لازل حديثنا حول نقد منهج الإخوان المسلمين متصلا رغم أن بعض إخواننا من الطيبين هالهم هذا الأمر وهم معذورون في نظرنا لما جبلوا عليه من روح التقليد التي تفشت في أوساط الأمة لاسيما في القرون الأخيرة ولا غرو في ذلك فلقد كنا نرى الكثير من الدعاة البارزين وهم يمجدون أئمتهم ويتعصبون لمذاهبهم كأنها الحق المطلق الذي لا يخامره ريب ولا يراوده شك فإذا كان هذا شأن الخاصة من الدعاة والمفكرين فما هو حال العامة من الجهلة والمتطفلين والواقع أن كل مذهب فقهي أو منهج دعوي يجب أن يوزن بميزان الشرع حتى نعلم مقدار صوابه وخطئه ومهما بلغ أصحابه من العلم والتقوى فليس لهم أن ينأوا بأنفسهم عن هذا الميزان الشرعي الذي كتب عليه كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر (عليه أفضل صلاة و أزكى تسليم) و البصير الصادق-كما قال الإمام ابن القيم :يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على أحسن ما معها ولا يتحيز إلى طائفة وينأى عن الأخرى بالكلية : أن لا يكون معها شيء من الحق فهذه طريقة الصادقين ودعوى الجاهلية كامنة في النفوس ولاشك أن أمتنا بعد أن استبد بها التخلف والجهل وعبثت بها أيادي الإستعمار الغربي الخبيث فقدت ذلك المنهج الرباني العلمي بكل المقايس والذي لا يعترف بشيء إسمه التقليد أو التبعية أو التقديس للبشر أوالأفكار مالم يكن لها دليل صحيح من النقل أو العقل ولقد صار لسان حال الكثير من الدعاة اليوم (إنا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون) و(أنترك ما وجدنا عليه آبائنا) وليس لك أن تتجرأ اليوم على مناقشة الواحد منهم في موقف لحركته إزاء قضية ما أوتعقب على رأي تتبناه جماعته أو أي شيء آخر له صلة بمنهج حركته وإلا كان مصيرك التجهيل أو التبديع والتشنيع وسوف ترى في الأيام القادمة كيف ينظر إليك الآخرون في المسجد وكيف يعاملوك في الحي وغيره ولو لم يسبق لك أن صادفتهم أو عرفتهم ولكن هي القدرة الخارقة على تجنيد الناس التي تملكها الكثير من الجماعات الإسلامية لكنها للأسف تستعملها في الشر أكثر من الخير والدليل على ما نقول سهل ميسر فاذهب إلى أي شاب من رواد المساجد واسأله ما رأيك في العالم الفلاني ولسوف يصب جام غضبه عليك لكون ذلك العالم في نظره منحرف أو أشعري أو حزبي أو غير ذلك من الألقاب والتصنيفات التي وضعها هؤلاء الشباب للعلماء والدعاة خاصة ولو سألت الواحد منهم على حكم مسألة فقهية عرضت لك لولى مدبرا ولم يعقب هذا الذي ذكرناه ماهو إلا صور ونماذج من التخلف الفكري الذي نتخبط فيه اليوم والذي يحول بيننا وبين أي محاولة للنقد الجاد والمراجعة الشاملة التي تسمح لنا بالخروج من عنق الزجاجةوالتحليق عا ليا في سماء الفكر والنهضة والإبداع
الموضوع الأصلي : الإخوان المسلمون في الميزان المصدر : شبكة دزاير سات الكاتب:Dzair-Sat
الموضوع الأصلي : الإخوان المسلمون في الميزان المصدر : شبكة دزاير سات الكاتب:Dzair-Sat