بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ) [ الأحزاب : 58 ]

أختي الكريمة .. أخي الكريم


لتتخيلوا معي هاذا الموقف :
شخص لنفترض اسمه (ع) كانَ بأحدِ الأسواق ينتظر ,
وشاهدَ احداهنّ تتحدثُ بالهاتفّ وبالمُصادفة طالتّ مدة مكالمتها لنقول لثلآث ساعات عَ الإفتراض ,
أخينَا في الله بدأت الشكوكُ تتغلغلُ بداخله منَ فعلِ الفتاة ؛
وقال : (الله أعلمُ بِمَا تخبئه تلك الفتاة من تلك المُكالمة ومَا هي فاعلة ومع منّ تتحدث) ..

برأيكم بماذا ظنّ أخينا (ع) من موقف الفتاة ؛ ألمّ يظنّ بها ظنّا سيئاً للأسفّ الشديد ,
وقال عنها مَ قال رغمّ أنه لآ يعرفها ولا يعلمُ مع من تتحدث وبماذا تتحدث ,
فقط شكوكُ شيطانٍ راودته ورماها بسهمٍ لا يعلمُ مَصيره إلى أينَ ..

حسناً
# هي كلمة قالها بسببّ فعلٍ بسيط وطبيعي نراه من أيّ شخص ,
فَما بألكمّ بمنّ يرى فعلٍ من فتاة ما {لنقول عَ سبيلِ المثال : رؤيةّ فتاةٍ تركبُ سيارة أجرة}
فيظنُ بها ظنّاً أبشعُ من ظنِ أخينا (ع) ويرميها بإتهاماتٍ زائفة اتهامات وأفعال لا أصلَ لها ..

فَ تلكَ ظاهرة انتشرتَ في مجتمعاتنا للأسفِ الشديد وهي
قذفُ المُحصنات العفيفات بدونِ اثباتّ ..

أعزائي لتعلموا أنّ منّ رَمي أعراضِ المُسلمينَ ظلماً وعدواناً يدخلُ بوعيدِ الله المذكور بالآية ,
قال تعالى : {والذينَ يؤذونَ المؤمنين والمؤمنات بغيرِ ما اكتسبوا
فقد احتملوا بُهتاناً وإثماً مُبينا} أيّ يرمونهم بغيرِ جُرمٍ وبغيرِ علمٍ منهم ..


فَ يَا أختي العزيزة .. ويَا أخي العزيز

لنتعلّم حُسنَ الظنِ بالناس ؛ لنجعلّ رؤيتنا دائماً ايجابية فَ ان رأيتمَ فعلاً من شخصٍ ما لتُحسنوا الظنّ :
ولتقولوا لعلهُ مُضطرٌ لفعلِ ذالك ,
ولتدعوا له كذالك لتقولوا عسى الله أنّ يفرجّ كربته ان كانّ بضائقة ,
وعسى الله أن ييسرَ له أموره ..

وَ سبحان الله أحبتي الدعاء لمسلمٍ لا تعرفه ولا يعرفك بظهر الغيبِ
سيعودُ لكّ بيومِ ما فالله لا يُضيعُ الأجور بلّ سيثقلُ ميزان حسناتك بها
ويكرمكَ بأضعافِ دعوتكَ له ,
فلتجعلوا ألسنتكم رطبة بذكر الله ولينةً بأحسنِ الأقوال وأنقاها ..

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (12) سورة الحجرات

وقال الشافعي رحمه الله :
لِسَانَكَ لا تَذْكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئ ** فَكلُّكَ عَـوْرَاتٌ وَلِلنَّـاسِ أَلْسُــنُ
وَعَـينكَ إنْ أَبْـدَتْ إَلَيكَ مَعَـايِباً ** فَصُنْهَا وَقُلْ يَاعَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْينُ


ختاماً
أسأل الله ربّ العرشِ العظيمّ وأسأله بإسمه الأعظم الذي اذا دُعي به أجابّ
أن يُنَقّي قلوبنا وخواطرنا من شكوكِ ومُدعياتِ الشيطانّ ,
وأن يجعل ألسنتنا لا تتحدثُ الاّ بالخيرّ وفي الخيرّ يَأربّ ..

أحبتي هاذا ما كانّ بقلوبنا فَإنّ أصبنَا فمنّ الله
وإنّ أخطئنَا فمنّ أنفسنَا والشيطان ..
حمى الله قلوباً للخيرِ أحبّت وللخيرِ سعتّ #