إحسان غير !
إننا كلنا ندرك نوع الإحسان الذي يعني تقديم المساعدة العينية للآخرين وكف حاجتهم عن السؤال ومتابعتهم بالصدقات إلى حين تحسن أحوالهم واكتفائهم بأنفسهم على تدبير احتياجاتهم الضرورية .
لكننا دائما ما نغفل عن جوانب كثيرة من الإحسان وذلك ناتج عن اختزالنا لهذا المعنى العظيم في تقديم الصدقات .. ولسنا هنا لنقلل من هذا النوع من الإحسان وإنما نبغي أن نضيء شمعة في زوايا أخرى أهملت مما ينبغي فيها الإحسان .
بإمكاني مثلاً أن أحسن إلى نفسي وذلك عبر جلسة محاسبة مع الذات وتأمل في إدارتها لوقتها وقدراتها واحتياجاتها وتخطيطها لمستقبلها وما نوع ذلك المستقبل المراد تحقيقه ومن ثم توثيق كل ذلك ورقياً أو عبر البرامج الإلكترونية ومن ثم إعادة ضبط النفس وإعادة توجيه استغلالها لوقتها وتصريفها لأموالها وتطويرها لمهاراتها .. كأن ألزم نفسي ببرنامج قرائي يومي لمدة نصف ساعة في مجال تخصصي .. ونصف أخرى في قراءة ثقافية عامة مرتبة بنحو مرحلي حيث كل شهر أنهي كتابين في مجال ما يعطيني تصور عنه وقدرة على فهمه لئلا أقع في مواقف فكرية أو سلوكية تجعلني أصنف ضمن قائمة المغفلين أو الجاهلين أو حتى المعتدين ..
كما أن هناك نوع من أنواع الإحسان وهو معاونة الآخرين على إنجاز أعمالهم وإرشادهم في ذلك فقد تكون متواجداً في بيئات عمل يتردد عليها عامة الناس ومتواضعي التعليم فأولئك جميعاً بحاجة إلى إرشادك بما يلزمهم من أوراق لإنهاء مراجعتهم دون عمليات الذهاب والعودة المتكررة التي تتعبهم نفسياً وتنفقهم مالياً .. كما أنك باستطاعتك أن تقدم معرفتك عبر محاورات تفتحها مع المرتادين في ظروفها المناسبة لتزودهم بمعارف عقلية ونفسية قد يحتاجونها وتصنع لهم فارق في حياتهم كلها ..
حيث حدث معي مرة أن قدم إلي أحدهم يرغب بكتابة سيرته الذاتية وحينما شرعت في مساعدته على ذلك وأنا أستخرج منه بياناته أوضح لي أن مؤهله ثانوي وللتو تخرج منها ويرغب بالعمل .. فسألته لما لا تواصل تعليمك الجامعي وفي ذات الوقت تعمل في أوقات المساء خصوصاً مع ما تقدمه الحكومة من أنظمة تخدم الشباب للموازنة ما بين تعليمهم وعملهم ليحققوا اكتفائهم الذاتي واعتمادهم على أنفسهم بالإضافة إلى قيامهم بمسئولياتهم الأسرية نحو أهاليهم وحدثته عن المستقبل وأثر القراءة على النفس والعقل وطرق التفكير المنطقية والتخطيط والعلاقات .. شكرني كثيراً وقتها وغادر من عندي وحديثي معه ظل يشتعل في رأسه إلى أن نضج بالتفكر فيه .. فعادني بعد سنة ونصف وأخبرني أنه ألتحق بالجامعة وأنهى سنته الأولى بالإضافة إلى حصوله على عمل براتب مجزي يقوم به على شؤونه وكان سعيداً جداً وهو يحدثني عن نجاحه وامتنانه لكلماتي .. وقد لحظت عليه تطوراً كبيراً في تفكيره ومستوى وعيه .. وشعرت بمدى أثر الكلمة على النفس وأنها من أجود أنواع الإحسان .. وأن هذه الثمرة ستعم متى استعملتها مع غيره .. وأن أولئك الشاردين الذين وجدوا من وقف معهم وقدم إليهم المساعدة حينما فقدوا بوصلة الحياة يعملون على تقديم المساعدة إلى غيرهم حينما يقفوا على أقدامهم ويتحسسوا طريقهم على بصيرة .. لذا أحسن فللإحسان أنواع كثيرة ..
أحسن عن طريق رفع الأذى عن الطرقات ومن خلال الكلمة الطيبة .. والعمل الطيب .. من خلال الابتسامة .. وإعانة الناس في قضاء حوائجها .. من خلال خدمة أهلك وأصدقائك ومجتمعك .. أحسن إلى نفسك بتطويرها وتحسينها ..
أجعل حياتك كلها إحسان في إحسان .. ترنو وتجد النفس الراضية والنجاحات الحقيقية .. ولتضع نصب عينيك قوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ولتعلم أن الله يتقبل من المتقين .. فكن محسناً مع نفسك ومع الآخرين تلقى إحساناً من رب العالمين .
