الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
أما بعد
سئل ابن عمر (رضى الله عنه) هل كان أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) يضحكون ؟
قال : نعم والإيـمــان فى قلوبهم أعظم من الجبال .
وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال : قالوا : يا رسول الله ! انك تداعبنا ؟ _ أى تمازحنا _
قال :( انى لا أقول الا حقا )
وعن بكر بن عبد الله قال :كان أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) يتبادحون (أى : يترامون)
بالبطيخ فاذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال .
وعن أنس بن مالك ( رضى الله عنه ) أن رجلا أستحمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال :
(انى حاملك على ولد الناقة) فقال : يا رسول الله ! ما أصنع بولد الناقة ؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (وهل تلد الابل الا النوق)
وعن ثابت بن عبيد الله قال : ما رأيت أحدا أجلّ اذا جلس مع القوم ؛ ولا أفكه فى بيته ؛ من زيد بن ثابت (رضى الله عنه)
وأفكه من الفاكهة أى الممازحة والانبساط .
وقال فى عون المعبود : وفى هذه الاحاديث اباحة المزاح والدعابة ؛ وكان (صلى الله عليه وسلم)
يداعب أصحابه ولا يقول الا حقا ؛
وأخرج الترمذى من حديث ابن عباس رفعه ( لا تمار أخاك ؛ ولا تمازحه )
والجمع بينهما أن المنهى عنه ما فيه افراط ومداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله
والتفكر فى مهمات الدين ؛ ويؤدى الى قسوة القلب والايذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار
والذى يسلم من ذلك هو المباح ؛ فان وافق مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب
وقال الغزالى رحمه الله : من الغلط أن يتخذ المزاح حرفة ويتمسك بانه (صلى الله عليه وسلم)
قد مزح ؛ فهو يدور مع الريح حيث دار ؛ وينظر الى رقص الحبشة ويتمسك بانه (صلى الله عليه وسلم)
أذن لعائشة أن تنظر اليهم .
قلت : ومثل هذا التوجيه هو الذى يتفق مع ما أخرجه ابن أبى الدنيا بسنده عن عبد العزيز بن أبى رواد "
قال : قال عمر بن عبد العزيز( رحمه الله )
اتقوا الله وإيّاى والمزاحة ؛ فنها تورث الضغينة ؛ وتجرّ القبيحة ؛ تحدثوا
بالقرأن وتجالسوا به ؛ فان ثقل عليكم ؛ فحديث حسن من حديث الرجال .
وكذا ما أخرجه ابن عساكر (رحمه الله) عن سعيد بن العاص (رضى الله عنه) ؛ أنه قال لابنه :
لا تمازح الشريف فيحقد عليك ؛ ولا الدنييء فتهون عليه .
وصلى اللهم على محمد واله وصحبه وسلم
المصدر : كتاب أدب السلف فى التعامل مع الناس
تأليف : أبى عبد الرحمن رضا بن عبد الحميد
تقديم : د / ياسر حسين برهامى
أما بعد
سئل ابن عمر (رضى الله عنه) هل كان أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) يضحكون ؟
قال : نعم والإيـمــان فى قلوبهم أعظم من الجبال .
وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال : قالوا : يا رسول الله ! انك تداعبنا ؟ _ أى تمازحنا _
قال :( انى لا أقول الا حقا )
وعن بكر بن عبد الله قال :كان أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) يتبادحون (أى : يترامون)
بالبطيخ فاذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال .
وعن أنس بن مالك ( رضى الله عنه ) أن رجلا أستحمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال :
(انى حاملك على ولد الناقة) فقال : يا رسول الله ! ما أصنع بولد الناقة ؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (وهل تلد الابل الا النوق)
وعن ثابت بن عبيد الله قال : ما رأيت أحدا أجلّ اذا جلس مع القوم ؛ ولا أفكه فى بيته ؛ من زيد بن ثابت (رضى الله عنه)
وأفكه من الفاكهة أى الممازحة والانبساط .
وقال فى عون المعبود : وفى هذه الاحاديث اباحة المزاح والدعابة ؛ وكان (صلى الله عليه وسلم)
يداعب أصحابه ولا يقول الا حقا ؛
وأخرج الترمذى من حديث ابن عباس رفعه ( لا تمار أخاك ؛ ولا تمازحه )
والجمع بينهما أن المنهى عنه ما فيه افراط ومداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله
والتفكر فى مهمات الدين ؛ ويؤدى الى قسوة القلب والايذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار
والذى يسلم من ذلك هو المباح ؛ فان وافق مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب
وقال الغزالى رحمه الله : من الغلط أن يتخذ المزاح حرفة ويتمسك بانه (صلى الله عليه وسلم)
قد مزح ؛ فهو يدور مع الريح حيث دار ؛ وينظر الى رقص الحبشة ويتمسك بانه (صلى الله عليه وسلم)
أذن لعائشة أن تنظر اليهم .
قلت : ومثل هذا التوجيه هو الذى يتفق مع ما أخرجه ابن أبى الدنيا بسنده عن عبد العزيز بن أبى رواد "
قال : قال عمر بن عبد العزيز( رحمه الله )
اتقوا الله وإيّاى والمزاحة ؛ فنها تورث الضغينة ؛ وتجرّ القبيحة ؛ تحدثوا
بالقرأن وتجالسوا به ؛ فان ثقل عليكم ؛ فحديث حسن من حديث الرجال .
وكذا ما أخرجه ابن عساكر (رحمه الله) عن سعيد بن العاص (رضى الله عنه) ؛ أنه قال لابنه :
لا تمازح الشريف فيحقد عليك ؛ ولا الدنييء فتهون عليه .
وصلى اللهم على محمد واله وصحبه وسلم
المصدر : كتاب أدب السلف فى التعامل مع الناس
تأليف : أبى عبد الرحمن رضا بن عبد الحميد
تقديم : د / ياسر حسين برهامى