تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}. أيْ: بفِعْلِكم طاعةَ اللَّهِ، وأمْرِكُم إيَّاهُنَّ بطاعةِ اللَّهِ.
ويُقالُ: أدِّبُوهُنَّ وعَلِّمُوهُنَّ ودُلُّوهُنَّ على الخيرِ.
وفي بعضِ الغَرائبِ مِن الأخبارِ: عَلِّقِ السَّوْطَ حيثُ يَرَاهُ أهلُكَ؛ يَعنِي: بالتأديبِ.
وعن عَمْرِو بنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ قالَ: إنَّ المرأةَ لتُخَاصِمُ زَوْجَها يومَ القِيامةِ عندَ اللَّهِ فتقولُ: إِنَّه كانَ لا يُؤَدِّبُنِي ولاَ يُعَلِّمُنِي شيئاً، كانَ يَأْتِينِي بخُبْزِ السَّوِيقِ.
وقيلَ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}؛ أيْ: قُو أنْفُسَكم ناراً، وقُوا أَهْلِيكم ناراً بما ذَكَرْنا، وهو تَقديرُ الآيةِ.
وقولُه: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. قدْ بَيَّنَّا في سورةِ البَقرةِ، وهو حِجارةُ الكِبْرِيتِ.
وقولُه: {عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ}؛ أيْ: غِلاظُ القلوبِ شِدادُ الأَيْدِي.
وفي التفسيرِ: أنَّ واحداً مِنهم يُلْقِي سَبْعِينَ ألْفاً بدَفعةٍ واحدةٍ في النارِ.
وفي بعضِ الآثارِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ فِي قُلُوبِ الزَّبَانِيَةِ شَيئاً مِن الرَّحْمَةِ.
وعن بعضِهم: أنَّه يَأْخُذُ العبدَ الكافرَ بعُنْفٍ شديدٍ، فيقولُ ذلكَ العَبْدُ: أمَا تَرْحَمُنِي؟ فيقولُ: كيفَ أرْحَمُكَ ولَمْ يَرْحَمْكَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
وفي بعضِ الآثارِ أيضاً: أنَّ اللَّهَ تعالى يَغْضَبُ على الواحِدِ مِن عَبِيدِه، فيقولُ للملائكةِ: خُذُوهُ. فيَبْتَدِرُه مائةُ ألْفِ مَلَكٍ، كلُّهم يَغْضَبُونَ بغَضَبِ اللَّهِ تعالى، فيَجُرُّونَه إلى النارِ، والنارُ أشَدُّ غَضَباً عليهِ مِنهم بسَبْعِينَ ضِعْفاً.
وقولُه: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ظاهِرُ المعنى.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}. يَعني: يُقالُ لهم يومَ القيامةِ: لا تَعْتَذِروا؛ أيْ: لا عُذْرَ لكم فتَعْتَذِروا.
وقولُه: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أيْ: بعَمَلِكُم في الدُّنيا.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}. قالَ الزُّهْرِيُّ: كلُّ مَوْضِعٍ في القرآنِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا افْعَلُوا كذا, فالنبيُّ عليه السلامُ فيهم.
وعن خَيْثَمَةَ قالَ: كلُّ ما في القرآنِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو في التَّوْرَاةِ: يا أيُّها الْمَساكِينُ.
وقدْ ذَكَرْنَا عن ابنِ مَسعودٍ أنَّه قالَ: إذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ؛ فإنَّه شيءٌ تُؤْمَرُ بهِ، أو شيءٌ تُنْهَى عنه.
وقولُه: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} قالَ عُمَرُ وابنُ مَسعودٍ: هو أنْ يَتوبَ مِن الذنْبِ ثم لا يَعودَ إليه أبَداً.
ويُقالُ: نَصوحاً؛ أيْ: صادِقَةً. ويُقالُ: خالِصَةً. وقيلَ: مُحْكَمَةً وَثيقةً. وهو مأخوذٌ مِن النُّصْحِ وهو الْخِيَاطَةُ، كأنَّ التوبةَ تَرْقَعُ خَرْقَ الذنْبِ فيَلْتَئِمُ، كالْخَيَّاطِ يَخِيطُ الشيءَ بالشيءِ فيَلْتَئِمُ.
وقُرِئَ: (نُصُوحاً) بضَمِّ النونِ؛ أيْ: ذاتَ نُصْحٍ.
وقولُه: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}. قدْ بَيَّنَّا أنَّ "عَسَى" مِن اللَّهِ وَاجبةٌ.
