منتديات احلى حكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احلى حكاية دخول

موقع خاص بالتصاميم وتحويل الاستايلات واكواد حصريه لخدمه مواقع احلى منتدى


موسوعة علوم اللغة

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyموسوعة علوم اللغة

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الكتاب : المقتضب
المؤلف : محمد بن يزيد المبرد، أبو العباس (المتوفى : 285هـ)

الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وجوه العربية وإعراب الأسماء والأفعال
فالكلام كله: اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى. لا يخلو الكلام - عربيّا كان أو أعجميّا من هذه الثلاثة.
والمعرب: الاسم المتمكّن، والفعل المضارع. وسنأتي على تفسير ذلك كله إن شاء الله.
أما الأسماء فما كان واقعاً على معنى، نحو: رجل، وفرس، وزيد، وعمرو، وما أشبه ذلك وتعتبر الأسماء بواحدة: كل ما دخل عليه حرف من حروف الجر فهو اسم، وإن امتنع من ذلك فليس باسم.
وإعراب الأسماء على ثلاثة أضرب: على الرفع، والنصب، والجر.
فأما رفع الواحد المعرب غير المعتل فالضم ؛ نحو قولك: زيدٌ، وعبد الله، وعمرٌو.
ونصبه بالفتح: نحو قولك: زيداً، وعمرواً، وعبد الله.
وجرّه بالكسرة ؛ نحو قولك: زيدٍ، وعمروٍ، وعبد الله.
فهذه الحركات تسمى بهذه الأسماء إذا كان الشيء معرباً، فإن كان مبنيّاً لا يزول من حركة إلى أخرى، نحو: حيث، وقبل، وبعد - قيل له مضموم. ولم يقل مرفوع ؛ لأنه لا يزول عن الضم.
وأين و كيف يقال له مفتوح، ولا يقال له منصوب، لأنه لا يزول عن الفتح.
ونحو: هؤلاء، وحذار، وأمس مكسورٌ، ولا يقال له مجرور، لأنه لا يزول عن الكسر وكذلك من، وهل، وبل يقال له موقوف، ولا يقال له مجزوم. لأنه لا يزول عن الوقف.
وإذا ثنّيت الواحد ألحقته ألفاً، ونوناً في الرفع.
أما الألف فإنها علامة الرفع، وأما النون فإنها بدل من الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد. فإن كان الاسم مجروراً أو منصوباً، فعلامته ياءٌ مكان الألف وذلك قولك: جاءني الرجلان، ورأيت. الرجلين، ومررت بالرجلين.
يستوى النصب، والجر في ذلك، وتكسر النون من الاثنين لعلة سنذكرها مع ذكر استواء الجر، والنصب في موضعها إن شاء الله.
فإن جمعت الاسم على حدّ التثنية ألحقته في الرفع واواً، ونوناً.
أما الواو فعلامة الرفع، وأما النون فبدلٌ من الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد. ويكون فيه في الجر، والنصب ياء مكان الواو. ويستوي الجر، والنصب في هذا الجمع ؛ كما استويا في التثنية ؛ لأن هذا الجمع على حد التثنية، وهو الجمع الصحيح.
وإنما كان كذلك ؛ لأنك إذا ذكرت الواحد، نحو قولك: مسلم ثم ثنّيته أدّيت بناءه كما كان، ثم زدت عليه ألفاً، نوناً، أو ياء ونوناً فإذا جمعته على هذا الحدّ أديت بناءه أيضاً، ثم زدت عليه واواً، ونوناً، أو ياء ونوناً، ولم تغيّر بناء الواحد عمّا كان عليه.
وليس هكذا سائر الجمع ؛ لأنك تكسر الواحد عن بنائه، نحو. قولك: درهم، ثم تقول: دراهم: تفتح الدال، وكانت مكسورة، وتكسر الهاء وكانت مفتوحة، وتفصل بين الراء والهاء بألف تدخلها. وكذلك أكلب، وأفلس، وغلمان.
فلذلك قيل لكل جمع بغير الواو، والنون: جمع تكسير. ويكون إعرابه كإعراب الواحد ؛ لأنه لم يأت على حد التثنية.
ونون الجمع الذي على حد التثنية أبداً مفتوحة.
وإنما حركت نون الجمع، ونون الاثنين، لالتقاء الساكنين، فحركت نون الجمع بالفتح لأن الكسر، والضم لا يصلحان فيها. وذلك أنها تقع بعد واو مضموم ما قبلها، أو ياءٍ مكسور ما قبلها، ولا يستقيم توالي الكسرات والضّمّات مع الياء والواو، ففتحت.
وكسرت نون الاثنين، لالتقاء الساكنين على أصل ما يجب فيهما إذا التقيا. ولم تكن فيهما مثل هذه العلّة فتمتنع.
وإذا جمعت المؤنث على حدّ التثنية فإن نظير قولك: مسلمون في جمع مسلم أن تقول في مسلمة: مسلمات، فاعلم.
وإنّما حذفت التاء من مسلمة ؛ لأنها علم التأنيث، والألف والتاء في مسلمات علم التأنيث ومحال أن يدخل تأنيث على تأنيث.
فإذا أردت رفعه قلت: مسلماتٌ فاعلم، ونصبه وجرّه: مسلماتٍ.
يستوي الجر، والنصب ؛ كما استويا في مسلمين، لأن هذا في المؤنث نظير ذلك في المذكر.
وإنما استوى الجر والنصب في التثنية، والجمع ؛ لاستوائهما في الكناية. تقول: مررت بك، ورأيتك. واستواؤهما أنهما مفعولان ؛ لأن معنى قولك: مررت بزيد: أي فعلت هذا به. فعلى هذا تجري التثنية، والجمع في المذكر، والمؤنث من الأسماء.
فأما الأفعال فإنا أخرنا ذكرها حتى نضعها في مواضعها. بجميع تفسيرها إن شاء الله.
هذا باب
الفاعل
وهو رفع. وذلك قولك: قام عبد الله، وجلس زيدٌ.

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
وتقول في الغائب: رأيته، ومررت به. ورأيتها، ومررت بها للمؤنث، ورأيتهما، ومررت بهما للمذكر والمؤنث، ورأيتهم، ومررت بهم للمذكر، ورأيتهن، ومررت بهن للمؤنث، ورأيتكن، ومررت بكن للمخاطبات، وللمذكر رأيتكم، ومررت بكم.
وكذلك تقول: هذا الضاربي، الياء في موضع نصب. وهذا الماربي، الياء في موضع خفض.
فأما قولك: ضربني، وأكرمني فإنما الاسم الياء، وهذه النون زائدة. زادوها عمادا للفعل، لأن الأفعال لا يدخلها كسر ولا جر. وهذه الياء تكسر ما قبلها.
تقول: هذا غلامي، ورأيت غلامي، فتكسر الميم التي موضعها مرفوع ومنصوب، فزيدت هذه النون، لتسلم فتحة الفعل في الماضي، وإعرابه في إعرابه.
وذلك ضربني، ويضربني، كما تفعل في الخفض إذا أردت سلامة ما قبل الباء.
تقول: مني وعني، الأن مِنْ، و عنْ لا تحرك نونهما، لأنهما حروف مبنية، وكذلك قطنى، وقدني وما كان كمثل ذلك.
وإنما زيدت النون، لأنها تزاد في الأواخر، كالتنوين الذي يلحق الأسماء، والنون الخفية والثقيلة التي تلحق الأفعال، والنون التي تزاد مع الألف في فعلان، والنون حرف أغن مضارع حروف المد والين .
هذا باب
الإضمار الذي يلحق الواحد الغائب
وتفسير أصله، وأين يجوز أن يبدل من الواو التي تلحقها الياء والعلة في ذلك ؟
فالأصل في هذا الضمير أن تتبع هاءه واو. فالاسم الهاء وحدها، والواو تلحقها لخفاء الهاء. فإذا وقفت وقفت بالهاء وحدها، لئلا يكون الزاز بمنزلة الحروف الأصلية. وذلك قولك: رأيته، وأعطيته إذا وقفت.
فإذا وصلت قلت: أعطيتهو يا رجل، وجاءني غلامهو فاعلم، ورأيت غلامهو يا فتى، ومررت بغلامهو، ومررت بهو، و " فخسفنا بهو وبدارهو الأرض " ، وعليهو مال، وهذه عصاهو يافتى، وهذا أخوهو فاعلم.
هذا الأصل في هذا كله .
فإن كان قبل هذه الهاء ياءٌ أو كسرة، كان الأحسن أن تبدل من ضمتها كسرة، لاستثقالهم الضمة بعد الياء، والكسرة، ومن الواو ياء.
وإن جئت بها على الأصل كما بدأنا به فعربي جيد .
فأما ما كانت قبلها كسرة فنحو: مررت بهى يا فتى، ونزلت في دارهى يا هذا، ونحو ذلك ، وأما ما كان بالياء فإنما يصلح إذا كانت الياء ساكنة، نحو نزلت عليهى يا فتى، وذهبت إليهى يا رجل.
وإن شئت حذفت التي بعد الهاء، لسكونها وسكون الياء، لأن الهاء التي بينهما حاجز ليس بحصين. فتقول: نزلت عليه يا فتى، وذهبت إليه فاعلم.
وكذلك تفعل بما كان مثله نحو قوله عز وجل " فألقى موسى عصاه " ، لأن هذا يشبه بالتقاء الساكنين، لخفاء الهاء.
فإن كانت الياء متحركة لم يكن ذلك، لأن الحركة حاجزة بينهما. تقول: رأيت قاضيهو يا فتى، وكلمت غازيهو فاعلم.
فإن كانت هذه الهاء لمؤنث لزمتها الألف والفتحة، للفصل بين المؤنث والمذكر، وجرى ذلك في الوقف مجراه في الوصل، لخفة الفتحة والألف، كما أنك تقول: رأيت زيدا في النصب، وتقف في الرفع والخفض بغير واو ولا ياءٍ، ذولك قولك: رأيتها، وضربتها، وهذا غازيها، ورأيت قاضيها.
هذا باب
ما يختار فيه حذف الواو والياء من هذه الهاءات
اعلم أنه إذا كان قبل هاء المذكر ياءٌ ساكنة، أو واو ساكنة، أو ألف كان الذي يختار حذف الواو والياء بعدها.
وذلك ؛ لأن قبلها حرف لين، وهي خفية، وبعدها حرف لين، فكرهوا اجتماع حرفين ساكنين كلاهما حرف لين ليس بينهما إلا حرف خفى، مخرجه مخرج الألف وهي إحدى هذه الثلاث.
وذلك قوله " فألقى موسى عصاه " " وعليه ما حمل " وفيه بصائر ورأيت قفاه يافتى.
وإن أتممت فعربى حسن، وهو الأصل، وهو الاختيار، لما ذكرت لك. فإن كا قبل الهاء حرف ساكن ليس من هذه الحروف، فإن سيبويه والخليل يختاران الإتمام.
والحذف عندى أحسن. وذلك قوله " منه آياتٌ محكماتٌ " ، ومن لدنه يا فتى، في إلا ....
وسيبويه، والخليل يختازان إتمام الواو، لما ذكرت لك، فالإتمام عندهما أجود، لأنها قد خرجت من حروف اللين تقول رأيت ... يا فتى.
واعلم أن الشعراء يضطرون فيحذفون هذه الياء والواو، ويبقون الحركة، لأنها ليست بأصل كما يحذفون سائر الزوائد. فمن ذلك قول الشاعر:
فإن يك غثاً أو سمينا فإنني ... سأجعل عينيهي لنفسه مقنعا
وقال الآخر:
وما له من مجدٍ قديم ولا له ... من الريح حظٌ لا الجنوب، ولا الصبا
وقال:

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
له زجلٌ كأنه صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير
وهذا كثير في الشعر جدا.
وقد اضطر الشاعر أشد من هذه الضرورة، فحذف الحركة مع الحرف، وكان ذلك جائزا؛ لأنها زيادة. وهو قوله:
فظلت لدى البيت العتيق أريغه ... ومطواى مشتاقان له أرقان
هذا باب
إضمار جمع المذكر
اعلم أن حد الإضمار أن يكون كافا، وميما، وواوا إذا كان المخاطبون مذكرين.
فتقول: ضربتكمو ياقوم، ورأيتكمو المنطلقين.
وإنما كانت الواو لهذا لازمة، لأن التثنية رأيتكما، وإذا لزمت التثنية الألف لزمت الجمع الواو كقولك: مسلمان، ومسلمون.
ولكنك تحذف إن شئت هذه الواو استخفافا - فتقول: رأيتكهم، زضربتكم.
وإنما كان ذلك، لأن التثنية تلزمها الألف، فلا يكون ها هنا التباس.
فإن قال قائل: فلم لم تحذف الألف من الاثنين، وتبقى الواو في الجمع ؟ قيل: لما تقدم ذكره من خفة الفتحة والألف.
ألا ترى أنك تقول في المؤنث: مررت بها، فلا تقف إلا بالألف، وفي وقف المذكر: مررت به، ورأيته، بغير ياء ولا واو، كما وصفت لك في قولك: مررت بزيد، ورأيت زيدا.
فإن قال قائل: فما بالكم إذا قلتكم: رأيتكم حذفتم الواو، ولم تثبتوا الحركة ؟ قيل: لأن الضمة في الاستثقال مع هذا كالواو، وإنما بقيت الحركة في الواحد في قوله: " منه آياتٌ محكماتٌ " و " عليه ما حمل " ، لأن ما قبل الهاء ساكن فلم يجوز إسكانها، فيلتقى ساكنان.
وإن خبرت عن جماعة مخاطبين أنهم فعلوا فحقه أن يقال: فعلتمو، وذهبتمو، كما يقال للاثنين: فعلتما.
وأما الكاف في ضربتكم فإنما جاءت، لأنها ضمير المتصوب والمخفوض ثم لحقها زيادة للجمع.
ألا ترى أنك تقول ضربتك، وضربتكتما، وضربتكمو.
وتقول: إذا كانوا فاعلين، ضربت، ضربتما، وضربتموه.
وتقول ضربتم بغير واو ولما أخبرتك في أول باب، فهذا ذاك بعينه.
فإن كان المذكرون غيابا وضعت الهاء مكان الكاف إذا كانوا منصوبين، أو مخفوضين.
تقول: رأيتهمو يا فتى، ومررت بهمو فاعلم.
ويجوز الحذف، ويكون حسنا يختاره أكثر الناس، كما كان في المخاطبين، إلا أنه يجوز الهاء أن تكسر إذا كان قبلها كسرة، أو ياء.
فتقول: مررت بهمى، وتزلت عليهمى.
ومن حذف قال: مررت بهم، ونزلت عليهم.
وإنما جاز هذا في الهاء، لخفائها كما ذكرت لك في الواحد، ومنهم من يكسر الهاء لخفائها ويدع ما بعدها مضموما لأنه ليس من الحروف الخفية. فيقول: مررت بهمو، والإتباع أحسن وهو أن يقول: مررت بهمى، ونزلت عليهمى.
وناس من بكر بن وائل يجرون الكاف مجرى الهاء، إذا كانت مهموسة مثلها وكانت علامة إضمار كالهاء.
وذلك غلط منهم فاحش، لأنها لم تشببها في الخفاء الذي من أجله جاز ذلك في الهاء.
وإنما ينبغي أن يجرى الحرف مجرى غيره إذا أشبههه في علته، فيقولون: مررت بكم، وينشدون هذا البيت:
وإن قال مولاهم على جل حادثٍ ... من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا
وهذا خطأ عند أهل النظر مردود.
واعلم أن المذكر الواحد لا تظهر له علامة في الفعل. وذلك قولك: زيد قام، وإنما ضميره في النية.
وإنما كان للمخاطب علامة الجهة حرف المخاطبة.
فإن ثنيت الغائب ألحقته ألفا فقلت: فَعَلا، وإن جمعته ألحقت واوا فقلت: فَعَلُوا، لأن الألف إذا لحقت في التثنية لحقت الواو في الجمع.
فأما يفعلون وما كان مثله فإنا أخرنا ذكره حتى نذكره في إعراب الأفعال.
واعلم أن المؤنث يجرى فيما ذكرنا مجرى المذكر، إلا أن علامة المؤنث المخاطب أن يلحقه الكسرة، لأن الكسرة مما تؤنث.
وجمع المؤنث بالنون مكان الميم.
فكل موضع لآ تكون علامة المذكر فيه واوا في الأصل فالنون للمؤنث قفيه مضاعفة. ليكون الحرفان بإزاء الحرفين.
وكل موضع علامة المذكر فيه الواو وحدها فنون المؤنث فيه مفردة.
وتقول فيما كان لمؤنث: ضربتن وقلتن وقلت للمذكرين: ضربتمو وقلتمو، في المفعول: ضربتكن كما تقول: ضربتكمو، وأكرمتكمو.
والموضع الذي تكون فيه مفردة ضربن كما تقول للمذكرين: ضربوا، وأكرموا فلا تلحق إلا واوا واحدة.
فإن قلت: فما بال الواو ساكنة، ونون جمع المؤنث متحركة ؟ قيل: نون التأنيث أصلها السكون، ولكنها حركمت لا لتقاء الساكنين، لأن ما قبلها لا يكون إلا ساكنا.


