الـــرِّيَـــــــــاشِـــــــــــــــيُّ

هُـــــوَ: عَبَّاسُ بْنُ الفَرَجِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرِّيَاشِيُّ، أَبُو الفَضْلِ البَصْرِيُّ. مِن كِبَارِ النُّحَاةِ وأَهْلِ اللُّغَةِ والأَدَبِ.

مَــوْلِــــدُهُ: وُلِدَ أَبُو الفَضْلِ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ (277 هـــ).

صِــفَــتُـــهُ: كَانَ رَجُلاً طُوَالاً، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، مُحَدِّثاً ثِقَةً فِيمَا يَروِيهِ، بَصِيراً بِالنَّحوِ والعَرَبِيَّةِ، عَارِفاً بِأَيَّامِ العَرَبِ.

- وكَانَ يَحفَظُ كُتُبَ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وكُتُبَ الأَصْمَعِيِّ كُلِّهَا؛ وقَد قَرَأَ "كِتَابَ سِيبَوَيْه" عَلَى أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ، فَكَانَ المَازِنِيُّ يَقُولُ: قَرَأَ عَلِيَّ الرِّيَاشِيُّ الكِتَابَ، وهُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي.

- وكَانَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ يُعَظِّمُ الرِّيَاشِيَّ تَعظِيماً كَثِيراً؛ وأَبُو حَاتِمٍ أَسَنُّ مِنْهُ.

- وقَد لَقِيَهُ أَبُو العَبَّاسِ ثَعلَبُ، وكَانَ يُقَدِّمُهُ ويُفَضِّلُهُ.

أَشْــهَـــرُ مَـا صَــنَّـــفَ: كِتَاب (الخَيْل)، و (الإِبِل)، و (مَا اخَتْلَفَت أَسْمَاؤه مِن كَلاَم العَرَب).

أَخَــذَ الـحـــَدِيـــثَ مِـــن: أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَأَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَأَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، وَوَهْبِ بنِ جَرِيْرٍ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَمُسَدَّدٍ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ.

وأَخَــذَ عِــلْـــمَ اللُّــغَـــةِ مِـــن: الأَصْمَعِيِّ، وأَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بنِ المُثَنَّى، والمازنيّ؛، وطائفة غيرهم.

وأَخَــذَ مِــنْـــهُ عِــلْـــمَ الـحَــدِيـــثِ: أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَةَ، وإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمِيرَةَ، وإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وأَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

وأَخَـــذَ مِــنْـــهُ عِــلْـــمَ اللُّــغَـــةِ: أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ، وأَبُو بَكْرٍ بنُ دُرَيْدٍ، ومحمد بْن أَبِي الأزهر؛، والكَثِيرُ غَيْرُهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ السّيرَافيُّ: كَانَ حَافِظاً لِلُّغَةِ، والشِّعْرِ كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ عَنِ الأَصْمَعِيِّ.

- وقَالَ الخُشَنِيُّ: كَانَ المَازِنِىّ فِي الإِعرَابِ، وأَبُو حَاتِمٍ فِي الشِّعرِ والرِّوَايَةِ، وكَانَ الرِّيَاشِيّ فِي الجَمِيعِ؛ وكَانَ أَهْلَ البَصْرَةِ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْىءٍ قَالُواْ مَا قَالَ فِيهِ أَبُو الفَضْلِ الرِّيَاشِيّ، اِنْقِيَادًا لِفْضْلِهِ ورِوَايَتِهِ، وكَانَ مِن أَهْلِ الفَضْلِ، لاَ تُخْرِجُ البَصْرَةُ مِثْلَ الرِّيَاشِيّ.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً؛ وكَانَ مِنَ الأَدَبِ وعِلْمِ النَّحْوِ بِمحَلٍّ عَالٍ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَلاَّمَةٌ، حَافِظٌ، شَيْخُ الأَدَبِ، وكَانَ مِنْ بُحُورِ العِلْمِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ الرِّيَاشِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ بِالبَصْرَةِ (257 هـــ)، قَـتَـلَـتْـهُ الزَّنْجُ، إذ دَخَلُوا عَلَيه المَسْجَدَ بِأَسيَافِهِم وَالرِّيَاشِيُّ قَائِمٌ يصلي الضُّحَا فَضَرَبُوهُ بِالأَسيَافِ، وقَالُوا: هَاتِ المَالَ فَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَيُّ مَال؟! أَيُّ مَال?! حَتَّى مَاتَ؛ فَلَمَّا خرجَتِ الزَّنْجُ عَنِ البَصْرَةِ دخلنَاهَا فمررْنَا ببنِي مَازِن الطَّحَّانين، وَهنَاكَ كَانَ يَنْزِلُ الرِّيَاشِيُّ فَدَخَلْنَا مَسْجِدَهُ فَإِذَا بِهِ مُلقَىً، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ كَأَنَّمَا، وُجِّهَ إِلَيْهَا وَإِذَا بِشَمْلَةٍ تحركُهَا الرِّيْحُ، وَقَدْ تمزقَتْ وَإِذَا جَمِيْعَ خَلْقِهِ صَحِيْحٌ، لَمْ ينشَقَّ لَهُ بطنٌ وَلَمْ يتغيَّرْ لَهُ حَالٌ، إلَّا أَنَّ جلدَهُ قَدْ لَصِقَ بِعَظْمِهِ ويَبِسَ، وَذَلِكَ بَعْد م***ِهِ بِسنتينِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.