الشّجاعية..هولوكوست في غزة
(آخر تحديث: 2014/07/26 على 18:48)
صورة: (ح.م)
بعد انتظار دام ساعات، تحركت فرق الإسعاف والدفاع المدني وكل الآليات والجرافات التابعة لبلدية غزة نحو حي الشجاعية في أول دقيقة من الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة فقط، بدأت من الثامنة صباحا وانتهت في الساعة الثامنة مساء.
[rtl] وقد سبقت قوات الاحتلال بداية الهدنة الإنسانية بمقتل 36 فلسطينيا في عدة غارات استمرت حتى الدقيقة الأخيرة قبل التهدئة، وأبرز ضحاياها مجزرة بحق عدة عائلات فرت إلى منزل وسط مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطنا معظمهم أطفال ونساء من عائلة النجار وإصابة العشرات جراء قصف المدفعية الإسرائيلية.[/rtl]
[rtl]عندما دخلنا إلى الشجاعية وجدنا أن معالم المكان تغيّرت، لم نعرف بداية شوارع بغداد والمنصورة المدمرة تماما، ولا بداية الحارات المدمرة من نهايتها، كثيرون من سكان الأحياء المدمرة بأطنان المتفجرات ومئات القذائف لم يعرفوا مواقع منازلهم التي تحولت لأكوام من الحجارة المتجاورة.[/rtl]
[rtl]يشار إلى أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة يسكنه نحو ألف فلسطيني، يتميز بالكثير من الحرف الصناعية المتوسطة النشطة، ويمتد الحي الكبير على مساحة أكثر من ثلاثة كم متراصة المباني التي تطل على السياج الفاصل، وحدود غزة مع الأراضي المحتلة. [/rtl]
[rtl]وأفاد وزير الأشغال العامة والسكن م. مفيد الحساينة، أن حصيلة حصر ـ أضرار الوحدات السكنية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت على تدمير قرابة ألفي وحدة سكنية بشكل كامل.[/rtl]
[rtl]وأضاف مكتب الوزير الحساينة في تصريح صحفي وصل "الشروق" نسخة عنه، أن العدوان أدى إلى تدمير جزئي طال 22600 وحدة سكنية منها قرابة 1700 غير صالحة للسكن في كل أنحاء قطاع غزة.[/rtl]
[rtl]المواطن "أبو محمد سكر" ترك منزله فجرا قبل عدة أيام مع أبنائه وأشقائه تحت لهيب المدفعية وضوء الغارات ونيران الانفجارات لا يملك إلا ما تمكن من الإمساك بأصابع الأطفال والنساء المرتجفة وباقي أيام عمره.[/rtl]
[rtl]تفقد المذهول منزله وورشته ـ لإصلاح السيارات ـ وهو يضرب كفا بكف، ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال المكلوم بجدران طالما سترته: لم أتمكن من سداد باقي ديون بناء الطابق الثاني من منزلي حتى الآن، ولم أفرح باكتمال البناء(...) حسبنا الله ونعم الوكيل.[/rtl]
[rtl]المواطن "سكر" في الخمسينات من عمره وزع أسرته وأشقاءه على ثلاث أسر من الأقارب والأصدقاء، وواصل حديثه البسيط والألم يعصر قبله دون أن تتمكن العين واللغة من التعبير: "لو بقيت ورشة تصليح السيارات ممكن أن نعود للعمل لتوفير قوتنا يومنا، لكن فقدنا مهنتنا ووسائلنا .. ولا يقدر على تعويضنا إلا الله".[/rtl]
[rtl]صور دمار كثير لتفاصيل كارثة حلت بأسر، هناك من فقد أسرته، أو من استشهد أقاربه، أومن جاء العدوان على بيته أو سيارته أو محله، وهناك من خسر مصنعه المتواضع الذي صمد في وجه الحصار، لكنه تحول لركام أمام العدوان.[/rtl]
[rtl]سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي حاولت البحث عن بقايا الحياة وجدت ما يزيد عن 30 جثمانا بينهم أطفال ونساء تحت الأنقاض من أصل 100 شهيد تحت البيوت المدمرة من في كافة مناطق قطاع غزة ولا زال البحث جار.[/rtl]
[rtl]وتفيد إحصائيات وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء الكلي ارتفع إلى قرابة 1000 شهيد نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.[/rtl]
