بسم الله الرحمن الرحيم



ردود الفعل المناعية. من أقوى الوسائل الدفاعية للجسم ضد الأمراض. وعلى عكس الوسائل الدفاعية العامة، فإن جهاز المناعة ينتج مواد مصممة خصيصًا لمحاربة مواد غازية معينة.
وتقوم إحدى فئات كريات الدم البيضاء واسمها الخلايا الليمفاوية بدور رئيسي في الاستجابة المناعية، أي في ردود الفعل المناعية. وهناك نوعان من الخلايا الليمفاوية:
الخلايا البائية
الخلايا التائية
وتستطيع الخلايا من كلا النوعين أن تتعرف على الممرضات والسموم وغيرها من المواد الغريبة وتقوم بمهاجمتها. وتتفاعل الخلايا البائية إزاء هذه المواد الغازية، بإفراز بروتينات في الدم تسمى الأجسام المضادة. وتهاجم الأجسام المضادة المادة الغازية وتدمرها، أو تبطل ضررها. فمثلاً، قد تجعل الأجسام المضادة البكتيريا تتكتَّل معًا، وبعد ذلك تبتلعها خلايا آكلة كبيرة لديها القدرة على الابتلاع تسمى البلاعم.
وتقوم الخلايا التائية بالحماية من الفيروسات وسائر مسببات الأمراض التي تنمو داخل خلايا الجسم. تهاجم الخلايا التائية الخلايا المصابة وتقضي على الأجسام الدخيلة. والخلايا التائية مسؤولة أيضًا عن التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. وفي معظم ردود الفعل المناعية، تعمل الخلايا البائية والخلايا التائية والبلاعم بالتضامن معًا للتغلب على الجسم الدخيل.
ومن الخصائص المهمة للجهاز المناعي أنه يستطيع أن يتذكر الممرضات بعد الالتقاء بها. وهذه الخاصية تجعل الجسم قادرًا على تكوين حماية طويلة الأجل تسمى المناعة تجاه العديد من الأمراض المعدية. فبعد أن يصاب الشخص بالجديري المائي (الحصبة)، مثلا، يظل جهاز المناعة متذكرًا للفيروس . وإذا دخل الفيروس مرة ثانية إلى الجسم، يهاجم في الحال من خلايا الجهاز المناعي المصممة خصيصًا لمقاومته. وهكذا يتم تدمير الفيروس الغازي قبل أن يتمكن من إحداث المرض. ولهذا السبب فإن الإنسان يصاب عادة بالحصبة مرة واحدة فقط.