( لا تُباشر المرأةُ المرأةَ )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري
( لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها )
ما معنى هذا الحديث ؟
معناه أنه محرم على المرأة إذا رأت امرأة أن تصف تلك المرأة وصفا ذهنيا لزوجها كأنه ينظر إليها ، ولو وصفت المرأةُ المرأةَ وصفا ليس مبالغا – فكذلك الحكم – لأن هذا الحديث جاء لبيان الواقع ، ومن ثمَّ فإن ما قاله البعض من أن النظر إلى صور النساء في الصور الفوتوغرافية أنه جائز ولا بأس به ، لأنه انحباس الظل في ورقة ، يقال هذا خطأ عظيم ، لم ؟ لأنه عليه الصلاة والسلام إذا حرَّم الصورة الذهنية فما ظنكم بالصورة المرئية ؟! هذا من باب أولى ، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حرَّم الصورة الذهنية حينما تصف المرأةُ المرأة ، إذاً الصورة المرئية من باب أولى ، وهذا يؤكد على عظيم خطر النظر المحرّم ، بعض الناس يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند أحمد وأبي داود ، قال لعلي رضي الله عنه ( يا علي لا تتبع النظرةَ النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية )
يقول بعض الناس " لي النظرة الأولى " وأنا لم ألتفت لا يمنة ولا يسرة ، إذاً لي الأولى وأما الثانية فليست لي ، نقول: هذا خطأ في فهم الحديث .
( لك الأولى ) يعني من أول ما يقع بصرك على ما حرّم الله عز وجل ، لكن يجب أن تصرف بصرك ، ولذلك في حديث جرير عند مسلم لما سأله عن نظرة الفجاءة ، يعني ينظر الإنسان إلى ما حرم الله فجأة ، فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
هل قال " تظل على ما أنت عليه حتى تلتفت يمنة أو يسرة ؟ لا ، لم يقل هذا ، وإنما قال ( اصرف بصرك ) من حين ما تقع عينك على ما حرَّم الله عز جل يجب أن تصرف بصرك .
ولذا من أسباب سعادة القلب أو من شقاوته ما تقع عليه العين ، العين إن نظرت إلى ما خلق الله عز وجل من الجبال والأرض والسماء ومن تلك الحيوانات والحشرات التي يستغرب الإنسان كيف خلقت ! هذه النظرة تفيد قلبه نورا وتُقى وخيرا وطمأنينة وسعادة ، لكن إذا نظر إلى ما حرّم الله عز وجل كامرأة عارية أو شباب مردان أو ما شابه ذلك ، فإن هذا القلب يتعذب .
ولذلك لو نظرنا إلى هذه العين وجدناها لا تخلو من ثلاث حالات:-
الحالة الأولى : أن تبصر الشيء .
الحالة الثانية : أن تغمض عن الشيء .
الحالة الثالثة : أن يخرج منها شيء .
هذه هي العين ، إما أن ترى وإما أن تغض وإما أن يخرج منها شيء ، فإذا لم يجعل هذه الحالات الثلاث للعين لله عز وجل وإلا فقد خسر ، وتأملوا معي هذا الحديث الصحيح ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاث أعين لا تمسها النار ، عين باتت تحرس في سبيل الله ) إذاً محدقة النظر إلى ما يجري حولها مما يُخاف على بلدان المسلمين ، إذاً هذه نظرت لتحافظ على أوطان المسلمين .
( وعين بكت من خشية الله ) فهذه حالة خروج هذا الدمع ، لكن خروج هذا الدمع لمن ؟ لله عز وجل .
( وعين غضت عن محارم الله ) لأن العين تزني كما جاءت بذلك الأحاديث ، وزناها النظر ، فمثل هذا الحديث يجعلنا نتعاهد أبصارنا ، وكم من نظرة ألقت في قلب الإنسان من البلايا والمصائب ،كما قال ابن القيم رحمه الله ، قال تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } لم ؟ { ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30 .
