سِـــيْـــبَـــــــــــوَيــــْـــــــــــــه

هُـــــوَ: عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ قَنْبَرٍ أَبُو بِشْرٍ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ البَصْرِيُّ، إِمَامُ النَّحْوِ، حُجَّةُ العَرَبِ، هُوَ أَوَّلُ مَن بَسَط عِلْمَ النَّحوِ. طَلَبَ الفِقْهَ والحَدِيْثَ مُدَّةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَرَبِيَّةِ، فَبَرَعَ وَسَادَ أَهْلَ العَصْرِ، وأَلَّفَ فِيْهَا كِتَابَهُ الكَبِيْرَ، لاَ يُدْرَكُ شَأْوُهُ فِيْهِ، وكَانَ شَابّاً جَمِيْلاً، أَنِيقًا ذَكِيًّا، بَرَعَ فِي عُلُومٍ شَتَّى.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ فِي إِحْدَى قُرَى شِيرَاز سَنَة ثَمَان وثَلاَثِين ومَائَة (138 هـــ). وسُمِّيَ سِيْبَوَيْه؛ لأَنَّ خَدَّيْهِ كَانَا كَالتُّفَاحَتَيْنِ، رَائِعَ الجَمَال. وكَانَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَى الخَلِيلِ بْنِ أَحمَدَ، قَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِزَائِرٍ لَا يُمَلُّ. ومَا كَانَ الخَلِيلُ يَقُولُهَا لِأَحَدٍ إِلَّا لِسِيبَوَيْه.

أَخَذَ
سِيْبَوَيْه النَّحْوَ عَنْ: عِيْسَى بنِ عُمَرَ وَيُوْنُسَ بنِ حَبِيْب وَأَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ الكَبِيْرِ، وَالخَلِيْلِ بْنِ أَحمَد ولاَزَمَهُ وتَعَلَّقَ بِهِ حَتَّى عُرَفَ بِتِلْمِيذِهِ النَّجِيب.

مِـن أَشْهَـر تَصَـانِيفِـــهِ: (الكِتَاب) و (مَجْمُوعَة الأَفْعَال والتَّصْرِيف).

- كَانَ المُبَرِّدُ إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَقَرَأ عَلَيْهِ "كِتَاب سِيْبَوَيْه" يَقُولُ لَهُ: هَلْ رَكِبْتَ البَحْرَ؟! تَعْظِيمًا لَهُ، واسْتِعظَاماً لِمَا فِيهِ.

- وذَكَرَ الجَاحِظُ "كِتَابَ سِيْبَوَيْه" فَقَالَ عَنْهُ: لَمْ يَكْتُب النَّاسُ فِي النَّحْوِ كِتَابًا مِثْلَهُ، وجَمِيعُ كُتُبِ النَّاسِ عَلَيْهِ عِيَالٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سِيْبَوَيْه سَنَةَ ثَمَانِيْنَ ومِائَة (180 هـــ)، وقَد عَاشَ اثْنَتَيْن وأَربَعِين سَنَة (42)، رَحِمَهُ اللهُ.