أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ | ومددتَ من ضبعي إليكَ ومنكبي |
فلأعرضنَّ عنِ الخطوبِ وجورها | ولأَصْفَحَنَّ عَن الزَّمَانِ المُذْنِبِ |
ولألبسنكَ كلَّ بيتٍ معلمٍ | يُسْدَى ويُلْحَمُ بالثَّناءِ المُعْجبِ |
مِن بِزّة ِ المَدْحِ التي مَشْهُورُها | مُتَمَكنٌ في كُل قَلْب قُلَّبِ |
نوارُ أهلِ المشرقِ الغضِّ الذي | يَجْنُونَه رَيْحَانُ أَهْلِ المَغْرِبِ |
أبديتَ لي عنْ جلدة ِ الماءِ الذي | قدْ كنتُ أعهدهُ كثيرَ الطحلبِ |
ووَرَدْتَ بِي بُحْبُوحَة َ الَوادِي ولوْ | خليتني لوقفتُ عندَ المذنبِ |
وبرقت لي برقَ اليقينِ وطالما | أَمْسَيْتُ مُرْتَقِباً لبرْقِ الخُلَّبِ |
وجَعَلْتَ لي منْدُوحَة ً مِن بَعْدِ مَا | أكدى عليّّ تصرفي وتقلبي |
والحرُّ يسلبه جميلَ عزائهِ | ضيقُ المحلِّ فكيفَ ضيقُ المذهبِ؟ |
هيهاتَ يأبى أنْ يضلَّ بي السرى | في بلدة ٍ وسناكَ فيها كوكبي |
ولقد خشيتُ بأنْ تكونَ غنيمتي | حرَّ الزمانِ بها وبردَالمطلبِ |
أمّا وأنتَ وراءَ ظهري معقلٌ | فأنهضن بفقارِ صلبٍ صلّبِ |
وكذلك كانوا لا يخشونَ الوغا | إلاَّ إِذَا عَرَفُوا طَرِيقَ المَهْرَبِ |