بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
إن هذه السورة الكريمة عطاؤها لا حدود له ,ومن هذا العطاء
أنها أخبرت بما يحدث للمسلمين فى المستقبل وأن الله تبارك وتعالى سيمكن لهم
فى الأرض .وقد أخبر الله تعالى ذلك والمسلمون مستضعفون لا يأمن الواحد
منهم على نفسه لقد كان الصحابة وهم فى مكة مستضعفين .لقد كان الكفار
يستهزؤن بهم وقتلوا بعضا منهم وأذاقوا البعض الآخر صنوف العذاب ومع ذلك
أخبرت الآية أن هؤلاء المستضعفين سيصبحون فى المستقبل بقدرة الله من
الأقوياء وسيمكن لهم فى الأرض بل يصبحون حكاما,وأن الله تعالى سيبدل لهم
الخوف أمنا. يقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ))وقد حدث ذلك فعلا فلقد من
الله على رسوله بفتح مكة وهى بلده التى خرج منها فى جنح الظلام .ثم لم
ينتقل الرسول الى الرفيق الأعلى حتى أصبحت خيبر والبحرين واليمن ومعظم
الجزيرة العربية تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم بعد انتقاله الى
الرفيق الأعلى تولى الخلافة من بعده أبو بكر الصديق فأكمل المسيرة وفتح
بلادا كثيرة وبعد وفاته رضى الله عنه تولى الخلافة عمر فأكمل المسيرة حتى
تم فتح بلاد الشام ومصر وبلاد فارس وغيرها ثم تولى الخلافة عثمان ذى
النورين فأكمل المسيرة وفتح بلادا كثيرة وتحقق وعد الله تعالى فى القرآن
الكريم واتسعت الدولة الاسلامية حتى أصبحت امبراطورية لاتغيب عنها الشمس.
حتى أثر عن هارون الرشيد أنه نظر الى سحابة وقال لها أمطرى هنا أو أمطرى
حيث تريدين فحيثما أمطرت فسيأتينى خراجك .هذا حدث بعدما كان المسلمون قلة
مستضعفون
الرسول كذلك يتحدث عما يحدث فى المستقبل
لقد وردت أحاديث عن رسول الله تبين ما سيحدث فى المستقبل
فقد ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن اللّه زوى
لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها"
لاتنسى أن رسول الله قال هذا الكلام والمسلمون لا يأمن الواحد منهم على نفسه وماله
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا
عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى اللّه عليه وسلم بكلمة خفيت عني، فسألت أبي
ماذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقال، قال: "كلهم من قريش"،
وهذا يعنى أن العدل يكون ماضيا بين الناس ما حكمهم اثنى عشر
رجلا , ولا شك أن الخلفاء الراشدين منهم وكذلك عمر بن عبد العزيز وقد أخبر
الرسول الكريم بأن المهدى المنتظر منهم وهو الرجل الذى يكون كما أخبر رسول
الله اسمه كاسم رسول الله وشبهه شبه رسول الله وأنه يكون آخر الزمان .وكما
أخبر رسول الله كلهم من قريش وبالتأكيد ليسوا هم أئمة الشيعة
ومن هذه الأحاديث كذلك ما روىعن رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم أنه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً عضوضاً" (أخرجه
أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وقد حدث ذلك بالفعل
قال سعيد .قال لى سفينة أمسك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتى عشرة وعلى ستا
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعدي بن حاتم حين وفد
عليه: "أتعرف الحيرة؟" قال: لم أعرفها، ولكن قد سمعت بها، قال: "فوالذي
نفسي بيده ليتمن اللّه هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة، حتى تطوف
بالبيت في غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز" قلت: كسرى بن هرمز؟
قال: "نعم كسرى بن هرمز، وليبذلنّ المال حتى لا يقبله أحد" قال عدي بن
حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد
كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد قالها، وقد حدثت الثالثة فعلا لأن والى مصر
فى عهد عمر بن عبد العزيز كان يقف بالمال فى الطرقات يعرضه على المارة فلا
يقبله أحد
وقد تجلت هذه النبوءات لرسول الله حين قال لسراقة بن مالك
وقد نظر الى ذراعيه )كأنى بك وقد لبست سوارى كسرى )وبالنظر فى الحديث يتبين
أن هناك عدة نبوءات الأولى أن المسلمين سيفتحون بلاد فارس 0 الثانية أن
هذا يكون فى حياة سراقة0 والثالثة أن المسلمين يستولون على كنوز كسرى0
والرابعة أن سراقة سيلبس سوارى كسرى وقد ثبت أن المسلمين لما أتوا بسواري
كسرى لعمر بن الخطاب قال هلموا إلى بسراقة , وألبسه سواري كسرى
ولا يخفى علينا أنه صلى الله عليه وسلم تنبأ بفتح مصر فقال
لأصحابه ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة ورحما ) أما عن
الذمة فلأنهم كانوا أهل كتاب وأما عن الرحم فلأن هاجر أم إسماعيل كانت منهم
وهناك أحاديث كثيرة فى هذا المقام يطول ذكرها ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب دلائل النبوة للإمام البيهقى
وفى النهاية نقول بأن الآية دلت على أن القرآن هو من عند
الله , وكذلك دلت الأحاديث على أن محمدا صلى الله عليه وسلم مبلغ من قبل رب
