*جميل بن معمر*



جميل بن معمر العذري و كنيته أبو عمرو صاحب الغزل العفيف الرصيف

و هو من بني عذرة إحدى قبائل قضاعة وقد اشتهر بحب بثينة ابنة عمه و كانا يقيمان في واد القرى

و هو واد بالحجاز شمال المدينة و كان يعرفها صغيرة ثم افترقا و لم يكن يراها

حتى صارت شابة نظم فيها القصائد حتى اشتهر أمره و طمح في الزواج منها فلما منع من
ذلك وشكاه أهلها فر إلى اليمين وأخيرا لجأ إلى مصر حيث توفي سنة 82هجرية
ترك ديوان شعره أكثره في الغزل والهيام ببثينة .
كان جميل بن معمر من رواد الشعر العفيف العذرى وكان

هذا النوع من الشعر يبتعد عن وصف محاسن المراة والتغزل بها
ويعنى بالعاطفة والمشاعر والابتعاد عن الالفاظ الصريحة

الماجنة واستخدام الفاظ مهذبة نابعة عن مشاعر حقيقية

وفى هذه القصيدة يحاول ان يذكرها بيوم لقاؤهما فى منطقة تدعى الحجون

وكيف ان صديقاتها يحاولون ان يباعدوا بينهم ولكنه يأبى الا ان يحب ثينة ويدافع عنها

امامهن عندما اتهموها بالبخل فى عواطفها تجاهه رغم شعوره هو بأنها فعلا تتثاقل عليه يوم علمت بحبه لها



*أبثينة*





أبثين إنك قد ملكت فأسجحـي *** وخذي بحظك من كريم واصـل



فلـرب عارضة علينا وصلهـا *** بالجـد تخلطه بقـول الـهازل


فأجبتهـا بالرفـق بعد تستـر *** حبـي بثينة عن وصالك شاغلي



لو أن في قلبـي كقدر قلامـة *** فضلا وصلتك أو أتتك رسائلـي



ويقلـن إنك قد رضيت بباطـل *** منها فهل لك في اعتزال الباطـل

ولباطـل مـمن أحب حديثـه *** أشهـى إلي من البغيض البـاذل

ليـزلن عنك هواي ثم يصلننـي *** وإذا هـويت فما هواي بزائـل

صادت فؤادي يا بثين حبالكـم *** يوم الحجون وأخطأتك حبائلـي

منيتنـي فلـويت مـا منيتنـي *** وجعلت عاجل ما وعدت كآجل

وتثاقلت لـما رأت كلفي بـها *** أحبب إلـي بذاك من متثاقـل

وأطعـت في عواذلا فهجرتنـي *** وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي

حاولننـي لأبت حبل وصالكـم *** منـي ولست وإن جهدن بفاعل

فرددتـهن وقد سعين بـهجركم *** لـما سعيـن له بأفوق ناصـل

يعضضـن من غيظ علي أنامـل *** ووددت لو يعضضن صم جنادل

ويقلـن إنك يا بثيـن بـخيلة *** نفسي فـداؤك من ضنين باخـل