--------------------------------------------------------------------------------

فإن قيل: فلم فتحت ؟ فالجواب في ذلك أنه نون جمع فحملت على نظيرها.
ومن قال: قمتم، وضربتم لم يحذف إحدى النونين، لأنها إنما تحذف ها هنا استثقالا للضمة، والواو، ولولا ذلك لكان الأصل إثابتها، وإنما هي في المؤنث نون مدغمة، فإذا أدغمت الحرف في الحرف رفعت لسانك رفعةً واحدة .

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
الكتاب : جمهرة اللغة
المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى : 321هـ)

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
الكتاب : جمهرة اللغة
المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى : 321هـ)

باب الثنائي الصحيح
ما جاء على بناء فَعْل وفُعْل وفِعْل من الأسماء والمصادر. والثنائي الصحيح لا يكون حرفين إلّا والثاني ثقيل حق يصير ثلاثة أحرف: اللفظ ثنائي والمعنى ثلاثي. وإنما سُمّي ثنائياً للفظه وصُورته، فإذا صرتَ إلى المعنى والحقيقْة كان الحرفُ الأول أحدَ الحروف المعجمة والثاني حرفين مثلين أحدهما مدغمِ في الأخر نحو: بَتُّ يَبُت بَتاً، في معنى قطع، وكان أصله بَتتَ، فأدغموا التاء في التاء فقالوا: بت، وأصل وزن الكلمة فَعَلَ، وهو ثلاثة أحرف، فلما مازجها الإدغام رجعتْ إلى حرفين في اللفظ، فقالوا: بَتَّ، فأدغمت إحدى التائين في الأخرى؛ وكذلك كل ما أشبهها من الحروف المعجمة.
باب الألف
أ - ب - ب
أب، والأب: المَرْعى. قال الله عزَّ وجل: " وفاكِهَةً وأًبا " . قال الشاعر:
جذمنا قيس ونجد دارُنا ... ولنا الأب بها والمَكْرَعُ
والمَكْرَع: الذي تكرع فيه الماشية مثل ماء السماء، يقال: كَرَعَ في الماء، إذا غابت فيه أكارعُه؛ وكذلك نخل كوارع، إذا كانت أصولها في الماء. وأب أبا للشيء، إذا تهيّأ له أو همّ به. قال الأعشى:
صَرَمْتُ ولم أصرِمكمُ وكصارم ... أخ قد طوى كَشْحاً وأب لِيذهبا
والأبّ: النِّزاع إلى الوطن. قال هشام بن عُقْبة أخو ذي الرّمة:
وأب ذو المَحْضَرِ البادي إبابتَهُ ... وقَوَّضَتْ نية أطنابَ تَخييم
قال أبو بكر: وكان الذي يجب في هذه الأبنية أن نسوق معكوسها فنجعله باباً واحداً، فكرهنا التطويل فجمعناه في باب الهمزة وستراه إن شاء الله تعالى.
فأما الأبُ، الوالد، فناقص وليس من هذا؛ قالوا أب، فلما ثَنَّوا قالوا: أبَوان. وكذلك أخ وأخوان. وللناقص باب في آخر الكتاب مُجمل مفسَّر ستقف عليه إن شاء الله وبه العون. وأبَّ الرجلُ إلى سيفه، إذا ردّ يده إليه ليستلَّه.
أ - ت - ت
أته يَؤتهُ أتاً في بعض اللغات، مثل غَتَه، إذا غَتة بالكلام أو كَبَتَه بالحُجة.
أ - ث - ث
أثَّ النص يَئِثُّ ويَؤثّ أثّا، إذا كثر والتفّ، ويئث أكثر من يؤث.
والنبت أثيث، والشَعَر أثيث أيضاً.
وكل شيء وطّأته ووثّرته من فراش أو بساط فقد أثثْتَه تأثيثاً. والأثاث، أثاث البيت، من هذا. قال الراجز في النبت:
يَخبِطْنَ منه نَبْتَه الأثيثا ... حتّى ترى قائمَه جَثيثا
أي مجثوثاً مقلوعاً. وقال اللهّ تبارك وتعالى: " أثاثاً ورئياً " ، وقال أبو عبيدة: مَتاع البيت: وقال النّميري الثَّقَفي وإنما قيل له النُّميري لأن اسمه محمد بن عبد الله بن نُمير بن أبي نُمير:
أهاجَتْكَ الظعائنُ يومَ بانُوا ... بذي الزِّيِّ الجَميل من الأثاثِ
وأحسب أن اشتقاق أثاثة من هذا.
وقال رؤبة:
ومِن هَوايَ الرُّجَّحُ الأثائثُ ... تمِيلُها أعحازُها الأواعِث
الأثائث: الوثيرات الكثيرات اللحم.
وقد جمعوا أثيثة إثاثاً، ووثيرة وِثاراً، وبه سُمِّي الرجل أثاثة.
أ - ج - ج
أج الظليم يَئجُّ، وقالوا يَؤجّ أجاً، إذا سمعتَ حفيفَه في عدوه. وكذلك: أجيج الكير من حفيف النار. وقال الشاعر يصف ناقة:
فراحتْ وأطرافُ الضُوَى محزَئلَّة ... تَئج كما أج الظَّليم المفزع
وقِال الآخر:
كأنَ ترددَ أنفاسِهِ ... أجيجُ ضرامٍ زَفَتْهُ الشَمالُ
يصف فرساً واسع المَنْخِر. والماء الأجَاج: المِلْح. ويقال: سمعت أجةَ القوم، يعني حفيف مشيهم أو اختلاط كلامهم. وأج القومُ يَئجّون أجاً، إذا سمعتَ لهم حفيفاً عد مشيهم. والأجّة: شدة الحرّ.
وأجة كل شيء: أعظمه وأشدّه.
أ - ح - ح
أحّ: حكاية تنحنح أو توجّع. وأحَ الرجلُ، إذا ردد التنحنحَ في حلقه. وسمعت لفُلان أحّةً وأحاحاً وأحيحاً، إذا رأيتَه يتوجع من غيظ أو حزن. وفي قلبه أحاح وأحيح. والأحةُ أيضاً كذلك. ومنه اشتقاق أحَيْحَةَ. قال الراجز:
يَطْوي الحيازيمَ على أحاح
وأحيْحَة: أحد رجالهم من الأوس، وهو أحيحة بن الجلاح الشاعر، كان رئيس القوم في الجاهلية.
أ - خ - خ

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
الوَأى: الشديد، وكذلك الزِّبِر: الصلب الشديد، وأحسبه أيضاً مِن زَبْرَ البئرِ وهو أن تطويَها بالحجارة، وهو فِعِلّ من زبرتُ البئرَ أزْبُرها زبْراً وزِبِرا، بكسر الباء والزاي. والعلابط: العريض. مِئَرّ: مفْعَل من أرَ يؤرّ أراً، وهو آر. وفي الحديث: " الفقير الذي لا زَبْرَ له " ، أي. لا معتمَدَ له.
أ - ز - ز
أزّ يؤزُّ أزُّاً، والأزّ: الحركة الشديدة. وأزَتِ القِدر، إذا اشتدّ غليانُها. وفي كتاب الله تعالى: " تَؤُزهم أزاً " .
والمصدر الأز والأزيز والأزاز. قال رؤبة:
لا يَأخُذُ التأفيكُ والتَحَزّي ... فينا ولا طَيْخُ العدى ذو الأزِّ
التأفيك من قولهم: أفك الرجلُ عن الطريق، إذا ضلّ عنه. وفي القرآن العزيز: " يُؤْفَكُ عنه مَنْ إفِك " . قال: يُصرف عنه، وقوله عزّ وجلّ: " فأنى يُؤْفَكون " ، أي يُصرفون، والله أعلم. والتحزّي: التكهّن؛ والحازي: الكاهن؛ والطيْخ: التكبر والإنهماك في الأباطيل؛ يقول. إنا لا نستضعف. ويقال: بيت أزَز، إذا امتلأ ناساً.
أ - س - س
الأس: أس البناءِ؛ أسَّهُ يؤسّه أسّاً. وأصْلُ الرجل: أسه أيضاً. وقالوا: الأس أيضاً. ومثل من أمثالهم: " ألصِقوا الحَسَ بالأسّ " " . والحَسّ في هذا الموضع: الشر يقول: ألحِقوا الشرَّ بأصولِ مَن عاديتْم. قال الراجز في أس البناءِ - وأحسبه لكذّاب بني الحرماز:
وأس مجد ثابت وطيدُ ... نالَ السّماءَ فرعُه المديدُ
فأما الآسُ المشموم فأحسبه دخيلاً، على أن العرب قد تكلمت به وجاء في الشعر الفصيح.
والآس: باقي العسل في موضع النحل، كما سُمي باقي التمر في الجُلة قَوْساً وباقي السمن في النحْي كَعْباً. وقال الهذلي، وهو مالك بن خالد الخُناعي:
تالله يبقى على الأيّام ذو حِيد ... بمُشمَخر به الظيان والآسُ
الظيّان: شجر. قال قوم: هو ذرق النَّحل؛ وقال أبو حاتم: هو البَهْرامَج؛ وقالوا: هو الياسمين البّري.
والآس: بقيّة الرماد بين الأثافي.
وأس أس: مِن زَجْرِ الضأن؛ يقال: أسَّها أسُّاً.
أ - ش - ش
أش القومُ يَؤشون أشُّاً، وتأششوا، إذا قام بعضهم إلى بعض وتحرّكوا، وهذا القيام للشر لا للخير. وأحسب إن شاء الله أنهم قد قالوا: أش على غنمه يَوشُّ أشاً، مثل هش سواء، ولا أقف على حقيقته.
أ - ص - ص
الُأصُّ والَأصُّ واحد، وجمعه آصاص، وهو الأصل. قال الراجز:
قِلال مَجْدٍ فَرَعتْ آصاصا ... وعِزَّةُّ قَعْساءُ لن تُناصَى
تناصَى: أي تُفاعَلُ من ناصيْته، أي جاذبت ناصيته؛ ويقال: تناصى الرجلان، إذا أخذ كلُّ واحد منهما بناصية صاحبه. قعساء: ثابتة لا توهن.
أ - ض - ض
يقال: أضني إلى كذا وكذا يَؤضُّني أضُّا، إذا اضطَرّني إليه. وقالوا: يأتضُّني ويَئِضُّني. قال الراجز:
دايَنْتُ أروى والديونُ تُقضَى ... فمَطلَتْ بعضاً وأدَت بعضا
وهي تَرى ذا حاجةٍ مؤتضا
والأضّ أيضاً: الكَسر، مثل الهض سواء؛ يقال: أضَه مثل هَضه. فأما قولهم: آضَ يَئيض أيضاً فهو في معنى رجع؛ يقال: آضَ فلان إلى أهله، أي رجع إليهم. ومنه قولهم: فعلتُ كذا وكذا أيضاً، أي رجعتُ إليه.
أ - ط - ط
أط يَئِط أطاً وأطيطاً. والأطيط: صوت الرجل الجديدِ أو النسع إذا سمعت له صريراً. وكل صوتٍ يشبه ذلك فهو أطيط. وفي الحديث: " حتى يسمَع له أطيط من الزحام " ، يعني باب الجنة. قال الراجز:
يَطْحَرْنَ ساعاتِ إنَى الغَبوقِ ... مِن كِظةِ الأطّاطةِ السبوقِ
يصف إبلًا امتلأتَ بطونها. يَطْحَرْنَ: يتنفسنَ تنْفُّساً شديداً شبيهاً بالأنين. والإنَى: وقت الشرب بالعَشيّ. والأطاطة: التي تسمع لها صوتاً وأطيطاً. وقد سموا أطيطاً، وأحسب أن اشتقاقه من ذلك إن شاء اللُه. أهملت الهمزة مع الظاء والعين والغين في الثنائي الصحيح، ولها مواضع في المعتل تراها إن شاء الله تعالى.
أ - ف - ف