إذاً زكاة وخير وسعادة ، ولذلك في حديث وإن كان فيه ضعف ، ولكن معناه صحيح ( النظر سهم من سهام إبليس من تركه لله أورث الله قلبه إيمانا )
فنسأل الله عز وجل أن يحمي أبصارنا عما حرَّمه عز وجل ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري
( لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها )
ما معنى هذا الحديث ؟
معناه أنه محرم على المرأة إذا رأت امرأة أن تصف تلك المرأة وصفا ذهنيا لزوجها كأنه ينظر إليها ، ولو وصفت المرأةُ المرأةَ وصفا ليس مبالغا – فكذلك الحكم – لأن هذا الحديث جاء لبيان الواقع ، ومن ثمَّ فإن ما قاله البعض من أن النظر إلى صور النساء في الصور الفوتوغرافية أنه جائز ولا بأس به ، لأنه انحباس الظل في ورقة ، يقال هذا خطأ عظيم ، لم ؟ لأنه عليه الصلاة والسلام إذا حرَّم الصورة الذهنية فما ظنكم بالصورة المرئية ؟! هذا من باب أولى ، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حرَّم الصورة الذهنية حينما تصف المرأةُ المرأة ، إذاً الصورة المرئية من باب أولى ، وهذا يؤكد على عظيم خطر النظر المحرّم ، بعض الناس يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند أحمد وأبي داود ، قال لعلي رضي الله عنه ( يا علي لا تتبع النظرةَ النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية )
يقول بعض الناس " لي النظرة الأولى " وأنا لم ألتفت لا يمنة ولا يسرة ، إذاً لي الأولى وأما الثانية فليست لي ، نقول: هذا خطأ في فهم الحديث .
( لك الأولى ) يعني من أول ما يقع بصرك على ما حرّم الله عز وجل ، لكن يجب أن تصرف بصرك ، ولذلك في حديث جرير عند مسلم لما سأله عن نظرة الفجاءة ، يعني ينظر الإنسان إلى ما حرم الله فجأة ، فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
هل قال " تظل على ما أنت عليه حتى تلتفت يمنة أو يسرة ؟ لا ، لم يقل هذا ، وإنما قال ( اصرف بصرك ) من حين ما تقع عينك على ما حرَّم الله عز جل يجب أن تصرف بصرك .
ولذا من أسباب سعادة القلب أو من شقاوته ما تقع عليه العين ، العين إن نظرت إلى ما خلق الله عز وجل من الجبال والأرض والسماء ومن تلك الحيوانات والحشرات التي يستغرب الإنسان كيف خلقت ! هذه النظرة تفيد قلبه نورا وتُقى وخيرا وطمأنينة وسعادة ، لكن إذا نظر إلى ما حرّم الله عز وجل كامرأة عارية أو شباب مردان أو ما شابه ذلك ، فإن هذا القلب يتعذب .
ولذلك لو نظرنا إلى هذه العين وجدناها لا تخلو من ثلاث حالات:-
الحالة الأولى : أن تبصر الشيء .
الحالة الثانية : أن تغمض عن الشيء .
الحالة الثالثة : أن يخرج منها شيء .
هذه هي العين ، إما أن ترى وإما أن تغض وإما أن يخرج منها شيء ، فإذا لم يجعل هذه الحالات الثلاث للعين لله عز وجل وإلا فقد خسر ، وتأملوا معي هذا الحديث الصحيح ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاث أعين لا تمسها النار ، عين باتت تحرس في سبيل الله ) إذاً محدقة النظر إلى ما يجري حولها مما يُخاف على بلدان المسلمين ، إذاً هذه نظرت لتحافظ على أوطان المسلمين .
( وعين بكت من خشية الله ) فهذه حالة خروج هذا الدمع ، لكن خروج هذا الدمع لمن ؟ لله عز وجل .
( وعين غضت عن محارم الله ) لأن العين تزني كما جاءت بذلك الأحاديث ، وزناها النظر ، فمثل هذا الحديث يجعلنا نتعاهد أبصارنا ، وكم من نظرة ألقت في قلب الإنسان من البلايا والمصائب ،كما قال ابن القيم رحمه الله ، قال تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } لم ؟ { ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30 .
إذاً زكاة وخير وسعادة ، ولذلك في حديث وإن كان فيه ضعف ، ولكن معناه صحيح ( النظر سهم من سهام إبليس من تركه لله أورث الله قلبه إيمانا )
فنسأل الله عز وجل أن يحمي أبصارنا عما حرَّمه عز وجل ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
منقول