تدرس الحكومة الروسية طلبا قدمته كييف لشركة غازبروم الاثنين 30 مارس/آذار لتمديد سريان مفعول اتفاق الغاز الشتوي حتى فصل الشتاء المقبل، وذلك قبل نهاية صلاحيته الثلاثاء 31 مارس/آذار.
وكانت شركة "نفطوغاز" الأوكرانية للطاقة قد تقدمت بهذا الطلب لعملاق الغاز الروسي "غازبروم" في وقت سابق من يوم الاثنين، قبل يوم واحد من انتهاء فترة سريان مفعول اتفاق "الحزمة الشتوية"، وبدورها توجهت شركة "غازبروم" للحكومة الروسية بطلب النظر في إمكانية منح تخفيضات لـ"نفطوغاز" خلال الربع الثاني فقط وليس لمدة عام.
ووفقا لرئيس الشركة ألكسي ميللر، فإن فترة تمديد الاتفاق لمدة ثلاثة أشهر تعتبر "مثالية".
وعلى الرغم من إشارة "نفطوغاز" إلى أن هذا الاقتراح صادر عن المفوضية الأوروبية، إلا أن ذلك لا يخفي أن الجانب الأوكراني يطمع باستمرار التخفيضات على ثمن الغاز التي حصل عليها في "الحزمة الشتوية"، وأن كييف لا غنى لها عن الغاز الروسي الذي يعتبر مصدرا مضمونا للطاقة التي تحتاجها أوكرانيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية في وقت سابق اليوم إن بلاده تقوم حاليا بصياغة موقفها من اقتراح المفوضية الأوروبية وشركة "نفطوغاز" الأوكرانية لتمديد فترة سريان مفعول اتفاق "الحزمة الشتوية".
وكانت روسيا وأوكرانيا قد توصلتا في بروكسل نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي بوساطة أوروبية إلى اتفاق لاستئناف توريدات الغاز خلال فصل الشتاء "الحزمة الشتوية" حتى مارس /آذار 2015، بشرط أن تقوم أوكرانيا بسداد 3.1 مليار دولار من ديونها الإجمالية، البالغة 5.3 مليار دولار لروسيا قبل نهاية عام 2014، بالإضافة إلى شراء كميات جديدة من الغاز لفصل الشتاء بشرط دفع ثمنها مسبقا، كما ينص الاتفاق على أن تمنح روسيا لأوكرانيا حسما قدره 100 دولار ليصبح سعر الغاز 329 دولارا لكل ألف متر مكعب.
يشار هنا إلى أن كييف أوفت بالتزاماتها وفقا لشروط "الحزمة الشتوية"، إلا أنها كانت خلال الشهرين الماضيين تدفع ثمن الغاز مقدما بدفعات صغيرة لا تتجاوز 15 مليون دولار، لا تكفي لتغطية توريدات الغاز سوى لأيام قليلة فقط.
وجاء قرار كييف طلب تمديد "الحزمة الشتوية" مناقضا لتصريحات وزير الطاقة وصناعة الفحم الأوكراني فلاديمير ديمتشيشين في 23 مارس/آذار الحالي، التي نصت على أن أوكرانيا قد تتوقف عن شراء الغاز الروسي في الربع الثاني، على أن تستعيض عنه بتوريدات عكسية من أوروبا.
وقال يوري كارولتشوك الخبير في معهد بحوث الطاقة الأوكراني إن الأموال التي خصصها صندوق النقد الدولي لكييف لشراء الغاز الطبيعي من أوروبا بقيمة 1.7 مليار دولار لا تكفي لشراء كميات الغاز الكافية لموسم التدفئة المقبل.
ووفقا لتقديرات كارولتشوك وانطلاقا من سعر 300 دولار لكل ألف متر مكعب من الغاز، فإن المبلغ يكفي لشراء ما يقل عن 6 مليارات متر مكعب فقط من الغاز، في حين ان أوكرانيا بحاجة لـ 12 مليار متر مكعب من الغاز يجب أن تكون في مستودعات الغاز الأرضية قبل بداية موسم التدفئة المقبل.
وإذا عدنا إلى تصريحات وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الجمعة 20 مارس/اَذار عقب انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل، فإن نوفاك كشف حينها عن أن سعر الغاز لكييف في الربع الثاني من العام الحالي سيكون أرخص عن سعر الربع الأول بمقدار يتراوح ما بين 50 و80 دولارا لكل ألف متر مكعب، وذلك بسبب تراجع أسعار النفط التي تنعكس على تحديد سعر الغاز الطبيعي عبر معادلة "المكافئ النفطي"، وبالتالي وبعملية حسابية بسيطة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تمديد التخفيضات فإن سعر الغاز الروسي لأوكرانيا سيكون أرخص من سعر الغاز الذي تنوي كييف استيراده عكسيا من أوروبا.