أحمد ديدات
العلامة المسلم : ( أحمد ديدات ):
ولد الشيخ العلامة أحمد ديدات في مدينة سيرات بالهند عام 1918م ويبدو أن هذا العام كان عام مولد مجموعة من العظماء حيث ولد في ذلك العام أيضاً الزعيم الراحل ( جمال عبد الناصر )
ولكن الشيخ أحمد ديدات شاء القدر أن يذهب به إلى جنوب أفريقيا وهو في التاسعة من عمره ، حيث انتقل إلى هناك ليكمل باقي حياته مع ولده الذي انتقل بدوره سابقاً ليعمل هناك في جنوب إفريقيا.
وبسبب الظروف الإقتصادية العسيرة اضطر الشيخ العلامة أن يترك دراسته منذ الصغر. فلم يكمل
دراسته المرحلية المتوسطة، واضطر للعمل في عام 1934 كبائع في محل لبيع المواد الغذائية ، أي أنه كان في السادسة عشر من عمره في تلك المرحلة من حياته.
ثم عمل الشيخ كسائق في مصنع للأثاث في جنوب إفريقيا، وتدرج في عمله حتى أصبح مديراً لذلك المصنع الذي بدأ به سائقاً ز
ومنذ حداثة سن الشيخ وجد أن الكثير من طلاب الجماعات التبشيرية في جنوب إفريقيا تحاول جاهدة
بالقيام بتنصير المواطنين المسلمين هناك ، حيث استخدموا في هذا أساليب شتى : كالهجوم على المسلمين وعلى دين الإسلام وعلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،
وهناك في العمق أخذ الشيخ يسأل نفسه ، لماذا هذا الهجوم الذي ليس له مبرر منطقي أو عقلاني ، وشحذ تفكيره كيف يمكنه الرد عليهم بالحجج المنطقية والعلمية ، وثارت نفسه بالدفاع عن دينه ونبيه
الكريم وعن عقيدته التي هداه الله سبحانه أنها أفضل العقائد السماوية على الإطلاق ، ولا شك في هذا لكل راشد متعقل واعي ينشد الحق فعلاً
و في هذا المجال الدفاعي والبحثي في الرد على هؤلاء السفسطائيين ، كانت أول أبحاثه التي صدرت في كتابه الأول { ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم }
واستمر الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بالبحث عن الحقيقة وإقامة الحجة والدليل ضد كل من يشكك في الإسلام أو في نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، وجزاءاً وفاقاً لصدق نواياه الحسنة مكنه الله
من تأليف عشرين كتاباً تتحدث كلها في مجالات الدفاع عن الإسلام وأنه الدين الحق ، وعن شرف القيمة الذاتية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بل وزاد في بحوثه البرهانية والعقلانية حتى مكنه الله سبحانه من اثبات التناقضات الواضحة بين الأناجيل المسيحية الأربعة وسيكون بالتالي صحة التحريف والامنطقية بين تلك الأناجيل .
كما قام الشيخ رحمه الله ، بالقيام بالمناظرات المباشرة مع بعض القساوسة الذين سخٌروا من أنفسهم جنودٌ شيطانية للهجوم على الإسلام والمسلمين دون وجه حق، أو حتى أدنى مبادرة بأصغر إساءة
من فرد مسلم ضد أي فرد نصراني ،بالرغم من أن أهم مبادئ دينهم الذي دائماً يتشدقون به ويبادرون بقوله ( أنه من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ) ومع هذا فهم دائمي الهجوم منذ بداية الإسلام والمسلمين ، فرأى الشيخ الذي لم يتكمن من اكمال دراسته أنه في تلك المناظرات أعظم وسيلة لرد كيد ومغالطات مثل تلك الشرازم البشرية،فكانت أول مناظرة عالمية له في قاعة0 ألبرت هول0 في لندن
وفي منتصف الثمانينات كانت أقوى مناظراته مع القس 0جيمي سوكرت0 والتي كانت لها أصاء واسعة على مستوى العالم .
وكذلك قام الشيخ بجولات دولية لنشر الإسلام على مستوى دول العالم ، وقام كذلك ببناء مسجد في جنوب إفريقيا ومركز دعوة إسلامية عالمي ، وأنتج كذلك شرائط كاسيت قام بتوزيعها مجاناً للتعريف بالإسلام ونبيه الكريم والرد على كل مغالط ، وكافح التنصير في جنوب إفريقيا ، مستخدماً في كل هذا المبدأ الإسلامي السامي ، { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }وفي كل هذا كان مسالماً راجح العقل مثقفاً واعياً.
ومن البديهي أن تكون لمجهودات الشيخ الجادة أعظم الثواب من لدن رب العزة سبحانه ، حيث أثابه الله سبحانه بأن جعله وسيلة يسلم بها وبكتاباته وعلى يديه الكثير من البشر. وكيف لا وقد ظهر الشيخ وكافح في زمانٍ الماسك فيه على دينه كالماسك على جمرة . أجارنا الله من الفتن والفاتنين. أمين
ولا تزال مؤلفات الشيخ ومناظراته محل بحث وقراءة متفحفصة للحظتنا هذه ، وأياً كان الهدف فالمهم أنها أثبتت وجودها وقوتها .
وفي عام 2005 كانت لحظة الآنتظار التي انتظرها الشيخ طويلاً قد حانت حيث توفاه الله في ذلك العام ، وانتقل لجوار ربه بعد صراع طويل مع المرض أزاد الله فيه من تمحصه لقلب الشيخ وقدرته على الصبر على كل إبتلاء إلهي له. فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين وعن كل من أسلم وهداه الله على يديه و أكثر من أمثاله بيننا ومكننا من الثبات على ديننا دائماً وأبداً . أمين