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
أف يئفّ أفا، وقالوا يؤف أيضاً، إذا تأفَفَ من كَرْبٍ أو ضَجَر. ويقال: رجل أفاف: كثير التأفف. وفي التنزيل: فلا تَقُلْ لَهما أفٍّ " . ويقال: أتانا على أف ذلك وأفَفِهِ وإفّانِهِ، أي إبّانه. وتقول: أف لك يا رجل، إذا تضجَّرت منه. وذكر أبو زيد أن قولهم: أف وتف؛ قال: الأفُّ: الأظفار، والتف: وسخ الأظفار. أهملت الهمزة مع القاف في الثنائي الصحيح.
أ - ك - ك
أكَّ يومُنا يَؤُك أكاً، إذا اشتد حره وسكنت ريحُه. ويوم عَك أك، وعَكيك أكيكَ. قال الراجزْ:
إذا الشَريبُ أخذَتْه أكهْ ... فَخَلِّهِ حتّى يَبكَّ بَكهْ
أي خَله حتى يورد إبلَه الحوضَ حتى تَباك عليه فتزدحم. الشريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. يقول: فخلِّه حتى يورد إبلَه فتَباكَّ عليه، أي تزدحمِ، فيسقي إبله سقية. وكان بعض أهل اللغة يقول: سُمّيت مَكَةُ: بَكّة، لأن الناس يتباكون فيها، أي يزدحمون. وكل شيء تراكب فقد تباك.
أ - ل - ل
ألَّ الشيءُ يَئِلُّ ألاًّ وأليلاً، إذا برق ولمع. وبه سُمّيت الحَرْبَة ألّةً للمعانها. ويقال: ألَّه يَؤلهُ إلاّ، إذا طعنه بالألة، وهي الحَرْبَة. وأل الفَرَسُ يَئِل ويَؤلُ ألاًّ، إذا اضطرب في مشيه؛ وألَت فرائصه، إذا لمعت في عدْوه. وقال الشاعر يصف فرساً:
حتى رَمَيتُ بها يَئِل فريصها ... وكأن صَهوَتَها مَداكُ رُخام
المَداك: الصلاءة، ويقال الصَّلاية، وبالهمز أجود. وصَهْوَتها: أعلاها؛ وصَهوة كل شيء: أعلاه؛ والصهوة، منخفَض من الأرض يُنبت السدرَ وربما وقعت فيه ضَوال الإبل. والرّخام: حجر أبيض.
والإل: العهد فيما ذكر أبو عبيدة في قول الله عز وجل: " لا يَرْقُبون في مُؤمن، إلّا ولا ذمَة " .
وألَ الرَّجلْ في مشيه، إذا اهتز. والأل: الأول في بعض اللغات. قال امرؤ القيس:
لِمَن زُحلْوُقَه زُل ... بها العَينان تَنْهَل
يُنادي الآخِرَ الأل ... ألا حُلوا ألا حُلوا
يقال: زُحلوقة وزُحلوفة، والجمع الزحاليق والزحاليف.
وقال ابن الكلبي: كل اسم في العرب آخره إلٌّ أو إيلٌ فهو مضاف إلى الله عزّ وجلّ، نحو شرَحْبِيل وعبدِ يالِيل وشَراحيل وشِهْمِيل وما أشبه هذا، إلّا قولهم زِنْجِيل، يقال: رجل زِنجِيل، إذا كان ضئيل الخَلْق. قال الشاعر:
لمّا رأت بُعَيْلَها زِنْجِيلا ... طَفَنْشَلاً لا يمنع الفصيلا
مُرَوِّلاً من دونها ترويلا ... قالت له مقالة تَرْسِيلا
لَيّتَكَ كنتَ حَيْضَةً تمصيلا
وقد كانت العرب ربما تجيء بالإل في معنى اسم الله جل وعزّ. قال أبو بكر الصدَيق رضي الله عنه لمّا تُلي عليه سَجْع مُسيلمةَ: إن هذا شيء ما جاء من إلّ ولا بِرّ فأين ذهب بكم؟ وقد خفّفت العرب الإلَّ أيضاً، كما قال الأعشى:
أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزالَ ولا ... يَقْطَع رِحْماً ولا يَخًون إلا
والإلُ: الوحي، وكان أهل الجاهلية يزعمون أنه يوحَى إلى كهّانهم. وقال أحيحة في تثقيل الإلّ وهو الوحي:
فمَن شا كاهناً أو ذا إله ... إذا ما حان من إلٍّ نزولُ
يراهنني فيَرْهنُني بَنيه ... وأرْهَنُهُ بَنيّ بما أقولُ
فما يدري الفقيرُ متى غِناهُ ... وما يدري الغنيُ متى يَعِيلُ
العَيْلة: الفقر؛ يقال: عال يَعيل، إذا افتقر. يقول: من شاء من الكهّان وعَبَدة الأصنام أن يراهنني أنّ كل شيء لله عزّ وجلّ ليس لغيره، راهنته. يقال: عال يَعيل، وعال يَعول، إذا جار. وأعال يُعيل، إذا كثر عيالُه. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: خرجتْ نائحة خلف جِنازة عُمَر بن عُبيد الله ابن مَعْمَر القرشي التيمي وهي تقول:
ألا هَلَكَ الجُودُ والنائلُ ... ومن كان يعتمدُ السائلُ
ومن كان يطمعُ في ماله ... غنيُّ العشيرةِ والعائلُ
فقال الناس: صدَقتِ صَدقتِ.
أ - م - م
أمَّ يَؤُمُ أماً، إذا قصد للشيء.
وأمَّ رأسَه بالعصا يَؤُمُّه، إذا أصاب أم رأسِه، وهي أمّ الدِّماغ وهي مجتمَعه، فهو أمِيم ومَأموم، والشّجة آمَة. يقال: أممْتُ الرجلَ، إذا شججته؛ وأممته، إذا قصدته. والأمَةُ: الوليدة. والإمّة: النعمة. يقال: كان بنو فلان في إمَّة، أي في نعمة. والأمة: العيب في الإنسان. قال النابغة:

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
فأخِذْنَ أبكاراً وهنّ بأمةٍ.
يريد أنهن سُبين قبل أن يُخْتَنّ فجعل ذلك عيباً. والأمّ: معروفة، وقد سمَت العرب في بعض اللغات الأم إما في معنى أمّ، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. وأمُّ الكتاب: سورة الحمد لأنه يُبتدأ بها في كل صلاة؛ هكذا يقول أبو عبيدة. وأمُّ القُرَىْ: مكّة، سُمّيت بذلك لأنها توسطت الأرض زعموا، والله أعلم. وأمُّ النجوم: المَجَرَّة؛ هكذا جاءت في شعر ذي الرُّمَّة، لأنها مجتمع النجوم، قال أبو عثمان الأشْنانْداني: سمعت الأخفش يقول: كل شيء انضمّت إليه أشياءُ فهو أمّ. وأمُ الرأس: الجِلدة التي تجمع الدماغ، وبذلك سُمَي رئيس القوم أمُّا لهم. قال الشنفرى يعني تأبط شراً:
وأمِّ عيال قد شهدت تَقوتهم ... إذا أحْتَرَتْهمْ أوْتَحَتْ وأقلتِ
الحَتْر: الإعطاء قليلاً، والحَتْر أيضاً: الضيق، وهو مأخوذ من الحَتار وهو موضع انضمام السرج، وذلك أنه كان يَقوت عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفد، يعني تأبّط شراًّ، وكان رئيسَهم إذا غَزَوا. يقال: أحْتَرَه، إذا أعطاه عطاءً نزراً قليلاً شيئاً بعد شيء.
وسمَيت السماءُ: أم النجوم، لأنها تجمع النجوم؛ قال قوم: يريد المجرة. قال ذو الرمة:
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلا في رؤوسِهِ ... إذا حَوَّلت، أمُّ النجوم الشوابِكُ
والأمَة لها مواضع، فالأمة: القَرْنُ من الناس من قوله: " أمَّةً وَسَطاً " ، وقوله: " إن إبراهيمَ كانَ أمّةً " ، أي إماماً. والأمةُ: الإمام. والأمَّةُ: قامة الإنسان. والأمَةُ: الطول. والأمَّةُ: المِلة، " وإنً هذه أمَتُكُمْ أمَّة واحدةً " .
وأمُّ مَثْوَى الرجل: صاحبةُ منزله الذي ينزله. وفي الحديث: أن رجلًا قيل له: متى عهدك بالنساء؟ قال: البارحة، وقيل له: بمن؟ قال: بأم مثواي. فقيل له: هلكتَ، أو ما علمت أن الله قد حرمَ الزِّنا. فقال: والله ما علمت. وأحسب أن في الحديث أنه جيء به إلى عمرَ، نضّر الله وجهه، فقال: استحلفوه بين القبر والمِنْبَر أو عند القبر أنه ما علم فإن حلفَ فخلُّوا سبيله. وقال الراجز:
وأمُّ مثواي تدَرّي لِمّتي ... وتغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوَةِ
أصل القَنَف لصوق الأذنين بالرأس وارتفاعهما. ويعني بالقَنْفاء في هذا الموضع: الحَشَفَة من الذَّكَر. تدرّي، أي تسرّح. ذات الفروة: الشَعر الذي على العانة، وهو هاهنا الفَيْشَة. وأنشد في " تُدرّي " :
وقد أشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى ... وأنتَ تُدَرّي في البيوت وتُفْرَقُ
وسُمّي " مَفروقاً " بهذا. وتُفْرَق: يُجعل له فَرْق. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى: " وإنه في أمّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعلي حكيم " ؛ قال: اللوح المحفوظ. وأم أوعال: هضبة معروفة وأنشد:
خلَى الذناباتِ شِمالاً كَثَباً ... وأمَ أوعال كَهَا أو أقْرَبا
وأمُّ خِنَوَر: الضَبُع.
أ - ن - ن
أنَ الرجل يَئِن أنا وأنِيناً، إذا تأوّه. وأن وإنَّ: حرفان مستعملان خفيفين وثقيلين.
ويقال: أن الماءَ يَؤنه أنّاً، إذا صبه. وفي كلام للقمان بن عاد: أن ماءً وغلِّهِ، أي صب ماءً وأغْلِهِ. وكان ابن الكلبي قول: أن ماء، ويزعم أنّ أُنَ تصحيف.
وإن في معنى نعم. وأنشد:
بَكَرَ العواذلُ في الصَّبُو ... ح يَلُمْنَني وألومهنّهْ
ويَقُلْنَ شَيب قد علا ... كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّه
أ - و - و
أهملت.
أ - ه - ه
لها في الثلاثي مواضع تراها إن شاء الله.
أ - ي - ي
لم يجىء إلا في قولهم " أيّ " في الاستفهام.
باب الباء
وما يتصل بها من الحروف في الثنائي الصحيح
ب - ت - ت
بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه بتّا، إذا قطعه قَطْعاً. قال الشاعر:
فبَتَّ حبالَ الوصل بيني وبينَها ... أزَبُّ ظهورِ الساعدَيْن عَذورُ
العذوَر: السيّء الخُلق. قال مُتَمم بن نُويرَةَ اليربوعي يرثي أخاه مالكاً:
لا يُضْمِرُ الفحشاءَ تحت ثيابه ... حلْو حلالُ الماءِ غيرُ عَذورِ
وقال آخر - أخت يزيد بن الطَّثْريّة ترثي أخاها، وهي زينب:
إذا نَزَلَ الأضيافُ كان عذوراً ... على الأهل حتى تَسْتَقِل مراجلُهْ
والبَتّ: كساء من وَبَرٍ وصوفٍ. قال الراجزْ:

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
مَن كان ذا بت فهذا بَتّي ... مُقَيظ مُصَيّف مُشَتّي
تَخِذْته من نَعَجاتٍ ست ... سُودٍ سمانٍ من بنات الدشْتِ
ويُروى: من نعجات شَتِّ، أي متفرقة. ويقال: حلف على يمين بَتَّةً بَتْلَةً، أي قطعها، والمعنى في اللفظين واحد. ومنه قولهم: طلق امرأتَه ثلاثاً بتُّا. وكل منقطِع مُنْبَت. ومن معكوسه: تَبَّتْ يداه تباً وتَباباً، أي خَسِرت. وكأنّ التَّبابَ الاسمُ والتَبَّ المصدرُ. قال الراجز:
أخْسِر بها من صفقةٍ لم تُسْتَقَلْ ... تَبَّتْ يدا صافِقِها ماذا فَعَلْ
هذا مَثَل؛ قيل ذلك في مُشتري الفَسْو، وإنما اشتراه رجل من عبد القيس يقال له بيدرة، من إياد. وفيه يقول الراجز:
يا بَيدَرَهْ يا بيدره يا بيدرَهْ ... يا مشتري الفَسْوِ ببُرْدَي حِبَرَهْ
شَلَّت يدا صافِقِها ما أخْسَرَهْ
وحبل بَت، إذا كان طاقاً واحداً.
ب - ث - ث
بَث الخيلَ يَبُثها بثُّاً، إذا فرّقها. وكل شيء فرقتَه فقد بثتته. وانبَثَّ الجرادُ في الأرض، أي تفرّق. وفي التنزيل: " كالفَراش المبثوث " . ويقال: تمْر بَث، إذا لم يجُدْ كَنْزُه حتى يتفرق. وتقول: بَثثته سري وأبثثتُه، إذا أطلعته عليه. والبث: ما يجده الرجل في نفسه من كَرْب أو غمّ. ومنه قول اللُه عزّ وجلّ: " إنما أشكو بثّي وحُزْني إلى اللّه " .
ب - ج - ج
بَجَّ القَرحةَ يَبُجها بجُّاً، إذا شقّها؛ وكل شَق بج. قال الراجز:
بَجَّ المزادِ موكَراً موفورا
موكَراً: ممتلئاً. يقال: أوكرت القربَة أوكرها إيكاراً، فهي مُوكَرة.
جبب
واستُعمل من معكوسه: جَب السنامَ يَجبه جَبا، إذا قطعه. وكل شيء قطعتَه فقد جببتَه. وناقة جَبّاءُ، وبعيرٌ أجَب. وجَب الخَصِيَّ يجبُّه جَباً، إذا استأصل مذاكيره من أصلها. وجَبتِ المرأةُ النساءَ تَجُبهنَّ جَباً، إذا غلبتهن من حُسنها. وأنشدنا أبو عثمان الأشْنانْداني:
جبتْ نساءَ العالمين بالسبَبْ ... فهن بَعْدُ كلهُنّ كالمُحِب
أي قدرت عَجِيزتها بخيط، وهو السبَب، ثم ألقته إلى النساء ليفعلن كما فعلت فغلبتهنَّ. قالت امرأة من قريش:
والله رَب الكعبة ... لأنْكِحَن بَبَّهْ
جارية خِدَبَّهْ ... مكْرَمَةً محَبَّة
تحِث من أحَبه ... تجب أهلَ الكعبهْ
بَبَّه: اسم ابنها، وهو لقب، واسمه عبد الله بن الحارث النوفلي، أي تغلب نساءَ قريش لحُسنها.
والجُب: البئر العميقة التي لا طي لها، الكثيرةُ الماء، البعيدة القَعْر، وهو مذكر. قال أبو عبيدة: لا يكون جُباً حتى يكون مما وُجد محفوراً إلا ممّا حفره الناس. وأنشد للراجز:
فَصَبَّحَتْ بين الملا وثَبْرَهْ ... جُبُّا ترى جِمامَهُ مُخْضَرهْ
فبَرَدت منة لهاب الحَرهْ
ويقال: بردتُ الماءَ وأبردته، وليس أبردتُه بقوي. فأما المَلا وثَبْرَة فموضعان. والحَرَّة: العَطش. يصفُ إبلاً وردت هذا الموضع. جِمام الماء واحدها جُمة، وهي مجتمَع الماء ومعظمه. واللهاب: العَطَش. ومثل من أمثالهم: " رماه الله بالحرة تحت القَرَّة " .
فأما قولهم رجل جُبأ، مهموز مقصور في معنى الجبان، فإنك تراه في الهمز إن شاء الله تعالى. والجُبُّ: ماء معروف لبني ضبِينة.
ب - ح - ح
بح الرجلُ يبحُّ بَحاً وبُحوحةً. والبُحُّ: جمع أبَحّ. والبحُّ: القِداح. قال الشاعر:
إذا الحسناءُ لم تَرْحِض يديها ... ولم يُقْصَر ْلها بَصَر بِسِتْرِ
قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبح ... يعيش بفضلهن الحيُّ سمْرِ


