ربما تعجبون معي إذا علمتم أن أهم عشر اكتشافات كونية في
المئة سنة الماضية، قد كشفها القرآن قبل أربعة عشر قرناً....
يتميز عصرنا الحديث بأنه
عصر الفضاء، حيث تمكن الإنسان من كشف أسرار الكون والوصول إلى حقائق مذهلة
غيرت نظرتنا إلى العالم من حولنا. والعجيب أن نجد هذه الحقائق جلية واضحة
في كتاب أنزل قبل أكثر من 1400 سنة في زمن كانت علوم الفضاء عبارة عن شعوذة
ودجل وخرافات وأساطير!
وقد أدوع الله هذه
الحقائق الكونية في كتابه لتكون دليلاً لكل مشكك في هذا العصر يرى من
خلالها نور الحق وعظمة رسالة الإسلام... ومن أهم هذه الحقائق:
1- اكتشاف بداية الكون
من أهم اكتشافات القرن
العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا بالبرهان
القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدأ
العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة
فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي.
ونرى بعض العلماء يفضلون
استخدام مصطلحات أكثر دقة من "انفجار" مثل "تباعد" أو "كثافة" المهم أنهم
يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم
تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض...
القرآن سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق!
2- اكتشاف توسع الكون
ربما يكون أهم اكتشاف
كوني في القرن العشرين أيضاً ما كشفه العلماء حول توسع الكون، حيث وجدوا أن
المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بسرعات كبيرة جداً مما يسبب اتساع الكون
بشكل مذهل.
الكون يتوسع
بسرعة هائلة لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالأجهزة الحديثة،
هذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
النتيجة وصل إليها العلماء بعد تجارب مريرة ومراقبة طويلة ونفقات باهظة
على مدى قرن من الزمان، والعجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون قبل
14 قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]، وبذلك يكون القرآن أول كتاب أشار إلى توسع الكون، أليست هذه معجزة تستحق التفكر؟!
3- اكتشاف نهاية الكون
نظريات كثيرة وُضعت
لتصور نهاية الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على أن للكون
نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لانهاية بسبب قانون انحفاظ الطاقة
الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابت، وبالتالي سوف يتوقف الكون
عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ!
يتصور العلماء أن الكون عبارة عن ورقة مسطحة ومنحنية قليلاً، وسوف تنكمش وتُطوى على نفسها في نهاية حياة الكون!
أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة
المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]، فسبحان الله!
4- اكتشاف الثقوب السوداء
إنها ظاهرة عظيمة بحثها
العلماء لأكثر من نصف قرن وتأكدوا أخيراً من وجودها وهي ما سمّي: الثقوب
السوداء. حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول إلى ثقب
أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا
نراها أبداً!
ويصف العلماء هذه
المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب
منها، والعجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)
[التكوير: 14-15]. والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي
تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء... وهذا ما يقرره
العلماء، فسبحان الله!
القرآن يتحدث عن الثقوب السوداء في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عنها أو حتى يتخيلها!!
من الاكتشافات التي
أحدثت ضجة في القرن العشرين "النجوم النابضة" وهي عبارة عن نجوم في السماء
تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة، ولذلك سماها العلماء "المطارق العملاقة"
ويقول العلماء إنها تصدر موجات ثاقبة تخترق أي جسم في الكون، فهي طارقة
وثاقبة وهذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة ودراسة طويلة.
النجم الثاقب أحد أهم الظواهر الكونية المحيرة للعلماء!
6- اكتشاف النسيج الكوني
وفي القرن الحادي
والعشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف
شكل الكون، واستخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركة ثلاث دول هي الولايات
المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمة قام السوبر كمبيوتر
برسم صورة مصغرة للكون.
لقد كانت المفاجأة أن
الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج
محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية، ويقولون إن الكون قد حُبك
بالمجرات.
هذا هو كوننا الذي نعيش فيه... خيوط من المجرات تمتد لملايين السنوات الضوئية وتشكل نسيجاً حُبك بإحكام مذهل!
7- اكتشاف الحياة في الفضاء
بعد اكتشاف آثار لحياة
بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، بدأ العلماء بالسفر
عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية، وبعدما تأكدوا من وجود الماء على
سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول: إن الحياة منتشرة في
كل مكان!
هناك شبه إجماع لدى علماء الفلك بوجود حياة غيرنا في الكواكب البعيدة!
آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ
دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى:
29]. وبالفعل يقول العلماء إن هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض
بمخلوقات من الفضاء! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بذلك؟
8- اكتشاف البناء الكوني
طالما نظر العلماء إلى
الكون على أنه فضاء واسع وفراغ مستمر، ولكن الاكتشافات الجديدة بيَّنت أن
الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه البناء الكوني، ولم يعد لكلمة "فضاء"
أي معنى في ظل الاكتشافات الجديدة. فالمجرات تشكل كتل بناء، وتربط بينها
المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن!
المجرات تشكل كتل بناء في الكون والمادة المظلمة تملأ الكون!
9- اكتشاف الدخان الكوني
لسنوات طويلة اعتقد
العلماء أن الكون يحوي غباراً كونياً تبين أخيراً أن هذا الغبار هو عبارة
عن "دخان كوني" يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمة في الكون منذ
بداية تشكله. وأظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكالة ناسا أنها
لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات
السنين.
هذا هو الدخان الكوني الذي ظنه العلماء غباراً لسنوات طويلة...
10- اكتشاف المادة المظلمة
يوجد سباق اليوم بين
علماء الفلك على اكتشاف المادة المظلمة، وهي مادة تملأ الكون وتشكل نسبة
كبيرة منه. وقد وجد العلماء أن النجوم والمجرات تتوضع عبر هذه المادة
المظلمة، والمادة المظلمة شديدة وتسيطر على توزع المادة المرئية في الكون.
المادة المظلمة شديدة جداً وتشغل (مع الطاقة المظلمة) أكثر من 96 % من الكون!
[فصلت: 12]، فالنجوم تزين السماء طبعاً نحن لا نرى السماء مباشرة بل نرى
النجوم وهي تزين السماء. وهذه السماء شديدة جداً، يقول تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وهي السموات السبع... فسبحان الله.
وبعد...
والله يا أحبتي لو أن
القرآن لا يحوي سوى هذه الحقائق الكونية العشرة لكفى بها دليلاً على صدق
وإعجاز هذا الكتاب العظيم، فكيف إذا علمنا أن القرآن يحوي مئات الحقائق
العلمية في البحار والجبال والأرض والطب والنفس... وكلها تشهد على صدق قول
الحق تبارك وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي
الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
- جميع الحقائق المذكورة مأخوذة حسب موقع وكالة الفضاء الأمريكية NASA ناسا.
منقوول