السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعوا قـلوبكم معي .. فإني سأدلكم اليوم على عدد من العيادات المناوبة التي لا تغلق أبوابها أبداً ..والتي نحن بأمس الحاجة إلى التردد عليها ..! أحــــــبـتـي الــكرام ،، إذا اصابك غم اوكدر واظلمت عليك الدنيا.. إذا تاقت نفسك اى حاجة.. إذا لم تعد تجد حلاوة الطاعة ولذة المناجاة .. رغم أنك تقبل عليها .. إذا غلبك الهوى .. واستحكمت فيك شهوة ما .. إذا شعرت بقسوة قلب .. إذا .. وإذا .... وإذا .........إذا شكوت من هذه الأعراض أو بعضها : يوصيك أطباء القلوب : بسرعة مراجعة العيادات التالية ، فإن حالتك خطرة .. ! : 1_عيادة الإكثار من نوافل الصلوات ( بعد القيام بالفرائض على وجهها ) .. عـيـادات لا تـغـلق ابـوابـها ويدخل في هذه النوافل : صلاة الضحى ، وصلاة الوتر ، والسنن الراتبة .... ونحو ذلك .. تذكر ..أن من صلى اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة .. بنى الله له قصراً في الجنة.. فشمر لو كنت ذا همة !! وتذكر هنا أيضا :أن كثرة الإقبال على النوافل هو الطريق السالك لتحصيل محبة الله .. كما ورد في الحديث الصحيح .." ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ....." 2_ عيادة الإكثار من ذكر الله صباح مساء ، وليل نهار .. عـيـادات لا تـغـلق ابـوابـها وفي كل حال ..أذكار الصباح والمساء .. أذكار المناسبات والحالات .. الأذكار المطلقة ... وتذكر هنا أن للذكر ( أكثر من مائة فائدة ) ..كل منها تستحق أن يبذل من أجلها الجهد ، وأن يفرغ من أجلها الوقت ، وأن ينفق من أجلها المال ..لو أمكن ..ويكفي أن تنصب بين عينك هذه الفائدة الجليلة : قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) .. يا إلهي ! الله يذكرك ..! من أنت حتى يذكرك الله رب السماوات والأرض ؟ ولكنه كرمه الواسع ورحمته العظيمة ..فانتهز الفرصة ، وأقبل على الباب ، واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها ..! 3_ عيادة الإقبال على القرآن الكريم . عـيـادات لا تـغـلق ابـوابـها . مع أنه عمدة الذكر وذروته ..ولكن عليك أن تخصه بمزيد اعتناء واهتمام وتكثيف إقبال ...كان كثير جدا من السلف الصالح يختمون المصحف كل سبعة أيام ..ومنهم من يختم في أقل من ذلك .. فأنظر أين أنت من ذلك ؟! يمر على بعضنا شهر ولا يختم كلام الله ولو مرة واحدة ..!! حسبنا الله ونعم الوكيل ..لاسيما إذا كان هذا الإنسان ممن يتصدر لدعوة الآخرين ، فإن المصيبة هنا تعظم ..! 4ـ عيادة الإقبال على الدعاء.. .. والإلحاح فيه ، والتضرع ، ومناجاة الرحمن .. عـيـادات لا تـغـلق ابـوابـها ويكفي أن تتذكر هنا أن الدعاء هو العبادة كما قرر ذلك الحبيب الأحب محمد صلى الله عليه وسلم ..فانصهارك في الدعاء والتضرع والانكسار بين يدي الله ..إنما هو تحقيق للعبودية في أروع صورها ..لأن مشهد المتضرع المنكسر مشهد ذليل يطلب عز ..وفقير يتوسل لغني ..ومحتاج يريد .. وضعيف يأمل في نصرة.! ..فالدعاء تجسيد لإظهار الافتقار وإعلان عن الخروج من الحول والقوة إلى حول الله وقوته .. هذه المعاني تعميق لحقيقة العبودية لله والواحد الأحد ..وهذا هو المطلوب الأول منك وثمرات تحقيقك لهذه العبودية أكثر و أكبر وابعد مما تتصور .. 5_ عيادة قيام الليل .. وإن كانت هذه تندرج في ( النوافل ) .. عـيـادات لا تـغـلق ابـوابـها ولكن تخصيصها لأهميتها ، ولما لها من آثار واضحة مؤكدة ،ففي خلوة الليل وقد آوى كل حبيب إلى حبيبه _ ولو كان الفراش ! _يقف المتهجدون بين يدي مولاهم يناجونه ويتوددون إليه ، فيفيض على قلوبهم من أنواره ..ولذلك حين سئل بعض السلف عن وجوه المتهجدين وكيف أنها مشرقة منيرة . قال : أولئك قوم خلوا بالرحمن فأفاض عليهم من نوره ! فظهرت على جوارحهم ! 6 ــ عيادة الصدقات .. قلت أو كثرت .. فإن الصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه . وهاهنا نحب أن نلفت نظرك إلى أمر يغيب عن أكثر خلق الله ..وقد نفصل في هذه النقطة في موضوع مستقل ..يلاحظ أن قوله تعالى : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً) جاءت هذه الآية وسط آيات الإنفاق تماماً ..!! ففيها إشارة واضحة أن الحكمة تتجلى أوضح ما تتجلى في قضية الإنفاق ..فليس كل منفق يصيب الحكمة !! وإن كان مأجوراً ..! ولكن من أوتي الحكمة في هذا الجانب .. فإن أجوره تتضاعف بشكل لا يتصور ! فاعرف أين تضع مالك ..! وكيف تضعه ..! 7_ عيادة حضور مجالس العلم والذكر والوعظ .. فإنها مجالس مباركة ولأجوائها صدى واضح على كل من تردد عليها ، وزاحم بالركب فيها .. وفي الحديث : من سلك طريقا يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة..وفي حديث الثلاثة الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الأول الذي أقبل : ... أقبل فاقبل الله عليه ....فوطن نفسك أن تكون من المقبلين ليقبل الله عليك ..ومن لم يتمكن من حضور حلقات العلم ..فبمتابعة المحاضرات من شريط وإعادة السماع أكثر من مرة وتلخيص ما تسمع ، ونقل أجمل ما انتفعت به وهكذا.. 8_ عيادة التفكر والتأمل .. ابتداء بالنفس .. ثم في الآفاق .. وآيات الله هاهنا وهناك لا يحصيها إلا هو سبحانه ..وللأسف أن أكثر الخلق هم كما وصفهم الله سبحانه في كتابه : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) فإنا لله وإنا إليه راجعون ... .. ويكفي أن أكبر مساحة في كتاب الله سبحانه كانت تحث على إعمال الفكر لأنه الطريق المؤدي إلى تحصيل اليقين .. ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ؟؟