متى يكون الرجل رجلاً ؟
تعود كثير من الأحكام المسبقة على الرجال والنساء الهمو الى أفكار مُتقادمة . فيُملى علينا
كيف يكون “الرجل الحقيقي” وكيف تكون “المرأة امرأة” . فتجتمع الأسرة والإعلام والمجتمع
على وضع تصور مُعين ، مثل “الرجل لا يبكي” أو “البنات لايلعبن بالعربات اللعبة ولا الصبيان
بالعرائس” أو “لا يمكن أن تعمل البنت كميكانيكي سيارات” أو “لايُظهر الرجال عواطفهم
علناً” و “لايستطيع النساء ركن السيارة” أو مثلاً “لايفعل ذلك رجلٌ” أو “تصرفي كما يتصرفن
النساء” وغير ذلك .
كل هذا هو في الحقيقة أمور مُقَولبة . حتى التصورات تتغير والمجتمعات تتطوو تماماً كالإنسان
الذي يعيش فيها . فيعمل الآن كثير من النساء في أعمال كانت حكراً على الرجال . يأخذ
الآن الرجال إجازة خاصة من العمل لتربية أطفالهم في حين تعمل زوجاتهم . ومن سنوات كان
يُنظر للرجال ذي الحلقان أو الشعر الطويل كأنهم همو ، فقط بعد أن تعرفنا على “ديفيد
بكهام” نعلم الآن أنه أيضاً من الممكن أن يظهر الرجال الهترو على هذا النحو . كما نجد الآن
أيضاً عند الرجال الكثير من الخصال التي كانت حكراً على النساء والعكس صحيح . ومن كل
ماتقدم نصل الى أن ليس الجنس في المقام الأول بل المُهم هو الإنسان .
لايمُكن التعرف على النساء أو الرجال الهمو ككونهم همو من أول وهلة ، فهم يعيشون حياة
“عادية”، الإعلام هو الذي ينقل أنماطاً مُحددة عنهم تُساعد في تكوين أحكام مُسبّقة . من بين
هؤلاء النساء و الرجال الهمو تجد المدرسات والمدرسين ، البائعات والبائعين وسائقات وسائقي
التاكسي ، تماماً مثل فئات الهترو . هم يعملون بالبنوك وبمكتب البريد أو المحكمة أو بمكتب
حدائق البلدية .