السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - هو إحنا بنصوم ليه؟ : علشان نحس بالفقراء. - طب الفقراء بيصوموا ليه؟ : إيه ؟؟!! --------- قريت الفقرة اللي فاتت مكتوبة في أحد صفحات الفيسبوك. والحقيقة إن ناس كتير دايما بتسأل نفسها: هو إحنا ليه بنصوم؟ وليه بنعذب نفسنا بالعبادة دي؟ وأنا هقول شوية كلام أغلبه مستفاد من كتب الإمام الغزالي رضي الله عنه: - مبدئيا إحنا بنصوم لأن ربنا أمرنا بالصيام (فمن شهد منكم الشهر فليصمه). جوهر علاقة العبد بالله هي العبودية والخضوع. ربنا سبحانه وتعالى هو خالق الخلق، ولأنه خلق فهو الملك، كل ما في الكون داخل في ملك الله، يحكم فيه بما يشاء و إحنا جزء من الملك ده. مالناش حق التصرف في أنفسنا إلا بإذن مالك الملك سبحانه. فهو خلق لنا إرادة وعلم وقوة وأمرنا بالصيام فبنصوم. يا جماعة الخير .. إيه الفرق بين اتنين عايشين مع بعض وبينهم عقد زواج، واتنين عايشين مع بعض وبيراعوا حقوق بعض من غير عقد زواج؟ الإجابه: مافيش أي فرق غير إن ربنا اشترط العقد ده. وده ملكه.. يأمر فيه بما يريد. فهو أمر بالصيام .. فإحنا بنصوم لأنه أمرنا بالصيام. - الصيام أوسع من فهمنا القاصر. ففيه صيام الجسم عن الأكل والجماع، وفيه صيام اللسان والإيد والرجل والجوارح عن المظالم والآثام والأذى عن الناس، وفيه صيام القلب عن كل ما سوى الله. وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بتشرح الصيام بمفهومه الواسع ده. يقول صلى الله عليه وسلم: (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) - الإنسان عنده قوة الشهوة اللي بيقدر بيها يجلب لنفسه اللي هو عايزه، وقوة الغضب اللي بيقدر بيه يدفع عن نفسه اللي هو مش عايزه. مش مطلوب إن الإنسان يموت شهوته ويموت غضبه بالكامل لأنه محتاجهم في دنيته وفي دينه. لكن محتاج إنه يخلي شهوته وغضبه تحت تصرف عقله، فلو اقتنع بحاجة يعرف يوجه شهوته ليها، ولو ما اقتنعش بيها يقدر يتحكم في شهوته ويمنعها عنها. والشهوة والغضب دول زي الطفل، لو طاوعته هيطلع مدلل مابيسمعش الكلام،لازم تربيه. والصيام من وسائل تربية الشهوة، بإنك تمنعها بشكل جزئي عن ملذاتها فتتعود شهوتك على الانصياع والخضوع لعقلك. علشان كده في نهي عن الإسراف في الفطار علشان ماتضيعش اللي أنت بنيته. يقول الإمام البوصيري: والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم. فما أجمل أن يكون صومنا ترويضا للشهوة والغضب، وكفا للبصر، وحفظا للسان عن الأذى، وتنزيها للقلب عن التعلق بالدنيا، وتبسيطا من تكاليف الحياة. فيثمر خضوع النفس لسلطان العقل، وانصراف القلب عن التعلق بالدنيا.