النقاش البيداغوجي غائب: المستوى الدراسي يضيع بين الأقسام والكراسي
مرّة أخرى يغيب النقاش حول الجانب البيداغوجي في المدرسة الجزائرية، فقد اهتمت وزارة التربية الوطنية بعدد الأقسام والمتوسطات والثانويات وأرقام ضخمة ألقاها مدراء التربية على مسامع المراسلين والصحفيين قبيل الدخول المدرسي.
وليس غريبا عن المدرسة الجزائرية هذا السلوك الذي بات تقليدا تتبعه الوزارة ومن وراءها مدراء التربية والنقابات وجمعيات أولياء التلاميذ التي لا تناقش مستقبل التلاميذ إلا خلال الإضرابات، وكأن لا شيء يهدد مستقبلهم سوى الإضراب.
في برقية نشرها موقع وكيليكس العام الماضي تم تسريبها من السفارة الأمريكية بالجزائر، قال السفير الأمريكي قبل أربع سنوات إن وزارة التربية في الجزائر تسيّر أعدادا من التلاميذ توازي عدد سكان تونس، وإذا أخذنا بمقاربة السفير الأمريكي، فإن وزير التربية الوطنية عندنا يتعامل مع مستقبل الأجيال تماما مثلما ظل بن علي يتعامل مع ذكاء الشعب التونسي والنهاية معروفة طبعا.
الكثير من رجال التربية ومن أبناء المدرسة الوطنية الأصيلة «وهذا دون إيديولوجية»، ينتقدون موقف الوزارة من دعوات الإصلاح الحقيقي، فوزير التربية يهتم بعدد الكتب المطبوعة أكثر من اهتمامه بطرق تحسين المستوى، والوزير لا يرى في تغريب المدرسة ومناهجها خروجا عن روحها، بقدر ما يرى في محاولة إعادتها لسكة الأمة وفلسفتها تسيسا و«بعثا» من البعث وهي تهمة تُلصق بكل من يدعو لتعريب المناهج على النمط العربي المشرقي.
في إيران قفز مستوى التعليم إلى درجة تحولت فيها إلى أكبر دولة تهدد استقرار القوى الكبرى، بفضل جيش من العلماء الذين تخرجوا من جامعة طهران ومدارسها، وفي العراق وصلت نسبة الأمية إلى الصفر أيام الراحل صدام حسين بعدما عرّب روحها ونوّع في التفتح اللغوي. وفي إسرائيل اهتم القائمون بالمدرسة وبرامجها على «عبرانيتها « لا تغريبها أو تعريبها، والأمر نفسه بالنسبة للهند وباكستان والصين وروسيا وكل دول اعتمدت على خصوصياتها لا على تقليد برامج الآخرين فحققت النجاح تلوى النجاح.
وفي بلادنا لا تزال المنظومة التربوية أسيرة التجارب الفاشلة والمتكررة، كما هي أسيرة اهتمام القائمين عليها بفقه المناضد والطاولات والأقلام والكراسي وعدد الحجرات والمتوسطات والثانويات والمنحة المدرسية والمطاعم المدرسية، فلا النقابات اهتمت بتغليب الجانب البيداغوجي عن المادي من مستقبل المدرسة، ولا الوزارة فكّرت في إشراك الجمعيات والنقابات بشكل جاد وكأنه اتفاق غير مكتوب بين الطرفين في تغليب جانب مهم على الجانب الأهمّ وهكذا يتم تغييب الجانب الرئيسي والمهم من المدرسة ألا وهو الشق البيداغوجي الغائب الأكبر، وهكذا يغيب المستوى الدراسي والتحصيل العلمي بين أرقام الأقسام والكراسي.
مرّة أخرى يغيب النقاش حول الجانب البيداغوجي في المدرسة الجزائرية، فقد اهتمت وزارة التربية الوطنية بعدد الأقسام والمتوسطات والثانويات وأرقام ضخمة ألقاها مدراء التربية على مسامع المراسلين والصحفيين قبيل الدخول المدرسي.
وليس غريبا عن المدرسة الجزائرية هذا السلوك الذي بات تقليدا تتبعه الوزارة ومن وراءها مدراء التربية والنقابات وجمعيات أولياء التلاميذ التي لا تناقش مستقبل التلاميذ إلا خلال الإضرابات، وكأن لا شيء يهدد مستقبلهم سوى الإضراب.
في برقية نشرها موقع وكيليكس العام الماضي تم تسريبها من السفارة الأمريكية بالجزائر، قال السفير الأمريكي قبل أربع سنوات إن وزارة التربية في الجزائر تسيّر أعدادا من التلاميذ توازي عدد سكان تونس، وإذا أخذنا بمقاربة السفير الأمريكي، فإن وزير التربية الوطنية عندنا يتعامل مع مستقبل الأجيال تماما مثلما ظل بن علي يتعامل مع ذكاء الشعب التونسي والنهاية معروفة طبعا.
الكثير من رجال التربية ومن أبناء المدرسة الوطنية الأصيلة «وهذا دون إيديولوجية»، ينتقدون موقف الوزارة من دعوات الإصلاح الحقيقي، فوزير التربية يهتم بعدد الكتب المطبوعة أكثر من اهتمامه بطرق تحسين المستوى، والوزير لا يرى في تغريب المدرسة ومناهجها خروجا عن روحها، بقدر ما يرى في محاولة إعادتها لسكة الأمة وفلسفتها تسيسا و«بعثا» من البعث وهي تهمة تُلصق بكل من يدعو لتعريب المناهج على النمط العربي المشرقي.
في إيران قفز مستوى التعليم إلى درجة تحولت فيها إلى أكبر دولة تهدد استقرار القوى الكبرى، بفضل جيش من العلماء الذين تخرجوا من جامعة طهران ومدارسها، وفي العراق وصلت نسبة الأمية إلى الصفر أيام الراحل صدام حسين بعدما عرّب روحها ونوّع في التفتح اللغوي. وفي إسرائيل اهتم القائمون بالمدرسة وبرامجها على «عبرانيتها « لا تغريبها أو تعريبها، والأمر نفسه بالنسبة للهند وباكستان والصين وروسيا وكل دول اعتمدت على خصوصياتها لا على تقليد برامج الآخرين فحققت النجاح تلوى النجاح.
وفي بلادنا لا تزال المنظومة التربوية أسيرة التجارب الفاشلة والمتكررة، كما هي أسيرة اهتمام القائمين عليها بفقه المناضد والطاولات والأقلام والكراسي وعدد الحجرات والمتوسطات والثانويات والمنحة المدرسية والمطاعم المدرسية، فلا النقابات اهتمت بتغليب الجانب البيداغوجي عن المادي من مستقبل المدرسة، ولا الوزارة فكّرت في إشراك الجمعيات والنقابات بشكل جاد وكأنه اتفاق غير مكتوب بين الطرفين في تغليب جانب مهم على الجانب الأهمّ وهكذا يتم تغييب الجانب الرئيسي والمهم من المدرسة ألا وهو الشق البيداغوجي الغائب الأكبر، وهكذا يغيب المستوى الدراسي والتحصيل العلمي بين أرقام الأقسام والكراسي.