صداع قوى ضرب راسي بلا رحمة عندما فتحت عيناي
مئات المطارق التى راحت تدق على جمجمتى بلا هواده
لا يمكنني ان ارى شيء
ظلام ...
ظلام دامس لا يبدده اى بصيص من النور...
اشعر اننى اسبح فى بحر من العدم بلا اى حواجز
اين انا ...
تحسست بيدي المكان ...كنت ملقى على الارض لذا لن احاول النهوض حتى اتبين ما حولى
ازحف بحذر ...
الارض كانت عاريه خاليه من اى غطاء
صلبه ...
بارده ...
القشعريره تسرى فى جسدى
اسمع انفاس اشخاص حولي...
انفاس تبدو منتظمه قليلا ...
هناك ايضا ما يشبه انين ياتى من مكان قريب منى
انا لست بمفردي...
تحسست بيدي فارتطمت بما يشبه وجه...
وجه انسان
يا الهى من هنا
قفزت الى الخلف وانا اصيح
- من هنا
صوت ضحكه مخيفه تصل الى..احسست بالخوف...عدت اصيح
- من انت.. اجب
الصمت هو ما اجابنى
الانين يزداد
المكان اشعر انه يزداد ظلمه وبروده...ما الذى اتى بي الى هنا
اخر ما اتذكره هو ركوبي سيارتي متجها الى عملي
مهلا ...هناك ما يبدو انها نافذه بالقرب من السقف
استطيع ان اراها الان...نور بسيط بدا يتسلسل منها فاظهرها لى
لحظات وبدات استطيع ان ارى من حولي..ما زلت اشعر بالخوف
مجرد رويتي لما اصبحت فيه لم يعطينى الاطمئنان الذى كنت اتمناه بل على العكس زادني رعبا
اقف فى وسط غرفه صغيره بلا اثاث و بلا ابواب
نعم بلا ابواب
كيف ذلك غرفه بلا ابواب
هناك فقط تلك النافذة الصغيرة العاليه...الوصول اليها صعب كما ان حجمها يجعل الدخول او الخروج منها مستحيل
اذن كيف دخلت الى هنا
ايضا من هولاء الذين معى
هناك ما يبدو شخصان اخران معى
الاول رجل كبير السن يجلس القرفصاء فى اقصى الحجرة والهدوء يبدو عليه
يبدو انه الشخص الذى تحسست ملامحه
الثانى شاب ملقى على الارض فاقد الوعي واحيانا يصدر منه انين مكتوم
بدات استوعب الموقف قليلا...لابد ان افكر فى كيفيه الخروج من هنا
اقتربت من العجوز وانا اتامل ملامحه الهادئة
- اين نحن يا سيدي
ارتسمت على شفاهه تعبير غريب اقرب الى الابتسامه
لم يرد عدت اساله
- من اين انت ...
هل تعرفني ...
كيف نخرج من هنا ...
هل تعرف من اتى بي ...
لماذا لا ترد ...
اجب بالله عليك ...
امسكته من كتفه محاولا ارهابه لاجباره على الكلام
- هل ستتكلم ام ...
قطعت كلامي عندما سمعت صوت الشاب من خلفي وهو يتحرك...يبدو انه استعاد وعيه
التفت اليه ربما اجد لديه الاجابة
- اين انا
كانت تلك اول كلمه خرجت من فمه مع مزيج من ملامح الخوف والتعجب...
لا اعتقد انه يعرف شيء عاد يقول
- ما الذى اتى بي الى هنا
اجبته
= صدقني انا مثلك ولا اعلم اي شي هل تتذكر شي
رد قائلا
- كل ما اتذكره هو انني كنت اركب دراجتي واسير فى الشارع ثم بعد ذلك فوجئت بنفسي هنا
صمت للحظات ثم اشار الى اعلى مستطردا و كانه وجد المخرج
- هذه النافذه
نعم النافذة انها الحل الوحيد للخروج من هنا لكنها صغيره
عاد يكمل
- احملني على كتفك لعلى ارى احد نطلب منه المساعدة
نظر الينا العجوز وضحك لكننا لم نعبا به
لن نقف ساكنين فى انتظار المجهول
حملت الفتى على كتفى فاصبح وجهه فى محاذة النافذة راح يصرخ بكل قوته و بصوت عالى ممزوج بالخوف
-النجدة ...النجدة
قلت له وكتفاي تائنان من الالم بسبب وزنه
- ماذا ترى
لم يجب على و كانه لم يسمعنى
عاد الصداع يضرب راسي من جديد ومعه ومضت دقائق اخرى من ذاكرتي المفقوده
تذكرت نفسي وانا اقود السيارة متجها الى العمل
كنت اتحدث فى الهاتف غير منتبه للطريق وفجاه اعترضت طريقي عليهادراجه مسرعه...
دراجه عليها شاب...
نعم اتذكر الان..
شاب مثل الذى احمله على كتفه..
لا انه ليس مثله..
انه هو..
هو..
قفزت تلك الصورة الى ذهني كالقنبلة مع صوت الفتى وهو يقول بتوتر
- لا ارى سوى شواهد قبور
اصبح كل شيء واضح الان..
لم اعد خائف..
ادركت الحقيقة..
نحن داخل مقبره..
نحن ...
اموات
.
تمت

	"العالم المظلم"صداع قوى ضرب راسي بلا رحمة !!! %D8%B6%D8%B9%20%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D9%81%D9%88%D9%82%20%D9%83%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82الموضوع الأصلي : "العالم المظلم"صداع قوى ضرب راسي بلا رحمة !!! المصدر : شبكة دزاير سات الكاتب:Dzair-Sat