الــخُـــطَــــبــِــــيُّ


هُـــــوَ
: إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ يَحيَى البَغدَادِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الخُطَبِيُّ. المُؤَرِّخُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّث الأَدِيْبُ، الخَطِيْبُ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ وسِتِّيْنَ ومِائَتَيْنِ (269 هــ).

وعُرِفَ بِالخُطَبِيُّ، نِسْبَة إِلَى الخُطَبِ وإِنْشَائِهَا، لِفَصَاحَتِهِ.

وكَانَ ذَا مَكَانَةٍ عِنْدَ الرَّاضِي بِاللَّهِ، الخَلِيفَة العَبَّاسِيِّ.

وَجَّه إِليْهِ الرَّاضي بِاللهِ لَيْلَةَ عِيدِ الفِطرِ، فحُمِلَ إِلَيْهِ رَاكباً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِس، فَقَالَ لَه: يَا إِسْمَاعِيْل! إِنِّي قَد عَزَمتُ فِي غَدٍ عَلَى الصَّلاَةِ بِالنَّاسِ، فَمَا الَّذِي أَقُول إِذَا انتهيتُ إِلَى الدُّعَاء لِنَفْسِي...؟!

فَأَطرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ قُلْ: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}. (سورة: النمل، آية رقم: 19)

فَقَالَ لَه: حَسْبُكَ.
فَقَامَ الخُطَبِيُّ وتَبِعَهُ خَادِمٌ، فَأَعطَاهُ أَربَعَ مِائَةِ دِيْنَار.

أَشْــهَـــرُ مَــا صَــنَّـــف: (التَّارِيخ الكَبِيْر)، رَتَّبَهُ عَلَى السِّنِين.

قَــالُـــوا عَــنْـــهُ:

- قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ؛ مَا أَعرِف مِنْهُ إِلاَّ خَيْراً، كَانَ يَتَحَرَّى الصِّدق.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ فَاضِلاً فَهْماً، عَارِفاً بِأَيَّامِ النَّاسِ وأَخْبَارِهِم وخلفَائِهِم.

- وقَالَ ابْنُ الفُرَات: كَانَ رَكِيناً، عَاقِلاً، مُقَدَّماً، مِنْ أَهْلِ الثِّقَة والأَدَب وَأَيَّام النَّاس، قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَه.

وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ خَمْسِيْنَ وثَلاَثِ مِائَةٍ (350 هــ)، ولَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً.