عندما نذكر سن الشباب يتراءى أمام ناظرينا همّة عالية ، وقوّة بدنية ، ونفس متوثبة متأهبة للعطاء ، تحب الحياة وتتفاعل معها وتعطيها لتأخذ منها ، يدفعها إلى ذلك طموح كبير ، وأمل متجدد ، مع رغبة للرفض لما هو قائم ، وعزم على التغيير .
ولولا هذه الصفات ما أحرز أحد تقدماً في البلاد وما حقق فائدة للعباد
هذه الصفات عندما يستشعرها بعض الفتيان في أنفسهم ، يتيه أحدهم بنفسه إعجاباً ، ويحلق في سماء ذاته ، ولا يكاد يرى إلاها .
وهنا قد تجمح به الآمال ، وقد تشط به الأفكار ، فإذا به ينأى رويداً رويداً عن جادة الصواب في نظر الآخرين ، لكنه يألف ما يراه في نفسه ، ويصدق مقدرته ، ويسبح في عالم من الوهم ، وتزداد غربته عمن حوله ، فإذا بالاغتراب يصبح لهمته مثبطاً ولعزيمته محبطاً ، فيخبو الأمل في صدره ، وتتأرجح آماله بين عينيه فتارة يراها قريبة وتارة بعيدة وينطوي على نفسه ، أو يفلتها من عقالها فإذا هي كفرس جامح لا يقف عند كل حد ولا يتوقف أمام كل مد .
الأصل في هذا الفتى أن يساعده من حوله في كبح جماح نفسه وتبصيره في واقعه ، وتحجيم فورة شبابه وتوجيه طاقته إلى الطريق الصحيح .
ولكن حذار من قتل ما عنده من همة ، خذلان ما يبديه من رأي وفكرة فهو ابن عصره وهو الأكثر تفهماً لزمنه ، وهو الذي يمتلك مفاتيح الإبداع ، ولكن المحب له من يسائله ويناقشه وبهمة يفاتحة ، وإلى جادة الصواب يرشده .
إن كثيراً من حالات انحراف الشباب عن جادة الصواب يعود سببه لعدم الفهم ، فهو لا يدرك حال وجوده وعلاقاته بمن حوله وواجباته تجاه نفسه وتجاه الآخرين بل يرى أنه الأقدر والأحسن ولذلك إذا فشل في أمر بسيط حول همته لشر أكيد ، تراه يهرب من دراسته إلى لهو وعبث يكلفه تعباً وحهداً أضعاف ما تكلفه دراسته ، لكنه يرى في هذا اللهووالعبث موافقة للهوى ، وتساعده على ذلك صحبة ساحبة ، ونشوة نصر وتحقيق مكاسب مؤقتة .
فإذا استمر الحال على هذا المنوال طلب المزيد من الشهوة وبذل لها ما يملك من نخوة وهمة ، فلا يكاد يوقف هياجه المستعر إلى ما يريد إلا عقاب دنيوي أو تأديب إلهي .
وحتى لا يصل أبناؤنا إلى هذا الحال فعلى المربين في مختلف مواقعهم الأخذ بالأساليب المؤثرة مصحوةبة بالحكمة والرفق حتى يفهم الجامح إ حقيقة حجمه ويرى واقعه بعين بصيرة ، ويأخذ حذره من مزالق النفوس ، ومثالب الشيطان من إنس وجان .
إن في القرآن شفاء لما في نفوس الشباب ، فحقيقة الموت تهدم اللذات والجزاء المرتقب يجعل للحياة هدفاً ولمسار العمل تصويباً ، ولمراعاة الآخرين نصيباً وخاصة الأقرب فالأقرب ، ولذا فالشباب المسلم يمتلك الطموح ولا يجمح به أمل كاذب ولا طريق خاطئ ، أوقاتهم زيادة في المعرفة وقوتهم إنجاز ، وسبيلهم واضح يقبله كل فاهم وعاقل .
ولولا هذه الصفات ما أحرز أحد تقدماً في البلاد وما حقق فائدة للعباد
هذه الصفات عندما يستشعرها بعض الفتيان في أنفسهم ، يتيه أحدهم بنفسه إعجاباً ، ويحلق في سماء ذاته ، ولا يكاد يرى إلاها .
وهنا قد تجمح به الآمال ، وقد تشط به الأفكار ، فإذا به ينأى رويداً رويداً عن جادة الصواب في نظر الآخرين ، لكنه يألف ما يراه في نفسه ، ويصدق مقدرته ، ويسبح في عالم من الوهم ، وتزداد غربته عمن حوله ، فإذا بالاغتراب يصبح لهمته مثبطاً ولعزيمته محبطاً ، فيخبو الأمل في صدره ، وتتأرجح آماله بين عينيه فتارة يراها قريبة وتارة بعيدة وينطوي على نفسه ، أو يفلتها من عقالها فإذا هي كفرس جامح لا يقف عند كل حد ولا يتوقف أمام كل مد .
الأصل في هذا الفتى أن يساعده من حوله في كبح جماح نفسه وتبصيره في واقعه ، وتحجيم فورة شبابه وتوجيه طاقته إلى الطريق الصحيح .
ولكن حذار من قتل ما عنده من همة ، خذلان ما يبديه من رأي وفكرة فهو ابن عصره وهو الأكثر تفهماً لزمنه ، وهو الذي يمتلك مفاتيح الإبداع ، ولكن المحب له من يسائله ويناقشه وبهمة يفاتحة ، وإلى جادة الصواب يرشده .
إن كثيراً من حالات انحراف الشباب عن جادة الصواب يعود سببه لعدم الفهم ، فهو لا يدرك حال وجوده وعلاقاته بمن حوله وواجباته تجاه نفسه وتجاه الآخرين بل يرى أنه الأقدر والأحسن ولذلك إذا فشل في أمر بسيط حول همته لشر أكيد ، تراه يهرب من دراسته إلى لهو وعبث يكلفه تعباً وحهداً أضعاف ما تكلفه دراسته ، لكنه يرى في هذا اللهووالعبث موافقة للهوى ، وتساعده على ذلك صحبة ساحبة ، ونشوة نصر وتحقيق مكاسب مؤقتة .
فإذا استمر الحال على هذا المنوال طلب المزيد من الشهوة وبذل لها ما يملك من نخوة وهمة ، فلا يكاد يوقف هياجه المستعر إلى ما يريد إلا عقاب دنيوي أو تأديب إلهي .
وحتى لا يصل أبناؤنا إلى هذا الحال فعلى المربين في مختلف مواقعهم الأخذ بالأساليب المؤثرة مصحوةبة بالحكمة والرفق حتى يفهم الجامح إ حقيقة حجمه ويرى واقعه بعين بصيرة ، ويأخذ حذره من مزالق النفوس ، ومثالب الشيطان من إنس وجان .
إن في القرآن شفاء لما في نفوس الشباب ، فحقيقة الموت تهدم اللذات والجزاء المرتقب يجعل للحياة هدفاً ولمسار العمل تصويباً ، ولمراعاة الآخرين نصيباً وخاصة الأقرب فالأقرب ، ولذا فالشباب المسلم يمتلك الطموح ولا يجمح به أمل كاذب ولا طريق خاطئ ، أوقاتهم زيادة في المعرفة وقوتهم إنجاز ، وسبيلهم واضح يقبله كل فاهم وعاقل .