إننا كلنا ندرك نوع الإحسان الذي يعني تقديم المساعدة العينية للآخرين وكف حاجتهم عن السؤال ومتابعتهم بالصدقات إلى حين تحسن أحوالهم واكتفائهم بأنفسهم على تدبير احتياجاتهم الضرورية .
لكننا دائما ما نغفل عن جوانب كثيرة من الإحسان وذلك ناتج عن اختزالنا لهذا المعنى العظيم في تقديم الصدقات .. ولسنا هنا لنقلل من هذا النوع من الإحسان وإنما نبغي أن نضيء شمعة في زوايا أخرى أهملت مما ينبغي فيها الإحسان .
بإمكاني مثلاً أن أحسن إلى نفسي وذلك عبر جلسة محاسبة مع الذات وتأمل في إدارتها لوقتها وقدراتها واحتياجاتها وتخطيطها لمستقبلها وما نوع ذلك المستقبل المراد تحقيقه ومن ثم توثيق كل ذلك ورقياً أو عبر البرامج الإلكترونية ومن ثم إعادة ضبط النفس وإعادة توجيه استغلالها لوقتها وتصريفها لأموالها وتطويرها لمهاراتها .. كأن ألزم نفسي ببرنامج قرائي يومي لمدة نصف ساعة في مجال تخصصي .. ونصف أخرى في قراءة ثقافية عامة مرتبة بنحو مرحلي حيث كل شهر أنهي كتابين في مجال ما يعطيني تصور عنه وقدرة على فهمه لئلا أقع في مواقف فكرية أو سلوكية تجعلني أصنف ضمن قائمة المغفلين أو الجاهلين أو حتى المعتدين ..
كما أن هناك نوع من أنواع الإحسان وهو معاونة الآخرين على إنجاز أعمالهم وإرشادهم في ذلك فقد تكون متواجداً في بيئات عمل يتردد عليها عامة الناس ومتواضعي التعليم فأولئك جميعاً بحاجة إلى إرشادك بما يلزمهم من أوراق لإنهاء مراجعتهم دون عمليات الذهاب والعودة المتكررة التي تتعبهم نفسياً وتنفقهم مالياً .. كما أنك باستطاعتك أن تقدم معرفتك عبر محاورات تفتحها مع المرتادين في ظروفها المناسبة لتزودهم بمعارف عقلية ونفسية قد يحتاجونها وتصنع لهم فارق في حياتهم كلها ..
حيث حدث معي مرة أن قدم إلي أحدهم يرغب بكتابة سيرته الذاتية وحينما شرعت في مساعدته على ذلك وأنا أستخرج منه بياناته أوضح لي أن مؤهله ثانوي وللتو تخرج منها ويرغب بالعمل .. فسألته لما لا تواصل تعليمك الجامعي وفي ذات الوقت تعمل في أوقات المساء خصوصاً مع ما تقدمه الحكومة من أنظمة تخدم الشباب للموازنة ما بين تعليمهم وعملهم ليحققوا اكتفائهم الذاتي واعتمادهم على أنفسهم بالإضافة إلى قيامهم بمسئولياتهم الأسرية نحو أهاليهم وحدثته عن المستقبل وأثر القراءة على النفس والعقل وطرق التفكير المنطقية والتخطيط والعلاقات .. شكرني كثيراً وقتها وغادر من عندي وحديثي معه ظل يشتعل في رأسه إلى أن نضج بالتفكر فيه .. فعادني بعد سنة ونصف وأخبرني أنه ألتحق بالجامعة وأنهى سنته الأولى بالإضافة إلى حصوله على عمل براتب مجزي يقوم به على شؤونه وكان سعيداً جداً وهو يحدثني عن نجاحه وامتنانه لكلماتي .. وقد لحظت عليه تطوراً كبيراً في تفكيره ومستوى وعيه .. وشعرت بمدى أثر الكلمة على النفس وأنها من أجود أنواع الإحسان .. وأن هذه الثمرة ستعم متى استعملتها مع غيره .. وأن أولئك الشاردين الذين وجدوا من وقف معهم وقدم إليهم المساعدة حينما فقدوا بوصلة الحياة يعملون على تقديم المساعدة إلى غيرهم حينما يقفوا على أقدامهم ويتحسسوا طريقهم على بصيرة .. لذا أحسن فللإحسان أنواع كثيرة ..
أحسن عن طريق رفع الأذى عن الطرقات ومن خلال الكلمة الطيبة .. والعمل الطيب .. من خلال الابتسامة .. وإعانة الناس في قضاء حوائجها .. من خلال خدمة أهلك وأصدقائك ومجتمعك .. أحسن إلى نفسك بتطويرها وتحسينها ..
أجعل حياتك كلها إحسان في إحسان .. ترنو وتجد النفس الراضية والنجاحات الحقيقية .. ولتضع نصب عينيك قوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ولتعلم أن الله يتقبل من المتقين .. فكن محسناً مع نفسك ومع الآخرين تلقى إحساناً من رب العالمين .