مهيد :
الشعر ظاهرة في الحياة الإنسانية، قد لا نجد دليلها العلمي في اللغة، بقدر ما نجده في طبيعة الإنسان، وامتزاجه بالحياة من خلال الزمان والمكان.
والشعر قبل أن يكون أبحرا وعروضاً وقوافي، هو إلهام ومقدرة على الغوص في أعماق النفس الإنسانية.
التعريف بصاحب النص :
محمد كوجان شاعر سوري من محافظة حماة كثير الاهتمام بالكتابة للأطفال له ديوان شعر تحت عنوان «هيا نلعب يا أطفال» وكتابات أخرى كثيرة منها دراسات في النقد ، ومنها أخذ النص الذي بين أيدينا
تقديم النص ثم قراءته: قراءة نموذجية ثم قراءات فردية.
اكتشاف معطيات النص:
لعل أمير الشعراء أحمد شوقي كان أول من لفت النظر إلى 'الجانب الإنساني' في تراثنا الشعري القديم. ففي مقدمة الطبعة الأولى لشوقياته التي ظهرت عام ،1898حيث قال:أن الشعر العربي القديم قد التفت إلى هذا الجانب الإنساني بالذات، وعالج قضايا كثيرة تتصل به، ولم يكن كله غزلا ومدحا وهجاء وما إلى ذلك من أبواب الشعر المعروفة . والأمثلة في ذلك كثيرة فها هو أمية بن أبي الصلت يقول: إذا كان أصلي من تراب، فكلها بلادي، وكل العالمين أقاربي
وها هو المعري يعلن: فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا
هذا وقد اختلف الدارسون في حقيقة هذه النزعة وقال بعضهم أنها كانت مجرد انطباع عابر عند بعض الشعراء وأن أكثر شعر العربية في القديم تميز بالصبغة الفردية وتحدث عن عواطف شخصية أو قومية قبلية في أحسن الأحوال.
أما الشعر العربي في عصرنا ففيه الكثير من الإنسانية وخير من مثل هذه النزعة الرصافي الذي ذكر له الشاعر بعض النماذج. وعلي الجارم سواء في قصيدة الشريد التي جاء فيها قوله:
كم شارد في مصر يا كثرة من عديد يسخر من حصره !
ألقته مصر هملا ضائعا فصال يبغى الثأر من مصره
أو في قصيدة الأعمى والتي منها قوله:
مترد في هاويات وهاد لاهث فوق شامخات جبال
مناقشة معطيات النص:
الدخول إلى أعماق النفس البشرية والتعبير عن نوازعها وأفكارها ومعاناتها وبغضها وحبها وما يكتنفها من مشاعر وأفكار من أصعب ألوان التعبير ، فهو كما يقول أحد النقاد: (أنا أعتقد أن الصعود إلى القمر أبسط بكثير من الدخول في أعماق النفس البشرية والتعبير عنها)
_ نشرت مجلة 'الرسالة' لأحمد حسن الزيات مقالا للباحث المصري كمال نشأت عن 'الجانب الإنساني' في شعر أبي ماضي وشعر جماعة من شعراء المهجر الشمالي اللبناني ورد فيه: 'وأما شعرنا العربي القديم فقد جانب هذا الاتجاه (يريد الاتجاه الإنساني)، وان ظهر، فلمع هنا وهناك'. ولكنها لمع خالدة رائعة تدل على أن العرب القدماء عرفوا هذا الجانب الإنساني الذي عرفه المعاصرون، وأنهم بلغوا به ذرى عالية..
خلاصة:
في الأبيات المأخوذة من قصيدة (أم الطفل في مشهد الحريق) ينفذ الشاعر إلى أعماق تلك الشخصية البائسة المنكسرة المحزونة؛ يبلور ما تحسُّ به ويستخرج ذلك الركام من الأحاسيس المفعمة بالمرارة والكآبة والألم والضنك والأسى في سياق شعوري متناغم إذ يسمعنا الشاعر آنات وعويل أم احترق طفلها في حريقٍ شبَّ فلم تبق ناره ولم تذر، فما كان منها إلا أن أخذت تولول وتصرخ وتلطم خديها وحق لها ذلك في حالٍ أقرب إلى الجنون.
الفكرة العامة للنص: بعض مظاهر النزعة الإنسانية في الشعر العربي المعاصر.
