في رثاء الأخ الداعية الكبير الشيخ عبد الله العلي المُطَوِّع (أبي بدر) - رحمه الله - الذي توفى يوم الأحد العاشر من شعبان 1427هـ.

لَهْفَ نَفْسي على الأمانـي الغوالـي*** والمياديـنِ فُـتِّـحَـتْ للرِّجـالِ

والأيـادي تفيـضُ مِـنْ نِعَـمِ اللـ*** ــهِ بِـحـمـدٍ وخَشْيـةٍ ونَـوَالِ

وأَيـادٍ تَفـيـضُ أسـرعَ مِـنْ لهـ*** ـفـةِ محـتـاجٍ أو هَـوَانِ سـؤالِ

والخـشـوعُ الـنـديُّ بين ركـوعٍ*** وسـجـودٍ أو في قِيـام الليـالـي

والتُّقَـى في ملامـحِ البِشْـر إشـرا*** قـةٌ بـيـن جـولـةٍ وابْـتِـهـالِ

والـفـؤادُ الـذي يَفيـضُ حنـانـاً*** ووفــاءً ولـهـفـةَ الإقْـبــالِ

كُلُّهـا قـد تلفّتَـتْ: يا أبـا بَــدْ*** رٍ! حَنانيـكَ! أين عَهْـدُ الوِصـالِ

غِبْـتَ عنّـا! وكيف غِبْـتَ ومـازا*** لـتْ مَيـادينُنَـا وثَـابَ الـرِّجـالِ

لم تـزل تلكُـمُ المياديـنُ تَـدْعـو*** أقْبِـلَـنْ بالـحـشـودِ والأمـثـالِ

لهـفَ نفسـي عَلَيـكَ لهفـةَ وجْـدٍ*** وحـنـيـنٍ لـذِكْـرَيـاتٍ غــوالِ

يـا أبـا بَـدْرٍ! يـا وفـاءَ عهـودٍ*** وصفـاءُ الأحنـاءِ حُلـوَ الـخـلالِ

لـم أزل أذكـر الليـالي الخـوالـي*** جَمَعتْنـا عَـلـى نَـدِيِّ الـظـلالِ

بَـيْـنَ إشــراقِ آيـةٍ وحَـديـثٍ *** بَـيْـنَ " إِرشـاد منتـدى " ومقـالِ

بـيـنَ جــولاتِ دعـوةٍ وبــلاغٍ*** وبيـانٍ مـن الـهُـدى واتّـصـالِ

بـيـن نُصـحٍ مـن الأُخـوّة وافٍ*** ورفيـفٍ التُّقـى ونُـورِ الجَـمَـالِ

كيف غابـتْ عن الميـاديِـن إشـرا*** قَـةُ بـدرٍ وطَلْـعـةٌ مـن مِـثـالِ

كَـمْ حُـرِمنـا مـع الليالـي وفـاءً*** وبقيـتَ الـوفـيَّ حُـرَّ الـخِـلالِ

كَـمْ تُـرى زلَّ في الطريـق أُنـاسٌ*** قـطّـعـوا مـن مـودّةٍ وحِـبَـالِ

كَـمْ تـرى عَـزّ في الطريق رجـالٌ*** صَـدَقـوا اللهَ في هُـدىً وفِـعَـالِ

كُنْـتَ رمـزاً إلى الصَّـلاح تقـيّـاً*** كُنْـتَ ترجـو بـذاكَ عُقْبـى مـآلِ

كم فَتَحْـتَ الآفـاق في عَمَـلِ البِـ*** ــرِّ وسابَقـتَ الشـوقَ بالأَفْعَـالِ

كم مياديـنَ خُضـتَ بالأمـل الحلـ*** ـوِ وصفـوِ الرّجاءِ، عزمِ الرِّجـالِ

تطلـب الجـنّـة التي هـي شـوقٌ*** بِـيـقـيـنٍ بـالله صِـدق اتكـالِ

فوَّحَـتْ دونـك القـوافـي بعطـرٍ*** من صفـاءِ الأحناءِ طيـبِ الفعـالِ

عبقـاً منْ هُـدىً! كـأنّ القوافـي*** سَـابَقَـتْ بالوفـاء كُـلَّ الأَمالـي

صَـوَّر الحُسْـنَ كُـلَّـه بـفِـعـالٍ*** حاليـاتٍ ! فيـا لحسـنِ الفـعـالِ

وبـدا نـورَهـا علـيـكَ جـمـالاً*** دونَـه كـلُّ صـورةٍ مـن جـمـالِ

ربّ رُحْمـاك! فاجْعلـنَّ لـه مـن *** قَـبْـرَه رَوْضَـةً وطِـيـبَ ظـلالِ

رِبَ فارحمـه! كانَ عبـداً شكـوراً*** حسـنَ الظـن والـرَّجـا والمثـالِ

أنْـزلَـنْ عبـدكَ الفقيـر أبـا بـد*** رٍ علـى مَـنْـزلٍ نَـدِيٍّ الـمَـآلِ