الشاعر / عبد الله البردوني
اضغط هنا لتكبير الصوره
البردوني عبدالله ولد سنة 1348 هـ في قرية البردون في اليمن من أبوين فلاحين ، أصيب بالعمى بسبب الجدري في الخامسة من عمره ، وأسعفته الظروف بالدراسة في مدارس ( ذمار ) عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم ثم عُين استاذاً للآداب العربية في المدرسة ذاتها .
له من الشعر ديوان ( من أرض بلقيس ) وديوان ( في طريق الفجر ) ( ومدينة الغد )
عاش ضريراً يعيش مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه
ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته
والبردوني يحسن رسم الصور وابتكارها وهو مولع كثيراً بالإيحاء والرمزية وتشخيص التجريدات فللفجر شفاه وللمروج صدور وللربى أجفان وللربيع قلب
هذه النبذة من كتاب ( تاريخ الشعر العربي الحديث ) أحمد قنبش
مختارات من قصائده
لص في منزل شاعر
شكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غَرارهْ
لما أغرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضـاءَ الإغاره
لم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم تَرُعْ نومَ الحجاره
كالطيفِ جئتَ بلا خُطىً ، وبلا صدىً ، وبلا إشاره
أرأيتَ هذا البيتَ قزماً ، لا يكلفكَ المهـاره؟
فأتيته ، ترجو الغنائم ، وهو أعْرَى من مغاره
* * *
ماذا وجدتَ سوى الفراغ ، وهرّةً تَشْتَمُّ فاره
ولهاث صعلوك الحروف ، يَصوغُ من دمِهِ العباره
يُطفي التوقّدَ باللظى ، ينسى المرارةَ بالمـراره
لم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إلى القراره
* * *
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنَى الإمَارَه
يا لصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون رِبْحٍ أو خَسَارَه
لم تلقَ إلاّ خيبةً ، ونسيتَ صندوقَ السجـاره
شكراً ، أتنوي أن تُشرِّفنا ، بتكرارِ الزيـاره !؟
من ارض بلقيس
من هذه الأم الحنون ، والحبيبة الحسناء ، من هذه الفاتنة الراقصة على القلوب ، من هذا الفردوس الأرضي ، من هذه الحبيبة الغارقة في العطر والنور !!.
مِنْ أَرْضِ بَلْقِيسَ هَذا اللَّحْـنُ وَالوَتَـرُ
مِنْ جَـوِّهَا هَـذِهِ الأَنْسَامُ وَالسَّحَرُ
مِنْ صَدْرِهَا هَذِهِ الآهَـاتُ، مِنْ فَمِهَـا
هَذِي اللُّحُونُ ، وَمِنْ تَارِيخِهَا الذِّكَرُ
مِنَ « السَّعِيدَةِ » هَذِي الأُغْنِيَاتُ ، وَمِنْ
ظِـلاَلِهَا هَذِهِ الأَطْيَافُ وَالصُّـوَرُ
أَطْيَافُهَا حَوْلَ مَسْرَى خَاطِـرِي زُمَـرٌ
مِنَ التَّـرَانِيمِ تَشْدُو حَـوْلَهَا زُمَـرُ
مِنْ خَاطِرِ « اليَمَنِ » الخَضْرَا وَمُهْجَتِهَا
هَـذِي الأَغَارِيدُ وَالأَصْدَاءُ وَالفِكَرُ
هَـذا القَصِيـدُ أَغَانَيـهَا وَدَمْعَتُهَـا
وَسِحْرُهَا وَصِبَاهَا الأَغْيَدُ النَّضِـرُ
يَكَادُ مِنْ طُـولِ مَا غَنَّـى خَمَائِلَهَـا
يَفُوحُ مِنْ كُلِّ حَرْفٍ جَوُّهَا العَطِرُ
يَكَادُ مِنْ كُثْرِ مَـا ضَمَّتْـهُ أَغْصُنُهَـا
يَرُفُّ مِنْ وَجْنَتَيْهَا الوَرْدُ وَالزَّهَـرُ
كَأَنَّـهُ مِنْ تَشَكِّـي جُرْحِهَـا مُقَـلٌ
