- إرسال بريد إلكتروني
- طباعة
(لإضافة عمليات قتل في حمص وتصريحات لافروف وزعيم معارض)
من خالد يعقوب عويس
عمان 8 فبراير شباط (رويترز) - قال نشطاء في مدينة حمص ومصادر
بالمعارضة السورية إن قوات مدرعة تابعة للرئيس بشار الأسد توغلت
في مدينة حمص بوسط سوريا اليوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل 67 مدنيا
على الأقل في الساعات الثمانية الماضية منهم أفراد ثلاث عائلات.
ولم تخف حدة الهجمات على حمص وهي واحدة من أكثر الحملات عنفا منذ
الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا على الرغم من وعد بإنهاء إراقة
الدماء الذي قدمه الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا التي انقذت
دمشق من قرار كان سيصدره مجلس الامن التابع للأمم المتحدة هذا
الأسبوع عندما استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي
استهدف الأسد.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو لتلفزيون
(ان.تي.في) في مقابلة ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان
سيبحث الوضع في سوريا مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عبر الهاتف
في وقت لاحق اليوم الاربعاء.
وكان اردوغان قد اعلن امس الثلاثاء إنه يعد مبادرة لتوحيد
الغرب والعرب ودول أخرى دعت الأسد للتنحي.
وقالت صحيفة تركية مقربة من الحكومة إن تركيا التي اتخذت
موقفا قويا ضد حليفها السابق الأسد تعتزم عقد مؤتمر مع حكومات
عربية وغربية في اسطنبول. وسيكون المؤتمر جزءا من مبادرة تركية
أوسع ربما يعلن عن خطوطها العامة اليوم.
وقال نشطاء في حمص ومصادر من المعارضة إنه في أحدث هجوم على حمص
أطلقت القوات الصواريخ وقذائف الهاون في حين دخلت الدبابات حي
الإنشاءات واقتربت من منطقة بابا عمرو الأكثر تضررا من القصف الذي
أسفر عن سقوط 150 قتيلا على الأقل خلال اليومين الماضيين.
وقال النشط محمد الحسن عبر هاتف يعمل من خلال الأقمار الصناعية
من حمص "عادت الكهرباء لفترة وتمكنا من الاتصال بالأحياء المختلفة لأن
النشطاء هناك تمكنوا من إعادة شحن هواتفهم. احصينا 47 قتيلا منذ
منتصف الليل."
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الدول التي لها نفوذ
لدى المعارضة السورية عليها أن تضغط عليها لإجراء حوار مع الأسد
وهي تصريحات اوضحت أن موسكو ليس لديها النية للتخلي عن حليفها
القديم.
وكان لافروف يتحدث في موسكو بعد يوم من لقائه الأسد في دمشق
حيث قال إن البلدين يريدان إحياء مهمة بعثة المراقبين العرب التي
تم تعليقها بسبب العنف.
ورفضت شخصيات سورية معارضة قالت إن لافروف لم يقدم مبادرة
جديدة وعود الأسد بالإصلاح ووصفتها بأنها محض هراء في الوقت الذي
تقتل فيه قواته المدنيين وطالبوه بالتنحي.
ورفض وليد البني وهو عضو رفيع في المجلس الوطني السوري المعارض
اقتراح لافروف بإجراء حوار.
وقال رئيس لجنة السياسة الخارجية للمجلس الوطني السوري لرويترز
إن المبادرة العربية واضحة وإن على الأسد التنحي وحينها سيكون
السوريون مستعدين للجلوس إلى مائدة مفاوضات مع أي شخص يخلفه لبحث
التحول الديمقراطي.
وتسعى دول غربية وعربية تشعر بالإحباط من الفيتو الروسي
الصيني ضد مسودة القرار التي عرضت على مجلس الأمن إلى عزل الأسد
وتعزيز المعارضة لحكمه القائم من 11 عاما.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أفراد ميليشيا الشبيحة
قتلوا بالرصاص 20 مدنيا على الأقل في حمص عندما اقتحموا منازلهم
على مشارف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الليلة الماضية.
وقال المعارض بالمنفى رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يوجد
مقره في بريطانيا متحدثا لرويترز ان ميليشيا الشبيحة اقتحمت ثلاثة
منازل اثناء الليل وذبحت عائلة تضم خمسة افراد هم الاب والزوجة
واطفالهما الثلاثة وعائلة من سبعة افراد في منزل اخر وثمانية افراد
في منزل ثالث.
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية ولم يمكن التأكد من
التقرير لأن السلطات تضع قيودا مشددة على الدخول للبلاد.
وقال الحسن الناشط من حمص إن القصف زادت حدته في الصباح
الباكر مستهدفا بابا عمرو والبياضة والخالدية ووادي العرب والتي
تسكنها أغلبية من السنة تعارض الأسد.
وأضاف "انحسرت قذائف المورتر والدبابات.. لكن نيران الرشاشات
الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات ما زالت قوية... الدبابات هي
الوسيلة الرئيسية في المدينة وهي تقترب فيما يبدو من التوغل في
المناطق السكنية."
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "مجموعة ارهابية
مسلحة" هاجمت حواجز تفتيش للشرطة على الطرق في حمص وأطلقت قذائف
الهاون على المدينة وان ثلاثة منها سقطت على مصفاة نفط حمص وهي
احدى مصفاتين في البلاد. ولم تذكر تفاصيل عن أي اضرار.
وقالت الوكالة إنه تم أمس الثلاثاء تشييع جنازة ثلاثين من
أفراد قوات الأمن.
ويصد منشقون عن الجيش ومسلحون هجمات قوات الأسد في الاحتجاجات
التي بدأت سلمية بصورة كبيرة.
وقالت كاترين التلي وهي عضو رفيع في المجلس الوطني السوري إن
الأسد يرى العالم المتحضر ينقلب عليه وهو يعتقد أنه سيفوز إذا
استخدم قوة أكثر وحشية قبل أن يتخذ العالم إجراء ما.
وزاد الهجوم على حمص من الضغط الغربي والإقليمي على الأسد.
واستدعت الدول الست في مجلس التعاون الخليجي سفراءها من دمشق أمس
كما طردوا سفراء سوريا من عواصمها.
واستدعى وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود القائم بالأعمال
السوري جودت علي اليوم وقال له إن الوقت قد حان كي يتوصل الأسد
إلى "خطة خروج قبل المزيد من التدهور في الوضع السوري وفقد المزيد
من الأرواح."
وقال محللون إن الفيتو الذي استخدمته روسيا ضد قرار مجلس
الأمن حول سوريا يتجاوز مجرد حماية حليف ومشتر للأسلحة. ويرون أنه
يظهر إصرار موسكو على القضاء على ما تعتبره حملة غربية لاستغلال
الأمم المتحدة للإطاحة بحكومات غير صديقة.
والأمر ذاته ينطبق على الصين التي حذت حذو روسيا وانضمت إلى
موسكو في نقض مسودة القرار الأوروبي العربي الذي كان من شأنه
تأييد خطة للجامعة العربية يسلم بموجبها الأسد سلطاته إلى نائبه
استعدادا لانتخابات حرة.
وقال ديفيد بوسكو من الجامعة الأمريكية في واشنطن "هناك كافة
اشكال المصالح السياسية في هذا الصدد لكن هناك أيضا اختلافا أساسيا
حول ما إذا كان يتعين على المجتمع الدولي الانخراط في صراعات داخلية
ضد إرادة الحكومة."
(شارك في التغطية لويس شاربونو في الأمم المتحدة وستيف جارتمان
في موسكو)
د م - أ ف (سيس)