أبو الهذيل العلاف :

حكى القاضي عبد الجبار رحمه الله : ومناظراته أي العلاف مع المجوس والثنوية وغيرهم طويلة ممدودة .وكان يقطع الخصم بأقل كلام .ويقال أنه أسلم على يديه زيادة على ثلاثة آلاف رجل .
ومن محاسنها أي المناظرات ..أنه أتاه رجل فقال له : أشكل علي أشياء من القرآن .فقصدت هذا البلد ؛ فلم أجد عند أحد ممن سألته شفاء لما أردته .فلما خرجت في هذا الوقت قال لي قائل :ان بغيتك عند هذا الرجل ، فاتق الله وأفدني !فقال أبو الهذيل :فماذا أشكل عليك ؟ قال : آيات من القرآن توهمني أنها متناقضة ،وأخرى توهمني أنها ملحونة .قال :فماذا أحب اليك :أجيبك بالجملة ،أو تسألني عن آية آية ؟قال :بل تجيبني بالجملة .فقال أبو الهذيل : هل تعلم أن محمدا كان من أوسط العرب وغير مطعون عليه في لغته ،وأنه كان عند قومه من أعقل العرب فلم يكن مطعونا عليه ؟فقال : اللهم نعم !قال أبو الهذيل : فهل تعلم أن العرب كانوا أهل جدل ؟ قال : اللهم نعم ! قال :فهل اجتهدوا في تكذيبه ؟ قال ::اللهم نعم !قال : فهل تعلم أنهم عابوا عليه بالمناقضة واللحن ؟ قال : اللهم لا ! قال أبو الهذيل : فتدع قولهم على علمهم باللغة وتأخذ بقول رجل من الأوساط ؟ قال : فأشهد أن لا اله الا الله ،وأن محمدا رسول الله .قال :كفاني هذا .