يُلِحُّ مِنْهَا البُكَا الدَّامِي وَيَنْحَـدِرُ
يَا أُمِّـيَ اليَمَـنَ الخَضْـرَا وَفَاتِنَـتِي
مِنْكِ الفُتُونُ وِمِنِّي العِشْقُ وَالسَّهَـرُ
هَا أَنْتِ فِي كُلِّ ذَرَّاتِـي وَمِـلْءَ دَمِي
شِعْرٌ « تُعَنْقِدُهُ » الذِّكْرَى وَتَعْتَصِرُ
وَأَنْتِ فِي حِضْنِ هَذَا الشِّعْـرِ فَاتِنَـةٌ
تُطِلُّ مِنْهُ ، وَحِينَـاً فِيـهِ تَسْتَـتِرُ
وَحَسْبُ شَاعِرِهَا مِنْهَا - إذَا احْتَجَبَتْ
عَنِ اللُّقَـا - أَنَّهُ يَهْوَى وَيَدَّكِـرُ
وَأَنَّـهَا فِي مَآقَِـي شِعْـرِهِ حُلُـمٌ
وَأَنَّـهَا فِي دُجَاهُ اللَّهْـوُ وَالسَّمَـرُ
فَلاَ تَلُـمْ كِبْرِيَاهَـا فَهْـيَ غَانِيَـةٌ
حُسْنَاً، وَطَبْعُ الحِسَانِ الكِبْرُ وَالخَفَـرُ
اتمنى ينال موضوعي اعجابكم
اضغط هنا لتكبير الصوره
البردوني عبدالله ولد سنة 1348 هـ في قرية البردون في اليمن من أبوين فلاحين ، أصيب بالعمى بسبب الجدري في الخامسة من عمره ، وأسعفته الظروف بالدراسة في مدارس ( ذمار ) عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم ثم عُين استاذاً للآداب العربية في المدرسة ذاتها .
له من الشعر ديوان ( من أرض بلقيس ) وديوان ( في طريق الفجر ) ( ومدينة الغد )
عاش ضريراً يعيش مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه
ونجد في شعره الوطني تعبيراً عن إيمانه العميق بوحدة اليمن الطبيعية وبالوحدة العربية ، ويشيد بالاتحاد الذي جرى بين مصر واليمن ( وأعتقد أنه شيوعي اشتراكي ) ونجد عنده ظلالا باهتة لقضية فلسطين وذلك كله بوشاح من الأسى والحزن مع سلاسة وعذوبة في وجدانياته وجزالة في حماسته ووطنياته
والبردوني يحسن رسم الصور وابتكارها وهو مولع كثيراً بالإيحاء والرمزية وتشخيص التجريدات فللفجر شفاه وللمروج صدور وللربى أجفان وللربيع قلب
هذه النبذة من كتاب ( تاريخ الشعر العربي الحديث ) أحمد قنبش
مختارات من قصائده
لص في منزل شاعر
شكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غَرارهْ
لما أغرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضـاءَ الإغاره
لم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم تَرُعْ نومَ الحجاره
كالطيفِ جئتَ بلا خُطىً ، وبلا صدىً ، وبلا إشاره
أرأيتَ هذا البيتَ قزماً ، لا يكلفكَ المهـاره؟
فأتيته ، ترجو الغنائم ، وهو أعْرَى من مغاره
* * *
ماذا وجدتَ سوى الفراغ ، وهرّةً تَشْتَمُّ فاره
ولهاث صعلوك الحروف ، يَصوغُ من دمِهِ العباره
يُطفي التوقّدَ باللظى ، ينسى المرارةَ بالمـراره
لم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إلى القراره
* * *
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنَى الإمَارَه
يا لصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون رِبْحٍ أو خَسَارَه
لم تلقَ إلاّ خيبةً ، ونسيتَ صندوقَ السجـاره
شكراً ، أتنوي أن تُشرِّفنا ، بتكرارِ الزيـاره !؟
من ارض بلقيس
من هذه الأم الحنون ، والحبيبة الحسناء ، من هذه الفاتنة الراقصة على القلوب ، من هذا الفردوس الأرضي ، من هذه الحبيبة الغارقة في العطر والنور !!.
