[size=32]"سُكَر مُر" للغاية[/size]
ذهبت إلى السينما منذ فترة قريبة لأشاهد فيلم "سُكر مُر"، لم أعتد مشاهدة أفلام العيد من فترة، ولكني تحمست هذه المرة، وقد كان ذلك لسببين; أن مخرجه هو هاني خليفة هو نفس مخرج "سهر الليالي" وقد عاد بعد طول غياب، أما السبب الثاني فلأن عددا من الأصدقاء أثنوا على الفيلم.
بعد أن خرجت من صالة العرض، بدأت أشعر بالمرارة، لا بمرارة السكر، ولكن بمرارة السيناريو، السيناريو في رأيي قد يكون أكثر ما يعيب هذا الفيلم، ففي حين أنه يقدم شخصيات عديدة في الفيلم، إلا أنه لا يخبرنا بالكثير عن هذه الشخصيات، ثم ينتقل بهم نقلات درامية حادة دون أسباب درامية مقنعة.
يعود هاني خليفة بفيلم تتشابه حكايته مع حكاية "سهر الليالي"، حكاية العلاقات مجددًا، ولكن العلاقات هذه المرة مختلفة، علاقات مشوشة، مضطربة، وحائرة.
أجاد هاني إلى حد كبير في اختيار ممثليه، خصوصًا اختيار أمينة خليل لدور "نازلي"، واختيار أيتن عامر في دور يكسر نمطية الأدوار التي اعتادت أيتن أدائها، كما جاء اختيار أحمد الفيشاوي وأغلبية الممثلين الآخرين موفقًا.
إجادة هاني لم تتوقف عند اختيار الممثلين، فالفيلم يحتوي على صورة سينمائية لطيفة، تظهر فيها الشخصيات وخلفها تشويش، مما ساعد على خلق عالم هذه الشخصيات المتفرد.
عودة إلى سيناريو الفيلم، فطريقة السرد مُربكة للغاية، ينقلنا السيناريست والمخرج من وقت لآخر بشكل مُربك للغاية ولكن يبدو أن هذا قد يخدم سياق الفيلم في خلق حالة الإرباك التي تتملك أبطال الفيلم. وفي سياق آخر يحاول الفيلم أن يربط ما بين الحالة السياسية المضطربة وعلاقات الأبطال المضطربة أيضًا، وهو ربط ملتبس جدًا، لا أرى له علاقة بأي شيء سوى التفلسف الزائد.
في النهاية، أعتقد أن هاني يحاول خلق توليفة غابت عن السوق السينمائي لفترة، ألا وهي نوعية الأفلام الاجتماعية التي تستهدف بالأساس جماهير الطبقة المتوسطة، حيث أن أغلبية تفاصيل وشخصيات الفيلم قد تتماس كثيرا مع حياة أفراد تلك الطبقة، الأمر الذي يؤكده المخرج بنفسه في أحد اللقاءات الصحفية بقوله "أنا أعتمد في تسويق فيلمي على تناقل الكلام بين الناس".