الـــشَّـــعْـــبِـــــــــــــيُّ

هُــــــوَ: عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بْنِ عَبْدِ بْنِ ذِي كِبَارٍ الهَمْدَانِيُّ اليَمِنِيُّ الأَصْل، أَبُو عَمْرٍو الكُوفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، القَاضِيُّ، عَلاَّمَةُ العَصْرِ. أَدرَكَ خَمْسَ مِائَةٍ (500) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَى عَن خَمْسِينَ ومِائَة (150) مِنْهُم، ورَأَى عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَصَلَّى خَلْفَهُ.
وسَمِعَ مِنْ عِدَّةٍ مِنْ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وسَعِيْدِ بْنِ زَيْدٍ بنِ عَمْرٍو وزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة وأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو بنِ العَاصِ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ وجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ والمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ وكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ والنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ والبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى والمِقْدَامِ بن مَعْدِ يْكَرِبَ وعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، ومَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ (17 هــ). وكَانَ ضَئِيْلاً، نَحِيْفاً، وُلِدَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ تَوْءَماً، وكَانَ يُضْرَبُ بِحفِظِهِ المَثَلُ، لَم يُحَدِّثُه أَحَدٌ بِحَدِيثٍ إِلاَّ حَفِظَهُ مِن أَوَّلِ مَرَّة!! ووَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَةِ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن عَبْد العَزِيز.

وكَانَت فِيِهِ دُعَابَـة:

- فَفِي يَوْمٍ... لَقِيَهُ رَجُلٌ أَحوَلٌ، وَمَعَ الشَّعْبِيّ امْرَأَة تَمْشِي، فَقَالَ الرَّجُل: أَيُّكُمَا الشَّعْبِيُّ؟
فَقَالَ: هَذِهِ، وأَشَارَ إِلَى المَرأَة!!

- وفِي مَرَّةٍ... أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيْسَ؟
فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ!!

- قَالَ عَنْهُ مَكْحُوْلٍ الشَّامِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ: مَا جَالَسْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ أَبُو حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الشَّعْبِيُّ عالِمُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ.

رَوَى عَـنْـــهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ وحَمَّاد بْنُ أَبِي سُلَيْمَان ومَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وأَبُو حَنِيْفَةَ النُّعمَان وإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ ومَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغُدَانِيُّ وعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ ومُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ ومُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ ويُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاق وابْنُ أَبِي لَيْلَى وعِيْسَى بنُ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطُ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفُ وأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

مِـن كَـلاَمِـــهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ هَذَا العِلْمَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيْهِ خَصْلَتَانِ: العَقْلُ وَالنُّسْكُ، فَإِنْ كَانَ عَاقِلاً، وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكاً، قَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ النُّسَّاكُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ. وَإِنْ كَانَ نَاسِكاً، وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلاً، وقَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ العُقَلاَءُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ.

- وقَالَ: لاَ أَدْرِي: نِصْفُ العِلْمِ.

- وقَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْد نَبِيِّهَا، إِلاَّ ظَهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا.

- وقَالَ: حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّة.

- وقَالَ مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَا كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَة أَرْبَعٍ ومِائَةٍ (104 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.