- تكبير الصورةمئات القتلى في موجة صقيع بأوروبا
أدى البرد القارس الذي يجتاح أوروبا منذ أكثر من أسبوع إلى وفاة المئات
معظمهم في أوروبا الشرقية، عدا ضحايا حوادث السير والفيضانات الناجمة عن
ذوبان الثلوج. بينما صدرت تحذيرات تفيد بأن انخفاض درجة الحرارة سيستمر
الأسبوع المقبل.
وتسببت موجة البرد -التي تدنت فيها درجات الحرارة إلى مستوى التجمد- في
وفاة أكثر من 300، وعطلت خدمات النقل على نطاق واسع، كما تركت الآلاف بلا
كهرباء في مختلف أنحاء أوروبا.
وتوفي المئات في شرق أوروبا جراء البرد القارس، معظمهم في أوكرانيا
التي سجلت وفاة 135 بعد تسجيل أربع وفيات جديدة منذ الأحد الماضي، بحسب ما
أفادت به اليوم الاثنين وزارة الحالات الطارئة.
وقالت الوزارة إن السبب الرئيسي لهذه الوفيات هو الإفراط في تناول
الكحول، مؤكدة أن حوالي 85 ألف شخص توجهوا منذ 27 يناير/كانون الثاني إلى
مراكز الاستقبال (3300 مركز) حيث يمكن للفقراء الاحتماء من البرد وتناول
الطعام.
وفي بولندا قالت الشرطة إن تسعة أشخاص سقطوا في الساعات الـ24
الماضية، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 62 منذ 27 يناير/كانون الثاني، معظمهم
من المشردين وغالبا ما يكونون تناولوا الكحول. وتسببت موجة الصقيع في
حوادث عدة وحالات اختناق بثاني أكسيد الكربون نتيجة المدافئ القديمة.
وأفادت المصادر المحلية بأن 12 ماتوا بسبب البرد نهاية الأسبوع في
لتوانيا مما يرفع عدد الوفيات فيها إلى 23. وفي الجمهورية التشيكية توفي
18، أما في بلغاريا فقد توفي خمسة غرقا الاثنين نتيجة فيضانات بسبب ذوبان
الثلوج قرب الحدود مع تركيا، و12 جراء البرد في المجر في الأيام الثلاثة
الماضية، وفي البلقان بلغ عدد القتلى 18.
بينما يبقى نحو 70 ألف صربي يعيشون في قرى معزولة مقطوعين عن العالم، في حين يستحيل سلوك طرق على طول خمسة آلاف كلم.
غرب أوروبا
ولم تكن منطقة غرب أوروبا بمنأى عن سوء الأحوال الجوية
حتى وإن كانت الخسائر البشرية فيها أقل. ففي بريطانيا عادت حركة الملاحة
الجوية إلى طبيعتها صباح الاثنين في مطار هيثرو بعد أن أدى تراكم الثلوج
أمس إلى إلغاء نصف الرحلات المقررة.
وسجلت سويسرا أيضا ليلة أمس موجة برد قياسية هذه السنة مع درجات حرارة
وصلت إلى 35 درجة تحت الصفر في سامدان بشرق البلاد، بحسب المرصد السويسري
للأحوال الجوية.
ووصلت درجات الحرارة في ميلانو (شمال إيطاليا) الاثنين إلى عشر درجات
تحت الصفر، في حين تساقطت الثلوج في ضواحي نابولي بسبب موجة الصقيع غير
المعهودة في جنوب البلاد والتي أوقعت حتى الآن 17 قتيلا، قضى ثمانية منهم
أمس بينهم ثلاثة بأزمة قلبية أثناء إزالة الثلوج.
وفي روما أمر رئيس البلدية بإغلاق المدارس والدوائر العامة، أما في
منطقة أبروزي الأكثر تأثرا بموجة الصقيع والثلوج فقد أعلنت حالة الطوارئ
وأرسل الجيش جنودا وجرافات لفتح الطرقات.
أما فرنسا فهي مهددة بانقطاع كبير في التيار الكهربائي، حيث يعد جنوب شرق المتوسط وغرب البلاد الأكثر تهديدا.
وكان منظمو مسابقة للتزلج على الجليد في شمال هولندا مسرورين لهذا الطقس
البارد لأن السباق الذي لم يُقم سوى 15 مرة منذ إطلاقه في 1909 قد ينظم
إذا كانت طبقة الجليد التي تغطي القنوات كثيفة بما فيه الكفاية.