الاتفاق مع الآخرين يكون أسهل كثيرا بالطبع من الاختلاف معهم، ولكن
الأمر سيكون أهون كثيرا لو تعلمنا كيف نختلف مع الآخرين دون أن ننجرف إلى
التعدي عليهم أو عدم احترامهم، وكيف يمكننا الاستماع لوجهة نظرهم بهدوء
والتفكير فيها بروية وتمهل ثم الرد بعقلانية.
لكن للأسف معظمنا لا يفعل ذلك، وبمجرد أن يجد بوادر تؤكد أن المناقشة لن
تحسم لصالحه، يبدأ في مهاجمة الآخرين واستخدام أساليب غير مقبولة أو لائقة
في الاختلاف، أساليب قد تؤدي في بعض الأحيان لحدوث قطيعة لا قدر الله بين
الطرفين.
وفيما يلي نقدم خمس نصائح لكيفية إدارة الحوار عند وجود خلاف في وجهات النظر مع الأصدقاء أو أحد الوالدين أو أي شخص آخر:
لا تأخذي الأمور بمحمل شخصي:
إذا شعرت بالضيق أثناء المناقشة، تذكري دائما أنك غاضبة من الأفكار
المطروحة عليك، وليس من الشخص نفسه الذي يتحدث سواء كان مقربا لك أم لا.
لا تسفهي من أراء وأفكار الآخرين:
مهما كان عدم رضاك عما يقوله محدثك، وعدم اقتناعك به، فلا تحاولي أبدا
التقليل من شأن ما يقال أو تسفيه وجهة نظر الآخر، بل احتفظي بهدوئك وبلغة
راقية في الحوار قدر الإمكان، فبدلا من أن تهتفي بغضب: "يا لها من فكرة
غبية!"، قولي بهدوء: "أحترم رأيك، ولكني لا أتفق معه، وإليك الأسباب".
قاومي أي رغبة داخلك في الصياح أو السخرية أو التعليق بشكل سخيف، وستجدين
أن فرصتك ستكون أفضل كثيرا في توصيل وجهة نظرك وتحقيق هدفك بمنتهى التحضر.
لا توجهي اتهامات للآخرين:
برري موقفك لمحدثك، واشرحي له ما يمنعك من تنفيذ ما يطلب منك، ولكن دون
أن توجهي له أية اتهامات، فمثلا إذا طلب منك والدك أن تلتزمي بالذهاب مع
الأسرة لزيارة عائلية ما، فلا تبادري بمهاجمته واتهامه أنه يصر على إجبارك
على الخروج رغم علمه بأن موعد الامتحانات قد اقترب وعليك المذاكرة. بدلا من
ذلك، اعتذري عن عدم الذهاب بكل هدوء واحترام، وأخبري والدك أنه لولا
التزامك بالكثير من المذاكرة في وقت محدود لكنت رافقتهم في زيارتهم.
استمعي لوجهة نظر الطرف الآخر:
عليك الاستماع لمحدثك باهتمام وهدوء وصبر وعدم مقاطعته أثناء حديثه حتى
ينهي ما يريد قوله. إذا اتبعت هذه الطريقة سيحترمك الطرف الآخر بدوره عندما
تبدئين في الحديث ويستمع لوجهة نظرك حتى النهاية.
لذا فأثناء حديث الشخص الآخر، حاولي السيطرة على نفسك ووقف عقلك عن
التفكير المتواصل في أسباب عدم اتفاق محدثك معك، أو ماذا ستقولين له عندما
يحين دورك في الحديث لتفندي رأيه. فقط ركزي واستمعي واحصري ما يقوله في
نقاط محددة حتى يسهل عليك الرد عليها بعد أن ينتهي من كلامه.
احتفظي بهدوئك أثناء المحادثة:
أهم شيء عليك الالتزام به أثناء إجراء أي محادثة هو السيطرة على أعصابك
والاحتفاظ بهدوئك لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يضمن سير الحوار في الطريق
السليم والوصول لنتائج مرضية. إنه بالطبع تحد صعب ويحتاج لتحكم كبير في
النفس خاصة إذا كان الطرف الآخر يقوم باستفزازك أو إغضابك. دربي نفسك على
ذلك، ولا تتوقعي النجاح فيه من أول مرة، لكن مع الوقت ستكتسبين نوعا من
النضج يساعدك في إدارة الحوار بشكل أفضل إذا التزمت بعدم الانسياق خلف
مشاعر الغضب والرفض لأن أهم ما في القضية هو عدم خسارة أي علاقة طيبة بينك
وبين من تتحدثين إليه، خاصة إذا كان أحد والديك أو إحدى صديقاتك المقربات
أو إخوتك... وغيرهم الكثير.