--------------------------------------------------------------------------------

قال أبو بكر: رَحَضَ يَرْحضُ ورَحَضَ يَرْحِضُ؛ لغة هذا الشاعر يرحِض بالكسر، وهي لغة أهل العالية. والربَحُ: ما يربحون من قِداحهم. والرَّبَح: الفِصال. والبُحّ: القِداح. سُمْر: يعني القِداح. والبحُّ: التي لا يجيء لها صوت صافٍ من القِداح لأنها تُمسح بالأرض قبل أن يُضرب بها فتخشن. يعني أن هؤلاء القوم يَقْرُون أضيافَهم وينحرون الجزور في وقت الجَدْب والبرد، فهذه الحسناء لا ترحض يديها، أي لا تغسل، لعجلتها، وذلك من شدة الجوع والقرّ. ويقال: رجل أبحُّ وامرأة بحّاءُ، إذا كانت البحوحة خَلْقاً. واستُعمل من معكوسه: الحبّ. والحِبّ: الحبيب. وكان زيد بن حارثة الكلبي يسمَّى حب رسول اللّه صلى اللهّ عليه وآله وسلم. والحِباب: الحبّ بعينه. وأنشد:
أداء عَراني من حِبابِكِ أم سِحْرْ
أراد: من حُبّكِ. والحِبًّ: المفُرْطُ؛ وكذلك فسروا بيت الراعي يصف صائداً:
تبيتُ الحَيةُ النَّضناض منه ... مكانَ الحب يستمعُ السّرارا
قال أبو بكر: النضناض: التي تحرك لسانها. وقال يونس: الحِبُّ هو القرط.
والحُب: ضد البغض. وَأما الحب الذي يُجعل فيه الماء فهو فارسي معرَّب، وهو مولّد. قال أبو حاتم: أصله خُنب فعُرِّب فقلبوا الخاءَ حاءً وحذفوا النون فقيل: حُبّ. ومنه سمي الرجل خًنْبِياً لأنهم كانوا يَنْبذون في الأخناب. قال أبو بكر: القُرْطُ الذي يعلَق في شحمة الأذن، والشنف يعلَق في حتار الأذن من أعلى، يقال له: شَنف وشنوف وقِرط وقُروط وقِرطَة وأقراط. قال طرفة:
ألا يا أيها الظبيُ ال ... ذي يَبْرق شَنْفاهُ
ولولا المَلِك القاع ... د قد ألْثَمَني فاهً
هذان البيتان قالهما طرفة في امرأة عمرو بن هند.
فأما قولهم: أحَبَّ البعيرُ فالمصدر الإحباب، وهو أن يبرك فلا يثور. ولا يقال ذلك للناقة بل يقال لها خَلأت خِلاء، إذا فعلت ذلك. وأنشد:
بآرزة الفَقارةِ لم يَخُنْها ... قطاف في الركاب ولا خِلاءُ
يريد أنها لا تَحْرنُ ولا تَقْطِفُ.
والإحباب في الإبل كالحِران في الخيل. قال أبو عبيدة: ومنه قوله جلّ وعز: " إني أحْبَبْت حُب الخَيْرِ عن ذِكْرِ ربي " ، أي لَصقْتُ بالأرض لحب الخيل حتى فاتتني الصلاةُ، والله أعلم. يقال: بعير مُحِب، إذا برك فلم يَثُر. قال الراجز:
حلْتَ عليه بالقطيع ضَرْبا ... ضَرْبَ بَعيرِ السوءِ إذ أحبّا
والحَب: واحدة حَبة، وهي الواحدة من حَبّ البُرّ والشعير وما أشبهه. والحبةُ: ما كان من بذر العُشب، والجمع حِبَب. قال الراجز:
تَبَقَّلَتْ في أوَل التبقَّل ... في حِبّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هيكلِ
وفي الحديث: " كالحِبَّة في حَمِيل السيل " . وقد سمَت العرب حبيباً، ومحبوباً، وحُبَيْباً، وحِباناً: إن كان مشتقّا من الحُبّ فالنون فيه زائدة، وإن كان من الحَبَن فهي أصلية، وهو عِظَم البطن.
ب - خ - خ
بَخٍّ: كلمة تقال عند ذِكر الفخر. وقد خُفِّفت فألحقت بالرباعي فقالوا: بَخْ بَخْ. قال الشاعر:
بين الأشَجَ وبين قيسٍ بيتُهُ ... بَخْ بَخ لوالده وللمولودِ
البيت لأعشى همدان فأسر فلمّا رآه الحجّاج قال له:
بين الأشَج وبين قيسٍ بيتُهُ ... بَخْ بَخ لوالده وللمولودِ
واللهّ لا بخبختَ لأحد بعده، ثم قتله. الأشجُّ: الأشعث بن قيس بن معديكرب.
وقد قالوا: بَخٍ بَخٍ، فأخرجوها مُخرج غاقٍ غاقٍ وأشباهها. واستُعمل من معكوسها: خَب الرجلُ خباً، إذا كان غاشًا مُنْكَراً. وأنشد طويل:
وما أنا بالخَبِّ الخَتورِ ولا الذي ... إذا استُودِع الأسرارَ يوماً أذاعها
وخِبُّ البحر: هيجانه. والخُبُّ: الغامض من الأرض، والجمع خُبُوب وأخباب.
والخبيبة: الخصلة من اللحمِ المستطيلة يخلطها عصب. وخَبَّ الفرسُ يَخُب خباً وخَبَباً وخبيباً، وأخببته أنا إخباباً.
ب - د - د
بَده يَبُده بَدًّا، إذا تجافى به. والبَدد: تباعُدُ بين الفخذين إذا كثر لحمهما. والبادّانِ: لحمُ باطنِ الفخذين. وكل مَن فرَج رجليه فقد بَدَّهما. ومنه اشتقاق بداد السرج وبِداد القَتَب. وأنشد:
جارية أعْظَمُها أجَمُّها ... قد سَمَّنَتْها بالسويق أمها
فبدَّتِ الرِّجلَ فما تَضُمها

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
وبد، من قولهم: لا بُدَ منه. فأما البدُ الذي يُسمَّى به الصَّنَم الذي يُعبد فلا أصل له في اللغة. وأبدَّه بصرَه، إذا أتبعه إياه. وتبادّ القوم، إذا مرّوا اثنين اثنين يبِدُّ كلُ وأحد منهما صاحبَه. ومرّتِ الخيل بَدادِ، إذا تبادوا اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.
قال الشاعر:
وذكرتَ من لبن المحلَّقِ شَربةً ... والخيلُ تعدو بالصعيد بَدادِ
دبب
واستُعمل من معكوسه: دب يدِبُّ دَُّباً ودبيباً.
ومثل من أمثالهم: " أعْيَيْتِني من شُبّ إلى دُبّ " ، أي من لَدُن أن شببتِ إلى أن دببتِ على العصًا. قال أبو بكر: المثل على مخاطبة التأنيث، ولك أن تفتح على مخاطبة التذكير. والدُّبّ هذه الدّابّة المعروفة، عربية صحيحة.
وفي بني شيبان بطن يقال له دُبّ، وهو دُبّ بن مُرَّة بن شيبان، وهم قَوْمُ دَرِم الذي يُضرب به المثل فيقال: " أودىَ دَرم " . وقد سمَّى وبَرَةُ بن تغلب بن حَيدان أبو كلب بن وَبَرَة ابناً له دُبّاً.
ب - ذ - ذ
بذَّه يَبُذه بذُّاً، إذا غلبه. وكلُّ غالبٍ باذ. وبذَّت هَيئتُه بذاذة وبذوذةً. وفي الحديث: " البذاذة من الإيمان " . وفي حديث أبي ذّر، حدثنا به الغَنَوي أو غيره قال: قعد أبو الدّرداء رحمه الله سنةً عن الغزو فأخذ نفقته فجعلها في صرّة ودفعها إلى رجل وقال: اعترض الجيشَ فإذا رأيت رجلاً في هيئته بذاذة يمشي حَجْزَةً فادفعها إليه ففعل الرجل ذلك ودفعها إلى شاب يمشي حَجزة، فلما أخذها رفع رأسه إلى السماء وقال: لم تنس حُديراً، فاجعل حُديراً لا ينساك. فرجع الرجل إلى أبي الدَّرداء فأخبره فقال: ولّى النعمةَ ربَّها.
ذبب
ومن معكوسه: ذَبَّ عن الشيء يَذبُّ ذباً، إذا مَنع عنه. وفي الحديث عن عمَرَ: " إنّ النساء لَحْم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه " .
والذَبُّ: الثور الوحشي، ويسمَّى ذّبَّ الرِّياد لأنه يرود، أي يجيء ويذهب ولا يثبت في موضع واحد. قال ابن مقبل:
يُمَشِّي بها ذَب الرياد كأنه ... فتى فارسي في سراويلَ رامِح
قال أبو بكر: وليس في كلام العرب اسم على فعاويل إلا سراويل، وهو معرّب.
ويقال: ذَبَّت شفتُه إذا ذبلتْ من العطش. قال الراجز:
هُمُ سَقوني عللا بعد نهَل ... مِن بعد ما ذَب اللسان وذَبَلْ
وقال أبو عثمان الأشنانْداني: يقال: ذَبتْ شفتُه كما يقال ذَبَّتْ، ولم أسمعها من غيره فإنْ كان هذا الكلام محفوظاِّ فمنه اشتقاق ذبيان إن شاء اللهّ. قال أبو بكر: ذُبيان وذِبيان، وسُفيان وسِفيان.
وذب الرجلُ عن حريمه؛ إذا منع عنه. قال الراجز - هو عَلْقَمَة بن سيّار، يومَ في قار لما لقوا الفرْسَ، وكانت العرب تزعم أن الفُرس لا يموتون، فحمل رجل من بكر بن وائل فطعن رجلاً من الفرس فصرعه وصاح بقومه: ويلكم إنهم يموتون، فقال:
من ذَبَّ منكم ذب عن حريمِهِ ... أو فَر منكم فر عن حَمِيمه
أنا ابن سيّار على شَكيمه ... إن الشراكَ قد من أديمه
ب - ر - ر
البَرُّ: خِلاف البحر. والبِرُّ: ضد العقوق. ورجل بَر وبارّ. وبَرَّت يمينه بِرًّا، إذا لم يَحْنث. وبًر حَجه وبرَ حَجُّه لغتان. والبر المعروف أفصح من قولهم القمح والحنطة. قال الشاعر - هو المُتَنَخِّل:
لا درَ دَرِّيَ إن أطعمتُ رائدهم ... قِرْفَ الحَتِي وعندي البُرُّ مَكنوزُ
القِرْفُ: القِشْر. وقِرْفُ كلِّ شيء: قِشْره. والحَتِي: رديء المُقْل خاصَّة. ومثل من أمثالهم: " لا يعرف الهِرً من البِر " . وقد كثر الكلام في هذا المثل فذكر أبو عثمان الأشنانْداني أن الهِرِّ السّنَّورُ والبِرَّ الفأرةُ في بعض اللغات أو دوَيْبَّة تشبهها. وقال آخرون: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممّن يَبِرهُ.
ربب
واستُعمل من معكوسه: الرَّبّ: الله تبارك وتعالى. وربُّ كل شيء: مالكه. ورَبَّ الرجلُ النعمةَ يَرُبُّها ربًّا وقالوا: رِبابة أيضاً، إذا تمّمها. ورَبَّ بالمكان وأرَبَّ، إِذا أقام به. ورُبُّ السمنِ والزيتِ: ثُفْلُه الأسودُ. ورَبَبْتُ الأديم: دهنته بالرُبِّ. قال الشاعر - هو عمرو:
فإن كنتِ منّي أو تُريدين صحبتي ... فكوني له كالسَّمن رُب له الأدم
وسِقاء مربوب، إذا أصلح بالربّ. قال الراجز - أبو النجم العِجلي:
كَشائط الرُبِّ عليه الأشْكَل

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
الشائط: الذي قد شَيَّطَتْه النار. والأشكل: الذي فيه شُكْلة، وهي بياض يضرب إلى حُمرة وكُدرة، وهو من صفة الرُب. والرِّبابة: العهد، والمعاهدون أربَّة. قال الهذلي - أبو ذؤيب:
كانت أرِبتَهُم بَهْز وغَرَّهُم ... عَقْدُ الجِوار وكانوا مَعْشَراً غدُرا
ويُروى: فغيّرهم عَهْدُ الجوارِ. وقال آخر، وهو علقمة بن عَبدَة:
وكنتَ امرأً أفضت إليك رِبابتي ... وقبلك رَبَّتني، فضِعْت، رُبوبُ
وُيروى: رَبوبُ. والرِّبابة: قطعة من أدم تُجمع فيها القداح. قال أبو ذؤيب:
فكأنّهنّ لي ربابَة وكأنّه ... يَسَر يُفيضُ على القِداح ويَصْدَع
أي يقضي أمْرَه. والرِّبَّة: ضرب من الشجر أو النبت. ورُب: كلمة، وتخفف في بعض اللغات، يقولون: رُبَما كان كذا وكذا. قال الهذلي:
أزُهيْر إنْ يَشِبِ القَذالُ فإنني ... رُبَ هَيْضَل لَجِب لَفَفْت بهَيْضَل
الهَيْضلُ: الجماعة من الناس. زُهيرة: ابنته فرُخِّم. وربما قالوا: ربتَ، في معنى رُبَّ. قال الآخر، وهو ابن أحمر:
ورُبَّتَ سائل عنّي حَفِيٍّ ... أعَارَتْ عَينه أم لم تِعارا
تِعارا، مكسورة التاء. قال أبو بكر: هكذا لغته، أي صارت عوراءَ، ويقال: عُرْت العينَ وعوَرْتُها.
ب - ز - ز
بَز الشيءَ يَبُزُّه بَزّا، إذا اغتصبه. والمثل السائر: " مَن عزَّ بز " ، أي مَن قَهَرَ سَلب. وبَز ثوبَه عنه إذا نَزَعَه. والبَزُّ: السلاح، يدخل فيه الدرع والمِغْفَر والسيف. قال الشاعر في السَّيف:
ولا بِكَهام بَزُّه عن عدوّه ... إذا هو لاقى حاسِراً أو مقَنَعا
وقال الآخر في الدرع - هو قيس بن خُويلد الهُذلي المعروف بابن عَيْزارة الهذلي:
سَرَى ثابت بَزّي ذميماً ولم أكن ... سللتُ عليه شل مني الأصابعُ
فيا حسرتا إذ لم أقاتل ولم أرَعْ ... من القوم حتى شُدَّ مني الأشاجعُ
فَوَيلُ أمِّ بَزٍّ جَرَ شَعْل على الحَصَى ... ووقِّرَ بَزٌّ ما هنالك ضائعُ
وقوله: فويل أمِّ بَزّ: كأنه تلهَّفَ على سلاحه إذ سلبه شَعْل لما أسره، ثم قال: ووُقِّر بز ما هنالك ضائع، أي أكْرِمْ بذلك البَزّ. وما: لَغْو. وشَعْل: لقب تأبّطَ شرًّا، وكان قائل هذين البيتين أسره تأبّطَ شرُّاً وسلبه سلاحَه ودرعَه، وكان تأبّط شرّاً قصيراً فلما لبس الدرع طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك السيف لما تقلده طال عليه فسحبه؛ وهذا يعني السلاحُ كلَّه. ورجل حسنُ البِزَّة، إذا كان حسن الثياب والهيئة. والبَزُّ: مَتاع البيت من الثياب خاصة. قال الراجز:
أحْسَنُ بَيْتٍ أهَراً وبَزّا ... كأنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزّا
الأهَرُ: مَتاع البيت من غير الثياب. يقال: بيت حسنُ الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسنَ الهيئة والبزَّة، والظَهَرَة: ما يظهر منه.
زبب
واستُعمل من معكوسه: الزبَب. يقال: بعير أزَبّ، إذا كان كثيرَ شعر الوجه والعُثْنون. ومن أمثالهم: " كلُّ أزبَّ نفور " . وأزَبُّ لا ينصرف. ورجل أزَبُّ: كثير الشعر. قال الشاعر:
أزَبُّ الحاجبين بعَوْفِ سَوْءٍ ... مِن النَّفَر الَّذينَ بأزْقَبانِ
أزْقبان: موضع، وهو أزْقَباذ، فلم يستقم له الشعرُ. وقال آخر:
أزبُّ القَفا والمنكِبَيْنِ كأنه ... من الصَّرصرَانيّات عَوْد موقَّعُ
الصرصرانيات منسوبة إلى موضع.
قال أبو بكر: الزُّبُّ في لغة أهل اليمن: اللحية، والزُّبُّ: ذَكَرُ الإنسان، عربي صحيح، وأنشد:
قد حَلَفَتْ باللّه لا أحِبُّهْ ... إن طال خُصْيَاه وقَصْرَ زُبُّهْ
أراد: وقَصُر، وتلك لغته.
ب - س - س
بَسَّ السَّويقَ يَبُسُّه بَسّاً، إذا لَتّه بسَمْنٍ أو زيت أو نحوه. وذكر أبو عبيدة أن قول الله عزّ وجلّ: " وبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا " أي صارت تراباً ثَرِيًّا. قال الراجز - هذا رجل استاق إبلَ قوم فهو يستعجل أصحابه:
لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا ... مَلْساً بذودِ الحُمَسِيِّ مَلْسا

