينفق ولا يحسب حتى يفلس ولا يشعر.
جماعة من العلماء رفعوا الحديث إلى خالد بن معدان قال "قلت لمعاذ بن جبل حدثني بحديث سمعته عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم حفظته وذكرته كل يوم من وقت ما حدثك به، فبكى معاذ رضي اللَّه تعالى عنه حتى قلت إنه لا يسكت،
ثم سكت ثم قال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، حدثني وأنا رديفه فرفع بصره إلى السماء فقال الحمد لله الذي يقضي في خلقه بما أحب،
ثم قال: يا معاذ
قلت لبيك يا رسول اللَّه إمام الخير ونبي الرحمة،
فقال أحدثك حديثاً ما حدث به نبي أمته إن حفظته نفعك وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند اللَّه يوم القيامة
ثم قال: إن اللَّه تعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض لكل سماء ملك وجعل لكل باب منها بواباً منهم فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح حتى يمسي ثم يرفع وله نور كنور الشمس حتى إذا بلغ سماء الدنيا فيزكيه ويكثره
فيقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا صاحب الغيبة وهو يغتاب المسلمين ولا أدع عمله أن يجاوزني إلى غيري
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد وله نور وضوء حتى ينتهي به إلى السماء الثانية
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك إنه أراد بهذا العمل غرض الدنيا وأنا صاحب عمل الدنيا لا أدع عمله أن يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً به بصدقة وصلاة كثيرة فتعجب الحفظة فيتجاوزون إلى السماء الثالثة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا صاحب الكبر إنه من عمل وتكبر على الناس في مجلسهم فقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد وهو يزهو كما تزهو النجوم بتسبيح وصوم فتمرّ به إلى السماء الرابعة
فيقول له الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا ملك صاحب العجب بنفسه إنه من عمل عملاً وأدخل فيه العجب فقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري فيضرب بالعمل وجهه فيلعنه ثلاثة أيام.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مع الملائكة كالعروس المرفوقة إلى زوجها فتمرّ به إلى ملك السماء الخامسة بالجهاد والصلاة بين الصلاتين
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه واحمله على عاتقه إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله فهو يحسدهم ويقع فيهم فيحمله على عاتقه وتلعنه حفظته ما دام هو في الحياة.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد بوضوء تام وقيام ليل وصلاة كثيرة فيمر إلى السماء السادسة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك صاحب الرحمة إن صاحبك لم يرحم شيئاً فإذا أصاب عبد من عباد اللَّه ذنباً أو ضراً شمت به وقد أمرني ربي أن لا يجاوزني عمله إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد بصدق واجتهاد وورع له ضوء كضوء البرق فتمرّ به إلى ملك السماء السابعة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه واقفل عليه قلبه أنا ملك الحجاب أحجب كل عمل ليس لله تعالى وأنه أراد به الرفعة وذكرا في المجالس وصيتاً في المدائن وقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من خلق حسن وصمت وذكر كثير، وتشبعه ملائكة السموات حتى ينتهوا إلى تحت العرش فيشهدون له
فيقول اللَّه تعالى: أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على ما في نفسه إنه لم يرد بهذا العمل وجهي وأراد غيري فعليه لعنتي
فتقول الملائكة كلهم عليه لعنتك ولعنتنا، وتقول أهل السماء عليه لعنة اللَّه ولعنة سبع سموات وأرضين ولعنتنا،
ثم بكى معاذ رضي اللَّه تعالى عنه وقال: قلت يا رسول اللَّه ما أعمل؟
قال : اقتد بنبيك يا معاذ وعليك باليقين وإن كان في عملك تقصير، واقطع لسانك عن إخوانك، ولتكن ذنوبك عليك ولا تحملها على إخوانك ولا تزك نفسك بتذميم إخوانك، ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك، ولا تراء بعملك الناس" والله الموفق.
تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة
عن عطاء بن رباح قال: دخلت مع ابن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي اللَّه تعالى عنها فسلمنا عليها
فقال ابن عمر : حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟
فقالت:كل أمره عجيب غير أنه أتاني في ليلتي فدخل معي في فراشي حتى ألصق جلده بجلدي فقال يا عائشة : أتأذنين لي أن أتعبد ربي؟
قلت والله إني لأحب قربك ولأحب هواك
فقام إلى قربة فتوضأ منها ثم قام فبكى وهو قائم حتى بلغت الدموع حجره، ثم اتكأ على شقه الأيمن ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن فبكى حتى رأيت الدموع بلغت الأرض
ثم أتاه بلال بعد ما أذن الفجر فلما رآه يبكي قال : لم تبكي يا رسول اللَّه وقد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال يا بلال : أفلا أكون عبداً شكورا ومالي لا أبكي وقد نزلت عليّ الليلة -{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} - إلى قوله -{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}-
ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها"
وروى عن عامر بن قيس أنه قال: أكثر الناس فرحاً في الآخرة أطولها حزناً في الدنيا، وأكثر الناس ضحكاً في الآخرة أكثرهم بكاء في الدنيا، وأخلص الناس إيماناً يوم القيامة أكثرهم تفكراً في الدنيا.
