مَـــعْـــــمَـــــــرٌ

هُـــــوَ: مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو عُرْوَةَ الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ اليَمَنِ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، العَالِمُ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وتِسْعِيْنَ (96 هــ).

- شَهِدَ جَنَازَةَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وطَلَبَ العِلْمَ وهُوَ حَدَثٌ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، مَعَ الصِّدْقِ، والتَّحَرِّي، والوَرَعِ، والجَلاَلَةِ، وحُسْنِ التَّصْنِيْفِ.

- وجُمِعَ لَهُ مِنَ الإِسْنَادِ مَا لَمْ يُجْمَعْ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ؛ فَقَد حَدَّثَ عَن: أَيُّوْبَ وقَتَادَةَ بِالبَصْرَةِ، وأَبِي إِسْحَاقَ والأَعْمَشَ بِالكُوْفَةِ، والزُّهْرِيِّ وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ بِالحِجَازِ، ويَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ.

- ومَعَ كَوْنِ مَعْمَرٍ ثِقَةً، ثَبْتاً، فَلَهُ أَوهَامٌ مَعْرُوفةٌ -احْتُمِلَت لَهُ فِي سَعَةِ مَا أَتْقَنَ-؛ لاَ سِيَّمَا لَمَّا قَدِمَ البَصْرَةَ لِزِيَارَةِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُه، فَحَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، فَوَقَعَ لِلْبَصْرِيِّيْنَ عَنْهُ أَغَالِيْطُ. وحَدِيْثُ هِشَامٍ وعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ أَصَحُّ؛ لأَنَّهُمَا أَخَذَا عَنْهُ مِنْ كُتُبِهِ.

حَـــدَّثَ عَــنْ: قَتَادَةَ، والزُّهْرِيِّ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وهَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ، وعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وسِمَاكِ بنِ الفَضْلِ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ؛، وطَبَقَتِهِم.

وحَـــدَّثَ عَــنْـــهُ: أَيُّوْبُ، وأَبُو إِسْحَاقَ، وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وطَائِفَةٌ مِنْ شُيُوْخِهِ. وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، والسُّفْيَانَانِ، وابْنُ المُبَارَكِ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وغُنْدَرٌ، وابْنُ عُلَيَّةَ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وهِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، وأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، ورَبَاحُ بنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْكُم بِمَعْمَرٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي زَمَانِهِ أَعْلَمُ مِنْهُ.

-
وقَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيُّ: أَقَامَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا عِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَيْنَا لَهُ كِتَاباً. (يَعْنِي: كَانَ يُحَدِّثُهُم مِنْ حِفْظِهِ).

-
وقَالَ مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ.

-
وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاق: كَتَبْتُ عَنْ مَعْمَرٍ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيثٍ.

-
وقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: نَظَرْتُ فِي الأُصُوْلِ مِنَ الحَدِيْثِ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ سِتَّةٍ مِمَّنْ مَضَى: مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ: الزُّهْرِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ. وَمِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. وَمِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ. ثُمَّ نَظَرْتُ، فَإِذَا حَدِيْثُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ يَصِيْرُ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً: سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وشُعْبَةَ، والثَّوْرِيِّ، وابْنِ جُرَيْجٍ، وأَبِي عَوَانَةَ، ومَالِكٍ، وابْنِ عُيَيْنَةَ، وهُشَيْمٍ، ومَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، والأَوْزَاعِيِّ.

-
وقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَعْمَرٌ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ.

-
وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِن أَثْبَتِهِم فِي الزُّهْرِيِّ.

-
وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يُضَمُّ إِلَى مَعْمَرٍ أَحَدٌ إِلاَّ وَجْدَتَّهُ فَوْقَهُ.

-
وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.

-
وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَعْمَرٌ رَجُلاً لَهُ حِلْمٌ ومُرُوءَةٌ ونُبْلٌ فِي نَفْسِهِ.

-
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنَ الفُقَهَاءِ المُتْقِنِينَ والحُفَّاظِ المُتَوَرِّعِينَ.

-
وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ؛ لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا أَنْبَلَ رِجَالاً مِنْهُ.

-
وقَالَ الخَلِيلِيُّ: عَالِمٌ كَبِيرٌ.

-
وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ الثِّقَاتِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (154 هـــ)، وقَد عَاشَ ثَمَانِياً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (58)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.