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
يقول: لا تخبزا فتبطئا بل بُسّا الدقيقَ بالماء وكُلاه. وبَسَّ بالناقة وأبَسَ بها، إذا دعاها للحَلَب. ومثل من أمثالهم: لا أفعل ذلك ما أبَسّ عبد بناقة، أي ما دعاها للحَلَب. قال الشاعر:
فلحا الله طالِبَ الصّلح مِنّا ... ما أطاف المُبِسُّ بالدهماءِ
والبغداديون يفسّرون هذا البيت بغير هذا. وبَسْبَسْتُ بالغنم، إذا دعوتها فقلت لها: بُسُّ بُسّ. والناقةُ البَسُوسُ: التي تدُرُّ على الإبساس. والبَسيسة: خبز يجفَّف فيُدق فيُشرب كما يشرب السَّويق، وأحسبه الذي يسمى الفَتُوت. وانبَسَّتِ الحيّاتُ في الأرض، مثل انبثَّت. قال أبو النجم:
وانبَسَّ حيّاتُ الكثيبِ الأهْيَل
وذلك عند إقبال الصيف لأنها تكثر وتتفرّق. والبسُّ: ضرب من مشي الإبل، كذلك حكاه أبو زيد.
سبب
واستُعمل من معكوسه: سَبَّ يَسُبُّ سبّا. وأصل السَبّ القطعُ ثم صار السَبُّ شتماً لأن السَبَّ خَرْق الأعراض. قال الشاعر:
فما كان ذَنْبُ بني مالكٍ ... بأن سُب منهم غلام فَسَب
أي شُتم فقَطع. ويُروى: لأن سبّ.
بأبيضَ في شُطَبِ صارِم ... يَقُطُّ العظامَ ويَبْري العَصَبْ
ويروى: باترٍ. يريد معاقرة غالب بن صعصعة أبي الفرزدق وسُحيم بن وَثيل الرِّياحي لمّا تعاقرا بصَوْأر، فعقر سُحيم خمساً ثم بدا له، وعقر غالب مائة ولم يكن يملك غيرها. وأنشد:
ألَمْ تعلما يا ابنَ المُجَشَر أنها ... إلى السيف تستبكي إذا لم تعَقّرِ
منا عيشُ للمولى مرائيبُ للثَّأى ... معاقيرُ في يوم الشتّاء المذكَّرِ
وما جُبِرَتْ إلا على عَثَمٍ يُرى ... عراقيبُها مذ عُقَرَتْ يومَ صَوْأرِ
قوله: سُبَّ، أي شُتم. وقوله: فَسَبّ، أي قطعَ، كأنَّه جعل القطعَ سبّا، إذ كان مكافأة للسَّبّ. ويقال: رجل سِب، إذا كان كثير السِّباب. وفلان سِبُّ فلانٍ، أي نظيره. وأنشد:
لا تَسبَّنّني فلستَ بسِبّي ... إنّ سِبّي من الرجال الكريمُ
والسِّب: الشُقَة البيضاء من الثياب، وهي السبيبة أيضاً. قال الشاعر:
فَهمْ أهَلات حولَ قيس بن عاصمٍ ... يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا
قال أبو بكر: روى قوم: سَب الزبرقان بفتح السين ونسبوا الزبرقان إلى الأبْنَة. يريد العِمامة هاهنا، وكانت سادات العرب تصبُغ العمائم بالزعفران. وقد فسر قوم هذا البيت بغير هذا التفسير بما لا يُذكر.
ويقال: مضت سَبة من الدهر وسَنْبَة من الدهر، أي مُلاوة ومَلاوة أيضاً. قال الراجز - هو الأغلب العجلي:
رَأتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ... ماءَ الشباب عُنفوانَ سَنْبَتِهْ
صرى: جَمَعَ وقدم عهده. والمصَراة من الإبل والغنم: التي قد اجتمع اللبن في ضَرعها. وفي الحديث: " من اشترى مُصَرّاةً فهو بخير النظَرين إن شاء رّدها ورَدَ معها صاعاً من تمر لِما قد أخذ من لبنها " .
والسَّبَّة: الدُّبُر. وسأل النعمان بن المنذر رجلاً طعن رجلاً فقال: كيف صنعت؟ قال: طعنته في الكبة طعناً في السَبَّة فأنفذتُها من اللَّبة. قال أبو بكر: فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السَّبَّة وهو فارس؛ فضحك وقال: انهزم فاتَبعه فلما رَهِقَه أكبّ ليأخذَ بمَعْرَفَة فرسه فطعنه في سَبَّته، أي في دُبره. والسِّبُّ بلغة هذيل: الحَبْل. وقال أبو ذؤيب:
تَدَلَّى عليها بين سِب وخَيْطَةٍ ... شديدُ الوَصاةِ نابل وابنُ نابل
قيل إنه يريد بالسِّبّ والخَيطة الحبلَ والوَتِدَ في هذا البيت. يصف الذي يشتار العسلَ فيتدلّى بالحبل إلى موضع العسل. وقال أبو عبيدة: الخيطة في هذا البيت: الحَبْل، والسِّبّ: الوَتِد، وإنما يصف مُشتاراً يشتار العسل.
ب - ش - ش
بَشَ به بَشًّا وبَشاشةً، إذا ضحك إليه ولَقِيَه لقاءً جميلاً. وأنشد:
لا يَعْدَمُ السائلُ منه وَفْرا ... وقَبْلَه بَشاشةً وبِشْرا
وبنو بَشَة: بطن من العرب من بني العَنْبَر.
شبب

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
واستُعمل من معكوسها: شَبَّ الغلام شباباً. وأشَبَّ الرجل، إذا كان له بنون. وأشَبَّ الثورُ، إِذا كَمَلَ سِنُّه. وشبَ الفرسُ شباباً. وشَبت النار شُبوباً وشَبّا. وأشببتُها أنا إشباباً. وقد مضى المثل: من شُبّ إلى دُبٍّ. والشبُّ: ضرب من الدواء معروف عند العرب. وأنشد:
ألا ليتَ عمّي يومَ فُرِّق بيننا ... سُقَى السَم ممزوجَاَ بشَبِّ يماني
سُقى لغته. قال أبو بكر: سُقَى في لغة طيء وغيرها بمعنى سقِي. ورأيت شَبَّة النارَ: اشتعالها. وبه سُمِّي الرجلُ شَبَّة. ويقال: فلانة يَشُبها فرعها، إذا أظهر بياضُ وجهها سوادَ شعرها. وقال رجل من طيِّىء - جاهلي:
معْلَنْكِس شَبَّ لها لونَها ... كما يَشبُّ البدْرَ لونً الظَّلامْ
يقول: كما يَظْهَر لونُ البدر في الليلة المظلمة. ويقال: رجل مشبوب، إذا كان جميلاً. قال الراجزْ:
تَهْدي قُداماه عَرانينُ مُضَر ... ومِن قريش كلّ مشبوبٍ أغَرّ
وثور مُشِب وشبوب وشَبب، إذا تمّ سنه وذكاؤه. وسمَّوا شَبِيباً، وأحسبه في معنى مشبوب من قولهم: شُبَّت النارُ.
ب - ص - ص
بص الشيءُ يَبِصُّ بَصِيصاً وبَصُّاً، إذا أضاء. والعينُ في بعض اللغات تسمَّى: البصّاصَة. فأما بَصْبَصَ فإنك ستراه في بابه مفسَّراً إن شاء الله قال الراجز:
يبِصُّ منها لِيُطها الدُّلامِصُ ... كدرَة البحر زَهاها الغائصُ
زَهاها: رفعها وأخرجها.
صبب
ومن معكوسه: صَبَّ الماءَ وغيرَه صبُّا، وصَبَّ في الوادي، إذا انحدر فيه. ورجل صَب: بَيِّن الصَّبابة. والصَّبابة: رقَّة الشوق. والصُّبَّة: كل ما صببتَه من طعام أو غيره مجتمعاً، وربّما سُمِّي الصُبَّ بغير هاء. والصُّبَّة: القطعة من الخيل، نحو السُّرْبَة، ومن الغنم أيضاً. قال الشاعر:
صُبَّة كاليَمام تَهْوي سِراعاً ... وعدِي كمثل سَيْل المَضيق
اليمام: ضرب من الطَّير. شبَّه الخيلَ بها لسرعتها. والعديّ: الرَّجّالة الذين يَعْدُون.
والصُّبابة من الشيء: باقيه. وفي الحديث: " صبابة كصُبابة الإناء " . والصَّبيبُ: صِبْغ أحمر. والصَّبا: معروف، وستراه في بابه إن شاء الله.
ب - ض - ض
بَضّ الماء يَبِضُّ بضًّا وبُضوضاً، إذا رَشَحَ من صخرة أو أرض. ومثل من أمثالهم: " فلان لا يَبِضُّ حَجَرُه " ، أي لا يُنال منه خير.
ورَكِي بَضوض: قليلة الماء. ولا يقال: بض السِّقاءُ ولا القِرْبَةُ، وإنما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإذا كان دهناً أو سَمْناً فهو النَّثُّ والمَثُّ. وفي حديث عمر: " تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت " ، وقالوا: تَمِثُّ. ويقال: رجل بض بَين البَضاضة والبُضوضة، إذا كان ناصع البياض في سِمَن. قال الشاعر، وهو أوس بن حَجَر:
وأبْيَضُ بَض عليه النّسور ... وفي ضِبْنِهِ ثعلب مُنْكسرْ
الضِّبن: الجنْب. وقال أبو زُبيد الطائي في بَضّ الماء:
يا عُثْمَ أدْرِكْني فإنَّ رَكِيَّتي ... صَلدَتْ فأعْيَتْ أن تَبِضَّ بمائها
ضبب
واستُعمل من معكوسه: ضَبَّتْ لِثَتُه، تَضِبُّ ضَباً، إذا تحلّب ريقُها. قال الشاعر - يخاطب قوماً ويقول: نمتنع من إرادتكم ونقاتلكم حتى لا تحوزوا السبي:
أبَيْنا أبَيْنا أن تَضِبَّ لِثاتُكم ... على خرَّد مثل الظباء وجامل
والضَبُّ: هذه الدابّة المعروفة، والأنثى ضَبة. وضَبَّبْت على الضبّ تضبيباً، إذا حرّشته فخرج إليك مذنِّباً فأخذت بذنَبه. وصبة الحديد: التي تجمع بين الشيئين.
وأرص مضبه: ذات ضِباب، ومضِبّة، مثل فئِرَة من الفأر، وجَرذَة من الجِرذان.
وأضَبَّت أرضُ بني فلان، إذا كثر ضِبابها. والضَّبّ: موضع. والضَبّ: وَرَم يكون في صدر البعير ويقال في خُفّه، فإذا أصاب ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسرُّ والناقةُ سَرّاء. قال الشاعر:
وأبِيت كالسَّرّاءِ يربو ضَبُّها ... فإذا تَحَزْحَزُ عن عِداء ضجتِ

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ويروى: تزحزح. يقال: أسر بيِّن السّرَر، وهو داء يصيب البعير في صدره، فإذا بركَ تجافى. قال الأصمعي: السُّرَر: ورم يصيب البعيرَ في صدره. والضَّب: داء يصيبه في خُفّه، فإذا بركَ البعير وبه السَّرَر والضبّ تجافى في مبركه، فشبّه تجافيه عن فراشه بتجافي هذا البعير في مَبْركه. والضَّبُّ: الحِقد. قال كثير عَزَّة:
فما زالت رُقاكَ تَسُل ضِغْني ... وتُخْرِجُ من مَكامنها ضِبابي
والضبّ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَي الناقة في كفّيه. قال الشاعر:
جَمَعْتُ له كفيَّ بالرُّمح طاعِناً ... كما جمع الخِلْفينِ في الضَّبِّ حالِبُ
وأضَبَّ الرجلُ على الشيء يُضِبُّ إضباباً، إذا لزمه لزوماً شديداً فلم يفارقه.
والضُّبَيب: فرس من خيل العرب معروف وله حديث. ويقال للطلْعَة قبل أن تنفلق: ضَبَّة، والجمع ضِباب، وإنما يقال ذلك لطلعة الفُحّال خاصة. قال الشاعر:
يطِفْنَ بفُحالٍ كأن ضِبابَه ... بطونُ المَوالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ
الفُحّال: فُحّال النخل، وهو ذكرُها، فأما للحيوان ففحل، خفيف، وإذا خرج طَلْعُها تامًّا فهو ضِبابها. هذا عن أبي مالك من النوادر. وقد سمَّت العرب ضبة وضَبّا. وبنو ضَبَّةَ: بطن منهم، وكذلك الضِّباب: بطن أيضاً. وضَبّ: اسم الجبل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أصله. والضَّبابُ: السحاب الرقيق، معروف ستراه في بابه إن شاء اللّه.
ب - ط - ط
بَط الجُرْخَ يَبطُّه بَطاً، إذا شقّه. فأما الطائر الذي يسمَّى البَطُّ، فهو أعجمي معرَّب معروف. والبط عند العرب صغاره وكباره: الإوَزّ. والبَطيط: العَجَب. قال الشاعر:
ألمّا تَعجبي وتَرَيْ بَطيطاً ... من اللائِينَ في الحِجَج الخوالي
ويُروى: في الحِقب.
طبب
ومن معكوسه: رجل طَبّ بالشيء: حاذق به. ومنه اشتقاق الطبيب. ومن أمثالهم: " من أحَب طَبَّ " ، أي تأتَّى لأموره وتَلَطَّف لها. وفحل طَبّ: إذا كان بصيراً بالضوابع من الأوابي. والطِّبّ: السِّحر. قال ابن الأسلت:
ألا مَن مُبلِغ حسّانَ عني ... أطِب كان داؤك أم جنونُ
وفي الحديث: طُب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، أي سُحر. ورجل مطبوب، أي مسحور.
والطِّبَّةُ، وقالوا: الطُّبَّة، وهي القطعة من الأدم المربَّعة أو المستديرة، وستراها في بابها إن شاء الله. وربما سمّيت القطعة من الأدم التي في حاشية السًّفرة أو حرفِ الدلو: الطِّبَّة، والجمع الطِّباب. وقال الشاعر - هو أسامة بن الحارث الهذلي:
أرَتْه من الجَرْباء في كل موقِفٍ ... طِباباً فمأواه، النَّهارَ، المَراكدُ
يصف حمار وحشٍ خاف الطِّراد فلجأ إلى جبل فصار في بعض شِعابه فهو يرى السماء مستطيلة. وقال الآخر:
وسد السماءَ السجنُ إلاّ طِبابة ... كتُرْس المُرامي مُسْتَكِفًّا جُنوبُها
فذاك رأى السماء مستطيلة لأنه في شِعب جبل، وهذا رآها مستديرة أو مربَّعة لأنه في السجن.
ب - ظ - ظ
أهملت
ب - ع - ع
عبب
استُعمل من معكوسها: عَبَّ في الإناء: يَعُبُّ عبّاً، وهو تتابع الجَرعْ. قال الراجز:
يَكْرَع فيها ويَعُب عبّا ... مُجَبِّياً في مائها مُنكبّا
أي: منَكِّساً رأسَه رافعاً عَجُزَه. وفي الحديث: " مصوا الماءَ مصاً ولا تَعبّوه عبًّا فإن الكُباد من العبّ " . والعَبِيبة: ضرب من الطعام.
وللعين والباء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللهّ.
ب - غ - غ
غبب
استعمل من معكوسها: غَبَّ الطعامً يَغب غباً. والاسم: الغِبُّ، والطعام: غاب كما ترى، وهو أن تتغير رائحته. والغِبُّ من أوراد الإبل: أن ترعى يوماً وتَرِدَ يوماً من الغد، وبذلك سمِّيت الحمَّى: الغِبَّ، لأنها تأخذ يوماً وتُرَفَهُ يوماً. قال أبو بكر: قال أبو مالك: سألت العرب عن الغِبّ فقالوا: أن تشرب يوماً وتَردَ بعده بيوم، فيكون وِرْدها الماءَ يوماً واحداً، وكان ينبغي أن يُسمَّى ثِلْثاً؛ والرِّبع: أن يفوتها الماءُ يومين؛ والخِمْس: أن يفوتها الماء ثلاثة أيام، ثم كذلك إلى العشرة، وإنما سُمّي: عِشْراً لأنها تشرب يوماً ثم ترعى ثمانية أيام وتَرِدُ في اليوم العاشر.

