بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ
البغي والظلم ذنبٌ عظيم وإثم مرتعه وخيم ،وهو سبب كل شر وفساد وكل بلاء
وعقاب فهو منبع الرذائل والموبقات ومصدر الشرور و السيئات وعنه تصدر سلاسل
العيوب والآفات متى فشا في أمة آذن الـلَّـه بأفولها ومتى شاع في بلدة فقد
انعقدت أسباب زوالها وتحول لباسها، فبه تفسد الديار وتخرب الأوطان وتدمر
الأمصار به ينزل غضب الواحد الجبار القهار قال الـلَّـه سبحانه وتعالى:
﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾وقال : ﴿وَكَذَلِكَ
أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾) وقال تعالى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ
ظَالِمَةً﴾ وقال تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ
ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾أيها المؤمنون إن الـلَّـه تعالى نفى عن نفسه الظلم فقال
عز وجل: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد﴾ وقال: ﴿وَلا يَظْلِمُ
رَبُّكَ أَحَداً﴾وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة﴾
﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ﴾)وقد حرمه تعالى على نفسه ففي
الحديث الإلهي عن أبي ذر رضي الـلَّـه عنه قال: قال
رسول الـلَّـه r
فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ((ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))رواه مسلم فأعلم الـلَّـه تعالى عباده في
هذا الحديث العظيم أنه حرم الظلم على نفسه قبل أن يجعله محرماً بين عباده.
وقد أعلن النبي r حرمة الظلم في أعظم مجمع وموقف فقال في خطبته يوم عرفة:
((ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا))( وفي الصحيحين أن النبي r قال: ((اتقوا الظلم فإن الظلم
ظلمات يوم القيامة))( وقال r فيما يرويه مسلم وغيره: ((المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره)). وقد تهدد الـلَّـه أرباب الظلم وأهله فقال
جل ذكره: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ
الظَّالِمُونَ﴾) فالـلَّـه تعالى للظالمين بالمرصاد ففي الصحيحين عن أبي
موسى الأشعري رضي الـلَّـه عنه قال: قال رسول r: ((إن الـلَّـه ليملي
للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ r: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا
أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾)) وقد
لعن الـلَّـه الظالمين فقال: ﴿ألا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾
وأخبر سبحانه أنه يبغضهم فقال: ﴿وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾
والظلم أنواع أشده خطورة وعقوبةً ومقتاً عند الـلَّـه تبارك وتعالى (الشرك
بالـلَّـه)
قال الـلَّـه تعالى حاكياً عن لقمان وصيته لابنه: ﴿يابني لا
تُشْرِكْ باللَّهِ إِنَّ الشرك لظُلْم عظيم﴾ فهذا الظلم لا يغفره الـلَّـه
إلا بالتوبة منه قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾
وأما ثاني مراتب
الظلم فذاك الظلم الذي لا يتركه الـلَّـه تعالى وهو ظلم العبد غيره من
الخلق فهذا لابد فيه من أخذ الحق للمظلوم من الظالم كما قال الـلَّـه
سبحانه في الحديث الإلهي: ((وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين))
وقد أجاد من قال:
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدر اً**** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينـاك والمظلوم منـتبه **** يدعو عليك وعين الـلَّـه لم تنم
وقال غيرُه فأجاد:
أما والـلَّـه إن الظلم شؤ م*** وما زال المسيء هو المظلوم
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غداً عند المليك من الملوم
فياعباد الـلَّـه تداركوا الأمر قبل فوات الأوان فما هي والـلَّـه إلا ساعة ثم تبعثر القبور ويحصّل ما في
الصدور
وعند الـلَّـه تجتمع الخصوم. فيقتص للمظلوم من الظالم فتحللوا أيها
الإخوان من المظالم قبل ألا يكون درهم ولا دينار فعن أبي هريرة رضي
الـلَّـه عنه قال: قال رسول الـلَّـه r: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه
أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل
صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل
عليه))(. وأخيراً أخي الحبيب إحذر أشدّ الحذرمن دعوة المظلوم لأنها دعوة
غالية على الـلَّـه ومستجابة عن ابن عباس t أن النبي r بعث معاذاً إلى
اليمن فقال: (( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الـلَّـه حجاب))(
رواه البخاري في صحيحه
نسأل الـلَّـه لنا ولكم السلامة والمغفرة والفلاح والنجاح والسعادة في الدنيا والفوز برضى الرحمن في الآخرة
