( فضل صلاة الضحى )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فقد قال الله عز وجل { وَالضُّحَى{1} أقسم هنا بالضحى ، وإذا أقسم الله عز وجل بشيء دل على عظمة هذا الشيء .
الضحى : ما هو ؟ قال بعض المفسرين ( النهار ) أي أقسم الله عز وجل بالنهار ، لأنه ذكر بعده الليل .
وقال قتادة وغيره : هو وقت الضحى الذي يكون بعد طول الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى ما قبل الزوال ، هذا هو الضحى ، وسواء قيل بهذا أو بهذا فإن وقت الضحى يدخل في وقت النهار ، لا شك في ذلك ، ومن ثمَّ فإن قسم الله عز وجل بالضحى يدل على فضيلة هذا الزمن وهذا الوقت ، وهو وقت الضحى ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحيانه يصلي صلاة الضحى ، أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله ) وهذا يدل على سنية الضحى ، والقول الصواب في هذه المسألة أن صلاة الضحى سنة على وجه الإطلاق ، لم ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم من حديث أبي ذر ( يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة ) السلامى هو المفصل ، معنى ذلك أن على المسلم أن يتصدق في كل يوم صدقة عن كل مفصل فيه ، وابن آدم فيه ثلاثمائة وستون مفصلا ، فيلزمك أن تتصدق شكرا لله عز وجل على نعمة هذه المفاصل أن تتصدق عن كل واحد منها بصدقة فقال عليه الصلاة والسلام ( فكل تحميدة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ) إلى أن قال ( ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) إذا صليت ركعتين من الضحى كفتك عن الصدقات الملزم بأدائها كل يوم عن كل مفصل فيك .
وصلاة الضحى إما أن يصلي ركعتين، وهذا أقل ما يكون ، وليس فيها صعوبة ، وإما أن يصلي أربعا كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان ، وإما أن يصلي ثماني ركعات ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بعض العلماء لما فتح مكة صلى في بيت أم هانئ ثمان ركعات وذلك ضحى ، وإما أن يصلي ثنتي عشرة ركعة ، ولتعلوا أنه لا حدَّ لصلاة الضحى لو زاد على ثنتي عشرة ركعة كان خيرا وأطيب، لكن لماذا قلنا ثنتي عشرة ركعة ؟ جاء حديث عن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة ) قال ابن حجر رحمه الله في الفتح وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها .
متى تبدأ صلاة الضحى ؟
بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح إلى أن يقوم قائم الظهيرة ، يعني قبل زوال الشمس ، يعني يبدأ وقت صلاة الضحى بعد الإشراق بثلث ساعة ، لأن ما قبله وقت نهي ، ويستمر إلى قبل أذان الظهر بربع ساعة ، لأن ما قبل أذان الظهر بربع ساعة وقت نهي حين يقوم قائم الظهيرة ، وأفضل زمن أداء صلاة الضحى كما قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم ( حين ترْمَض الفِصال ) والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة ، سمي بذلك لأنه ينفصل عن أمه ، يعني حينما تشتد حرارة الشمس وتحرق أخفاف هذه الفصال ، في آخر وقت صلاة الضحى يعني قبل أذان الظهر مثلا بنصف ساعة أو ما شابه ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاة الأوَّابين ) من هو الأوَّاب ؟ هو الرَّجاع إلى طاعة الله ، قال ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) لماذا سماهم أوابين ؟ لأن الناس في مثل هذا الوقت منشغلون في دنياهم ، لكن من حرص عليها دل على أنه أوّاب .
ولو قال قائل : النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند مسلم من حديث عائشة قالت ( ما كان يصلي الضحى إلا إذا رجع من مغيبه ) يعني من سفره ، دل هذا على أنه لم يكن يصليها دائما ، فما الجواب ؟
نقول : قالت عائشة رضي الله عنهما كما عند مسلم ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خيفة من أن تعمل به أمته فيفرض عليها وما رأيته صلى صلاة الضحى وإني لأصليها ) ولذلك كانت تصلي ثمان ركعات رضي الله عنها وتقول ( لو نُشِر لي أبواي ما تركتهما ) يعني لو أن أبوي خرجا من قبريهما ما تركت هذه الصلاة ، فإذا ً ينبغي لنا أن نحرص على نؤدي صلاة الضحى ولو بما قلَّ ، وأقلها كما أسلفت ركعتان ، إن زاد الإنسان فهذا خير له ، وإن فعل مثل ما أتى في حديث الترمذي وحسنه ابن حجر من أنه يصلي ثنتي عشرة ركعة يُبنى له قصر في الجنة ، وهذا فضل عظيم من الله عز وجل وهو عمل يسير ولله الحمد ، نسأل الله عز وجل أن يعيننا وإياكم على أنفسنا .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فقد قال الله عز وجل { وَالضُّحَى{1} أقسم هنا بالضحى ، وإذا أقسم الله عز وجل بشيء دل على عظمة هذا الشيء .