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ولقد طَويتُكُم على بللاتِكم ... وعرفتُ ما فيكم من الأذرابِ
وقال الشاعر:
طوينا بني بِشْر على بُللاتهم ... وذلك خير من لِقاء بني بِشْرِ
ويقال: في الثوب بِلَة، أي رطوبة. والبلَة: داء يصيب الإنسان في جسمه.
وأبل الرجلُ إبلالاً، إذا كان خبيثاً. ورجل أبَلُّ. قال الشاعر:
ألا تتَّقون الله يا آل عَامر ... وهل يتّقي اللّه الأبَلُّ المُصَمِّمُ
وقولهم: حِل وبِل؛ قال قوم من أهل اللغة: بِلّ هاهنا إتباع، وقال قوم: بل البِلُّ المباح، لغة يمانية. وقال عبد المطَّلب في زَمْزَم: لا أحِلها لمغتسِل وهي لشاربِ حِلّ وبِل.
لبب
واستعمل من معكوسه: لَبَّ بالمكان وألَبَّ به لَبًّا وإلباباً، إذا أقام به. ولبَّ الرجل، إذا صار لبيباً. قالت صفيَّة بنت عبد المطَّلب:
أضرِبُه لكي يَلَبْ ... وكي يقودَ ذا اللَّجَبْ
وذا اللَّجب: يعني الجيش. واللُبُّ: العقل، ولبُّ كل شيء: خالصُه، وربما سُمِّي سُمًّ الحيّة لُبّاً.
أهملت في الثنائي الصحيح إلّا في قولهم: البمة: الدبر.
ب - ن - ن
بن بالمكان وابنَّ بنّا وإبناناً، إذا أقام به، وأبى الأصمعي إلا أبنَ.
والبَنَة: الرائحة الطيّبة. وربما سمَيت مرابض الغنم: بَنَّة. وأنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي:
وَعِيد تخْدِجُ الأرآمُ منه ... وتَكْرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذئابُ
يريد: وعيد يُلهي الذئاب عن رائحة الغنم.
نبب
واستُعمل من معكوسه: نَبَّ التيسُ نَبًّا ونَبيباً، وهو صوته عند القِراع.
ب - و - و
البَوُّ: جِلْد الحُوار يُملأ تبناً أو حشيشاً ويقرَّب إلى أمّه لتَرأمَه فتَدرّ عليه.
ب - ه - ه
هبب
استُعمل من معكوسها: هَبَّ التيسُ يَهُبُّ هَبًّا وهبيباً. وهَبَّت الريحُ تَهُبُّ هبوباً، وقالوا هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة. وهَب السيفُ هَبّا وهَبَّةً، إذا اهتزّ. وهبت الناقةُ هِباباً من النشاط. وهبَّ النائم هبًّا، إذا انتبه من رقدته.
ب - ي - ي
أهملت في الوجوه إلا في قولهم: هَيُّ بن بيٍّ، مثل لمن لا يُعْرَف. وقالوا: هَيّان بن بَيّان: اسمان لمن لم يُعرف ولم يُعرف أبوه. وأنشد:
لئام من بني هَيَ بن بَيّ ... وأنذالُ الموالي والعبيدِ
حرف التاء وما بعده
من الحرف في الثنائي الصحيح
ت - ث - ث
أهملت.
ت - ج - ج
أهملت.
ت - ح - ح
حتت
استُعمل من معكوسها: حتّ الشَّيءَ يَحُتُّه حَتّا،كانحتات الورق عن الغصن. وحَتَّ الله مالَه حَتًّا، إذا أفقره. والحَتُّ: قبيلة من كِنْدَة يُنسبون إلى بلد ليس بأمّ ولا أب. والحَتُّ: البعير السريع السير، الخفيف. وكذلك الفَرَس؛ يقال: فَرَس حَتّ. قال الشاعر يصف ظليماً:
على حَتِّ البُراية زَمْخَرِيِّ الس ... واعد ظلَّ في شَرْيٍ طِوال
والزمخري: الأجوف. والسَّواعد: مَجاري المخّ في العظام في هذا الموضع. وإنما أراد حَتّاً عند البُراية، أي سريع عندما يَبْريه السفَر. وخالف قوم من غير البصريين في تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيراً. قال الأصمعي: كيف يكون ذلك وهو يقول قبله:
كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ ... يعِن مع العَشِيّةِ للرِّئال
يقال: جمل ذو بُراية، إذا كان قوياً على السير. والشَري: شجر الحنظل. وطِوال: من صفة الشَّرْي. والهِجَفُّ: الظليم. ويَعُنّ: يعترض، يقال: عَنّ يَعُن، إذا اعترض، وعَنَّ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بعِنانه يَعِنه، بالكسر. والرِّئال: أولاد النعام، واحدها رَأل.
ت - خ - خ
تَخَّ العجينُ تَخّا وأتخختُه أنا، إذا أكثرتَ ماءه حتى يلين. وكذلك الطين إذا أفرطتَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أن يطيَّن به.
وقد قالوا أيضاً: ثَخَّ بالثاء، والأولى أعلى.
ختت
ومن معكوسه: خَتّ، وهو موضع.
ت - د - د
أهملت.
ت - ذ - ذ
أهملت.
ت - ر - ر
ترَّ العظمَ يَتره تَراً، إذا قطعه. وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرُّاً. قال الشاعر - هو طرفة بن العبد:
تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها ... ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ


--------------------------------------------------------------------------------

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ. وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحماً. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ ... ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا
وقال أبو بكر: يعني قوماً أسَراء فهم مسترخون من الإعياء. قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام. وأنشد:
وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى ... كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام
يصف وتراً، وتال قوم: يصف سهماً، ويدلُّك على ذلك قوله:
قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثَاً فلم تَزغ ... عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام
قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته. وبُصِّرَت: دمِّيت. وحِقْو السهم: مستدَقه.
رتت واستُعمل من معكوسه: الرتّ، والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل. والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.
ت - ز - ز
أهملت.
ت - س - س
أهملت.
ت - ش - ش
شتت
استُعمل من معكوسها: شَتَّ يَشِتُّ شَتاتاً، وهو التفرُّق، والاسم الشَّتّ، والجمع أشتات.
ت - ص - ص
استُعمل من معكوسها: الصَّتُّ، وهو الضرب باليد والدفع.
قال رؤبة:
وطامِح النَّخْوَةِ مستَكِتِّ ... طأطَأ مِن شَيطانه التَّعَتِّي
صَكِّي عرانينَ العِدى وصَتَي
وصَتِيت من الناس، أي فِرقة.
ت - ض - ض
أهملت.
ت - ط - ط
أهملت.
ت - ظ - ظ
أهملت.
ت - ع - ع
يقال: تَعَّ تَعاً وتَعةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاءٍ يقيء قيْئاً فهو قاءِ كما ترى.
وفي الحديث: " فتَعَّ تعةً " ، إذا قاء، وقالوا: ثعَّ ثَعَةً، أيضاً.
وأما تَعْتَعه، فتلحق هذه بنظائرها.
عتت
استُعمل من معكوسها: عتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتَاً، إذا وبخه ووَقَمه. قال أبو بكر: عَت وعَثَّ بالتاء والثاء جميعاً.
ت - غ - غ
غتت
استُعمل من معكوسها: غته في الماء يَغُته غتًّا، إذا غَطَّه فيه.
ت - ف - ف
تفّ: التُّفُّ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ. والتُفّة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.
ومثل من أمثالهم: " استغنت التُّفَّةُ عن الرفّةِ " ، والرُّفةُ: دُقاق التَبن، وقد قالوا: التُّفَة عن الرّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دوَيْبَّة مثل جِرو الكلب، وقد رأيتها. وأنكر أن تكون فأرةً،
فتت
واستُعمل من معكوسه: فتّ الشيءَ يفُتُّه فَتِّا، إذا كسره بإصبعه. ومن أمثالهم:
كَفّا مطلَقةٍ تَفُتُّ اليَرْمعا
واليَرمَع: حجارة بِيض دِقاق تلمع في الشمس تتفتَّتُ باليد. ويقال: كلَّم فلان فلاناً بشيء فَفَت في ساعده، أي أضعفه وأوهنه.
ت - ق - ق
تَقَّ تَقْاً، ثم أميت هذا الفعل، ورُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرباعي، فقالوا: تَقْتَقَ وقالوا: تَتقْتَقَ الرجل إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافي الأرضَ على غير طريق.
قتت
واستعمل من معكوسها: القَتُّ، معروف. قال الراجز:
بنى السّويقُ لَحْمَها واللت ... كما بنى بخَتَ العراقِ القَتُّ
والقتُّ: مصدر قَت بين القوم قَتا، إذا مشى بينهم بالنميمة، وهو القَتّاتّ. وأصله من قولهم: تقتتَ هذا الحديث، إذا تَسَمعه.
وقتتّ الشي، إذا جمعه قليلاً قليلاً.
ت - ك - ك
تَكَّ الشيءَ يتُكُّه تَكّا، إذا وطئه حتى يشدخّه، ولا يكون إلاّ من شيء ليّن، نحو الرّطب والبِطّيخ وما أشبه ذلك. والتكَّة لا أحسبها عربية محضة ولا أحسبها إلاّ دخيلاً، وإن كانوا قد تكلّموا بها قديماً.
كتت
واستعمل من معكومسها: كَتّ النبيذُ وغيره كَتُّا وكَتِيتاً، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ. وكَتَت القومَ أكتُّهم كَتّاً، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم، قال الشاعر - هو رُبَيعهّ الأسدي والد ذؤاب قاتل عتيبةّ بن الحارث بن شهاب:
إلاّ بجيش لا يكَت عَديده ... سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ
أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم. وكتتِ الجرةُ الجديدة، إذا سمعت لها صوتاً عند صبك الماء فيها. وكَت الفحل، إذا سمعت له هديراً. وكتَّ الله أنفه، إذا أرغمه. ومثل من أمثالهم: " لا تَكتّها أو تكتّ النجومَ " أي لا تَعدها.
ت - ل - ل

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ. وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحماً. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ ... ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا
وقال أبو بكر: يعني قوماً أسَراء فهم مسترخون من الإعياء. قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام. وأنشد:
وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى ... كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام
يصف وتراً، وتال قوم: يصف سهماً، ويدلُّك على ذلك قوله:
قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثَاً فلم تَزغ ... عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام
قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته. وبُصِّرَت: دمِّيت. وحِقْو السهم: مستدَقه.
رتت واستُعمل من معكوسه: الرتّ، والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل. والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.
ت - ز - ز
أهملت.
ت - س - س
أهملت.
ت - ش - ش
شتت
استُعمل من معكوسها: شَتَّ يَشِتُّ شَتاتاً، وهو التفرُّق، والاسم الشَّتّ، والجمع أشتات.
ت - ص - ص
استُعمل من معكوسها: الصَّتُّ، وهو الضرب باليد والدفع.
قال رؤبة:
وطامِح النَّخْوَةِ مستَكِتِّ ... طأطَأ مِن شَيطانه التَّعَتِّي
صَكِّي عرانينَ العِدى وصَتَي
وصَتِيت من الناس، أي فِرقة.
ت - ض - ض
أهملت.
ت - ط - ط
أهملت.
ت - ظ - ظ
أهملت.
ت - ع - ع
يقال: تَعَّ تَعاً وتَعةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاءٍ يقيء قيْئاً فهو قاءِ كما ترى.
وفي الحديث: " فتَعَّ تعةً " ، إذا قاء، وقالوا: ثعَّ ثَعَةً، أيضاً.
وأما تَعْتَعه، فتلحق هذه بنظائرها.
عتت
استُعمل من معكوسها: عتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتَاً، إذا وبخه ووَقَمه. قال أبو بكر: عَت وعَثَّ بالتاء والثاء جميعاً.
ت - غ - غ
غتت
استُعمل من معكوسها: غته في الماء يَغُته غتًّا، إذا غَطَّه فيه.
ت - ف - ف
تفّ: التُّفُّ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ. والتُفّة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.
ومثل من أمثالهم: " استغنت التُّفَّةُ عن الرفّةِ " ، والرُّفةُ: دُقاق التَبن، وقد قالوا: التُّفَة عن الرّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دوَيْبَّة مثل جِرو الكلب، وقد رأيتها. وأنكر أن تكون فأرةً،
فتت
واستُعمل من معكوسه: فتّ الشيءَ يفُتُّه فَتِّا، إذا كسره بإصبعه. ومن أمثالهم:
كَفّا مطلَقةٍ تَفُتُّ اليَرْمعا
واليَرمَع: حجارة بِيض دِقاق تلمع في الشمس تتفتَّتُ باليد. ويقال: كلَّم فلان فلاناً بشيء فَفَت في ساعده، أي أضعفه وأوهنه.
ت - ق - ق
تَقَّ تَقْاً، ثم أميت هذا الفعل، ورُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرباعي، فقالوا: تَقْتَقَ وقالوا: تَتقْتَقَ الرجل إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافي الأرضَ على غير طريق.
قتت
واستعمل من معكوسها: القَتُّ، معروف. قال الراجز:
بنى السّويقُ لَحْمَها واللت ... كما بنى بخَتَ العراقِ القَتُّ
والقتُّ: مصدر قَت بين القوم قَتا، إذا مشى بينهم بالنميمة، وهو القَتّاتّ. وأصله من قولهم: تقتتَ هذا الحديث، إذا تَسَمعه.
وقتتّ الشي، إذا جمعه قليلاً قليلاً.
ت - ك - ك
تَكَّ الشيءَ يتُكُّه تَكّا، إذا وطئه حتى يشدخّه، ولا يكون إلاّ من شيء ليّن، نحو الرّطب والبِطّيخ وما أشبه ذلك. والتكَّة لا أحسبها عربية محضة ولا أحسبها إلاّ دخيلاً، وإن كانوا قد تكلّموا بها قديماً.
كتت
واستعمل من معكومسها: كَتّ النبيذُ وغيره كَتُّا وكَتِيتاً، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ. وكَتَت القومَ أكتُّهم كَتّاً، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم، قال الشاعر - هو رُبَيعهّ الأسدي والد ذؤاب قاتل عتيبةّ بن الحارث بن شهاب:
إلاّ بجيش لا يكَت عَديده ... سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ
أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم. وكتتِ الجرةُ الجديدة، إذا سمعت لها صوتاً عند صبك الماء فيها. وكَت الفحل، إذا سمعت له هديراً. وكتَّ الله أنفه، إذا أرغمه. ومثل من أمثالهم: " لا تَكتّها أو تكتّ النجومَ " أي لا تَعدها.
ت - ل - ل