إنّ
البغي والظلم ذنبٌ عظيم وإثم مرتعه وخيم ،وهو سبب كل شر وفساد وكل بلاء
وعقاب فهو منبع الرذائل والموبقات ومصدر الشرور و السيئات وعنه تصدر سلاسل
العيوب والآفات متى فشا في أمة آذن الـلَّـه بأفولها ومتى شاع في بلدة فقد
انعقدت أسباب زوالها وتحول لباسها، فبه تفسد الديار وتخرب الأوطان وتدمر
الأمصار به ينزل غضب الواحد الجبار القهار قال الـلَّـه سبحانه وتعالى:
﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾وقال : ﴿وَكَذَلِكَ
أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾) وقال تعالى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ
ظَالِمَةً﴾ وقال تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ
ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾أيها المؤمنون إن الـلَّـه تعالى نفى عن نفسه الظلم فقال
عز وجل: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد﴾ وقال: ﴿وَلا يَظْلِمُ
رَبُّكَ أَحَداً﴾وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة﴾
﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ﴾)وقد حرمه تعالى على نفسه ففي
الحديث الإلهي عن أبي ذر رضي الـلَّـه عنه قال: قال
رسول الـلَّـه r
فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ((ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))رواه مسلم فأعلم الـلَّـه تعالى عباده في
هذا الحديث العظيم أنه حرم الظلم على نفسه قبل أن يجعله محرماً بين عباده.
وقد أعلن النبي r حرمة الظلم في أعظم مجمع وموقف فقال في خطبته يوم عرفة:
((ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا))( وفي الصحيحين أن النبي r قال: ((اتقوا الظلم فإن الظلم
ظلمات يوم القيامة))( وقال r فيما يرويه مسلم وغيره: ((المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره)). وقد تهدد الـلَّـه أرباب الظلم وأهله فقال
جل ذكره: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ
الظَّالِمُونَ﴾) فالـلَّـه تعالى للظالمين بالمرصاد ففي الصحيحين عن أبي
موسى الأشعري رضي الـلَّـه عنه قال: قال رسول r: ((إن الـلَّـه ليملي
للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ r: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا
أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾)) وقد
لعن الـلَّـه الظالمين فقال: ﴿ألا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾
وأخبر سبحانه أنه يبغضهم فقال: ﴿وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾
والظلم أنواع أشده خطورة وعقوبةً ومقتاً عند الـلَّـه تبارك وتعالى (الشرك
بالـلَّـه)
قال الـلَّـه تعالى حاكياً عن لقمان وصيته لابنه: ﴿يابني لا
تُشْرِكْ باللَّهِ إِنَّ الشرك لظُلْم عظيم﴾ فهذا الظلم لا يغفره الـلَّـه
إلا بالتوبة منه قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾
وأما ثاني مراتب
الظلم فذاك الظلم الذي لا يتركه الـلَّـه تعالى وهو ظلم العبد غيره من
الخلق فهذا لابد فيه من أخذ الحق للمظلوم من الظالم كما قال الـلَّـه
سبحانه في الحديث الإلهي: ((وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين))
وقد أجاد من قال:
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدر اً**** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينـاك والمظلوم منـتبه **** يدعو عليك وعين الـلَّـه لم تنم
وقال غيرُه فأجاد:
أما والـلَّـه إن الظلم شؤ م*** وما زال المسيء هو المظلوم
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غداً عند المليك من الملوم
فياعباد الـلَّـه تداركوا الأمر قبل فوات الأوان فما هي والـلَّـه إلا ساعة ثم تبعثر القبور ويحصّل ما في
الصدور
وعند الـلَّـه تجتمع الخصوم. فيقتص للمظلوم من الظالم فتحللوا أيها
الإخوان من المظالم قبل ألا يكون درهم ولا دينار فعن أبي هريرة رضي
الـلَّـه عنه قال: قال رسول الـلَّـه r: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه
أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل
صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل
عليه))(. وأخيراً أخي الحبيب إحذر أشدّ الحذرمن دعوة المظلوم لأنها دعوة
غالية على الـلَّـه ومستجابة عن ابن عباس t أن النبي r بعث معاذاً إلى
اليمن فقال: (( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الـلَّـه حجاب))(
رواه البخاري في صحيحه
نسأل الـلَّـه لنا ولكم السلامة والمغفرة والفلاح والنجاح والسعادة في الدنيا والفوز برضى الرحمن في الآخرة