وقولُه: {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. أيْ: بَساتِينَ.
وقولُه: {يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ}. أيْ: لا يُهِينُه ولا يَفْضَحُه، وهو إشارةٌ إلى كَرامةٍ في الآخِرَةِ، يَعني: يُكْرِمُه ويُشَرِّفُه في ذلكَ اليومِ، ولا يُهِينُه ولا يُذِلُّه.
وقولُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}. أيْ: كذلكَ يَفْعَلُه بالذينَ آمَنُوا معَه.
وقولُه: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}. هو نُورُ الإيمانِ يَكونُ قُدَّامَهم على الصِّراطِ يَمْشونَ في ضَوْئِه.
وفي التفسيرِ: أنَّ لأَحَدِهم مِثلَ الجبَلِ، ولآخَرَ على قَدْرِ ظُفْرِه, يَنْطَفِئُ مَرَّةً ويَتَّقِدُ أُخْرَى.
وقولُه: {وَبِأَيْمَانِهِمْ}. فيه قَولانِ:
أحَدُهما: وبأَيْمَانِهم كُتُبُهم.
والآخَرُ: وبأَيْمَانِهم نُورُهم كالْمَصابيحِ.
وقولُه: {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}. وفي التفسيرِ: أنَّهم يَقولونَ ذلكَ حينَ يَخْمُدُ ويَنْطَفِئُ نورُ المُنافقِينَ فيَقولونَ ذلك؛ إشفاقاً على نُورِهم.
وقولُه: {وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. أيْ: قادرٌ.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ}. أيْ: بالسيْفِ.
وقولُه: {وَالْمُنَافِقِينَ}. أيْ: باللِّسانِ، ويُقالُ: بالغِلْظَةِ عليهم.
قالَ ابنُ مسعودٍ: أنْ يَلقاهُمْ بوجْهٍ مُكْفَهِرٍّ. ويقالُ: بإقامةِ الحُدودِ عليهم. ذكَرَه قومٌ مِن التابعِينَ.
وقولُه: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. أي: الْمُنْقَلَبُ.
منقول للافاده والعظه حتى لاتقفوا بين يدى الله وانتم نادمين
فى رعاية الله
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}. أيْ: بفِعْلِكم طاعةَ اللَّهِ، وأمْرِكُم إيَّاهُنَّ بطاعةِ اللَّهِ.
ويُقالُ: أدِّبُوهُنَّ وعَلِّمُوهُنَّ ودُلُّوهُنَّ على الخيرِ.
وفي بعضِ الغَرائبِ مِن الأخبارِ: عَلِّقِ السَّوْطَ حيثُ يَرَاهُ أهلُكَ؛ يَعنِي: بالتأديبِ.
وعن عَمْرِو بنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ قالَ: إنَّ المرأةَ لتُخَاصِمُ زَوْجَها يومَ القِيامةِ عندَ اللَّهِ فتقولُ: إِنَّه كانَ لا يُؤَدِّبُنِي ولاَ يُعَلِّمُنِي شيئاً، كانَ يَأْتِينِي بخُبْزِ السَّوِيقِ.
وقيلَ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}؛ أيْ: قُو أنْفُسَكم ناراً، وقُوا أَهْلِيكم ناراً بما ذَكَرْنا، وهو تَقديرُ الآيةِ.
وقولُه: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. قدْ بَيَّنَّا في سورةِ البَقرةِ، وهو حِجارةُ الكِبْرِيتِ.
وقولُه: {عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ}؛ أيْ: غِلاظُ القلوبِ شِدادُ الأَيْدِي.
وفي التفسيرِ: أنَّ واحداً مِنهم يُلْقِي سَبْعِينَ ألْفاً بدَفعةٍ واحدةٍ في النارِ.
وفي بعضِ الآثارِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ فِي قُلُوبِ الزَّبَانِيَةِ شَيئاً مِن الرَّحْمَةِ.
وعن بعضِهم: أنَّه يَأْخُذُ العبدَ الكافرَ بعُنْفٍ شديدٍ، فيقولُ ذلكَ العَبْدُ: أمَا تَرْحَمُنِي؟ فيقولُ: كيفَ أرْحَمُكَ ولَمْ يَرْحَمْكَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
وفي بعضِ الآثارِ أيضاً: أنَّ اللَّهَ تعالى يَغْضَبُ على الواحِدِ مِن عَبِيدِه، فيقولُ للملائكةِ: خُذُوهُ. فيَبْتَدِرُه مائةُ ألْفِ مَلَكٍ، كلُّهم يَغْضَبُونَ بغَضَبِ اللَّهِ تعالى، فيَجُرُّونَه إلى النارِ، والنارُ أشَدُّ غَضَباً عليهِ مِنهم بسَبْعِينَ ضِعْفاً.
