السلام عليكم
إن من سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان،
تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وبأصحابه وبسلف هذه الأمة،*
وأما الحكمة من مشروعيته فإن للاعتكاف فوائد عظيمة،
فإنه عُزلة مؤقتة عن أمور الحياة،وشواغل الدنيا،
وإقبال بالكلية على الله تعالى،
وانقطاع عن الاشتغال بالخلق،
خصوصاً في ختام شهر رمضان،*
الاعتكاف هو،
قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بالخالق،*
وعلى هذا فالحكمة من مشروعية الاعتكاف التفرغ للعبادة
من صلاة وذكر وتلاوة وغير ذلك ،
وهذا لا يتم إلا بالعزلة عن الناس ،
وهذه العزلة لا تتحقق إلا بمكان خاص يخلو فيه المعتكف كما يوجد في كثير من المساجد ،
حيث يوجد فيها غرف خاصة يخلو فيه المعتكفون ،
بمعنى أن يحرص المعتكف على الإنفراد بنفسه ولو كان معه غيره في المكان،
ومنع النفس من الاسترسال في مخالطة الآخرين والرغبة في التحدث معهم،
وأما حكمه،أنه سُنَّة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان،
لأنه صلى الله عليه وسلم،داوم عليه إلى وفاته،
قالت عائشة رضي الله عنها
(كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّه)
رواهُ التِرْمذيُّ وقال،
حديثٌ حسنٌ صحيحٌ،
وأما مكانه،فهو المسجد،
لقوله تعالى
(ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)
البقرة،صحيح البخاري،
قال القرطبي،أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد،
لقول الله تعالى
(وأنتم عاكفون في المساجد )البقرة،*
وأما وقت دخول مكان الاعتكاف فإن المعتكف
يدخل قبل غروب الشمس ليلة إحدى وعشرين،
لحديث أبي سعيد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال
(عن أبي سعيد الخدري،رضيَ الله عنه،
من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر،
وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها،
وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها،
فالتمسوها في العشر الأواخر،
والتمسوها في كل وتر)
رواه البخاري،
ويؤيد ذلك أن من مقاصد الاعتكاف في العشر الأواخر التماس ليلة القدر،وهي ترجي في أوتار العشر،
وأولها ليلة إحدى وعشرين،
وأما وقت خروج المعتكف في العشر الأواخر
فاستحب كثير من أهل العلم أن يكون خروجه من معتكفه
عند خروجه لصلاة العيد، لكي يصل عبادة بعبادة،
والقول الثاني،
أنه يخرج إذا غربت الشمس ليلة العيد،
لأن العشر تنتهي بانتهاء الشهر،
والشهر ينتهي بغروب الشمس من ليلة العيد،
وهذا هو الأظهر،إن شاء الله،
ومن أحكام الاعتكاف،
لابد أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة،
فإن كانت تقام فيه الجمعة فهذا أولى،
يجوز خروج المعتكف،لقضاء حاجته،
وكذا الإتيان بطعام وشراب،
أو الإتيان بملابس من المنزل أو المغسلة،
أو الإتيان بلحاف أو فراش أو نحو ذلك،
إذا لم يوجد من يأتيه بشيء مما ذكر ،
والأولى أن يأخذ المعتكف معه كل ما يرى أنه بحاجة إليه لقول أبي سعيد رضي الله عنه،
اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا ،
فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
(من اعتكف فليرجع إلى معتكفه)
صحيح البخاري،
قالت عائشة رضي الله عنها
(والسنة في المعتكف،أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد منها)
أخرجه الترمذي،وإبن ماجه وصححه الألباني من حديث بن عبد الله،
وإذا مرض أثناء اعتكافه فإن كان يسيراً لا تشق معه الإقامة في المسجد كصداع فهذا لا يخرج،
لإمكان تعاطي الأدوية وهو في مكانه،
وإن كان شديداً تشق معه الإقامة لحاجته إلى الفراش والخادم،
وتردد الطبيب فهذا له الخروج،
فإذا شفي رجع وبنى على اعتكافه،
ومن خرج من معتكفه لغير عذر بطل اعتكافه باتفاق الأئمة،
لأن هذا ينافي معنى الاعتكاف،
إذا جامع المعتكف زوجته فسد اعتكافه،
لقوله تعالى
(ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )
البقرة،أي،لا تجامعوهن، والنهي يقتضي الفساد،
وهو قول جمهور المفسرين،
وأما وظيفة المعتكف،
فهي أن يشتغل بالطاعات،
وهي كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة من صلاة،
وذكر، وقراءة، وصيام، وصدقة، وغير ذلك،
وعلى المعتكف أن يُدرك حكمة الاعتكاف،
فيقضي وقته بما ينفعه ويفيده،
وعليه أن يجتنب ما لا يعنيه ولا يهمه من الأقوال،
لقوله صلى الله عليه وسلم
(من حسن إِسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
حسنه النووي،والبخاري، وصححه ابن حبان،والألباني،
فيجتنب المعتكف ما لا يعنيه من المباحات،
وفضول الكلام،
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتكفين،
عدم إدراك معنى الاعتكاف وحكمة مشروعيته ،
فترتب على هذا تفريط كثير من المعتكفين
بقدر كبير من الطاعات التي يعتبر الاعتكاف فرصة للقيام بها،
كثرة النوم بالنهار والسهر بالليل في غير طاعةعدا الصلاة مع الإمام وقت التهجد،
وهذا خلاف ما ينبغي للمعتكف،
لأنها أيام قلائل كثرة التنقل داخل المسجد من مجموعة إلى مجموعة،
والإكثار من فضول الكلام وما لا فائدة فيه،
مما يكون سبباً في إضاعة الوقت والتفريط في الدقائق الغالية،
من الناس من يعتكف وأسرته بحاجة إليه،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
(إن لنفسك عليك حقاً،ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً)
رواه أبي داود،السلسلة الصحيحة للألباني،
أما المتفرغ فالاعتكاف في حقه مشروع ،
يارب بفضلك وفقنا لليلة القدر واكتبنا فيها من الفائزين،
وهب لنا فيها أوفر ماتجود به على عبادك المؤمنين،
اللهم اختم لنا الشهر بالمغفرة والعتق والرضوان،
ونعوذ بك أن نُرد أو نُطرد أو نُحرم بما كسبت أيدينا،
اللهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأحبابنا من النار،
ولا تنسووا،دعاء ليله القدر
(اللهم انك عفوا تحب العفو فاعفو عنا)
إن من سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان،
تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وبأصحابه وبسلف هذه الأمة،*
وأما الحكمة من مشروعيته فإن للاعتكاف فوائد عظيمة،
فإنه عُزلة مؤقتة عن أمور الحياة،وشواغل الدنيا،
وإقبال بالكلية على الله تعالى،
وانقطاع عن الاشتغال بالخلق،
خصوصاً في ختام شهر رمضان،*
الاعتكاف هو،
قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بالخالق،*
وعلى هذا فالحكمة من مشروعية الاعتكاف التفرغ للعبادة
من صلاة وذكر وتلاوة وغير ذلك ،
وهذا لا يتم إلا بالعزلة عن الناس ،
وهذه العزلة لا تتحقق إلا بمكان خاص يخلو فيه المعتكف كما يوجد في كثير من المساجد ،
حيث يوجد فيها غرف خاصة يخلو فيه المعتكفون ،
بمعنى أن يحرص المعتكف على الإنفراد بنفسه ولو كان معه غيره في المكان،
ومنع النفس من الاسترسال في مخالطة الآخرين والرغبة في التحدث معهم،
وأما حكمه،أنه سُنَّة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان،
لأنه صلى الله عليه وسلم،داوم عليه إلى وفاته،
قالت عائشة رضي الله عنها
(كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّه)
رواهُ التِرْمذيُّ وقال،
حديثٌ حسنٌ صحيحٌ،
وأما مكانه،فهو المسجد،
لقوله تعالى
(ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)
البقرة،صحيح البخاري،
قال القرطبي،أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد،
لقول الله تعالى
(وأنتم عاكفون في المساجد )البقرة،*
وأما وقت دخول مكان الاعتكاف فإن المعتكف
يدخل قبل غروب الشمس ليلة إحدى وعشرين،
لحديث أبي سعيد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال
(عن أبي سعيد الخدري،رضيَ الله عنه،
من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر،
وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها،
وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها،
فالتمسوها في العشر الأواخر،
والتمسوها في كل وتر)
رواه البخاري،
ويؤيد ذلك أن من مقاصد الاعتكاف في العشر الأواخر التماس ليلة القدر،وهي ترجي في أوتار العشر،
وأولها ليلة إحدى وعشرين،
وأما وقت خروج المعتكف في العشر الأواخر
فاستحب كثير من أهل العلم أن يكون خروجه من معتكفه
عند خروجه لصلاة العيد، لكي يصل عبادة بعبادة،
والقول الثاني،
أنه يخرج إذا غربت الشمس ليلة العيد،
لأن العشر تنتهي بانتهاء الشهر،
والشهر ينتهي بغروب الشمس من ليلة العيد،
وهذا هو الأظهر،إن شاء الله،
ومن أحكام الاعتكاف،
لابد أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة،
فإن كانت تقام فيه الجمعة فهذا أولى،
يجوز خروج المعتكف،لقضاء حاجته،
وكذا الإتيان بطعام وشراب،
أو الإتيان بملابس من المنزل أو المغسلة،
أو الإتيان بلحاف أو فراش أو نحو ذلك،
إذا لم يوجد من يأتيه بشيء مما ذكر ،
والأولى أن يأخذ المعتكف معه كل ما يرى أنه بحاجة إليه لقول أبي سعيد رضي الله عنه،
اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا ،
فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
(من اعتكف فليرجع إلى معتكفه)
صحيح البخاري،
قالت عائشة رضي الله عنها
(والسنة في المعتكف،أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد منها)
أخرجه الترمذي،وإبن ماجه وصححه الألباني من حديث بن عبد الله،
وإذا مرض أثناء اعتكافه فإن كان يسيراً لا تشق معه الإقامة في المسجد كصداع فهذا لا يخرج،
لإمكان تعاطي الأدوية وهو في مكانه،
وإن كان شديداً تشق معه الإقامة لحاجته إلى الفراش والخادم،
وتردد الطبيب فهذا له الخروج،
فإذا شفي رجع وبنى على اعتكافه،
ومن خرج من معتكفه لغير عذر بطل اعتكافه باتفاق الأئمة،
لأن هذا ينافي معنى الاعتكاف،
إذا جامع المعتكف زوجته فسد اعتكافه،
لقوله تعالى
(ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )
البقرة،أي،لا تجامعوهن، والنهي يقتضي الفساد،
وهو قول جمهور المفسرين،
وأما وظيفة المعتكف،
فهي أن يشتغل بالطاعات،
وهي كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة من صلاة،
وذكر، وقراءة، وصيام، وصدقة، وغير ذلك،
وعلى المعتكف أن يُدرك حكمة الاعتكاف،
فيقضي وقته بما ينفعه ويفيده،
وعليه أن يجتنب ما لا يعنيه ولا يهمه من الأقوال،
لقوله صلى الله عليه وسلم
(من حسن إِسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
حسنه النووي،والبخاري، وصححه ابن حبان،والألباني،
فيجتنب المعتكف ما لا يعنيه من المباحات،
وفضول الكلام،
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتكفين،
عدم إدراك معنى الاعتكاف وحكمة مشروعيته ،
فترتب على هذا تفريط كثير من المعتكفين
بقدر كبير من الطاعات التي يعتبر الاعتكاف فرصة للقيام بها،
كثرة النوم بالنهار والسهر بالليل في غير طاعةعدا الصلاة مع الإمام وقت التهجد،
وهذا خلاف ما ينبغي للمعتكف،
لأنها أيام قلائل كثرة التنقل داخل المسجد من مجموعة إلى مجموعة،
والإكثار من فضول الكلام وما لا فائدة فيه،
مما يكون سبباً في إضاعة الوقت والتفريط في الدقائق الغالية،
من الناس من يعتكف وأسرته بحاجة إليه،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
(إن لنفسك عليك حقاً،ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً)
رواه أبي داود،السلسلة الصحيحة للألباني،
أما المتفرغ فالاعتكاف في حقه مشروع ،
يارب بفضلك وفقنا لليلة القدر واكتبنا فيها من الفائزين،
وهب لنا فيها أوفر ماتجود به على عبادك المؤمنين،
اللهم اختم لنا الشهر بالمغفرة والعتق والرضوان،
ونعوذ بك أن نُرد أو نُطرد أو نُحرم بما كسبت أيدينا،
اللهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأحبابنا من النار،
ولا تنسووا،دعاء ليله القدر
(اللهم انك عفوا تحب العفو فاعفو عنا)