آلالاف من المناهضين لحكم الرئيس د. محمد مرسي يتظاهرون في ميدان التحرير أمس
اشتباكات وإصابات عديدة خلال إحياء الذكرى الثانية للثورة..
ومرسي يصل «الاتحادية» ويدخل من الباب الخلفي للقصر
تظاهر عشرات الآلاف من المصريين امس في القاهرة وعدة محافظات ضد الرئيس محمد
مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها في الذكرى الثانية لثورة 25
يناير التي اطاحت حسني مبارك ووقعت اشتباكات في مناطق متفرقة بين
المتظاهرين والشرطة.
وفي القاهرة، تواصلت الاشتباكات التي بدأت
امس الاول بالقرب من ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الامن المتمركزة
خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي تقع به عدة مؤسسات من بينها
مقر مجلس الوزراء ومقرا مجلس الوزراء ومجلس الشورى.
كما وقعت اشتباكات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون
الحجارة وردت قوات الامن بالغازات المسيلة للدموع.
وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع
الالكتروني لجماعة الاخوان المسلمين «اخوان اون لاين» الواقع في منطقة
التوفيقية بوسط القاهرة بالحجارة ووقعت اشتباكات بينهم وبين اهالي المنطقة.
وفي الاسكندرية، اطلقت الشرطة المصرية قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين ألقوا حجارة على مبنى المجلس المحلي للمدينة.
وقال شهود ان مسيرة كانت تمر امام مقر
المجلس المحلي وهو في الوقت ذاته المقر المؤقت للمحافظة، وألقى بعض
المتظاهرين حجارة عليه فردت الشرطة بإطلاق كثيف للغازات مسيلة للدموع.
وذكرت شاهدة عيان تدعى رشا «هناك دخان
اسود وغاز كثيف.. بعض المتظاهرين سقطوا على الارض مختنقين جراء الغاز»،
بينما اكدت متظاهرة اخرى تدعى سلمى «كنت اشارك في مسيرة وعندما وصلنا امام
مبنى المجلس المحلي وجدنا اطلاق غاز كثيف والكل يجري فجرينا».
وأكد التلفزيون الرسمي ان اشتباكات اخرى
اندلعت كذلك بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل عل
البحر في الاسكندرية.
وقال مصدر طبي ان 18 شخصا اصيبوا بجروح بسيطة في اشتباكات الاسكندرية.
وردد المتظاهرون هتافات تقول «الشعب يريد اسقاط النظام»
وهو الهتاف الذي رددته تظاهرات اخرى في محافظات مصرية مختلفة الجمعة.
وفي مدينة السويس الساحلية الواقعة على
قناة السويس، حاول المتظاهرون اقتحام مبنى المحافظة ورد الامن باطلاق الغاز
المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ومازالت اشتباكات متقطعة مستمرة.
وفي الاسماعيلية، احرق متظاهرون مقر حزب
الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان وتصاعدت ألسنة اللهب من نوافذه،
بحسب مراسل لفرانس برس.
وكانت مسيرات دعت اليها الحركات الشبابية
وجبهة الانقاذ الوطني المعارضة انطلقت بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد في
القاهرة في اتجاه ميدان التحرير الذي احتشد فيه وفي الشوارع المحيطة آلاف التظاهرين .
وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم المرشد»
في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع و«ارحل ارحل» وهو نفس
الشعار الذي كان يتردد في ميدان التحرير قبل عامين للمطالبة بانهاء حكم مبارك .
كما ترددت شعارات اخرى معادية للاخوان مثل «حكم الاخوان باطل» و«محمد مرسي باطل»
و«عبدالناصر قالها زمان الاخوان ما لهومش امان».
وقال احد المتظاهرين، شوقي احمد (65
عاما) «انا هنا لأطالب بالحرية والعدل»، واضاف الرجل ذو اللحية البيضاء
الخفيفة «مصر تحتاج ثورة جديدة من اجل الشباب ومن اجل الديموقراطية
الحقيقية»، قبل ان يهتف «ثورة تاني من جديد».
واكد مصطفي عبدالله (23 عاما) وهو موظف
بمحل ملابس «لم يتحقق شيء من شعارات الثورة سوى الحرية، العدالة الاجتماعية
منعدمة»، وتابع «اداء مرسي والحكومة غير كاف لادارة البلاد ولو تركنا له
الفرصة البلد سيتعرض للخراب».
وبينما كان المئات حوله يهتفون «الشعب
يريد اسقاط النظام»، اضاف عبدالله «البلد كبير على الاخوان الذين خدعونا في
كل شيء خاصة في الدستور» واعتبر محمد عبدالعريز (22 عاما) ان «سياسة
الدولة تسير خطأ والرئيس مرسي لابد ان يدرك انه رئيس لكل المصريين قبل فوات
الاوان»، مضيفا «على مرسي ان يتذكر ان الشعب اسقط مبارك وانه قادر على
اسقاطه ايضا»، وشارك القياديان في جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي
وحمدين صباحي في مسيرة بدأت من مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين متجهة
الى ميدان التحرير، بحسب المصدر نفسه.
ونظمت مسيرات في العديد من المحافظات في الصعيد وفي دلتا مصر من بينها تظاهرة كبيرة في مدينة المحلة.
وفي مدينة منوف، على بعد مائة كليومتر
شمال القاهرة، اقتحم مئات المتظاهرين محطة السكة الحديد الرئيسية واوقفوا
حركة القطارات المتجهة والقادمة من القاهرة فيما كانوا يهتفون «يسقط يسقط
حكم المرشد».
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان
بعد بدء الاشتباكات في شارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير ان «قوات
الشرطة المكلفة بتأمين المنشآت الهامة والخاصة بمنطقة القصر العينى تعرضت
للاعتداء من قبل بعض الاشخاص الذين قاموا برشقها بالحجارة».
واضافت ان القوات «واجهت تلك الاعتداءات
بضبط النفس وفقا للتعليمات الصادرة والتعامل من حين لآخر باستخدام الغاز
المسيل للدموع لابعاد تلك العناصر عن المنشآت او الالتحام مع القوات». واكد
البيان ان هناك «العديد من الاصابات بين جنود وافراد الشرطة».
وتأتي الذكرى الثانية للثورة فيما تشهد
مصر توترا سياسيا وامنيا بين الاسلاميين الذين سيطروا على السلطة ومعارضيهم
الذين يتهمون الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي
اليها «بسرقة الثورة» من اجل «التمكن من السلطة».
كما تأتي ذكرى الثورة عشية حكم قضائي
يثير قلقا كبيرا في قضية مأساة بورسعيد التي قتل فيها مطلع فبراير الماضي
74 شخصا في ستاد مدينة بورسعيد (على قناة السويس) معظمهم من مشجعي فريق
الاهلي لكرة القدم.
إلى ذلك، دخل الرئيس المصري د.محمد مرسى
قصر الرئاسة، المعروف باسم الاتحادية، من الباب الخلفي في موكب كبير ووسط
تأمين مكثف تضمن تحليق طائرات عسكرية بسماء المنطقة وقت سير الموكب.
وقال د.ياسر علي المتحدث الرسمي لرئاسة
الجمهورية في تصريحات خاصة لوكالة «د.ب.أ» إن الرئيس محمد مرسى تابع
المظاهرات امس من خلال غرفة عمليات الرئاسة التي ترفع تقريرا كل ساعة إلى
الرئيس لإطلاعه على آخر المستجدات.
المصدر