أَوَلُ ما جَذَبَنِي مِنَ القَصائِدِ عُمومَاً, وَ قَصائِدُ الحَبِّ خُصوصَاً, قَصِيدَةُ "قارِئَةِ الفنجان" للمبدعِ نِزار, لا أُخفي أَنَّها انتَزَعَتني مِنْ مَكانِي, وَ أَطلَقَتنِي حُرَّاً فِي سَماءِ الخَيال, وَ جَعَلَتْ مِنِّي بَطَلَاً فيها, أَزورُ العَرَّافَةَ بَحثَاً عَنِ المُستَقبَل, وَ أُسَلِمُها كَفِّي, وَ أُسَلِمُ ذاتِي خاضِعَاً لِقُدرَتِها في تَحليلِ الطَلاسِمِ وَ تَنَبُئِ المُستَقبَل, لِـتَحكي لي حِكايَتِي الَتي سَـأَعيشُها, وَ تَروي لي مَأساتي, بَلْ وَ تُمارِسُ دَورَ النَّاصِحِ في بَعضِ الأَحيان. وَ مِنْ إِبداعِها أَنَّها تَجعَلُكَ تَرسُم المَشهَدَ بِـكُلِّ مُؤَثِراتِهِ حَولَك, فَـتَرى ظَلاماً يُحيطُ بِـالعَرَّافَةِ المُتَلَحِفَةِ بِـالسَّوادِ, وَ الَتي لا يَظهَرُ في وَجهِها تَجاعيدُ السِّنين, وَ الوَشمِ المَنقوشِ بِـدِقَّةٍ عَلى ذَقنِها, وَ تَشُمُّ رائِحَةَ البَخورِ المُنتَشِرِ في كُلِّ زاوِيَةٍ مِنْ غُرفَتِها.