تعتمد حياة الكثيرين ممن يصابون بالأزمات القلبية على ما يمكنهم أن يفعلوه أو يفعله المحيطون
بهم فى الدقائق القليلة الأولى من تعرضهم لأزمة قلبية لأول مرة.. ولكن للأسف فإن كثيرا من
الناس لا يعرفون ما هى أعراضها، حتى يمكنهم اتخاذ أول خطوة لإنقاذ حياتهم، أو حياة أحد المقربين منهم.
وفيما يلى تعرض عدداً من النصائح، التى يقدمها الطبيب جون رايلي، مدير برنامج زمالة القلب
والأوعية الدموية فى مركز "أوكسنر" الطبى بمدينة نيو أورلينانز، فى شكل أسئلة وأجوبة، يمكنها
أن تساعد فى إنقاذ حياة الكثيرين ممن يتعرضون لتلك الأزمات القاتلة:
س: ما أهم ثلاثة أمور يجب معرفتها عن النوبات القلبية؟
ج: عند حدوث أزمة قلبية تبدأ الثوانى فى العد التنازلي.
بادر بطلب عناية طبية على الفور.. فكلما طال تعرضك للأعراض، كلما زاد حجم الضرر فى عضلة القلب،
وتبدأ الأعراض بوقف تدفق الدم إلى القلب، ويجب أن تسارع إلى أحد مراكز الطوارئ، حتى يمكن للأطباء
المختصين أو الجراحين سرعة العمل على استعادة تدفق الدم مرة أخرى، لمنع مزيد من الضرر.
اطلب سيارة إسعاف.. ولا تتولى القيادة بنفسك، أو اطلب من شخص آخر نقلك إلى أقرب مركز طبي،
فخلال تعرضك لأزمة قلبية قد يزيد معدل خفقان القلب، أو قد يتوقف تماماً.. وفى الطريق إلى
المستشفى يمكن لرجال الإسعاف إجراء رسم القلب EKG، للتأكد من تشخيص الإصابة بنوبة قلبية،
وتقديم العلاج اللازم للحفاظ على معدل خفقان القلب فى المعدلات المسموح بها، إذا ما استدعى
الأمر ذلك، كما يمكنهم طلب إعداد فريق طبى فى المستشفى حال وصولك إليها.
تناول قرص "أسبرين".. إذا كان متوافراً لديك، وابدأ فى مضغه بينما تنتظر وصول سيارة الإسعاف،
حيث يساعد فى إبطاء تكوين جلطات دموية، التى قد تسبب الإصابة بنوبة قلبية.
س: ما الأعراض الشائعة للنوبات القلبية؟.. وكيف أنها تختلف بين الرجال والنساء؟
ج: بعد البحث فى معظم الحالات المماثلة، تبدأ الأعراض بالشعور بآلام حادة فى الصدر، مما قد يؤدى
إلى سقوط المصاب أو المصابة على الأرض، وعادةً ما تكون الإصابة بالنوبات القلبية واضحة،
ولكنها فى حقيقة الأمر، لا تكون على قدر عال من الوضوح دائماً.
وتتباين الأعراض من مريض لآخر، وليس بالضرورة أن يشعر المصاب بآلام فى الصدر، ويقول
العديد من المرضى إنهم لم يشعروا بالألم، بقدر ما كانوا يشعرون بالضيق وعدم الراحة..
وقد تبدأ الأعراض بألم خفيف فى الصدر، أو الشعور بحرقان أثناء التنفس، وتشمل الأعراض الشائعة
الأخرى آلام فى الذراع والرقبة، أو أعلى الظهر، تكثف العرق البارد على وجه المريض بشكل مفاجئ.
وقد تختلف هذه الأعراض بالنسبة للمحيطين بك من النساء، كوالدتك أو زوجتك أو أختك، لأن المرأة
لا تواجه دائماً نفس أعراض الأزمة القلبية مثل الرجال، حيث تكون الأعراض خفيفة لدرجة أنه يصعب
تحديدها، كما أنها قد لا تنطوى على شعور بألم فى الصدر.
وتُعد أمراض القلب سبباً رئيسياً للوفاة بين النساء، لذا فإنه من المهم عدم تجاهل أى
من تلك الأعراض، حتى وإن كانت خفيفة لدرجة لا تثير القلق.
س: ما الخيارات المتاحة للعلاج من النوبات القلبية؟
ج: هناك العديد من خيارات العلاج المختلفة، والعلاج الأكثر فاعلية يكون عن طريق إجراء عملية
"قسطرة" وتركيب الدعامات، وفى بعض الحالات يمكن إذابة الجلطات باستخدام أدوية يتم حقنها عن طريق
الوريد، وفى حالات نادرة، تكون هناك حاجة لإجراء جراحة لتغيير الشريان التاجى الرئيسى المغذى للقلب.
ومن حسن الحظ، ان التكنولوجيا المتطورة ساعدت بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة، فى
إنقاذ حياة الكثيرين من المرضى، وإعادتهم سالمين إلى بيوتهم وأسرهم، إن لم يكونوا فى
حال أفضل قبل إصابتهم بالنوبة القلبية.
س: بعد العلاج من أزمة قلبية، ما الذى يتوجب فعله؟
ج: إعادة تأهيل القلب يفيد العديد من المرضى، من خلال مساعدتهم على استئناف نمط حياتهم
بشكل صحي، بعد تعرضهم لنوبة قلبية، حيث يجب عليك المحافظة على تناول الدواء بانتظام،
والحرص على زيارة الطبيب بصفة دورية، والأهم من ذلك أن تجند نفسك كـ"داعية رقم 1" للمحافظة
على قلبك، واتباع نظام غذائى صحي، وخفض مستويات التوتر، والإقلاع عن التدخين، فكل هذه
الممارسات سوف تزيد بشكل كبير من احتمالات التعرض لنوبة قلبية أخرى فى المستقبل.