[rtl]تجدر الإشارة إلى أن سبعة مسعفين استشهدوا وأصيب 26 آخرين منذ بداية العدوان رغم وجود تنسيق من الصليب الأحمر لدخولهم لإنقاذ الضحايا في المناطق الحدودية.[/rtl]
[rtl]وخلال جولتنا بين ركام بيوت الشجاعية التي طالما خرج منها القادة والشهداء ـ فلا يخلو عمود إنارة من صورة شهيد من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينيةـ، وجدنا الزميل الصحفي مطر الزق من سكان الشجاعية ليخبرنا بأنه استقر مع عائلته في مدرسة اونروا في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.[/rtl]
[rtl]وعبر لمراسل الشروق عن حجم التدمير، قائلا الشجاعية تحتاج لإعادة إعمار كامل، بعد ما حل بها من قصف متواصل على مدار أربعة أيام دون توقف استخدمت فيه المدفعية والدبابات والطيران الحربي بكافة أشكاله.[/rtl]
[rtl]وعن ظروف الإيواء داخل مدارس المؤسسة الدولية "أونروا"، أوضح شهود عيان أن الظروف كارثية جراء انقطاع المياه والكهرباء المتكرر، وتقسيم العائلات إلى كل 50 فردا داخل كل فصل.[/rtl]
[rtl]وذكر الشهود أن بعض المؤسسات قدمت لهم وجبات إفطار فاسدة، دون توزيع مواز لعدد الأفراد، وطالبوا بتكفل عاجل بهم من خلال توفير الحد الأدنى من ظروف الحياة وتوفير رعاية صحية أولية.[/rtl]
[rtl]يذكر أن قرابة 120 ألف نازح من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية فروا لمدارس الأونروا والمدارس الحكومية والمساجد والمشافي، فضلا عن من لجأوا لأقاربهم وأصدقائهم في أماكن بعيدة عن المناطق الحدودية، وينتاب الفارين من الدمار الخوف من تكرار مجزرة مدرسة الأونروا في بيت حانون شمال القطاع التي أدت إلى استشهاد 16 مواطنا وجرح 200 آخرين، رغم تنسيق الصليب الأحمر لخروجهم من المدرسة الحدودية.[/rtl]
(آخر تحديث: 2014/07/26 على 18:48)
صورة: (ح.م)
بعد انتظار دام ساعات، تحركت فرق الإسعاف والدفاع المدني وكل الآليات والجرافات التابعة لبلدية غزة نحو حي الشجاعية في أول دقيقة من الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة فقط، بدأت من الثامنة صباحا وانتهت في الساعة الثامنة مساء.
[rtl] وقد سبقت قوات الاحتلال بداية الهدنة الإنسانية بمقتل 36 فلسطينيا في عدة غارات استمرت حتى الدقيقة الأخيرة قبل التهدئة، وأبرز ضحاياها مجزرة بحق عدة عائلات فرت إلى منزل وسط مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطنا معظمهم أطفال ونساء من عائلة النجار وإصابة العشرات جراء قصف المدفعية الإسرائيلية.[/rtl]
[rtl]عندما دخلنا إلى الشجاعية وجدنا أن معالم المكان تغيّرت، لم نعرف بداية شوارع بغداد والمنصورة المدمرة تماما، ولا بداية الحارات المدمرة من نهايتها، كثيرون من سكان الأحياء المدمرة بأطنان المتفجرات ومئات القذائف لم يعرفوا مواقع منازلهم التي تحولت لأكوام من الحجارة المتجاورة.[/rtl]
[rtl]يشار إلى أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة يسكنه نحو ألف فلسطيني، يتميز بالكثير من الحرف الصناعية المتوسطة النشطة، ويمتد الحي الكبير على مساحة أكثر من ثلاثة كم متراصة المباني التي تطل على السياج الفاصل، وحدود غزة مع الأراضي المحتلة. [/rtl]
[rtl]وأفاد وزير الأشغال العامة والسكن م. مفيد الحساينة، أن حصيلة حصر ـ أضرار الوحدات السكنية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت على تدمير قرابة ألفي وحدة سكنية بشكل كامل.[/rtl]
[rtl]وأضاف مكتب الوزير الحساينة في تصريح صحفي وصل "الشروق" نسخة عنه، أن العدوان أدى إلى تدمير جزئي طال 22600 وحدة سكنية منها قرابة 1700 غير صالحة للسكن في كل أنحاء قطاع غزة.[/rtl]