مِنْ أَرْضِ بَلْقِيسَ هَذا اللَّحْـنُ وَالوَتَـرُ
مِنْ جَـوِّهَا هَـذِهِ الأَنْسَامُ وَالسَّحَرُ
مِنْ صَدْرِهَا هَذِهِ الآهَـاتُ، مِنْ فَمِهَـا
هَذِي اللُّحُونُ ، وَمِنْ تَارِيخِهَا الذِّكَرُ
مِنَ « السَّعِيدَةِ » هَذِي الأُغْنِيَاتُ ، وَمِنْ
ظِـلاَلِهَا هَذِهِ الأَطْيَافُ وَالصُّـوَرُ
أَطْيَافُهَا حَوْلَ مَسْرَى خَاطِـرِي زُمَـرٌ
مِنَ التَّـرَانِيمِ تَشْدُو حَـوْلَهَا زُمَـرُ
مِنْ خَاطِرِ « اليَمَنِ » الخَضْرَا وَمُهْجَتِهَا
هَـذِي الأَغَارِيدُ وَالأَصْدَاءُ وَالفِكَرُ
هَـذا القَصِيـدُ أَغَانَيـهَا وَدَمْعَتُهَـا
وَسِحْرُهَا وَصِبَاهَا الأَغْيَدُ النَّضِـرُ
يَكَادُ مِنْ طُـولِ مَا غَنَّـى خَمَائِلَهَـا
يَفُوحُ مِنْ كُلِّ حَرْفٍ جَوُّهَا العَطِرُ
يَكَادُ مِنْ كُثْرِ مَـا ضَمَّتْـهُ أَغْصُنُهَـا
يَرُفُّ مِنْ وَجْنَتَيْهَا الوَرْدُ وَالزَّهَـرُ
كَأَنَّـهُ مِنْ تَشَكِّـي جُرْحِهَـا مُقَـلٌ
يُلِحُّ مِنْهَا البُكَا الدَّامِي وَيَنْحَـدِرُ
يَا أُمِّـيَ اليَمَـنَ الخَضْـرَا وَفَاتِنَـتِي
مِنْكِ الفُتُونُ وِمِنِّي العِشْقُ وَالسَّهَـرُ
هَا أَنْتِ فِي كُلِّ ذَرَّاتِـي وَمِـلْءَ دَمِي
شِعْرٌ « تُعَنْقِدُهُ » الذِّكْرَى وَتَعْتَصِرُ
وَأَنْتِ فِي حِضْنِ هَذَا الشِّعْـرِ فَاتِنَـةٌ
تُطِلُّ مِنْهُ ، وَحِينَـاً فِيـهِ تَسْتَـتِرُ
وَحَسْبُ شَاعِرِهَا مِنْهَا - إذَا احْتَجَبَتْ
عَنِ اللُّقَـا - أَنَّهُ يَهْوَى وَيَدَّكِـرُ
وَأَنَّـهَا فِي مَآقَِـي شِعْـرِهِ حُلُـمٌ
وَأَنَّـهَا فِي دُجَاهُ اللَّهْـوُ وَالسَّمَـرُ
فَلاَ تَلُـمْ كِبْرِيَاهَـا فَهْـيَ غَانِيَـةٌ
حُسْنَاً، وَطَبْعُ الحِسَانِ الكِبْرُ وَالخَفَـرُ
اتمنى ينال موضوعي اعجابكم