وقولُه: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ظاهِرُ المعنى.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}. يَعني: يُقالُ لهم يومَ القيامةِ: لا تَعْتَذِروا؛ أيْ: لا عُذْرَ لكم فتَعْتَذِروا.
وقولُه: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أيْ: بعَمَلِكُم في الدُّنيا.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}. قالَ الزُّهْرِيُّ: كلُّ مَوْضِعٍ في القرآنِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا افْعَلُوا كذا, فالنبيُّ عليه السلامُ فيهم.
وعن خَيْثَمَةَ قالَ: كلُّ ما في القرآنِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو في التَّوْرَاةِ: يا أيُّها الْمَساكِينُ.
وقدْ ذَكَرْنَا عن ابنِ مَسعودٍ أنَّه قالَ: إذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ؛ فإنَّه شيءٌ تُؤْمَرُ بهِ، أو شيءٌ تُنْهَى عنه.
وقولُه: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} قالَ عُمَرُ وابنُ مَسعودٍ: هو أنْ يَتوبَ مِن الذنْبِ ثم لا يَعودَ إليه أبَداً.
ويُقالُ: نَصوحاً؛ أيْ: صادِقَةً. ويُقالُ: خالِصَةً. وقيلَ: مُحْكَمَةً وَثيقةً. وهو مأخوذٌ مِن النُّصْحِ وهو الْخِيَاطَةُ، كأنَّ التوبةَ تَرْقَعُ خَرْقَ الذنْبِ فيَلْتَئِمُ، كالْخَيَّاطِ يَخِيطُ الشيءَ بالشيءِ فيَلْتَئِمُ.
وقُرِئَ: (نُصُوحاً) بضَمِّ النونِ؛ أيْ: ذاتَ نُصْحٍ.
وقولُه: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}. قدْ بَيَّنَّا أنَّ "عَسَى" مِن اللَّهِ وَاجبةٌ.
وقولُه: {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. أيْ: بَساتِينَ.
وقولُه: {يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ}. أيْ: لا يُهِينُه ولا يَفْضَحُه، وهو إشارةٌ إلى كَرامةٍ في الآخِرَةِ، يَعني: يُكْرِمُه ويُشَرِّفُه في ذلكَ اليومِ، ولا يُهِينُه ولا يُذِلُّه.
وقولُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}. أيْ: كذلكَ يَفْعَلُه بالذينَ آمَنُوا معَه.
وقولُه: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}. هو نُورُ الإيمانِ يَكونُ قُدَّامَهم على الصِّراطِ يَمْشونَ في ضَوْئِه.
وفي التفسيرِ: أنَّ لأَحَدِهم مِثلَ الجبَلِ، ولآخَرَ على قَدْرِ ظُفْرِه, يَنْطَفِئُ مَرَّةً ويَتَّقِدُ أُخْرَى.
وقولُه: {وَبِأَيْمَانِهِمْ}. فيه قَولانِ:
أحَدُهما: وبأَيْمَانِهم كُتُبُهم.
والآخَرُ: وبأَيْمَانِهم نُورُهم كالْمَصابيحِ.
وقولُه: {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}. وفي التفسيرِ: أنَّهم يَقولونَ ذلكَ حينَ يَخْمُدُ ويَنْطَفِئُ نورُ المُنافقِينَ فيَقولونَ ذلك؛ إشفاقاً على نُورِهم.
وقولُه: {وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. أيْ: قادرٌ.
قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ}. أيْ: بالسيْفِ.
وقولُه: {وَالْمُنَافِقِينَ}. أيْ: باللِّسانِ، ويُقالُ: بالغِلْظَةِ عليهم.
قالَ ابنُ مسعودٍ: أنْ يَلقاهُمْ بوجْهٍ مُكْفَهِرٍّ. ويقالُ: بإقامةِ الحُدودِ عليهم. ذكَرَه قومٌ مِن التابعِينَ.
وقولُه: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. أي: الْمُنْقَلَبُ.
منقول للافاده والعظه حتى لاتقفوا بين يدى الله وانتم نادمين
فى رعاية الله