دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ | كَمْ حَلَّ عقْدَة َ صَبْرِهِ الإِلْمَامُ |
نُحِرَتْ رِكَابُ القَوْمِ حتَّى يَغْبُرُوا | رَجْلَى ، لقَدْ عَنُقُوا عليَّ ولامُور |
عَشِقُوا، ولارُزِقُوا، أيُعذَلُ عاشِقٌ | رُزِقتْ هواهُ معالمٌ وخيامُ؟! |
وقفوا عليَّ اللومَ حتى خيَّلُوا | أنَّ الوُقُوفَ على الديَارِ حَرَامُ! |
ما مَرَّ يَوْمٌ واحِدٌ إلاَّ وفي | أحشَائِهِ لِمَحلَّتيْكِ غَمَامُ |
حتى تعمَّمَ صُلْعُ هاماتِ الرُّبا | مِنْ نَوْرِهِ وتَأزَّرُ الأهْضَامُ |
ولقدْ أراكِ، فهل أراكِ بغبطة ٍ | والعَيْشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلاَمُ؟! |
أعوَامَ وَصْلٍ كانَ يُنْسِي طُولَها | ذكْرُ النَّوَى ، فكأنَّهَا أيَّامُ |
ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْ | بِجَوى ً أَسى ً، فكأنَّها أعْوَامُ |
ثمَّ انقضتْ تلك السنونُ وأهلُها | فكأنَّها وكأنَّهُمْ أحلامُ |
أتصعصعت عبراتُ عينكَ أن دعتْ | ورقاءُ حين تصعصعَ الإظلامُ.؟! |
لاتَنشِجَنَّ لَها فإنَّ بكَاءَها | ضَحِكٌ، وإنَّ بُكَاءَكَ استِغْرَامُ |
هنَّ الحمامُ فإن كسرتَ عيافة ً | منْ حائهنَّ فإنَّهنَّ حمامُ |
اللَّهُ أكْبَرُ جَاءَ أكبرُ مَنْ جَرَتْ | فَتَحَيَّرَتْ في كُنْهِهِ الأوهَامُ |
من لا يحيطُ الواصفونَ بقدرهِ | حتى يقولوا قدره إلهامُ |
مَنْ شَرَّدَ الإعدَامَ عَنْ أوطانِه | بالبَذْلِ حتَّى استُطْرِفَ الإِعدَامُ |
وتَكَفَّلَ الأيتَامَ عَنْ آبَائِهِمْ | حتَّى وَدِدْنَا أَنَّنا أيْتَامُ |
مُسْتَسْلِمٌ للَّهِ، سَائِسُ أُمَّة ٍ | لِذَوِي تَجَهْضَمِها لَهُ استِسْلاَمُ |
يَتجَنَّبُ الآثَامَ ثُمَّ يَخَافُها | فكأنَّما حسناتُه آثامُ |
يأَيُّها المَلِكُ الهُمَامُ وعَدْلُه | ملكٌ عليه في القضاءِ همامُ |
ما زالَ حكمُ اللهِ يشرقُ وجهه | في الأرضِ مُذْ نِيطَتْ بكَ الأحكامُ |
أسرتْ لكَ الآفاقَ عزمَهُ همة ٍ | جُبِلَتْ على أنَّ المَسِيرَ مُقَامُ |
إلا تكنْ أرواحُها لكَ سُخِّرتْ | فالعَزْمُ طَوْعُ يَدَيْكَ والإِجذَامُ |
الشَّرْقُ غَرْبٌ حِين تَلْحَظ قَصْدَه | ومخالفُ اليمنِ القصيّ شآمُ |
بالشدقمياتِ العتاق كأنَّما | أشباحُهَا بَيْنَ الإِكامِ إكامُ |
والأعوجيات الجيادِ كأنَّها | تهوي وقد ونت الرياحُ سمامُ |