الضحى : ما هو ؟ قال بعض المفسرين ( النهار ) أي أقسم الله عز وجل بالنهار ، لأنه ذكر بعده الليل .
وقال قتادة وغيره : هو وقت الضحى الذي يكون بعد طول الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى ما قبل الزوال ، هذا هو الضحى ، وسواء قيل بهذا أو بهذا فإن وقت الضحى يدخل في وقت النهار ، لا شك في ذلك ، ومن ثمَّ فإن قسم الله عز وجل بالضحى يدل على فضيلة هذا الزمن وهذا الوقت ، وهو وقت الضحى ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحيانه يصلي صلاة الضحى ، أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله ) وهذا يدل على سنية الضحى ، والقول الصواب في هذه المسألة أن صلاة الضحى سنة على وجه الإطلاق ، لم ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم من حديث أبي ذر ( يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة ) السلامى هو المفصل ، معنى ذلك أن على المسلم أن يتصدق في كل يوم صدقة عن كل مفصل فيه ، وابن آدم فيه ثلاثمائة وستون مفصلا ، فيلزمك أن تتصدق شكرا لله عز وجل على نعمة هذه المفاصل أن تتصدق عن كل واحد منها بصدقة فقال عليه الصلاة والسلام ( فكل تحميدة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ) إلى أن قال ( ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) إذا صليت ركعتين من الضحى كفتك عن الصدقات الملزم بأدائها كل يوم عن كل مفصل فيك .
وصلاة الضحى إما أن يصلي ركعتين، وهذا أقل ما يكون ، وليس فيها صعوبة ، وإما أن يصلي أربعا كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام في بعض الأحيان ، وإما أن يصلي ثماني ركعات ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بعض العلماء لما فتح مكة صلى في بيت أم هانئ ثمان ركعات وذلك ضحى ، وإما أن يصلي ثنتي عشرة ركعة ، ولتعلوا أنه لا حدَّ لصلاة الضحى لو زاد على ثنتي عشرة ركعة كان خيرا وأطيب، لكن لماذا قلنا ثنتي عشرة ركعة ؟ جاء حديث عن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة ) قال ابن حجر رحمه الله في الفتح وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها .
متى تبدأ صلاة الضحى ؟
بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح إلى أن يقوم قائم الظهيرة ، يعني قبل زوال الشمس ، يعني يبدأ وقت صلاة الضحى بعد الإشراق بثلث ساعة ، لأن ما قبله وقت نهي ، ويستمر إلى قبل أذان الظهر بربع ساعة ، لأن ما قبل أذان الظهر بربع ساعة وقت نهي حين يقوم قائم الظهيرة ، وأفضل زمن أداء صلاة الضحى كما قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم ( حين ترْمَض الفِصال ) والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة ، سمي بذلك لأنه ينفصل عن أمه ، يعني حينما تشتد حرارة الشمس وتحرق أخفاف هذه الفصال ، في آخر وقت صلاة الضحى يعني قبل أذان الظهر مثلا بنصف ساعة أو ما شابه ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاة الأوَّابين ) من هو الأوَّاب ؟ هو الرَّجاع إلى طاعة الله ، قال ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) لماذا سماهم أوابين ؟ لأن الناس في مثل هذا الوقت منشغلون في دنياهم ، لكن من حرص عليها دل على أنه أوّاب .
ولو قال قائل : النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند مسلم من حديث عائشة قالت ( ما كان يصلي الضحى إلا إذا رجع من مغيبه ) يعني من سفره ، دل هذا على أنه لم يكن يصليها دائما ، فما الجواب ؟
نقول : قالت عائشة رضي الله عنهما كما عند مسلم ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خيفة من أن تعمل به أمته فيفرض عليها وما رأيته صلى صلاة الضحى وإني لأصليها ) ولذلك كانت تصلي ثمان ركعات رضي الله عنها وتقول ( لو نُشِر لي أبواي ما تركتهما ) يعني لو أن أبوي خرجا من قبريهما ما تركت هذه الصلاة ، فإذا ً ينبغي لنا أن نحرص على نؤدي صلاة الضحى ولو بما قلَّ ، وأقلها كما أسلفت ركعتان ، إن زاد الإنسان فهذا خير له ، وإن فعل مثل ما أتى في حديث الترمذي وحسنه ابن حجر من أنه يصلي ثنتي عشرة ركعة يُبنى له قصر في الجنة ، وهذا فضل عظيم من الله عز وجل وهو عمل يسير ولله الحمد ، نسأل الله عز وجل أن يعيننا وإياكم على أنفسنا .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
منقول