أعشاب للتخفيف من الإحساس بالحزن والكآبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



} الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ{[الرعد :28]

} قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي* يَفْقَهُواْ قَوْلِي{[طه:24–28]

}إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{ [فصلت:30]

}وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ{ [فاطر:34]

}أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الّذِيَ أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَىَ رَبّكَ فَارْغَبْ{



قال علماء نفس أمريكيون ان هناك ثمانية انفعالات اساسية وهذه الانفعالات التي توجد على مستويات متنوعة من الشدة:

الغضب، الخوف، السرور، الحزن، الرضا، النفور، الدهشة، الاهتمام او الفضول، وتتحد لتؤلف الانفعالات الاخرى.

وقد توصل العلماء إلى ان هناك عاملين يحددان المشاعر والانفعالات وهما التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان والسبب الذي يعلل به الشخص تلك التغيرات. واستناداً الى هذه النظرية فان الانفعالات تنتج من تأويلات الناس لأحوالهم بعد استثارتهم فسيولوجيا. وقد يكون الاثر الخارجي للانفعال ظاهراً للناس كالبكاء والضحك واحمرار الوجه والحزن والفرح وغير ذلك من تغيرات الوجه الاخرى. ان هذه التغيرات الخارجية يصاحبها تغيرات فسيولوجية داخلية يحس بها الشخص نفسه فهو يستطيع ان يحس بتسرع نبضات قلبه وتنفسه وباندفاع الدم الذي قد يجعله يحس بتنمل في يديه أو قدميه وبوخز في فروة الرأس او خلف الرأس وربما قشعريرة وتصبب العرق او كليهما او رجفة في الجسم لا يستطيع معه الوقوف او الامساك بشيء.


وقد يؤدي تكرار حدوث الانفعالات غير السارة الى امراض نفسية جسيمة مستفحلة من انواع مختلفة، وليست هذه الامراض وهمية بل حقيقية 100% وهي تؤدي الى تعطيل كثير من وظائف الجسم كالهضم، بل احيانا تؤدي الى تلف انسجة الجسم، كما هو الحال في القرحة الهضمية مثل قرحتي المعدة والاثني عشر والتهاب القولون.


ومن المعروف ان ارتفاع ضغط الدم وربما السكر والحساسية وكثيراً من الأمراض الاخرى يدخل في نشوئها عامل انفعالي قوي، وكثيرا ما تكون ذات منشأ نفسي (عاطفي)، ويتشدد الاطباء في وقتنا الحاضر بالاهتمام بالاسباب النفسية للامراض بأسبابها الجسمية على حد سواء.



الصلة بينهما ولابد ان نعرف مدى الصلة بين الانفعالات والصحة فهذه الانفعالات سواء أكانت حادة أو عكسها ليست الا جزءا من الحياة ولن نستطيع تفاديها باي سبب من الاسباب.


ان الجزء الخاص بالانفعال في الجهاز العصبي هو الجهاز العصبي المستقل الأداء، فهو الذي يحكم وظائف بعض الاعضاء كضربات القلب وضغط الدم والهضم، وجميع هذه الوظائف اساسية للحياة. وهي تسير دون وعي منا ولا نستطيع ان نتحكم فيها بشكل مباشر، والغدد الصماء متصلة اتصالا مباشرا ووثيقا بهذا الجهاز المستقل الأداء، وهي مثله سريعة الاستجابة للانفعال وذلك بصب هرموناته في الدم مما تؤدي إلى تنبيه سلسلة من التفاعلات في مختلف اعضاء الجسم، ومن الامثلة المشهورة لعمل هذين الجهازين هو عندما يفزع الإنسان او يغضب فهو يحس ضربات قلبه قد اسرعت ويحس بارتفاع قد حصل في ضغط دمه، وهذان الجهازان يجعلان الكبد تطلق في الدم قدرا كبيرا من وقود الطاقة المخزون فيها فيزيد مقدار السكر في الدم، وتتسع الاوعية الدموية الذاهبة الى العضلات لتمدها بكمية اكبر من الدم الحامل لهذا الوقود، كأنما تتأهب للقيام بعمل جسمي ضخم.



وفي نفس الوقت يقف امداد الجهاز الهضمي بالدم فتقف تبعاً لذلك عملية الهضم مؤقتاً وتمتنع شهوة الطعام ويشحب لون جدار المعدة حتى يزول الفزع او الغضب. وضبط الانفعال من قبل البالغين امر مهم ومعنى ذلك ان يمنعوا آثارها من الظهور على ملامحهم، فالطفل يضرب إذا غضب، ولكن البالغ أن فعل ذلك فسيسبب مشكلات، ومع ذلك فالانفعالات نفسها والتغيرات الجسمية التي تصاحبها ليست قابلة للتحكم، فالمطلوب اذن هو ايجاد الطرق المقبولة المهذبة لمقابلة الأسباب التي قد تثير الانفعالات الضارة، ثم التعبير عن هذه الانفعالات بطريقة غير مضرة عندما تثار.



وأفضل طريقة في التحكم في الانفعالات هو ما يدرب عليه في صغره فالمفروض مثلاً أن يغضب الطفل الصغير إذا ولد له أخ، وقد يحاول ايذاءه او ضربه وينبغي بالطبع الا يسمح له بذلك. ولا ضرر من ان يسمح للطفل بان يبدي شعوره بانه لا يحب هذا الوليد الجديد فذلك مما ينفس عن انفعاله ولا يضير الوليد لانه لا يعرف شيئا. ولا يجري عقاب الطفل وتأنيبه في ان يحمله على حب الوليد، ولكن إذا ما اظهر الوالدان للطفل تفهمهما لمشاعره التي يعبر عنها، على ألا تكون لها آثار مؤذية، فإنهما يكونان قد القيا عليه درساً غالياً في كظم غيظه وكبت انفعاله.