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
تَلَّه يَتُلُّه تَلا، إذا صرعه. وكذلك فسِّر في التنزيل: " وتله للجبين " ، واللهّ أعلم بكتابه.
وزعم بعض أهل العلم أن قولهم: رُمْح مِتَلّ، إنما هو مِفْعَل من الصَرْع، يُتَلُّ به، أي يُصرع به. وقال الأصمعي: المِتَل: الغليظ. قال الشاعر - هي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة:
فَر ابنُ قَهْوَس الشّجا ... عُ بكَفه رُمْح مِتَلُّ
ينجو به خاظي البَضي ... ع كأنّه سِمْع أزَلُّ
ويقال: هو بتِلة سَوْء، أي حال سَوْء. وكل شيء ألقيته على الأرض مما له جُثَة فقد تَلَلْتَه. وبه سُمِّي التَلُّ من التراب.
لتت
واستُعمل من معكوسه: لَتَّ السويقَ وغيره يلُتُّه لتاً، إذا بَسهُ بالماء أو غيره. وزعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يَلُتُّ السويق وغيره للحاج، فلما مات عُبدت ولا أدري ما صحة ذلك لأنه لو كان كذلك كان يكون: " اللاّتّ " بتثقيل التاء لأنها تاءان. وقد قرىء في التنزيل: " أفرَأيتُم اللاتَّ والعُزَّى " ، بالتثقيل والتخفيف. ولم يجىء في الشعر اللاّت إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفَيْل:
تركت اللاّتَ والعُزّى جميعاً ... كذلك يفعلُ الجَلْد الصَّبورُ
وقد سمَوا في الجاهلية: زيد الّلات، بالتخفيف لا غير. وقد جاء في التنزيل بالتخفيف، وقد قرىء بالتثقيل، واللّه أعلم. وإن حُملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أحِبَّ أن أتكلّم ليها.
ت - م - م
تَم الشي يَتِمُّ تَماماً. وامرأة حبلى مُتِم. ووُلِدَ الغلامُ لتِمّ وتِمامٍ بالكسر. وبدرُ تِمام بالكسر، وكذلك ليلُ تِمام، وكل شيء بعد هذا تَمام بفتح التَاء.
متت
واستُعمل من معكوسه: مَتَ يمُتّ مَتًّا. مَتَّ فلان إلى فلان بنسَب أو رَحِم، إذا اتّصل بها إليه.
وقالوا: تَمَتَّى في الحبل، إذا اعتمد فيه ليقطعه أو يَمُدَّه. وتمتى: في معنى تمطى، في بعض اللغات. والمَتُّ والمَدُّ والمَطُّ متقاربة في المعنى.
ت - ن - ن
أهملت إلا في قولهم: فلان تنُّ فلان، أي مثله وقرنه وسِنّه. وقد سمَت العرب تِنًّا.
ت - و - و
جاء فلان تَواً، إذا جاء فَرْداً. وجاء زَواً، إذا جاء ومعه صاحب. وأنشد لأبي غزالة الكِندي:
بَقِيتُ بعدهم تَوًّا إذا ذُكروا ... فالعينُ تاركة إنسانَها غَرِقا
ت - ه - ه
هتت
استُعمل من معكوسه: هَتّ الشيءَ يَهُتُّه هتًّا، إذا وطئه وطأً شديداً حتى يكسره. ومن كلامهم: تركتهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرتهم وقطعتهم. وسمعت هَتَّ قوائم البعير على الأرض، إذا سمعت وَقْعَها. والشيءُ المهتوت والهتيت: المكسور.
ت - ي - ي
أهملت التاء والياء في الثنائي الصحيح.
حرف الثاء
وما بعدها من سائر الحروف في الثنائي الصحيح
ث - ج - ج
ثججت الماءَ أثجُّهُ ثَجاً، إذا صببته صبَّاً كثيراً. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جل وعز: " ماءً ثجاجاً " . وهذا مما جاء في لفظ فاعل والموضع مفعول لأن السحاب يَثُج الماءَ فهو مثجوج.
وقال بعض أهل اللغة: ثججت الماءَ وثَج الماء وانثَج الماءُ كما قالوا: ذَرَفَتِ العين الدمعَ، وذَرَفَ الدمعُ، فهو ذارف ومذروف. قال الراجز:
حتى رأيت العَلَقَ الثَّجّاجا ... قد أخْضَلَ النحورَ والأوداجا
وفي الحديث: " تمامُ الحجِّ العَج والثج " . فالعج: العجيج في الدعاء، والثج: سفك دماء البدن وغيرها.
جثث
واستُعمل من معكوسه: جثثت الشجرةَ وغيرها جثُّاً، إذا انتزعتها من أصلها. وفُسر قوله جَل ثناؤه: " اجتُثتْ مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قَرارٍ " من هذا، والله أعلم.
والمِجَثة والمِجْثاث: حديدة يقطع بها الفَسيل، والفسيلة جثيثة. قال الراجز في النخل:
أقسمتُ لا يذهب عنّي بَعْلها ... أو يستوي جَثِيثها وجَعلُها
البَعْل من النًخل: ما اكتفى بماء السماء. والجَعل: ما نالته اليدُ. وفي كتاب النبيّ صلَى الله عليه وآله وسلم لأكَيْدِر بن عبد الملك صاحب دُومَة الجَنْدَل: " لكم الضّامِنَة من النخل ولنا الضّاحِيَةُ من البَعْل " . الضامنة: ما أطاف به سور المدينة، والضاحية: ما كان خارجاً.

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
والجُثّ: ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكَيْمَة الصغيرة ونحوها. وأحسب أنّ جُثة الرّجل من هذا اشتّقاقها. وقال قوم من أهل اللغة: لا تسمى جثة إلا أن يكون قاعداً أو نائماً، فأما القائم فلا يقال: جُثَّتُه، إنما يقال: قِمَّته. وزعموا أن أبا الخطّاب الأخفش كان يقول: لا أقول: جثة الرجل إلا لشخصه على سَرْج أو رحل ويكون معْتمّاً؛ ولم يسمع عن غيره.
قال الشاعر في الجُث الذي تقدمّ:
فأوفى على جُث ولليل طُرة ... على الأفْق لم يهتِك جَوانِبَها الفَجْر
ث - ح - ح
حثث
استُعمل من معكوسه: حَثَّ يحثُّ حثاً، إذا استَعجل. والحث: حُطام التِّبن. والحث أيضاً: من الرمل، اليابس الخشن. أنشدَنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه الأصمعي لراجز دعا على أرض ألاّ يصيبها مطر، ثم ذكر اليبْس:
حتّى يُرى في يابس الثَّرْيا حُث ... يَعْجِزُ عن رِيِّ الطلَيِّ المُرْتَغِثْ
الطُلَيُ: تصغير طَلاً. والمُرتغث: الذي يَرْغَث أمه، يرضعها. والثَّرياء: الثَّرى.
وتمر حث: لا يَلزَق بعضه ببعض.
والحثُّ: الطعام غيرَ مأدوم.
ث - خ - خ
خثث
استُعمل من معكوسه: الخُثُّ: غُثاء السيل، إذا خَلفه ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ، وكذلك الطُّحْلُبُ إذا يَبِسَ وقدُمَ عهدُه حتى يسوادَّ. والخُثة: طين يُعجن برَوْث أو بَعْر ثم يُتّخذ منه الذِّيار، وهو الطين الذي تصَرُّ به الناقة على أخلافها. يقال: هو خُث، ما دام رَطْباً، فإذا جَف فهو ذِيار.
ث - د - د
دثث
استعمل من معكوسه: الدَّثُّ، والجمع الدِّثاث. وهو أضعف المطر. أنشدَنا عبد الرحمن عن عمه لراجز يصف أرضاً وماشية وظباءً ترعاها:
قِلْفِعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا ... مُنْبَثَّةً نُفَّزُها انبثاثا
النُّفَزُ: الغِزلان، من قولهم نَفَزَ ينَفِزُ نَفَزاً ونَفَزاناً، إذا وثب. يقال: نَفَزَت الظبية، إذا وثبت. والقِلْفِعُ: الطين الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتشَقّق.
ويقال: أرض مدثوثة، إذا أصابها الدَّث.
ث - ذ - ذ
أهملت.
ث - ر - ر
ثررتُ الشيءَ أثُرُّه ثَرًّا، إذا بددته. وناقة ثرَّة: غزيرة اللبن. وعين ثرَّة: كثيرة الدموع. وطعنة ثرَّة: كثيرة الدم تشبيهاً بالعين لكثرة دمعها. والمصدر الثرارة والثُّرورة. قال الراجز:
يا مَن لِعينٍ ثَرةِ المَدامع ... يَحْفِشُها الوجدُ بماءٍ هامع
يحفِشها: يستخرج كلَّ ما فيها. والثرثار: نهر معروف. ورجل ثَرثار: كثير الكلام. وأنشد لعنترة بن شدّاد العبسي:
جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَرةٍ ... فَتَركْنَ كُلَّ قرارة كالدِّرهم
وفي الحديث أن رسول الله صلَى الله عليه وآله وسلَم قال: " ألا اخْبركم بأبغضكم إليّ؟ الثرثارون المُتَفَيْهِقون " . وأصل هذا كله من العين الثَّرَّة الكثيرة الماء.
رثث
واستُعمل من معكوسه: رَثَّ الثوبُ وأرَثَّ، إذا أخْلَق. وكل شيء أخلقَ فقد رَثَّ وأرَثَّ. وأجاز أبو زيد رَثَّ وأرث وأبى الأصمعيّ إلا رَث. وقال أبو حاتمٍ: ثم رجع الأصمعي بعد ذلك فأجاز رَثَ وارثَ رَثاثةً ورُثوثة. ورَث كل شيء: خسيسه. وأكثر ما يُستعمل فيما يُلبس أو يُفْتَرَش.
ث - ز - ز
أهملت الثاء مع الزاي والسين.
ث - ش - ش
شثث
استُعمل من معكوسها: الشَّثُّ، وهو ضرب من الشجر. قال الشاعر:
بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُهُ ... وأسفلُه بالمَرْخ والشَبَهان
الشَبَهان: الثُّمام، لغة يمانية.
ث - ص - ص
أهملت الثاء مع الصاد والضاد.
ث - ط - ط
رَجل ثَط: بَيِّنُ الثَّطاطة والثُّطوطة من قوم ثِطاط. والمصدر الثَّطَط، وهو خِفَّة اللحية من العارضين. ولا يقال: أثَط، وإن كانت العامة قد أولعت به. قال الراجز:
كلحيةِ الشيخ اليماني الثَّطَ
قال أبو حاتم: قال أبو زيد مَرَّة: أثطُّ، فقلت له: أتقول أثَط؟ فقال: سمعتُها.
طثث
ومن معكوسه: الطَّثُّ. والطَث: ضربك الشيءَ برجلك أو بباطن كفَك حتى تًزيله عن موضعه؛ طَثَثْتُه أطثه طَثاً. والمِطَثَّةُ: خشبة عريضة يدَق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان، نحو القُلَة. قال الراجز، يصف صقراً انقضَّ على طير:

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ثَمَمْتُ الشيء أثُمُّه ثمَّة وثَماً إذا جمعته، وأكثر ما يستعمل في الحشيش. والثمة: القبضة بالأصابع من الحشيش. وثَمَمْت يدي بالأرض أو بالحشيش، إذا مسحتها به. ووَطب مثموم، إذا غُطِّي بالثّمام. وسترى الثُمام في بابه. وثَمَ: كلمة يشار بها إلى المكان. وثم: كلمة تُستعمل في العطف.
مثث
ومن معكوسه: مَثَثتُ يدي مَثّاً، إذا مسحتها، وأحسبها مقلوباً عن ثَمَمْتُ. ومثَ شاربهِ يَمُث مَثًّا، إذا أكل دَسَماً فبقي عليه. وأحسب أنّ مَث ونَث بمعنى واحد. وفي حديث عمر تَنِثّ نَثَّ الحَمِيت، وهو زِقّ سمنِ أو دُهْن. وأنشد عبد الرحمن عن عمّه:
أرْعَلَ مجّاجَ الندى مَثّاثا ... فدمها نَياً وما ألاثا
الأرْعَل: الطويل، يعني: النبتُ سَمَّنَ الغنمَ. تقول: دَمَمْتُ الشيءَ، إذا طليته بشحم. والنيُ: الشّحم. وما ألاث: أي ما احتَبس.
ث - ن - ن
الثَنّ: حُطام اليبيس. وأنشد رجز:
فَظِلْنَ يَخْلِطْنَ هشيمَ الثَنِّ ... بعد عميم الروضة المُغِنِّ
وأنشد أيضاً:
يكفي الفصيلَ أكلة من ثِنِّ
والثُّنَة: شَعَرات على رُسْغ الدابّة. والثنة أيضاً: ما دون السُرَّة من أسفل البطن.
نثث
ومن معكوسه: نَثَّ يَنث نثيثاً، إذا عرقَ من سِمَنه. والنَثُّ من قولهم: نَثَثْتُ الحديثَ أنُثُّه نَثّا، إذا أظهرته وكشفته.
ث - و - و
لها مواضع في الرباعي والمكرَّر تراها إن شاء الله تعالى.
ث - ه - ه
هثث
استُعمل من معكوسه: الهَثُّ ثم أميتَ وألحق بالرِباعي في الهَثهثة، وهو اختلاط الصوت في الحرب أو في صَخب. قال الراجز:
وهَثْهَثُوا فكَثُرَ الهَثْهاتُ
قال أبو حاتم: أصل الهَثّ خَلْطُ الشيء بعضه ببعض.
ث - ي - ي
أهملت في الوجوه كلها.
حرف الجيم
في الثنائي الصحيح وما بعده
ج - ح - ح
جَحَّ الشيء يَجُحُّه جَحّا، إذا سحبه، لغة يمانية. وكل شجر انبسط على وجه الأرض فهو عندهم الجحُّ، كأنهم يريدون أنه انجَحَّ على الأرض إذا انسحب. فأما أهل نجد فيسمّون البِطيخ الأصفر الرّخو جُحُّا. ويسمّون صغار البِطِّيخ قبل نضجه: الجحّ. وكذلك الحَنْظَل الذي يسميه أهل نجد الحَدَج قبل أن يصفرّ. وأنشد:
فَياشِل كالحَدَج المُنْدال ... بدَوْنَ من مدَّرِعِي أسْمالِ
ويقال: أجَحَّتِ السبعةُ والكلبةُ، إذا أثقلت فهي مُجِح، والجمع مَجاحُّ.
حجج
ومن معكوسه: حَجَّ يَحُجُّ حَجاً. وأصل الحَجّ القَصْد. قال الشاعر - هو المُخَبَّل السعدي:
فَهُمْ أهلات حولَ قيس بن عاصم ... يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا.
وحجَّ العظمَ يَحُجُّه حجُّا، إذا قطعه من الجُرْح فاستخرجه. قال الهذلي:
وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأنَها ... أسِي على أمِّ الدِّماغ حَجِيجُ
وقال الآخر:
يحجُّ مأمومة في قَعْرها لَجَف ... فآسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ
يصف طبيباً داوى جِراحاً بعيدة القعر فهو يجزع من هولها فالقذى يتساقط من أسته كالمغاريد، وهي الكَمْأة الصِّغار السُّود، الواحد مُغرود. قال أبو بكر: وليس في كلامهم فُعْلُول موضع الفاء منه ميم إلا هذا الحرف، مُغْرود ومُغفور، وهو صَمْغ يسقط من الشجر حُلو يُنقع، وُيشرب ماؤه حلواً. والمأمومة: التي قد بلغت إلى أم الدماغ. واللجَفُ شبيه بالكهف يكون في أسفل الآبار من أكل الماء. وشبَّه هذه الشَّجَّة بتلجُّف المبئر. ولجَّفَ القومُ مكيالَهم، إذا وسّعوه.
والحجُّ: مصدر حَجَّ البيتَ يَحجُّ حَجاً.
والحِجُّ بكسر الحاء: الحُجّاج، لغة نجدية. قال جرير:
وكأن عافيةَ النُّسُور عليهم ... حِج بأسفَل ذي المجازِ نُزول
وقال آخر:
كأنما أصواتُها في الوادي ... أصواتُ حِجّ من عُمانَ غادي
والحِجَّةُ: السنَةُ. والحُجَّة: معروفة. والحِجَّةُ: خَرْزَة أو لؤلؤة تعلَّق في الأذن. وقال قوم: شحمة الأذن التي يُعلَّق فيها القُرْط يقال لها: الحِجَّة. ويسمّي الكوفيون الخَرْزَة جاجَةً بجيمين، وهو غلط، وإنما سُمِّيت الخرزةُ حاجَةً بآسم الموضع، وربما سُمِّيت حاجّة. وأنشدوا:
يَرُضْنَ صِعابَ الدرّ في كلّ حِجَّةٍ ... وإن لم تكن أعناقُهُنّ عواطلا
ج - خ - خ