[rtl]المواطن "أبو محمد سكر" ترك منزله فجرا قبل عدة أيام مع أبنائه وأشقائه تحت لهيب المدفعية وضوء الغارات ونيران الانفجارات لا يملك إلا ما تمكن من الإمساك بأصابع الأطفال والنساء المرتجفة وباقي أيام عمره.[/rtl]
[rtl]تفقد المذهول منزله وورشته ـ لإصلاح السيارات ـ وهو يضرب كفا بكف، ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال المكلوم بجدران طالما سترته: لم أتمكن من سداد باقي ديون بناء الطابق الثاني من منزلي حتى الآن، ولم أفرح باكتمال البناء(...) حسبنا الله ونعم الوكيل.[/rtl]
[rtl]المواطن "سكر" في الخمسينات من عمره وزع أسرته وأشقاءه على ثلاث أسر من الأقارب والأصدقاء، وواصل حديثه البسيط والألم يعصر قبله دون أن تتمكن العين واللغة من التعبير: "لو بقيت ورشة تصليح السيارات ممكن أن نعود للعمل لتوفير قوتنا يومنا، لكن فقدنا مهنتنا ووسائلنا .. ولا يقدر على تعويضنا إلا الله".[/rtl]
[rtl]صور دمار كثير لتفاصيل كارثة حلت بأسر، هناك من فقد أسرته، أو من استشهد أقاربه، أومن جاء العدوان على بيته أو سيارته أو محله، وهناك من خسر مصنعه المتواضع الذي صمد في وجه الحصار، لكنه تحول لركام أمام العدوان.[/rtl]
[rtl]سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي حاولت البحث عن بقايا الحياة وجدت ما يزيد عن 30 جثمانا بينهم أطفال ونساء تحت الأنقاض من أصل 100 شهيد تحت البيوت المدمرة من في كافة مناطق قطاع غزة ولا زال البحث جار.[/rtl]
[rtl]وتفيد إحصائيات وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء الكلي ارتفع إلى قرابة 1000 شهيد نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.[/rtl]
[rtl]تجدر الإشارة إلى أن سبعة مسعفين استشهدوا وأصيب 26 آخرين منذ بداية العدوان رغم وجود تنسيق من الصليب الأحمر لدخولهم لإنقاذ الضحايا في المناطق الحدودية.[/rtl]
[rtl]وخلال جولتنا بين ركام بيوت الشجاعية التي طالما خرج منها القادة والشهداء ـ فلا يخلو عمود إنارة من صورة شهيد من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينيةـ، وجدنا الزميل الصحفي مطر الزق من سكان الشجاعية ليخبرنا بأنه استقر مع عائلته في مدرسة اونروا في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.[/rtl]
[rtl]وعبر لمراسل الشروق عن حجم التدمير، قائلا الشجاعية تحتاج لإعادة إعمار كامل، بعد ما حل بها من قصف متواصل على مدار أربعة أيام دون توقف استخدمت فيه المدفعية والدبابات والطيران الحربي بكافة أشكاله.[/rtl]
[rtl]وعن ظروف الإيواء داخل مدارس المؤسسة الدولية "أونروا"، أوضح شهود عيان أن الظروف كارثية جراء انقطاع المياه والكهرباء المتكرر، وتقسيم العائلات إلى كل 50 فردا داخل كل فصل.[/rtl]
[rtl]وذكر الشهود أن بعض المؤسسات قدمت لهم وجبات إفطار فاسدة، دون توزيع مواز لعدد الأفراد، وطالبوا بتكفل عاجل بهم من خلال توفير الحد الأدنى من ظروف الحياة وتوفير رعاية صحية أولية.[/rtl]
[rtl]يذكر أن قرابة 120 ألف نازح من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية فروا لمدارس الأونروا والمدارس الحكومية والمساجد والمشافي، فضلا عن من لجأوا لأقاربهم وأصدقائهم في أماكن بعيدة عن المناطق الحدودية، وينتاب الفارين من الدمار الخوف من تكرار مجزرة مدرسة الأونروا في بيت حانون شمال القطاع التي أدت إلى استشهاد 16 مواطنا وجرح 200 آخرين، رغم تنسيق الصليب الأحمر لخروجهم من المدرسة الحدودية.[/rtl]