بلجراد Belgrade عاصمة جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية سابقاً ، وعاصمة جمهورية صربيا اليوم ، وتعني باللغة المحلية المدينة البيضاء Beograd .

تقع مدينة بلجراد على الجانب الأيمن لنهر الدانوب عند التقائه بنهر سافا Save ، وتعد من المدن الكبرى في شبه جزيرة البلقان بعد مدينتي أثينا وصوفيا ومن أكبر المراكز الصناعية في جمهورية صربيا ، وتقع في أكثف أقاليمها سكاناً إذ ترتفع الكثافة السكانية فيه إلى 150 ن / كم2 ، ويتكلم سكانها اللغة الصربية التي تدخل ضمن أسرة اللغات السلافية .

وقد حاصر العثمانيون بلجراد ثلاث مرات : سنة 1441 م و1456 م و1492 م لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا في عهد سليمان القانوني ، ففي 4 من رمضان 927 هـ الموافق 8 من أغسطس 1521 م نجح السلطان العثماني في فتح مدينة بلجراد التي كانت تعد مفتاح أوروبا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية .

ويعتبر سليمان بن سليم عاشر سلاطين الدولة العثمانية وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520 حتى وفاته في 5/6/7 سنة 1566 خلفاً لأبيه السلطان سليم خان الأول .

عرف عند الغرب باسم سليمان العظيم ، وفي الشرق باسم سليمان القانوني لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني .





تولى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في 9 شوال 926 هـ - 22 سبتمبر 1520 م ، وبدأ في مباشرة أمور الدولة وتوجيه سياستها ، وكان يستهل خطاباته بالآية الكريمة { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } .

تعددت ميادين القتال التي تحركت فيها الدولة العثمانية لبسط نفوذها في عهد سليمان فشملت أوروبا وآسيا وأفريقيا ، فاستولى على بلجراد سنة 927 هـ - 1521 م وجزيرة رودس سنة 929 هـ ، وحاصر فيينا سنة 935 هـ - 1529 م ، ضم إلى دولته أجزاء من المجر بما فيها عاصمتها بودابست وجعلها ولاية عثمانية .

وفي إفريقيا ، فتحت ليبيا والقسم الأعظم من تونس وإريتريا وجيبوتي والصومال ، وأصبحت تلك البلاد ضمن نفوذ الدولة العثمانية .

وبعد إخماده ثورة دعمها حاكم دمشق في 1521 ، توجه سليمان بعد ذلك مع صدره الأعظم بيري محمد باشا إلى بلجراد وأعد العدة لغزو مملكة المجر ونجح فيما فشل فيه جده الأكبر محمد الثاني حيث كان المجريون الأعداء الوحيدين المتبقين بعد سقوط البيزنطيين والصرب والبلغار الذين يستطيعون ردعه عن مواصلة فتوحاته في أوروبا .

حاصر سليمان وجيشه بلجراد ودكها بالمدفعية في قصف شنه من جزيرة مجاورة على نهر الدانوب فلم يبق للرجال السبع مائة إلا الاستسلام في 1521 .

أهم ما اشتهر به السلطان سليمان القانوني واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تنظم الحياة في دولته الكبيرة ، حيث كان القانون السائد في الإمبراطورية هو الشريعة الإسلامية وكان تغييرها خارج صلاحيات السلطان حتى ظهر قانون سليمان الذي غطى مجالات القانون الجنائي وحيازة الأراضي والجبايات .

جمع فيه جميع الأحكام التي صدرت من قبل السلاطين العثمانيين التسعة الذين سبقوه ، وبعد القضاء على الازدواجية والاختيار بين التصريحات المتناقضة أصدر مدونة قانونية واحدة ، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته ، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية .