الآية (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) 43 الفرقان---
قال فيها إبن عاشور رحمه الله (فقوله تعالى: { أرأيت من اتخذ إلٰهه هواه }
إذا أجري على الترتيب كان معناه جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما
يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة لا لأن إلهه مستحق للإلهية،
فالمعنى: من اتخذ رباً له محبوبه فإن الذين عبدوا الأصنام كانت شهوتهم في
أن يعبدوها وليست لهم حجة على استحقاقها العبادة. فإطلاق { إلٰهه } على هذا
الوجه إطلاق حقيقي. وهذا يناسب قوله قبله
{ إن كاد لَيُضِلُّنا عن آلهتنا }
[الفرقان: 42]، ومعناه منقول عن سعيد بن جبير. واختاره ابن عرفة في
«تفسيره» وجزم بأنه الصواب دون غيره وليس جزمه بذلك بوجيه وقد بحث معه بعض
طلبته.
وإذا أجري على اعتبار تقديم المفعول الثاني كان المعنى: من اتخذ هواه قُدوة
له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً الشهوته فكأنَّ هواهُ
إلهه. وعلى هذا يكون معنى { إلهه } شبيهاً بإلهه في إطاعته على طريقة
التشبيه البليغ.
وهذا المعنى أشمل في الذم لأنه يشمل عبادتهم الأصنام ويشمل غير ذلك من
المنكرات والفواحش من أفعالهم. ونحا إليه ابن عباس، وإلى هذا المعنى ذهب
صاحب «الكشاف» وابن عطية. وكلا المعنيين ينبغي أن يكون محملاً للآية.)
ا---------------------------
أمّا المعاني المحتملة للآية فهي
الأول --معنى أن يكون الإله المتخذ بحسب الهوى والرغبة كما قال إبن عاشور
(جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة )---وهذا المعنى متناسق مع ترتيب الآية
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
الثاني --معنى أنّ الأنسان أسير لهواه وكأنّ هواه إلها يسيّره
فيطيعه--وبكلمات إبن عاشور (من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً
إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه.)
وهذا المعنى يحتاج إلى افتراض تغيير في ترتيب المفعولين وكأن الترتيب المقصود هو "أرأيت من اتخذ هواه إلها"
وقد رجح إبن عاشور كون المعنيان مقصودين فكان صاحب رأي ثالث هو
الثالث--ذم وتبكيت على الذين يعبدون ما يهوون من الآلهة وكذلك على الذين تسيّرهم أهواؤهم فيطيعونها وكأنّ الأهواء آلهة تطاع
---ويلزم أن نقول أنّ من عبد آلهة يهواها لا لكونها تستحق العبادة فهو
كافر---أمّا من ترك هواه يسيّره فأطاعه كطاعته للإله المعبود فقد يكفر إن
دفعه هواه لإنكار ضروريات وأساسيات الدين
منقوول للافاده
قال فيها إبن عاشور رحمه الله (فقوله تعالى: { أرأيت من اتخذ إلٰهه هواه }
إذا أجري على الترتيب كان معناه جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما
يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة لا لأن إلهه مستحق للإلهية،
فالمعنى: من اتخذ رباً له محبوبه فإن الذين عبدوا الأصنام كانت شهوتهم في
أن يعبدوها وليست لهم حجة على استحقاقها العبادة. فإطلاق { إلٰهه } على هذا
الوجه إطلاق حقيقي. وهذا يناسب قوله قبله
{ إن كاد لَيُضِلُّنا عن آلهتنا }
[الفرقان: 42]، ومعناه منقول عن سعيد بن جبير. واختاره ابن عرفة في
«تفسيره» وجزم بأنه الصواب دون غيره وليس جزمه بذلك بوجيه وقد بحث معه بعض
طلبته.
وإذا أجري على اعتبار تقديم المفعول الثاني كان المعنى: من اتخذ هواه قُدوة
له في أعماله لا يأتي عملاً إلا إذا كان وفاقاً الشهوته فكأنَّ هواهُ
إلهه. وعلى هذا يكون معنى { إلهه } شبيهاً بإلهه في إطاعته على طريقة
التشبيه البليغ.
وهذا المعنى أشمل في الذم لأنه يشمل عبادتهم الأصنام ويشمل غير ذلك من
المنكرات والفواحش من أفعالهم. ونحا إليه ابن عباس، وإلى هذا المعنى ذهب
صاحب «الكشاف» وابن عطية. وكلا المعنيين ينبغي أن يكون محملاً للآية.)
ا---------------------------
أمّا المعاني المحتملة للآية فهي
الأول --معنى أن يكون الإله المتخذ بحسب الهوى والرغبة كما قال إبن عاشور
(جعل إلهه الشيء الذي يهوى عبادته، أي ما يُحب أن يكون إلهاً له، أي لمجرد الشهوة )---وهذا المعنى متناسق مع ترتيب الآية
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
الثاني --معنى أنّ الأنسان أسير لهواه وكأنّ هواه إلها يسيّره
فيطيعه--وبكلمات إبن عاشور (من اتخذ هواه قُدوة له في أعماله لا يأتي عملاً
إلا إذا كان وفاقاً لشهوته فكأنَّ هواهُ إلهه.)
وهذا المعنى يحتاج إلى افتراض تغيير في ترتيب المفعولين وكأن الترتيب المقصود هو "أرأيت من اتخذ هواه إلها"
وقد رجح إبن عاشور كون المعنيان مقصودين فكان صاحب رأي ثالث هو
الثالث--ذم وتبكيت على الذين يعبدون ما يهوون من الآلهة وكذلك على الذين تسيّرهم أهواؤهم فيطيعونها وكأنّ الأهواء آلهة تطاع
---ويلزم أن نقول أنّ من عبد آلهة يهواها لا لكونها تستحق العبادة فهو
كافر---أمّا من ترك هواه يسيّره فأطاعه كطاعته للإله المعبود فقد يكفر إن
دفعه هواه لإنكار ضروريات وأساسيات الدين
منقوول للافاده