لما رأيتَ الدينَ يخفقُ قلبُه | والكفرُ فيهِ تغطرسٌ وعرامُ |
أوريتَ زندَ عزائمٍ تحت الدجى | أسرجنَ فكركَ والبلادُ ظلامُ |
فنهضتَ تسحبُ ذيل جيشٍ ساقهُ | حُسْنُ اليَقِين وقَادَهُ الإِقدَامُ |
مثعنجرٍ لجبٍ ترى سلافهُ | ولهم بمنخرقِ الفضاء زحامُ |
مَلأَ المَلا عُصَبَاً فكادَ بأنْ يُرَى | لاخَلْفَ فيهِ ولا لَهُ قُدَّامُ |
بِسَواهِمٍ لُحُقِ الأياطِل شُزَّبٍ | تَعلِيقُها الإسراجُ والإِلجَامُ |
ومقاتلين إذا انتموا لم يُخزهمْ | في نصرِكَ الأخوالُ والأعمامُ |
سفعَ الدؤوبُ وجوهَهُم فكأنَّهمْ | وأبوهُمُ سامٌ أبوهُمْ حامُ |
تخذوا الحديد من الحديد معاقلاً | سكأنها الأرواحُ والأجسامُ |
مسترسلين إلى الحتوفِ، كأنما | بينَ الْحُتُوفِ وبَيْنَهمْ أرحامُ |
آسّادُ مَوْت مُخْدِراتٌ مَالَها | إلا الصوارمَ والقنا آجامُ |
حتَّى نَقَضْتَ الرُّومَ مِنْكَ بوَقْعة | شَنعاءَ لَيْسَ لِنَقْضِها إبْرَامُ |
في معركٍ أما الحِمامُ فمفطرٌ | في هَبْوَتَيْهِ والكُماة ُ صِيَامُ |
والضَّرْبُ يُقْعِدُ قَرْمَ كل كَتِيبَة ٍ | شَرِسَ الضَّريبة ِ والْحُتُوفُ قِيامُ |
فَفَصَمْتَ عُرْوَة َ جَمْعهم فيه وقَدْ | جَعَلَتْ تَفَصَّمُ عَنْ عُرَاها الهَامُ |
ألقوا دلاءً في بحوركَ أسلمتْ | تَرَعاتِها الأكرَاُ والأوذَامُ |
ما كانَ للإشراكِ فوزة ُ مشهدٍ | واللهُ فيهِ وأنتَ والإسلامُ |
لما رأيتهُمُ تساقُ ملوكهمْ | حِزَقاً إليكَ كأنَّهُمْ أنعَامُ |
جَرْحَى إلى جَرْحَى كأنَّ جُلُودَهُمْ | يطلى بها الشيانُ والعلامُ |
مُتَسَاقِطي وَرَقِ الثيَابِ كأنَّهُمْ | دانوا فأحدثَ فيهم الإحرامُ |
أكرَمْتَ سيفَكَ غَرْبَه وذُبَابَهُ | عنهمْ وحقَّ لسيفك الإكرامُ |
فرددتَ حدَّ الموتِ وهوَ مركبٌ | في حدهِ فارتدَّ وهوَ زؤامُ |
أيقظتَ هاجعهمْ وهلْ يغنيهمُ | سَهَرُ النَّواظِرِ والعُقُولِ نيامُ |
جحدتكَ منهم ألسنٌ لجلاجة ٌ | أقرَرْنَ أنَّكَ في القُلُوبِ إِمَامُ |
إسلمْ أميرَ المؤمنينَ لأمة ٍ | نتجتْ رجاءكَ والرجاءُ عقامُ |
إنَّ المكارمَ للخليفة ِ لمْ تزلْ | واللهُ يعلمُ ذاك والأقوامُ |
كُتِبَتْ لَهُ ولأوَّليهِ وراثَة ً | في اللَّوْحِ حتَّى جَفَّتِ الأقلامُ |
مُتَوَطئُو عَقِبَيْكَ في طَلَبِ العُلاَ | والمَجْدُ ثُمَّتَ تَسْتَوي الأقْدَامُ |