السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله سبحانه وتعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خُصَاصَة وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِه فَأُولَئِك هُمْ الْمُفْلِحُون} الحَشر:9. فقد أثنى الله عزّ وجلّ على أهل الإيثار، وجعلهم من المُفلحين. والخصاصة: شِدّة الحاجة. الإيثار هو أن يقدّم الإنسان حاجة غيره من النّاس على حاجته، رغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لاَ يُؤمِن أحدُكم حتّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحبّ لنفسه” متفق عليه. وتقول السيّدة عائشة رضي الله عنها: “ما شَبِع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثة أيّام متوالية حتّى فارق الدُّنيا، ولو شِئْنا لشَبِعْنا، ولكنّنا كنّا نؤثر على أنفسنا”. اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي رحمه الله أكثر من ثلاثين رجلاً، ومعهم أرغفة قليلة لا تَكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفأوا المِصباح، وجلسوا للأكل، فلمَّا رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأنّ كلّ واحد منهم آثَرَ أخاه بالطّعام وفضّله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا. - سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك