يا نفس كفا عن العصيان و اعملي حسنا يا نفس مالك من صبر على النار نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين ان تدخلي الجنة هيهات هيهات , متى العمل فاستيقضي يا نفس ويحك , احذري حذرا يهيج عبرتي ونحيبي , وتجهزي بجهاز تبلغي به شاطئ الأمان , فلم ينل المطيعون ما نالو من الجنان ورضا الرحمان الا بتعب الابدان , والقيام لله بحقه في المنشط والمكره يانفس ما اصعب الانتقال من البصر الى العمى , واصعب منه الضلالة بعد الهدى, والمعصية بعد التقى , كم من وجوه خاشعة وقعت على قصص اعمالها عاملة ناصبة تصلى نار حامية , وكم من شارف مركبه ساحل النجاة فلما هم ان يرتقى لعب به موج فغرق الخلق كلهم تحت هذا الخطر , فقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء , ما العجب ممن هلك كيف هلك انما العجب ممن نجا كيف نجا .. يا نفس كيف يوفق لحسن الخاتمة من اغفل الله سبحانه قلبه عن ذكرهواتبع هواه وكان امره فرطا ؟! فبعيد من قلبه بعيد من الله تعالى ,غافل عنه متعبد لهواه اسير لشهواته لسانه يابس عن ذكره , وجوارحه معطلة عن طاعته , مشتغله بمعصيته , فبعيد عن هذا ان يوفق للخاتمة بالحسنى يا نفس اما الورعون , فقد جدوا , واما الخائفون فقد استعدوا , واما الصالحون فقد فرحوا وراحوا , واما الواعظون فقد نصحوا وصاحو , العلم لا يحصل الا بالنصب والمال لا يجمع الا بالتعب , فان حرصت على الخلاص فاعلمي انه من عزم بادر ومن هم ثابر , ولا ينال العز والمفاخر من كان فالصف الاخر , يانفس بادري بالأوقات قبل انصرامها واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وايامها , فكأنك بالقبور وقد تشققت وبالأمور وقد تحققت وبوجوه المتقين وقد اشرقت برؤوس العصاة وقد اطرقت قال تعالى ( ولو تري اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون ) [السجدة 12] يا نفس اما لك في الصالحين اسوة