و روى هذا الخبر أيضاً مرفوعاً عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ولهم بذلك أجر، ومن الناس ناساً مفاتيحاً للشر مغاليق للخير وعليهم بذلك إصر - يعني إثم كبير- طوبى لمن جعل مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وتفكر ساعة لي خير من قيام ليلة"
وروى الأعمش عن عمرو بن مرة "أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرّ بقوم يتفكرون فقال لهم: تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق".
وروى هشام ابن عروة عن أبيه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "
إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السموات؟
فيقول اللَّه تعالى،
فيقول من خلق الأرض؟
فيقول اللَّه تعالى،
فيقول من خلق الله؟
فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله وبرسوله"
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة".
وقال مكحول الشامي رحمه الله: من أوى إلى فراشه ينبغي أن يتفكر فيما صنع في يومه ذلك فإن كان عمل فيه خيرا يحمد اللَّه تعالى على ذلك وإن عمل ذنبا استغفر اللَّه منه ورجع عن قريب، فإن لم يفعل كان كمثل التاجر الذي ينفق ولا يحسب حتى يفلس ولا يشعر.
جماعة من العلماء رفعوا الحديث إلى خالد بن معدان قال "قلت لمعاذ بن جبل حدثني بحديث سمعته عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم حفظته وذكرته كل يوم من وقت ما حدثك به، فبكى معاذ رضي اللَّه تعالى عنه حتى قلت إنه لا يسكت،
ثم سكت ثم قال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، حدثني وأنا رديفه فرفع بصره إلى السماء فقال الحمد لله الذي يقضي في خلقه بما أحب،
ثم قال: يا معاذ
قلت لبيك يا رسول اللَّه إمام الخير ونبي الرحمة،
فقال أحدثك حديثاً ما حدث به نبي أمته إن حفظته نفعك وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند اللَّه يوم القيامة
ثم قال: إن اللَّه تعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض لكل سماء ملك وجعل لكل باب منها بواباً منهم فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح حتى يمسي ثم يرفع وله نور كنور الشمس حتى إذا بلغ سماء الدنيا فيزكيه ويكثره
فيقول الملك: قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا صاحب الغيبة وهو يغتاب المسلمين ولا أدع عمله أن يجاوزني إلى غيري
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد وله نور وضوء حتى ينتهي به إلى السماء الثانية
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك إنه أراد بهذا العمل غرض الدنيا وأنا صاحب عمل الدنيا لا أدع عمله أن يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً به بصدقة وصلاة كثيرة فتعجب الحفظة فيتجاوزون إلى السماء الثالثة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا صاحب الكبر إنه من عمل وتكبر على الناس في مجلسهم فقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد وهو يزهو كما تزهو النجوم بتسبيح وصوم فتمرّ به إلى السماء الرابعة
فيقول له الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وقل له لا غفر اللَّه لك أنا ملك صاحب العجب بنفسه إنه من عمل عملاً وأدخل فيه العجب فقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري فيضرب بالعمل وجهه فيلعنه ثلاثة أيام.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مع الملائكة كالعروس المرفوقة إلى زوجها فتمرّ به إلى ملك السماء الخامسة بالجهاد والصلاة بين الصلاتين
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه واحمله على عاتقه إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله فهو يحسدهم ويقع فيهم فيحمله على عاتقه وتلعنه حفظته ما دام هو في الحياة.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد بوضوء تام وقيام ليل وصلاة كثيرة فيمر إلى السماء السادسة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك صاحب الرحمة إن صاحبك لم يرحم شيئاً فإذا أصاب عبد من عباد اللَّه ذنباً أو ضراً شمت به وقد أمرني ربي أن لا يجاوزني عمله إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد بصدق واجتهاد وورع له ضوء كضوء البرق فتمرّ به إلى ملك السماء السابعة
فيقول الملك قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه واقفل عليه قلبه أنا ملك الحجاب أحجب كل عمل ليس لله تعالى وأنه أراد به الرفعة وذكرا في المجالس وصيتاً في المدائن وقد أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.
قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من خلق حسن وصمت وذكر كثير، وتشبعه ملائكة السموات حتى ينتهوا إلى تحت العرش فيشهدون له
فيقول اللَّه تعالى: أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على ما في نفسه إنه لم يرد بهذا العمل وجهي وأراد غيري فعليه لعنتي
فتقول الملائكة كلهم عليه لعنتك ولعنتنا، وتقول أهل السماء عليه لعنة اللَّه ولعنة سبع سموات وأرضين ولعنتنا،
ثم بكى معاذ رضي اللَّه تعالى عنه وقال: قلت يا رسول اللَّه ما أعمل؟
قال : اقتد بنبيك يا معاذ وعليك باليقين وإن كان في عملك تقصير، واقطع لسانك عن إخوانك، ولتكن ذنوبك عليك ولا تحملها على إخوانك ولا تزك نفسك بتذميم إخوانك، ولا ترفع نفسك بوضع إخوانك، ولا تراء بعملك الناس" والله الموفق.