أخيرًاجاء اليومُ الذي تتمنينه وتتمناه كل عروس؛ إنه يوم اللقاء المشهود مع فارسالأحلام ، اليوم يوم الأفراح، أتخيل أن الكون كله هذه الأيام يشارككالأفراح، وكل الأهل والأحباب يشاطرونك الآمال، وأنتم في سعادة غامرة لايستطيع أحدٌ وصفَها، وذلك بسبب فرحتك والسرور الذي دخل على قلبك وسيغيرمجرى حياتك.
يا أعزَّ عليَّ من رُوحي، يا بسمة في شفتي، ونبضة في خافقي، ونسمة فيرئتي، يا قطعة من جسدي، وفلذة من كبدي،يانورالعين،أودعك اليوم وأنا أرىغياب صوتك وحركاتك وضحكاتك وتعليقاتك وهمهماتك الأنيسة، وخدماتك الكثيرةالنابعة من قلبٍ ملؤه الحب والود والنقاء والصفاء.
و لأنك ستلتقين -لأول مرة وعن قرب - بالحبيب الغالي الذي أقحمك وأقحمنا فيجو من المفاجآت علينا وعليك فجأة، فصار السيدَ الآمرَ المطاع الذي يتحكمبقلبك ومشاعرك.
و ستلتقين وجهًا لوجه مع زوج يحبك وتحبينه، وغدًا ستكونين الزوجة المثالية، ثم الأم الحنون ثم المربية ذات الفاضلة.
أي بنيتي ....إن أجمل ما في الحياة الدنيا على الإطلاق، شيء الكل يبحثعنه، والجميع يسعون جاهدين للحصول عليه، والكثير من الناس فقدوا الاتصالبه، وضيعوا طريقه، والقليل الموفق هو الذي حصل عليه، ولكن بعد طول عناءوتعب إنها السعادة .
الجميع يبحثون عنها، والقليل من وفق إليها، والكثير ضلوا عنها وحاولوا أنيوهموا أنفسهم بسعادات زائفة؛ مثل الأموال والمناصب والشهرة وغيرها، لكنهمما عرفوا السعادة الحقيقية التي لا شقاء بعدها في الدنيا والآخرة.
لذلك إذا أردت الحصول على هذا الكنز الثمين، فاستمعي إلى نصيحة محب مجربيدلك على أقصر الطرق، وسيضع خبرة السنين الطوال من الحياة بين يديك.
لا معنى لسعادة في الدنيا دون الآخرة؛ وهذا معناه أنه مهما تمتع الإنسان في الدنيا
لا شيء.. لقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين
فاحرص على تحقيق السعادة في الدنيا والسعادة في الآخرة، وهذا لن يتحقق حتىنتبع منهج الله تعالى في أن نعيش حياة في سبيل الله، ويكون الذي يتحكمفينا هو أمر الله ورسوله.
إننا إذا اقتنعنا بهذا المبدأ فسنصبح أناسًا مختلفين عن بقية الناس،متميزين عنهم، سعداء في الدنيا وفي الآخرة، إن شاء الله، وذلك بسبب قولالله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَمُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْأَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
إنها السعادة الحقيقية التي -مع وضوحها وبساطتها- ضيعها الكثيرون مع الأسف الشديد.
لذلك يا غاليتي ....... أسوق إليك بعض النصائح تدلك كيف ستحققين السعادة،في الحياةٍ المتحكمُ بصغيرها وكبيرها وقليلها وكثيرها وأفراحها وأحزانهاوخيرها وشرها هو الله؛ هو القرآنوالسنة.................
Ÿ عليك كامرأة أن تعرفي أن دخولك ما يسمى بعش الزوجية مسئولية كبيرة فيهاحقوق وفيها واجبات، وليست أيام العسل التي سرعان ما تنقضي عندما يبدأ قطارالحياة بالرحلة التاريخية نحو المستقبل.
Ÿ وإن أكبر سر في نجاح الحياة وتحقيق السعادة والترجمة الحقيقية للحياة فيسبيل الله هي طاعة الزوج، نعم، إنه سر خطير ضيعته كثير من النساء فضاعتالسعادة من البيوت، وتحولت إلى جحيم لا يطاق.
ان طاعة المرأ لزوجها فرض عين على كل امرأة ذات زوج ، مثبت ذلك في كتاب الله وسنة نبيه (ص )
1- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها،وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت).
2 - وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟الودود الولود العئود، التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضًاحتى ترضى
3- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتنز الناس).
4 - وفي الحديث عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل، أنها أتتالنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي، إنيوافدة النساء إليك، واعلم -نفسي لك الفداء- أنه ما من امرأة كائنة في شرقولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع، إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثكبالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشرَ النساءمحصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكممعاشرَ الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهودالجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجلمنكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكمأثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر، يا رسول الله؟ قال:فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هلسمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟» فقالوا: يارسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي -صلى اللهعليه وسلم- إليها، ثم قال لها: «انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك منالنساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته تعدلذلك كله»، قال: فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارًا.
وأعلمي يا بنيتي ....حسن تبعل الزوج، وطلبها رضاه، واتباعها موافقته، تعدل عمل الرجال كله.
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قدم معاذ اليمن، أو قال: الشام، فرأىالنصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فروأ في نفسه أن رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- أحق أن يعظم، فلما قدم قال: يا رسول الله رأيت النصارى تسجدلبطارقتها وأساقفتها، فروأت في نفسي أنك أحق أن تعظم، فقال: لو كنت آمرًاأحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق اللهعز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله، حتى لو سألها نفسها وهيعلى ظهر قتب لأعطته إياها. (وهذا إسناد صحيح على شرط م
ومن معاني طاعة الزوج تنفيذ أوامره بكل سرور وأدب وحب، وتعمل ذلك قربة إلىالله تحتسب الأجر عند الله أن يثيبها على ذلك الجنة بناء على الأحاديثالسابقة الذكر ..........
ومن معاني الطاعة ...الصبر عليه حتى وإن كانت أخلاقه غير حسنة؛ لأن اللهجعلها أسيرة بين يديه، فإن أحسن إليها فهو واجبه وهو مأجورة على ذلك، وإنأساء وقصر، فعليها بالصبر؛ فإن صاحب الأمر الذي أسرها بين يديه هو اللهالذي لا إله إلا هو، وهو الذي يقدر تعبها وجهدها فيجازيها خير الجزاء بشرطالصبر.
ومن معاني الطاعة ....تربية أبنائه أحسن التربية على الدين وعلى القرآنوعلى الأخلاق الفاضلة وأن تجنبهم الأخلاقالفاسدة.................................
ومن معاني الطاعة ................. معاملة أهله بالحسنى وإكرامهموطاعتهم، طاعة له وعدم التطاول عليهم بالكلام، كل ذلك من أجل حسن التبعلالذي جاء في الحديث.
والرجوع إليه في حال الخصام؛ لأنها تريد رضا الله وترك المعاندة؛ فإنها ليست من صفات المؤمنات اللاتي يطمعن في رضا الله والجنة. ذلك:
عدم محاولة إجباره على رأي تخالفه فيه، بل كلما وافقته كان أفضل، إلا إذاأمرها بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومع ذلك ترد عليه بأدبواحترام وعدم رفع الصوت بحجة أنه مخالف وأمرها بمعصية.
أي بنيتي ......فعليك بكمل هذا ؛ فإنها والله سر النجاح، وإن كثيرًا من النساء لم توفق إلى ذلك.
إنها فعلا سر السعادة.
حاولي الاستفادة منها والعمل بالأحاديث الكثيرة الصحيحة، تعيشي في سعادةأولا في الدنيا بحب زوجك لك، وثانيا برضا الله عنك الذي هو معلق برضاالزوج.
واعلمي إن الله وزوجك سيحبك حبًّا عظيمًا، وسيضع الزوج كل ماله وما يملكحتى نفسه بين يديك؛ لأنه تيقن أن معه امرأة طائعة، وهي تشعره بكمالرجولته، وهذا أفضل وأعظم ما يتمناه الرجال من النساء في هذه الدنيا.
و هذا يسبب السعادة داخل البيت، وتنزل السكينة والرضا فتحل الرحمة بدلالشجار والغضب والشتائم، ومن هنا يتربى الأولاد في جو هادئ جميل تسودهالمحبةُ والانسجام؛ الرجل سيد البيت، والمرأة تنفذ أوامر الزوج بعد أوامرالله، وكل البيت طائع لله..
وبالتجربة نظرت إلى أكثر البيوت انسجامًا، وأي الأولاد أفضل تربيةونجاحًا، فوجدت أن وراء الأمر سرًّا؛ إنه المرأة الصالحة الهادئة، وقديماقيل: (إن وراء كل عظيم امرأة).
والعكس بالعكس؛ فأكثر البيوت مشاكل، والأولاد فيها عصبيون وغير مؤدبين، ماكان فيه الجو دائمًا معكرًا، الزوج يريد أن يمضي كلامه والمرأة تريد أنتمضي رأيها، فيتشاجران أمام الأولاد، فيصبح الأولاد مشتتين، وتنشأ فيهمالعقد النفسية، وتبدأ الانحرافات السلوكية والأخلاقية.
فأسأل الله تعالى الذي رفع السماء بلا عمد والذي أضحك وأبكى وخلق الزوجينالذكر والأنثى، أن يديم أفراحكم وسعادتكم، وأن يملا حياتكم بهجة وحبورًا،وفرحة وسرورًا، وأن يرفع رأسي بك، وأن أراك ناجحة في حياتك ومعزوجك..........
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
مقال اعجبنى