الشعر ظاهرة في الحياة الإنسانية، قد لا نجد دليلها العلمي في اللغة، بقدر ما نجده في طبيعة الإنسان، وامتزاجه بالحياة من خلال الزمان والمكان.
والشعر قبل أن يكون أبحرا وعروضاً وقوافي، هو إلهام ومقدرة على الغوص في أعماق النفس الإنسانية.
التعريف بصاحب النص :
محمد كوجان شاعر سوري من محافظة حماة كثير الاهتمام بالكتابة للأطفال له ديوان شعر تحت عنوان «هيا نلعب يا أطفال» وكتابات أخرى كثيرة منها دراسات في النقد ، ومنها أخذ النص الذي بين أيدينا
تقديم النص ثم قراءته: قراءة نموذجية ثم قراءات فردية.
اكتشاف معطيات النص:
لعل أمير الشعراء أحمد شوقي كان أول من لفت النظر إلى 'الجانب الإنساني' في تراثنا الشعري القديم. ففي مقدمة الطبعة الأولى لشوقياته التي ظهرت عام ،1898حيث قال:أن الشعر العربي القديم قد التفت إلى هذا الجانب الإنساني بالذات، وعالج قضايا كثيرة تتصل به، ولم يكن كله غزلا ومدحا وهجاء وما إلى ذلك من أبواب الشعر المعروفة . والأمثلة في ذلك كثيرة فها هو أمية بن أبي الصلت يقول: إذا كان أصلي من تراب، فكلها بلادي، وكل العالمين أقاربي
وها هو المعري يعلن: فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا
هذا وقد اختلف الدارسون في حقيقة هذه النزعة وقال بعضهم أنها كانت مجرد انطباع عابر عند بعض الشعراء وأن أكثر شعر العربية في القديم تميز بالصبغة الفردية وتحدث عن عواطف شخصية أو قومية قبلية في أحسن الأحوال.
أما الشعر العربي في عصرنا ففيه الكثير من الإنسانية وخير من مثل هذه النزعة الرصافي الذي ذكر له الشاعر بعض النماذج. وعلي الجارم سواء في قصيدة الشريد التي جاء فيها قوله:
كم شارد في مصر يا كثرة من عديد يسخر من حصره !
ألقته مصر هملا ضائعا فصال يبغى الثأر من مصره
أو في قصيدة الأعمى والتي منها قوله:
مترد في هاويات وهاد لاهث فوق شامخات جبال
مناقشة معطيات النص:
الدخول إلى أعماق النفس البشرية والتعبير عن نوازعها وأفكارها ومعاناتها وبغضها وحبها وما يكتنفها من مشاعر وأفكار من أصعب ألوان التعبير ، فهو كما يقول أحد النقاد: (أنا أعتقد أن الصعود إلى القمر أبسط بكثير من الدخول في أعماق النفس البشرية والتعبير عنها)
_ نشرت مجلة 'الرسالة' لأحمد حسن الزيات مقالا للباحث المصري كمال نشأت عن 'الجانب الإنساني' في شعر أبي ماضي وشعر جماعة من شعراء المهجر الشمالي اللبناني ورد فيه: 'وأما شعرنا العربي القديم فقد جانب هذا الاتجاه (يريد الاتجاه الإنساني)، وان ظهر، فلمع هنا وهناك'. ولكنها لمع خالدة رائعة تدل على أن العرب القدماء عرفوا هذا الجانب الإنساني الذي عرفه المعاصرون، وأنهم بلغوا به ذرى عالية..
خلاصة:
في الأبيات المأخوذة من قصيدة (أم الطفل في مشهد الحريق) ينفذ الشاعر إلى أعماق تلك الشخصية البائسة المنكسرة المحزونة؛ يبلور ما تحسُّ به ويستخرج ذلك الركام من الأحاسيس المفعمة بالمرارة والكآبة والألم والضنك والأسى في سياق شعوري متناغم إذ يسمعنا الشاعر آنات وعويل أم احترق طفلها في حريقٍ شبَّ فلم تبق ناره ولم تذر، فما كان منها إلا أن أخذت تولول وتصرخ وتلطم خديها وحق لها ذلك في حالٍ أقرب إلى الجنون.
الفكرة العامة للنص: بعض مظاهر النزعة الإنسانية في الشعر العربي المعاصر.