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
أصَمَّ رُدَيْنيُّا كأنّ كُعُوبَهُ ... نوى القَسْب عَرّاصاً مُزَجُّا مُنصَّلا
والزُجاح: معروف. والزَّجَج من قولهم: حاجب أزجُّ، وهو السابغ الطويل في دَقة. وظليم أزَجُّ ونعامة زَجّاء، إذا كانا طويلي الرجلين. ورجل أزجُّ، والجمع زُج، وهو بعيد الخَطْو. قال ذو الرُّمَة:
جُمالية حَرْف سِناد يَشُلُّها ... أزجُ بعيدُ الخَطْوِ ظمآنُ سَهْوَقُ
ج - س - س
جَسَ الشيءَ يَجسُّه جَسُّاً، إذا لمسه بيده. ومَجَسُّ الشيء ومَجسَّتُه: الموضع الذي تقعٍ عليه يدك منه إذا جَسَسْتَه. وقد يكون الجَس بالعين أيضاً. يقال: جَسَّ الشخص بعينه، إذا أحَدَّ النظرَ إليه ليستثبت. قال الشاعر:
وفتيةٍ كالذِّئابِ الطُلْس قلتُ لهم ... إنّي أرى شَبَحاً قد زال أو حالا
فاعصَوْصَبوا ثم جَسًّوه بأعْيُنِهم ... ثم اختَفَوْه وقَرنُ الشَمس قد زالا
اختفوه: أظهروه، ويقال خفَيت الشيءَ إذا أظهرته، واختفى: افتعل من ذلك. وجَسِّ: زجر للبعير، لا يتصرف له فعل.
سجج
واستعمل من معكوسه: سجَ الحائطَ يَسُجُّه سجا، إذا مسحه بالطين الرقيق فلاطه به. والمِسَجة: الخشبة التي يُطلى بها الحائط، لغة يمانية، وهي التي تسمَى بالفارسية: المالجَةُ. قال أبو بكر: وأهل نجد يسمون المالَجَةَ المِسْيَعَة.
ج - ش - ش
جَشّ الحَبَّ يجشُّه جَشًّا، إذا طحنه طحناً جريشاً. والحَبُّ جَشِيش ومجشوش. قال رؤبة:
يا عجباً والدهرُ ذو تخويش ... لا يُتَّقَى بالدَّرق المَجروش
لَفْظَ الزُّؤان مِطْحَرُ الجَشيش
الزُّؤان: حب يكون في البرّ. وجَشَّ الرَّكِيَ يَجُشُّها، إذا استخرج ماءها وحمأتَها. قال أبو ذؤيب:
يقولون لمّا جُشَتِ البئر أوْرِدوا ... وليس بها أدنى ذِبابٍ لواردِ
الذِّبَاب: الماء القليل. وفرس أجشُّ: غليظ الصهيل، وهو مما يُحمد في الخيل. قال النجاشي:
ونجى ابنَ حرب سابح ذو علالةٍ ... أجَشُّ هزيم والرِّماح دَواني
قوله ذو علالة: أراد جرياً بعد جري مثل عَلَل الماء شيئاً بعد شيء وشرباً بعد شرب، الأول النَّهَل والثاني العَلَل. وقوله هزيم: أي تُسمع له هَزْمَة مثل هزمة الرعد. وجُشُ أعيارٍ: موضع. وسمعت في حلقه جُشَّةً، أي غِلظاً، وهو مثل الجُشْرة. والجَشَّة والجُشة: لغتان، وهم الجماعة من الناس يقبلون معاً في نهضة وثورة. قال العجّاج:
بجَشُّةٍ جشّوا بها ممّن نَفَرْ ... محملين في الأزِمّات النخَرْ
شجج
ومن معكوسه: شجَجْت الرجلَ أشُجُّه شَجًّا، إذا كسرت رأسه. وشَجَّ الخمرَ بالماء يَشُجها شَجا، إذا مزجها. وشجَّ الأرض براحلته، إذا سار بها سيراً شديداً، وأشَجًّ، " أفْعل " من الشَجّ: اسم رجل. وأنشد لأعشى همدان:
بينَ الأشجِّ وبينَ قيس بيتُه ... بَخْ بخْ لوالده وللمولودِ
ج - ص - ص
الجِصّ: معروف، وليس بعربي صحيح.
ج - ض - ض
ضجج
استُعمل من معكوسه: ضَجَّ ضَجيجاً، والاسم: الضَّجَّة. والضَجَاج: القَسْر. قال الراجز يصف حرباً:
وأغْشتِ الناسَ الضَجاجَ الأضْجَجا ... وصاحَ خاشي شرِّها وهَجْهَجا
والضَجَاج: ثمر نبتٍ أو صَمْغ تغسل به النساءُ رؤوسهن؛ لغة يمانية.
ج - ط - ط
أهملت الجيم مع الطاء والظاء في الوجوه الثنائية.
ج - ع - ع
الجَعُّ: أميت فألحق بالرباعي في " جعجع " . والجَعْجَعَة: القعود على غير طمأنينة. ومنه قول أبي قيس بن الأسْلَت:
مَن يَذُقِ الحربَ يَجِدْ طَعْمَها ... مُرّا وتَتْرُكْه بجَعْجاع
ومن أمثالهم: " أسمعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً " . الطِّحْن: الشيء المَطحون. والطَّحن: المصدر. وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: " جَعْجِع بالحُسين " ، أي أزعِجْه. والجعجعة: الصوت.
عجج
ومن معكوسه: عَجَّ يَعِجُّ عَجُّا وعَجيجاً، إذا صاح. وسمعت عَجَّةَ القوم وعَجِيجَهم، أي أصواتهم.
والعُجة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدّها. ونهر عجّاج: كثير الماء. والعَجَاج: الغُبار.
وسُمِّي العَجّاج عَجاجاً بقوله:
حتى يَعُجً ثَخَناً مَن عَجْعَجا ... ويُودِيَ المُودي وينجو مَن نجا

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
ثخن: مبني من أثخنه، إذا بالغ في ضربه. وألحق العَجُّ بالرباعي، فقالوا: عجعج.
ج - غ - غ
أهملت الجيم والغين مع وجوه الثنائي.
ج - ف - ف
جَف الشيءُ يَجِفُّ جفوفاً بعد رطوبته. والجُفُّ: الجمع الكثير من الناس. قال النابغة:
من مُبْلِغ عَمْرَو بنَ هندٍ آيةً ... ومن النَّصيحة كثرةُ الإنذارِ
لا أعرِفَنَّكَ عارضاً لرماحِنا ... في جفِّ ثعلبَ واردي الأمرارِ
يعني ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وروى الكوفيون: في جُفِّ تغلبَ، وهذا خطأ، لأن تغلب في الجزيرة وثعلبة في الحجاز. وأمرار: موضع. وجُفُّ الطلْعة: وعاؤها إذا جَفَّتْ. وفي الحديث: طُبّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. والجُف أيضاً: نصفُ قربةٍ تُقطع من أسفلها وتُجعل دلواً. قال الراجز:
رُبَّ عجوز رأسُها كالكِفَّهْ ... تَحْمِلُ جُفّا معها هِرْشَفهْ
قوله كالكِفَّة: يعني من الكِبَر ككِفَّة الحائل، وهو الصائد. والهِرْشَفَّة: خِرْقَة ينشَّف بها الماء من الأرض. وأما الجَفْجَف فهو الغلَظ من الأرض، وقد أفردنا لهذا المكرر باباً تراه إِن شاء الله.
فجج
ومن معكوسه: فَج، والجمع فِجاج، وهو الطريق الواسع في الجبل، أوسع من الشِّعب. وفَج الرجلُ رجليه، إذا باعد بينهما، وكذلك الدابّة. ويقال أيضاً: أفَجَّ فهو مفج، إذا عدا عدواً شديداً.
وقوس فَجّاءُ، إذا ارتفعت سِيَتُها، فبانَ وتَرها عن عِجْسِها. يقال: عُجْسُها وعِجْسُها وعَجْسُها، ثلاث لغات، وهو المَقْبِض.
ج - ق - ق
أهملت الجيم مع القاف والكاف في وجوه الثنائي.
ج - ل - ل
جُلُّ الشيء: معظمه. وجُل الدابة وجَلُّها، لغة تميمية معروفة. ويقال: أخذت جُل هذا الشيء وجلَه، إذا تَجَلَّلْته، وأخذت جُلالَه وجِلَه. ويقال: قوم جِلة: ذوو أخطار. والجَلَّة البار. والجليل: التمام. ونهي عن أكل لحم الجلابات، وهي التي تأكل البار والرَجيع. والجُلَّة من جِلال التمر: عربية معروفة، والجمع جُلَل. قال الشاعر، هو الأعشى:
يَنْضِحُ بالبول والغبارِ على ... فخذيه نضحَ العبديّة الجلَلا
وأنشدني أبو عثمان الأشْنانْداني قال: أنشدني الأصمعي قال: أنشدني الأخفش:
باتوا يعَشون القُطَيْعاء ضيفَهم ... وعندهم البَرْني في جُلَل ثُجْل
فما أطعموه الأوْتَكَى من سَماحةٍ ... ولا مَنَعوا البَرْنِيَّ إلا من البُخْل
الأوْتَكَى: صرب من التمر. والقُطَيْعاء: تمر صِغار يشبه الشِّهْرِيز. وقال الراجز:
إذا ضربتَ مُوقَراً فآبْطُنْ لَهْ ... فوقَ قُصَيْراه وتحت الجُلَهْ
يعني جملاً عليه جُلَّة. والمَجَلَّة: الصحيفة. وكذلك رُوي بيت النابغة:
مَجَلَّتُهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يَرْجُون غيرَ العواقبِ
يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فأراد الإنجيل. ومن روى: مَحلّتهم " بالحاء، أراد الشام الأرض المقدسة.
لجج
ومن معكوسه: لَجَّ يَلجُّ لَجاجاً، إذا مَحِكَ في الأمر. وسمعت لَجَّة القوم، أي أصواتهم. واللجة: لجة البحر، والجمع لُج ولُجَج.
وفي حديث الزبير: أدخِلتُ الحَشَّ ووضعوا اللُجَّ على قَفَيَّ. قالوا: يعني السيف، شبّه بريقَه بلجَّة البحر، والله أعلم.
ج - م - م
جَمّ الفرسُ يَجِمُّ جَماماً ويَجُمُّ أيضاً، إذا عَفا من التعب ولم يركب. وكذلك جَمامه إذا ترك الضِّراب. ويقال: أعطني جَمام فرسك. وجَمَّت البئر تَجمُّ جماً وجموماً، إذا تراجع ماؤها. وضمُّ الجيم في البئر أكثر من كسرها في المستقبل. وجَمَّةُ الرَّكِيّ: معظم مائها إذا ثاب، والجمع جِمام. وكذلك جَمَّة المركب البحري، عربية صحيحة محضة، وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من خُروزه. والجُمَّة: الشعر الكثير، وهي أكثر من اللِّمَة، والجمع جُمَم وجِمام. والجُمَّة: القوم يسألون في الدَيات. وأنشد:
وجمة تسألني أعْطيتُ ... وسائلٍ عن خَبَرٍ لَويتُ
فقلتُ لا أدري وقد دَرَيتُ
والجَمُّ: الكثير من كل شيء. قال الراجز:
إن تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمّا ... وأيُّ عبدٍ لك لا ألَمّا

descriptionموسوعة علوم اللغة - صفحة 2 Emptyرد: موسوعة علوم اللغة

more_horiz
أي لم يُلِمَّ بالذنب ولم يقارف. وكذلك فسّره أبو عبيدة. وكذلك فسر في التنزيل، واللّه أعلم.
والجُمّ، زعموا: صَدَف من صَدف البحر لا أعرف حقيقّته. وأجمَت الحاجة، إذا حانت. قال زهير:
وكنت إذا ما جئتُ يوماً لحاجةٍ ... مَضَت وأجمَت حاجةُ الغد ما تخلو
مجج
ومن معكوسه: مَج الماءَ يَمجه مَجّا، إذا مجه من فيه بمرّة واحدة، أي أخرجه. وهو المُجاج. ومُجاجُ المُزْنِ: مَطَره. ومجاجُ النحل: عَسَله. وأنشد:
ويدعُو ببَرد الماء وهو بَلاؤه ... وإمّا سقَّوه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا
هذا يصف رجلاً به الكَلَب، والكَلِبُ إذا نظر إلى الماء تَخيل له فيه ما يكرهه فلا يشربه.
والمُج والبُجُّ، زعموا: فَرْخ الحمام، ولا أعرف ما صحته، والمُج: اسم سيفٍ من سيوف العرب، وقد ذكره الكلبي. وأمج الفرسُ إمجاجاً، إذا جرى جريَاً شديداً. قال الراجز:
كأنّما يَستضرمان العَرْفَجا ... فوق الجَلاذِيّ إذا ما أمْجَجا
يريد: أمَجّا. قال: يصف حماراً وأتاناً، شبه ما تنفيه حوافرهما من الحصى وقدحَ النار بضرام العرفج. يريد أمجّ، فأظهر التضعيف اضطراراً. والجَلاذي جمع جَلْذَأة، وهي الأرض الغليظة وفيها ارتفاع.
ج - ن - ن
جنَّ الرَّجلُ جُنونَاً. وجُنّ النبتُ، إذا غَلُظ واكتهل، والجِنُّ: خلاف الإنس. وجِن الشباب: حدّته ونشاطه. ويقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. وقال حسان:
إنَّ شرْخَ الشبابِ والشَعَرَ الأسْ ... وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونا
وجِنُّ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر - هو المتنخل:
حتى يجيءَ وجنُّ الليل يُوغِلُهُ ... والشوكُ في وَضَح الرجلين مركوزُ
ويقال: جُنون الليل، وجَنانُ الليل. قال الشاعر - دريد بن الصمَّة الجُشَميّ:
فلولا جُنونُ الليل أدرك رَكْضُنا ... بذي الرِّمث والأرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ
ويقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. والجنَّة: ما واراك من السلاح. والجَنة: الأرض ذات الشجر والنخل. ولا تسمَى جَنَّةً حتّى يُجنها الشجرُ، أي يسترها، هكذا قال أبو عبيدة.
وسمِّي التًّرْسً مِجَنًّا لستره صاحبَه. وسمَي القبرُ جَنَناً من هذا. والطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين. والجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر - هو عمرو ابن كلثوم التغلبي:
ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها ... لها من تسعةٍ إلاّ جَنينا
أي مدفوناً؛ أي قد ماتوا كلُّهم. قال: ومنه كلام ابن الحنفيّة " رحِمكُ الله مِن مُجَنٍّ في جَنَنٍ ومدْرَج في كَفَنٍ " ؛ يقوله للحسن رحمة الله عليه. وجَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر:
جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَسُّا ... وإنْ جاوَرتُ أسْلَمَ أو غِفارا
وربما سمِّيت الروح جَناناً لأن الجسم يُجِنُها؛ هكذا قال بعضهم.
ومن معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنج نَجُّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. وزعموا أن غَسّاق من هذا اشتُق. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، وغسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر:
فَإن تَكُ قُرْحَة خَبُثت ونجَّت ... فإن الله يَشفي مَن يشاءُ
ج - و - و
جَو السماء: معروف، وهو الهواء. وروَوْا بيت ذي الرُّمَة:
وظَلَّ للأعْيَس المُزْجي نَواهِضَه ... في نَفْنَف الجَوِّ تصويب وتصعيدُ
ورُوي: في نفنف اللُّوح " . وجوّ البيت: داخلُه؛ لغة شامية. وكانت العرب تسمّي اليمامة في الجاهلية جَوًّا. قال الشاعر - هو الأعشى:
فاستنزَلوا أهلَ جَو من منازلهم ... وهدموا شامخَ البُنيانِ فاتضعا
وجج
ومن معكوسه: وَج، وهو الطائف. قال الشاعر:
صَبَحْتُ بها وَجا فكانت صبيحةً ... على أهل وَج مثلَ راغيةِ البَكْرِ
ج - ه - ه
ألحق جَهَّ بالرباعي فقيل: جَهْجَهَ. يقال: جَهْجَهْتُ بالسَّبُع وهَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز - هو رؤبة:
وكَيْدِ مَطّال وخصم مِبْدَهِ ... يَنوي اشتقاقاً في الضلال المِتْيَهِ


--------------------------------------------------------------------------------
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد