منتديات احلى حكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احلى حكاية دخول

موقع خاص بالتصاميم وتحويل الاستايلات واكواد حصريه لخدمه مواقع احلى منتدى


descriptionعبادة التفكر والتدبر مقصد من مقاصد الشهر الكريم Emptyعبادة التفكر والتدبر مقصد من مقاصد الشهر الكريم

more_horiz
في رمضان تتعدد الخيرات، وتتنوع الطاعات، فتسمو الروح إلى آفاق الصفاء والنور،
وتتسع في النفس مساحات البهجة والسرور، وتحيا القلوب وتصفو العقول،
وتسعد الجوارح بالإقبال على القُرب التي تجد فيه لذتها وأنسها


هناك عبادة عظيمة من العبادات التي قد يكون الصيام الصحيح سبباً لقيام العبد بها؛
لأن هذه العبادة تفتقر إلى انتشال النفس من لهو الدنيا ومشاغلها، 
وتصفية العقل من مكدراته التي قد تحول دون الوصول إلى هذه العبادة.



تحتاج هذه العبادة إلى وقفة وتريث وإعمال للروح واللب والقلب معاً. 
ولا شك أن رمضان إذا صيم الصيامَ الشرعي مِن أحسن الأحوال
للسياحة في آفاق هذه العبادة الشريفة.
هذه العبادة هي: التفكر.


نعم، التفكر بمعناه الشامل في ملكوت الله وأمره،
وتشريعه لخلقه، وفي مصالح العباد وطرق اجتلابها، 
وفي مفاسد المعاد وطرق اجتنابها.

لقد دعا القرآن الكريم الإنسان إلى التفكر وإعمال النظر؛
لما في ذلك من آثار حسنة، وعوائد حميدة.


قال بعض العلماء: "كثر الحث في كتاب الله تعالى على التدبر والاعتبار والنظر والافتكار،
ولا يخفى أن الفكر هو مفتاح الأنوار، ومبدأ الاستبصار وهو شبكة العلوم، 
ومصيدة المعارف والفهوم، وأكثر الناس قد عرفوا فضله ورتبته، 
لكن جهلوا حقيقته وثمرته".


إن من أحسن الأحوال التي تعين على التفكر: الصيام؛ 
وذلك أن التقليل من الطعام والشراب والشهوات،
والإقبال على قراءة القرآن وكثرة الصلاة 
وغيرهما من سائر العبادات تصقل الروح، 
وتصفي العقل، وتطهر القلب

فيا أيها الصائم الكريم، تفكر في أسماء الله وصفاته 
في معانيها وآثارها في خلقه تعالى،
انظر إلى حلم الله عز وجل ورحمته بعباده، 
﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ 
وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ
لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [النحل: 61].

وتفكر في عظمته؛ لتربي هيبته في قلبك؛ فتسعى لعبوديته
، قال تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ 
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ 
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].


تفكر في شريعة الإسلام التي منَّ الله بها عليك، 
كيف أكملها وأتمها، ويسرها ورفع الحرج عنها، 
وكيف كانت مراعية لمصالح الخلق في كل زمان ومكان،
شاملة لكل ما يهمهم، باقية قوية صامدة شامخة 
رغم شدة الحرب عليها والتآمر على مبادئها وأحكامها السماوية الخالدة، 
قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]. 
وقال: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38].


هلا وقفنا وقفة تفكر صادقة، 
ونظرنا إلى هذه الدنيا التي نعيش فيها، 
وتأملنا في حقارتها وقلتها، وسرعة زوالها وتحولها، 
وكدر عيشها وتغير ما فيها، 
ماذا أخذ منها من دخلها حينما فارقها؟!
ألم يأن للسكرى بشهواتها 
وهواها أن يصحوا ليعرفوا الحقيقة

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ 
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا 
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]


وفي مقابل ذلك أما تفكرنا في الآخرة الدار الباقية،
وتأملنا في دوامها وخلودها، وراحتها وسعودها، 
واستمرار طيبها ولذائذها، 
وذهاب الأحزان والعناء عند دخولها، 
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34].


ثم تفكر - أيها المسلم - في بضاعتك التي ستقدم بها على الله تعالى،
ماذا عملت، وكيف عملت؟ 
قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

إن عبادة التفكر تدل المتفكر على طريق الجنة 
فيعمل لها قبل مفاجأة الموت. 
وقد لِيمَ لقمانُ رحمه الله تعالى على الوحدة فقال للائمه: 
"إن طول الوحدة أفهم للفكر، وطول الفكر دليل على طريق الجنة".
وحينما يتفكر الإنسان يدعوه ذلك إلى فعل الخيرات وترك المنكرات؛ 
لأنه علمَ بذلك أنه خلق لغاية فلا بد من سعيه لها.


ألا رحم الله امرئ تفكر قبل أن يُقبر،
فساقه تفكره إلى إحسان العمل،
وإصلاح الخلل، قبل حضور الأجل.
وتفكر في دنياه فلم يركن إليها، ولم يشغل قلبه بها، 
وتفكر في آخرته فأعد زاد النجاة، 
وبعث قلبه إليها فعاش في الدنيا غريباً بين أهلها؛ 
لأن دار أُنسه الحقيقية هي دار السلام بجوار الرب السلام

descriptionعبادة التفكر والتدبر مقصد من مقاصد الشهر الكريم Emptyرد: عبادة التفكر والتدبر مقصد من مقاصد الشهر الكريم

more_horiz
موضوع روعة اخي جزاك الله الف خير
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد