رحمة العباد
عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” إِرحَم مَن في الأرض ، يرحَمكَ مَن في السَماء ” .
(رواه الطبراني والحاكم)
الرحمة من صفات الرحمن الرحيم وهو يريد أن يتصف بها عباده بعضهم نحو بعض. وقد خلق الله بين الناس وشائج تراحم طبيعية كرحمة الأم لولدها ، فمن رحم غيره إستحق رحمة الله تعالى ، وفي رحمة الإنسان لأخيه الإنسان سواء كان على دينه أم لا وفي رحمة الإنسان للحيوان ، في كل ذلك أجر عظيم . وفي زوال التراحم بشير بغضب الله تعالى فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن إمرأة دخلت النار في هرة حبستها ، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض(37).ـ
إن الرحمة تتجلى في كل شيء: في ملاطفة الوالد لولده ، وفي إحسانه لأهل بيته ، وفي معاملته مع الناس ، وفي معاملته لعدوه قبل صديقه ، وفي معاملته للبهائم ، وفي تعامله حتى مع الجماد ، فالله تعالى أمر بعدم الإسراف في كل شيء ، وأمر بالمشي على الأرض هونا وما هذا وذاك إلاّ دليل على سعة رحمته التي وسعت كلّ شيء(38). حتى أن قتل الكافر أثناء المعركة تتجلى فيه الرحمة فهي تخليص له من اكتساب المزيد من الآثام وتخليص لغيره من شره ، وطريقة القتل يجب أن تظهر فيها الرحمة ، فالقتل بالحرق محرم وتعذيب ابن آدم حرام أيّا كان ، ” فَبِما رَحمَة مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم ولو كُنتَ فَظّا غليظَ القَلبِ لانفَضّوا مِن حولِك ، فاعفُ عَنهُم واستَغفِر لَهُم ” (39) ، وبتراحم المؤمنين فيما بينهم تتوثق الوشائج بينهم ، فيحب بعضهم بعضا وتجتمع كلمتهم.
إن المؤمن رحيم لغيره من الناس وحتى للحيوانات أيضا . ففي تلك الرحمة أجر كبير. وقد قص علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قصة رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفِّه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا يارسول الله وإن لنا في البهائم أجرا ، فقال: "نعم ، في كل ذات كبِد رطبة أجر"(40) ، وحين رأى عمر بن الخطاب عجوزا يهوديا يسأل الناس ، رحم له كبر سنه قائلا: ما أنصفناك ، أخذنا الجزية منك في شبابك وتركناك في كبرك ، ثم فرض له ما يكفيه من بيت المال
منقول
عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” إِرحَم مَن في الأرض ، يرحَمكَ مَن في السَماء ” .
(رواه الطبراني والحاكم)
الرحمة من صفات الرحمن الرحيم وهو يريد أن يتصف بها عباده بعضهم نحو بعض. وقد خلق الله بين الناس وشائج تراحم طبيعية كرحمة الأم لولدها ، فمن رحم غيره إستحق رحمة الله تعالى ، وفي رحمة الإنسان لأخيه الإنسان سواء كان على دينه أم لا وفي رحمة الإنسان للحيوان ، في كل ذلك أجر عظيم . وفي زوال التراحم بشير بغضب الله تعالى فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن إمرأة دخلت النار في هرة حبستها ، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض(37).ـ
إن الرحمة تتجلى في كل شيء: في ملاطفة الوالد لولده ، وفي إحسانه لأهل بيته ، وفي معاملته مع الناس ، وفي معاملته لعدوه قبل صديقه ، وفي معاملته للبهائم ، وفي تعامله حتى مع الجماد ، فالله تعالى أمر بعدم الإسراف في كل شيء ، وأمر بالمشي على الأرض هونا وما هذا وذاك إلاّ دليل على سعة رحمته التي وسعت كلّ شيء(38). حتى أن قتل الكافر أثناء المعركة تتجلى فيه الرحمة فهي تخليص له من اكتساب المزيد من الآثام وتخليص لغيره من شره ، وطريقة القتل يجب أن تظهر فيها الرحمة ، فالقتل بالحرق محرم وتعذيب ابن آدم حرام أيّا كان ، ” فَبِما رَحمَة مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم ولو كُنتَ فَظّا غليظَ القَلبِ لانفَضّوا مِن حولِك ، فاعفُ عَنهُم واستَغفِر لَهُم ” (39) ، وبتراحم المؤمنين فيما بينهم تتوثق الوشائج بينهم ، فيحب بعضهم بعضا وتجتمع كلمتهم.
إن المؤمن رحيم لغيره من الناس وحتى للحيوانات أيضا . ففي تلك الرحمة أجر كبير. وقد قص علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قصة رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفِّه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا يارسول الله وإن لنا في البهائم أجرا ، فقال: "نعم ، في كل ذات كبِد رطبة أجر"(40) ، وحين رأى عمر بن الخطاب عجوزا يهوديا يسأل الناس ، رحم له كبر سنه قائلا: ما أنصفناك ، أخذنا الجزية منك في شبابك وتركناك في كبرك ، ثم فرض له ما يكفيه من بيت المال
منقول