العالمين
وبعد
إن هذه السورة الكريمة عطاؤها لا حدود له ,ومن هذا العطاء
أنها أخبرت بما يحدث للمسلمين فى المستقبل وأن الله تبارك وتعالى سيمكن لهم
فى الأرض .وقد أخبر الله تعالى ذلك والمسلمون مستضعفون لا يأمن الواحد
منهم على نفسه لقد كان الصحابة وهم فى مكة مستضعفين .لقد كان الكفار
يستهزؤن بهم وقتلوا بعضا منهم وأذاقوا البعض الآخر صنوف العذاب ومع ذلك
أخبرت الآية أن هؤلاء المستضعفين سيصبحون فى المستقبل بقدرة الله من
الأقوياء وسيمكن لهم فى الأرض بل يصبحون حكاما,وأن الله تعالى سيبدل لهم
الخوف أمنا. يقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ))وقد حدث ذلك فعلا فلقد من
الله على رسوله بفتح مكة وهى بلده التى خرج منها فى جنح الظلام .ثم لم
ينتقل الرسول الى الرفيق الأعلى حتى أصبحت خيبر والبحرين واليمن ومعظم
الجزيرة العربية تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم بعد انتقاله الى
الرفيق الأعلى تولى الخلافة من بعده أبو بكر الصديق فأكمل المسيرة وفتح
بلادا كثيرة وبعد وفاته رضى الله عنه تولى الخلافة عمر فأكمل المسيرة حتى
تم فتح بلاد الشام ومصر وبلاد فارس وغيرها ثم تولى الخلافة عثمان ذى
النورين فأكمل المسيرة وفتح بلادا كثيرة وتحقق وعد الله تعالى فى القرآن
الكريم واتسعت الدولة الاسلامية حتى أصبحت امبراطورية لاتغيب عنها الشمس.
حتى أثر عن هارون الرشيد أنه نظر الى سحابة وقال لها أمطرى هنا أو أمطرى
حيث تريدين فحيثما أمطرت فسيأتينى خراجك .هذا حدث بعدما كان المسلمون قلة
مستضعفون
الرسول كذلك يتحدث عما يحدث فى المستقبل
لقد وردت أحاديث عن رسول الله تبين ما سيحدث فى المستقبل
فقد ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن اللّه زوى
لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها"
لاتنسى أن رسول الله قال هذا الكلام والمسلمون لا يأمن الواحد منهم على نفسه وماله
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا
عشر رجلاً" ثم تكلم النبي صلى اللّه عليه وسلم بكلمة خفيت عني، فسألت أبي
ماذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فقال، قال: "كلهم من قريش"،
وهذا يعنى أن العدل يكون ماضيا بين الناس ما حكمهم اثنى عشر
رجلا , ولا شك أن الخلفاء الراشدين منهم وكذلك عمر بن عبد العزيز وقد أخبر
الرسول الكريم بأن المهدى المنتظر منهم وهو الرجل الذى يكون كما أخبر رسول
الله اسمه كاسم رسول الله وشبهه شبه رسول الله وأنه يكون آخر الزمان .وكما
أخبر رسول الله كلهم من قريش وبالتأكيد ليسوا هم أئمة الشيعة
ومن هذه الأحاديث كذلك ما روىعن رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم أنه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً عضوضاً" (أخرجه
أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وقد حدث ذلك بالفعل
قال سعيد .قال لى سفينة أمسك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتى عشرة وعلى ستا
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعدي بن حاتم حين وفد
عليه: "أتعرف الحيرة؟" قال: لم أعرفها، ولكن قد سمعت بها، قال: "فوالذي
نفسي بيده ليتمن اللّه هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة، حتى تطوف
بالبيت في غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز" قلت: كسرى بن هرمز؟
قال: "نعم كسرى بن هرمز، وليبذلنّ المال حتى لا يقبله أحد" قال عدي بن
حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد
كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد قالها، وقد حدثت الثالثة فعلا لأن والى مصر
فى عهد عمر بن عبد العزيز كان يقف بالمال فى الطرقات يعرضه على المارة فلا
يقبله أحد
وقد تجلت هذه النبوءات لرسول الله حين قال لسراقة بن مالك
وقد نظر الى ذراعيه )كأنى بك وقد لبست سوارى كسرى )وبالنظر فى الحديث يتبين
أن هناك عدة نبوءات الأولى أن المسلمين سيفتحون بلاد فارس 0 الثانية أن
هذا يكون فى حياة سراقة0 والثالثة أن المسلمين يستولون على كنوز كسرى0
والرابعة أن سراقة سيلبس سوارى كسرى وقد ثبت أن المسلمين لما أتوا بسواري
كسرى لعمر بن الخطاب قال هلموا إلى بسراقة , وألبسه سواري كسرى
ولا يخفى علينا أنه صلى الله عليه وسلم تنبأ بفتح مصر فقال
لأصحابه ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة ورحما ) أما عن
الذمة فلأنهم كانوا أهل كتاب وأما عن الرحم فلأن هاجر أم إسماعيل كانت منهم
وهناك أحاديث كثيرة فى هذا المقام يطول ذكرها ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب دلائل النبوة للإمام البيهقى
وفى النهاية نقول بأن الآية دلت على أن القرآن هو من عند
الله , وكذلك دلت الأحاديث على أن محمدا صلى الله عليه وسلم مبلغ من قبل رب
العالمين